حنان سعيد12

5.7K 293 3
                                    

زى اى بنت عندها احلام ، كان حلم عمرى اقابل فتى أحلامى ف مكتبة ، مش مهم شكل المقابلة ، مش مهم إسم الكتاب اللى هيشهد أول لحظة ف قصتنا ، المهم انه يكون ف مكتبة وبين الكتب
- علشان كده بتروحى المكتبة كتير ؟
- نفسى اعملك بلوك من حياتى والله
الكتب عالم تانى ، عالم هادى ، خالى من المشاعر السلبية ، رغم ان القراءة دايما ف مخيلتى مج قهوة ، فيروز بصوت هادى جدا والصبح بدرى ، رغم كل ده انا مش بعرف أقرأ غير بليل ، ومش بعرف أقرأ وموسيقى شغالة جمبى
مش عارفة مين بيرسم الحاجات دى ف تفكيرنا
مسكت كتاب ملائكة وشياطين لدان براون - هاخد الكتاب ده
- دا محجوز
- مفيش غير نسخة واحدة منه ؟
- للأسف مفيش ، بس هطلبه
- يااريت بسرعة علشان محتاجاه
أقولكم سر ؟
النضج وحش ، كل مااتفهم كل ماتتعب ، كل ماهتحس ان الدنيا غلط ومتلغبطة وانك عايش ف مكان مش مكانك
ودا أسوأ احساس ممكن تحسه لو تعرف
علشان كده بهرب من كل ده ف الكتب ، ف تخيل العالم الأبيض اللى بحلم اعيش فيه ، او تخيل الأنا التايه ف ملكوت الله ومعرفش عنه حاجة
ممكن يكون بيعمل ايه دلوقت ؟ بيتفرج ع ماتش كورة مثلا ، أو ف خروجة مع بنت ومش عارف الأهبل انه مش هيكمل معاها علشان هو بتاعى انا ، او مثلا تايه ف الشوارع زيى ، بيقرأ ملامح الناس
انتبهت ع صوت أسماء وهى بتشدنى - حنان حاسبى
بس خبطت ف شخص برضو ، دايما أسماء بتلحقنى بعد ماالمصيبة بتقع
عينى وقعت ع الأرض ع كتاب ملائكة وشياطين ، كنت لسه هوطى اجيبه وانا فرحانة ، بس اتسمرت مكانى لما سمعت صوت وقفنى - متوطيش ف الشارع
وظهر ، مش عارفة مأخدتش بالى منه ازاى من وقت مااخبطت فيه ، ممكن بسبب الكتاب
مقدرتش ابعد عينى عنه ، وف حاجة كانت بتهمس ف عقلى " غضى بصرك يااغبية " ، الشمس كانت بتحضن عيونه فالعسل اللى فيها لغى عقلى اصلا
- أنا آسفة
- حصل خير
وسابنى ومشى
ايه ده ؟ مش هتعاكسنى ؟ ، طب مش هتدينى رقم تليفونك اعتذرلك تانى وكده !
- دا مشى يااسماء
- عندك سرعة بديهة
- بطلى رخامة ، وقفيه
- اقوله ايه ؟ انتى عبيطة
- شوفتيه وهو بيقولى متوطيش ف الشارع
- صداع من كتر الرجولة
كنت بحضن الهوا طول الطريق ، ريحته ف هدومى من يوم مااخبط فيا ، وبحلم بعيونه زى يتيم لقى حد يمسح ع شعره ويطبطب عليه
- مااحنا مش فاضين ، بقالك يومين قاعدة ع السرير كده ، قومى ورانا مذاكرة
- مذاكرة ونوم وكلية وكلية ومذاكرة وكلية ، كفاية بقى
- هنسقط يااحنان
- يلا نذاكر
مكنتش عارفة اركز ، أسماء مش بتعرف تذاكر غير ع اغانى وانا مبعرفش اركز كده ، سرحت لما فيروز قالت " غمضت عيونى خوفى لا الناس يشوفوك مخبى بعيونى " معرفش عنه غير عيونه ، لا إسم ، لا هوية ولا عنوان حتى ، بس مكنش عندى مشكلة افتح عيونى للدنيا علشان تشوفه ، علشان تعرف إن لسه ف جواها جانب حلو
بعد يومين روحت المكتبة تانى أسأل ع الكتاب
- اللى أخده رجعه إمبارح
- عيونه حلوة كده ؟
- ايه ؟
أسماء خبطتنى ف كتفى - بتقولك الكتاب الوانه حلوة
- هو كراسة رسم !
- خلاص بهزر معاك متبقاش قفوش كده
- قفوش !!
انا بخاف امشى مع اسماء بسبب كده ، بس بحبها اعمل ايه
اخدت الكتاب ومشيت ، كنت معتقدة إن أصعب حاجة الحب من طرف واحد ، طلع ف نوع اسوأ وهو انك تحب شخص متعرفش عنه حاجة ، لا هتقابله ولا هتشوفه ولا هتسمع صوته ، تايه ف بلاد الله كده
هو انا قولت تحب ؟ بحبه ؟
فتحت الشباك وعملت قهوة علشان أقرأ الكتاب ، اول مافتحته وقعت منه ورقة ، فتحتها لقيت مكتوب فيها " حتى قبل أن التقيكِ ، لم نكن أغراباً "
انا كنت بدور عليك ، ف كل شخص خبيت عيون قلبى عنه خوف لاحد يشوف قلبى غيرك ، ف كل شارع اتمنيت نمشيه سوا وكل جملة كان نفسى اقولهالك او اسمعها منك ، انا بدور عليك من وقت مااقلبى بدأ يفهم ، من وقت مالدنيا بدأت تضيق وملقتش غيرك نور
- طب والاهبل ده مكتبش رقم تليفونه ليه ع الورقة ؟ هتوصلوا لبعض ازاى دلوقت ؟
- متقوليش عليه أهبل
- يااحنينة
- أسماء حاولى تقدرى اللى انا فيه ، مش وقت رخامة
- طب مش كان يكتب اسمه طيب
- ماهو اهبل
- وحياة أمك ؟
- عارفة ف الأفلام ، صاحبة البطلة بتساعدها وبتفضل تهون عليها وكده ، انتى بتعملى فيا كده ليه ؟
مسكت شعرى - طلباتك كترت
- انا مصاحبة عبده موته والله
طول الشهر ده اتشغلت ف المذاكرة ، مكنش فاضل كتير ع الإمتحان ، اللى كان مصبرنى إنى بعد الإمتحانات هفضى وافكر براحتى ، وبعد مااخلصت إمتحانات معرفتش افكر ف ايه ، بروح المكتبة مرة ف الإسبوع تقريبا بعد كل كتاب بخلصه ، مفيش طريق يوصلنا ببعض اصلا
وقفت قدام رفوف كده أختار كتاب
- قرأتيله الحصن الرقمى ؟
بصيت ورايا وايديا من الخوف ماسكة ف طرف الفستان
- عجبك الكتاب ؟
- مقرأتهوش
كإنه اتصدم - مفتحتهوش ؟
فهمت انه بيسأل ع الورقة - لأ ، خالص ولا شوفت اى ورق اصلا
- مين جاب سيرة الورق ؟
- ايه ؟
- ايه !
بصيت للكتب تانى علشان كنت هتغابى واسأله - عيونك حلوة كده ليه ؟
- إسمى أحمد
- أيوة ، اهلا
- حنان بصيلى وانا بكلمك
بصيتله وانا مخضوضة - عرفت إسمى منين ؟
- كان لازم يكون إسمك حنان
- مش فاهمة
- طب نشرب قهوة وافهمك ؟
- ماانت صايع وحلو اهوه
- ايه ؟
- بقول لأ مش هينفع
- اللى تشوفيه
اللى تشوفيه ؟ ومشى كده ؟ يعنى انا مستنياه من شهرين ويقولى اللى تشوفيه ؟
- عملالى فيها محترمة ؟ بيقولك نشرب قهوة ، اشربى قهوة
- دا قالى اللى تشوفيه
- مبحبش انا النوع ده من الرجالة
- وانا اللى افتكرته هيضغط عليا لحد مااقوله طالما مصر ماشى ، يقولى اللى تشوفيه !
- ايه جو السبعينات ده ! انا هقوم اعمل قهوة
- محدش يجيب سيرتها ف البيت
انا فاهمة عمل كده ليه ؟ علشان تانى مرة لما يطلب طلب زى ده اوافق من غير تردد ، اوافق خوف ليسيبنى تانى
انا مش بحب حالة التوهان اللى انا فيها دى ، إفتكرت مقولة بيرتراند رسل " من بين كل أشكال الحذر ، الحذر ف الحب اكبر خطر يهدد السعادة الحقيقية " ، يمكن للسبب ده سبت قلبى ف مهب الهوا ومهمنيش يموت برد ، او يمكن لأنى كنت حابة اجرب الإحساس نفسه ، او علشان انا فعلا إتشديت ليه ، والسبب الأخير لوحده مصيبة
انا معرفهوش ، معرفش عنه حاجة ، معرفش اى خيط أمسكه يوصلنى ليه
من وقت ماشوفته واغنية " كل ده كان ليه لما شوفت عينيه ؟ " برددها وقلبى مغمض وعيونه حواليا ، ريحته لسه ف هدومى وصوته بيتردد ف ودنى مع صوت كل شخص بسمعه ، كإن الناس كلهم اتحولوا ليه ، او كإنه هو الناس كلهم
بقيت اروح المكتبة كل يوم ، وكل يوم بروح بوجع يكفينى لسنين قدام ، 3 شهور وانا ع الحال ده ، انا اللى دخلت نفسى المتاهة دى ، انا اللى حطيت قلبى تحت خطاوى الصدفة ومعرفش الصدفة هتحن إمتى وتجمعنا
- متعلقيش نفسك بالموضوع كده
- بس هو كتبلى ورقة ، يعنى هو كمان بيفكر زى مابفكر
- وهو فين من 3 شهور ؟
سؤالها نزل ع قلبى زى القلم ، إنت فين من 3 شهور ؟ من يوم ماروحى خبطت فيك وفضلت متعلقة بإيدك ؟
مبقتش اروح المكتبة تانى ، بتصل بيهم وهما بيبعتوا الكتب اللى انا عاوزاها ، انا مقطعتش خيوط القصة دى علشان من الأول مكنش ف طريق ، اوقات بزعل لإنى اتمنيت انها تكمل
- الكتب دى جت النهاردة
- ايوة انا طلبتها امبارح ، هاتى اشوفها
بصيت للعناوين بس أتأكد ان مفيش كتب ناقصة ، لقيت رواية " وحناناً من لدنك " وانا مطلبتهاش
بصيت لأسماء وكنت لسه هقولها انى مطلبتش الرواية دى ، لقيتها وقفت بسرعة وشاورت ع الرواية - الحقى مش دى صورة أحمد
لفيت الرواية وقلبى وقع لما شوفت الصورة
- روايته دى ؟
- مش عارفة ، بس عليها صورته وإسمه وانا مطلبتهاش ، انا مش عارفة بس تقريبا ..
- اهدى ف ايه ؟
من رعشة ايدى الرواية وقعت منها ووقع منها ورقة " بالتأكيد لم يكن لقاؤنا الأول "
لقيتنى بردد بتلقائية " حتى قبل أن التقيك لم نكن اغرابا "
لبست هدومى بسرعة ونزلت لنفس الشارع اللى قابلته فيه ، أسماء حاولت توقفنى بس معرفش ليه حسيت انى هلاقيه هناك
وصلت ووقفت ف نفس المكان ، انا وقعت قلبى هنا ، وقع من ايدى هنا ، وقع من ايدى لإيده
فوقت ع صوت الراديو من المحل اللى كنت واقفة قريبة منه " انا لك على طول ، خليك ليا ، خد عين منى وطل عليا "
وخد الأتنين واشوفك بس ، حتى بعد وجع القلب اللى انا فيه ده مش قادرة اقول ان احساس الحب بيوجع ، حساه دوا رغم انه مرضى الوحيد
اتحركت علشان امشى فوقفنى صوته - عجبتك الرواية ؟
قلبى الواقع ف ايده وقع تانى - مقرأتهاش
قال بصدمة - مفتحتهاش ؟
- لأ خالص، ومشوفتش اى ورق فيها
- مين جاب سيرة الورق ؟
- ايه ؟
- ايه !
- إسمى أحمد
- أيوة ، اهلا
- حنان بصيلى وانا بكلمك
بصيتله زى عروسة بخيوط وخيوطها ف ايده
- مش هتسألينى عرفت إسمك منين ؟
- كان لازم يكون إسمى حنان
- مش فاهم
- طب نشرب قهوة وافهمك ؟

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن