184 إيمان أحمد

3.1K 181 1
                                    

- هتفضلي تعيطي كدة كتير؟
"......
- هي النتيجة وحشة للدرجادي!؟
"......
- ولله راجع من الشغل تعبان و على أخري، فحرام عليكي تعب الأعصاب ده
شد الورقة من إيدي فجأة، فبصتله و أنا ماسكة نفسي بالعافية، اتصدم و بصلي شوية
- كنتي عايزة تجيبي ايه أكتر من امتياز مش فاهم!
أخيرًا أطلقت العنان لضحكاتي، ماما و طنط و آية و كل البيت كانوا هيموتوا من الضحك على ريأكشنه
رمى الورقة في الأرض بعصبية و جز على سنانه و هو بيقول: ما العيب مش عليكي
ضحكت و سألته: اومال؟
- بطلي استفزاز
شكله و هو متعصب بيتناسب طرديًا مع الضحك عندي
" لا بجد، اومال؟ "
رد بابتسامة رخمة: العيب على الحمار اللي صدق إن دحيحة زيك ممكن تجيب تقدير قليل و العيب على نفس الحمار اللي بقاله ساعة واقف يتحايل و يدادي و يواسي في معاليكي
" لا أوعى تقول على نفسك كدة، إنت جميل يا أحمد "
- أبو برودك و رخامتك
دخل أوضته و رزع الباب وراه، كنت عايزة أوقفه بس مقدرتش من كتر الضحك، طنط و عمو قعدوا يباركولي كتير و خلاص هانت، الباقيين كانوا فوق بيعملوا زي حفلة صغيرة لأشطر كتكوت
اتلهيت في الكلام معاهم و الشغل و مشوفتش أحمد من ساعتها، مريم جاتلي بالليل و بابا فضل يهزر معاها و يباركلها و كان جو جميل خالص لحد ما لاحظت إن أحمد مش موجود
- أكيد ضايقتيه بأي حاجة، ما إنتي نموك بيوقف لو مرخمتيش عليه
" ولله هو اللي قماص، ده كان هزار بسيط "
مريم: إنتي بتهزري هزار خفيف بردو!؟
" لا هو كان باين عليه إن في حاجة مضايقاه "
مريم بتلقائية: إنتي و مقالبك الرخمة طبعًا
يمكن بس هو اللي بيصدق بسرعة بردو بس دي أول مرة يضايق كدة، ما أنا من إحنا صغيرين و أنا بعمل فيه مقالب و برخم عليه و لا مرة خد موقف زي ده
" طب أنزل أشوفه؟ "
مريم: لسة بت...
" و لا أقولك هبصله من البلكونة "
دخلت أوضتي و طلعت البلكونة، كان في نور تحت، فحمدت ربنا إنه في أوضته و مخرجش بره، شوفته طالع للبلكونة، ففرحت
- يعني كان في إيدي ايه أعمل و معملتوش!؟
كان بيكلم حد في التيلفون، فمعرفتش أناديله، خوفت أطلع بره يكون خلص كلام قبل ما أرجع و معرفش أشوفه تاني
- كلمته، كلمته ميت مرة بس أبوكي صعب و رفض كتير، أنا ولله بحاول مش ساكت كل ما أشوف وشه بفضل أحايل، لا متتكلميش معاه في حاجة و بلاش نتقابل الفترة دي و لا يبقى في كلام كتير بينا عشان أبوكي بدأ يشك إن في كلام بينا
وقفت و أنا مصدومة و مش مصدقة اللي بسمعه، من امتى أحمد بيكلم بنات و مين دي اللي بيكلمها و...
كمل كلامه معاها و هو بيبتسم: حاضر هكلمه تاني و ربنا يستر و كل عشان خاطر عيونك بس
ابتسم أكتر و هو بيرد عليها: و أنا كمان بحبك جدًا
تقريبًا دي أصعب حاجة استوعبتها في حياتي، حسيت بإحساس غريب و كأن حد خطف مني حاجة بتاعي ... حاجة مينفعش تبقى له، لما الثابت الوحيد اللي في حياتكم يطلع متغير هو كمان
سمعت طنط بتناديله و بتقوله: هتفضل هنا طول الليل، مش هتطلع تبارك لإيمان، إنت مباركتلهاش لحد دلوقتي
- عاجبك اللي عاملته، كنت مسخرتكم النهاردة
ردت عليه: يووه يا أحمد، هى إيمان غريبة عليك و بعدين كانت بتهزر معاك مش أكتر
خرجت من أوضتي و أنا لسة مصدومة و مش عارفة أسيطر على عقلي، عمال يودي و يجيب و اسئلة كتير أوي وجودها من غير إجابة بيحرقني، معيطش بس كان في حاجة جوايا بتعيط غصب عني، عمري ما فكرت في حاجة ناحية أحمد و لا كان في بينا حاجة بس غصب عني لاقتني في الحالة دي و ده اللي كنت مستغرباه
هربت منهم و خرجت للبلكونة اللي على الشارع، مكنتش حابة حد يسألني مالك
- مالك!؟
اتخضيت لما سمعت صوته، فبصتله بتلقائية، كرر سؤاله تاني لما متكلمتش: مالك؟
" مالي! "
- متغيرة
رديت عليه بتريقة: إزاي!؟
- وشك مخطوف و كأنك كنتي بتعملي حاجة غلط و أنا قفشتك مثلًا، عينيكي حزينة و لا كإنك سقطتي النهاردة و بتبصلي كإنك أول مرة تشوفيني و واضح إني معجبتكيش
ختم كلامه بضحكة صغيرة، بيتكلم و كإنه يعرفني أوي و هو أصلًا يعرفني أوي أوي كمان، عيب اللي زيه إن اللي زي متعرفش تهرب منه، عمري ما عرفت أكدب عليه رغم إنه بيصدقني في حاجات كتير لكن عمري ما كنت مش كويسة و قولتله كويسة و هو صدق
- باين إن في حاجة عكرت مزاج البرنسيسة بعد ما استغفلتني الصبح و باين كمان إنها مش هتقدر تقولهالي
ابتسمت بتلقائية، طب يا ربي لما كنت بزعل من مريم أو بابا أو ماما كنت بجي أحكيله عشان هو بيعرف يطبطب عليا كويس و بيعرف يهون عليا و يفهمني سواء كنت غلطانة و لا لاء، دلوقتي بقى لما زعلي بقى بسببه هقوله إزاي و أصلًا مينفعش أواجه بحاجة زي دي لإنه لو كان عايز يقولي عليها من الأول كان قالي و بما إنه مقلش يبقى مش عايز و دي منطقته مينفعش مهما كان قربي منه إني أعديها
- يااه هى صعبة للدرجادي!
رديت بعد مجهود كبير مع لساني عشان ينطق: مفيش حاجة
- أهون عليا تقوليلي صعبة و مينفعش أقولك على إنك تقولي الكلمتين دول
حد يشيله من قدامي قبل ما افقد أعصابي و انفجر فيه و أقوله على كل حاجة و أعرف مين دي و بيحبها من امتى و بيقابلها فين أصلًا و ليه مقليش عنها قبل كدة
- طب قوليها بالفلسفة، بالأدب نثره أو شعره
ابتسمت، لا مفر لي منه ولله
" عندما تعتاد على أشخاص معينين أو حتى أماكن أو طرق معينة للحياة ثم تُنتَزع منك انتزاعًا، فإن هذا يترك مكانها إحساسًا فظيعًا مؤلمًا. "
ده حرفيًا كان إحساسي مع إضافات بسيطة، سيبته يفكر في الكلام و طلعتلهم بره، على كل حال هما أرحم من عينيه اللي واقفالي بالمرصاد دي
- إنتي متأكدة يا بنتي، مستحيل أحمد يعمل حاجة زي دي!؟
" هو عمل ايه يعني، ده بيحب ...
قاطعتني: لا يخبي، عمر أحمد ما يخبي حاجة زي دي، اللي مبيقدرش يعمله قدام الناس و يفتخر بيه مبيعملوش
" يعني أنا سمعت غلط يا مريم، ما أنا قولتلك على كل اللي سمعته"
سكتت شوية و معرفتش تقولي ايه و بعد كدة بصتلي بشك و قالت: ثانية واحدة هو أنا ليه شامة ريحة غيرة!
رديت عليها بسرعة لأحسن تفهمني غلط: لا أبدًا هغير ليه!؟ أنا بس مضايقة عشان خبى عليا حاجة زي دي
- فعلًا!؟
شكلها مقتنعتش أوي، فقولتلها: طبعًا
سمعت صوت أحمد و هو داخل من البوابة، أنا و مريم كنا قاعدين في البراندة تحت عند عمو و خالتو ( ملحوظة: أنا أعمامي و خالاتي ولاد عم أصلًا، 3 بنات و 3 رجالة و اجوزوا بعض)، عمي الكبير و خالتي اللي أنا قاعدة عندهم دول أكبر قصة حب و أجمل قصة حب سمعت عنها في حياتي
- ازيك يا مريم؟
سلم على مريم و باركلها على النتيجة عشان ملحقش يباركلها امبارح بعد ما شغلته باللي قولته، بصلي و سألني: مش هتفهميني الغرض من النص بردو؟
" مش إنت اللي طلبت الأدب نثره أو شعره و أديني جبتهالك بالسهل "
جه يرد مريم سبقته و استأذنت عشان نسيت تكلم باباها النهاردة و لازم تكلمه ضروري، قعد جمبي و قال: أنا بصراحة فهمت بس مش فاهم ايه علاقة جملة زي دي بيكي و كل اللي وصلتله إن ممكن مريم تكون هتسافر لباباها زي كل سنة و إنتي زعلانة عشان هتبعد عنك بس بعد ما شوفتها معاكي دلوقتي ما أظنش و بعدين ما هى كل سنة بتسافر و بتقوليلي عادي و بتقعدي تقرفني عياط و نكد لحد ما ترجع اشمعن المرادي هتخبيها في لغز و كلنا عارفين إن مبتعمليش كدة غير لما تبقي مش عايزة تقولي في ايه و أنا اللي محيرني الصراحة ايه الحاجة اللي مش عايزة تقوليهالي دي و إنتي مبتخبيش حاجة عني!

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن