29حنان سعيد

4.6K 223 3
                                    

من يومين كنت بفتح رسايل ال other كفضول مش أكتر ، غالباً مش برد إلا اذا كان الموضوع يستحق
لفت إنتباهى رسالة بسبب ضعف النت الإسم كان مختفى ، فتحتها لقيت مكتوب فيها كدا بالنص " أنا حلمت بيكى إمبارح وحلمت إنك بتسألينى ' إذا كانت المعضلة تشابك أرواح ، فكيف تُفك الروح من الروح ؟ ' ولما فتحت تانى يوم لقيتك منزلاه ع صفحتك ، انا مش فاهم ببعتلك كده ليه بس انا للحظة خوفت ومش هنكر انى فرحان "
فضلت فاتحة الرسالة ربع ساعة ، أخلصها وأقرأها تانى ، للحظة قررت ارد عليه بس ملقتش كلام فقفلت ونمت
تانى يوم فتحت علشان أقرأ الرسالة بس ، وقتها لقيت الإسم موجود عادى " AH med " أول حرفين من إسمه كابتل وواخدين مكان لوحدهم ، معرفش ليه فكرت إن حرف  H دا ليا انا ، فتحت الأكونت واتلغى من تفكيرى انه اكونت fake لما لقيت صوره وكومنتات ليه هو وصحابه عادى ، كنت عارفة ان اللى بعمله غلط بس انا نزلت صورتين ليه عندى ومش عارفة السبب رغم انى عارفة انى مش هقدر ابص فيهم اصلا
- سرحانة ف ايه ؟
- كنت لسه هناديلك دلوقت
وريت لماما الرسالة ووريتها الصور اللى انا مشوفتهاش
- ماشاء الله ، زى القمر
ضحكت - بجد ؟
- اه والله ، احلى منك
- شكرا يااست الكل
كان نفسى تقولى ارد ع رسالته ولا لأ ، تقولى رأيها حتى شيفاه بيكذب أو لأ ، بس هى سابت التليفون ف ايدى وراحت تنام ، انا متعودة من ماما ع كده ، مش بتقولى اعمل ايه ومعملش ايه ، بتسبلى القرار كأنها بتقولى انا واثقة فيكى بس حرفيا اول مرة احتاج تقولى اعمل ايه
بقيت انزل المستشفى كل يوم بعد مااكنت بروح 4 أياام بس ، باخد شيفتات زيادة وفعلا مش بقيت الاقى وقت افكر ف الموضوع اصلا
لحد لما بعتلى رسالة تانية - كنتى ف مستشفى الهدى إمبارح صح  !
مترددتش كتير قبل ماارد - أيوة
- شوفتك هناك
- ايوة انا بشتغل هناك
قالى من غير ماسأله - انا بقالى يومين محجوز فيها
كان ممكن أسأله ايه اللى تاعبه ، كان ممكن اسأله عن إسمه كامل علشان اشوفه بما انى هناك كل يوم
بس قولتله - ألف سلامة
وقفلت ، واتضايقت انه مبعتش رسايل تانى
افتكرت ان صوره معايا ، أقنعت نفسى انى هشوفه علشان اعرفه لما اروح المستشفى مش اكتر ، بس انا عارفة انى بكذب على نفسى
فضلت باصة لصورته وكلمة ماما بتردد ف ودنى " أحلى منك " أمى اللى مش شايفة حد ف الدنيا كلها أحلى منى ، شافته هو كده ، وانا كمان شوفته كده
تانى يوم ف المستشفى ، بحثت عن أسماء اللى اتحجزوا من يومين ومنهم 3 أشخاص بنفس الإسم ، لفيت كتير بس ملقتهوش ، لقيت الاتنين موجودين والشخص التالت مش موجود
بعتله رسالة بغيظ - إنت خرجت  !
رد بعدها بساعة - أيوة
- ومقولتش ليه ؟
- علشان مسألتيش
رميت التليفون ع السرير واتوضيت علشان اصلى ، لو كنت سبت نفسى كنت هكسر اى حاجة قدامى
عيطت وانا ع سجادة الصلاة ، أول مرة اطلب من ربنا انى متعلقش بالقصص دى ، مش عاوزة اسيب نفسى كده وافوق لما اقع ، بعد ماكنت بدعى انى أعيش وأحب زى كل الناس الطبيعية
انا مش طبيعية ، انا مريضة وعندى فوبيا من الناس ، عندى فوبيا من القرب والعلاقات ، بس مش هنكر انى كتير بتمنى اتنفس واجرى واطير ، كتير بتمنى اعيش
نمت ولسانى بيردد " اللهم لا تعلق قلبى بغيرك " علشان كنت عارفة ان قلبى هيقع ع وشه
صحيت على رسالة منه - أنا آسف متزعليش
- هزعل من ايه !
- بس انتى زعلانة يااحنان
- إسمى مس حنان ، وزعلى ورضايا ميخصش حد
- ماشى ياامس حنان ، ع العموم انا سبتلك رسالة ف المستشفى ، ابقى قطعيها
قرأت الرسالة ومردتش ، نمت وكنت ناوية مروحش المستشفى بسبب استفزازه ده ، بس صحيت ساعة بدرى عن كل يوم ، لبست من غير ماافكر وروحت
ماانا فعلا هقطعها ، هقرأها وأقطعها ، هقرأها وارميها ف الورق الكتير اللى معايا ، هقرأها وأحطها بين الكتاب الأقرب لقلبى ، مسكت دماغى وانا ف الأتوبيس ، كان هينفجر من كتر التفكير
اول مااوصلت أسماء إستقبلتنى وهى بتضحك - ف ولد حلو اوى سابلك رسالة معايا ، اختارنى انا من بينهم كلهم ، والله بيفهم
- هاتيها
- انتى عبيطة ؟ هتعزمينى الأول ع اى حاجة
- أسماء هاتى الورقة مش وقت رخامة
- كلمة كمان وهفتحها واقرأها والله
خلصنا اليوم وعزمتها ع قهوة ، فضلت ساعة وربع تشرب فيها
- هو عصير يااماما ؟
- بحب اشربها بهدوء كده
- حبى ف البيت عندكم انا مش فاضية
- طب مين صاحب الرسالة ؟
- ابويا يااسماء ، ابويا صاحب الرسالة
- الناس خلقها بقى ضيق اوى يااجدع
حطت الرسالة ف ايدى - بس نصيحة متضيعهوش ، علشان لو سبتيه انا مش هسيبه
اول ماسابتنى ومشيت فتحت الرسالة بسرعة
" مفيش تناقض ان قلبك يتعلق بربنا ويحب حد من عباده ، احنا اتخلقنا علشان نحب ، مش ده كلامك ؟ "
دا كلامى ؟ اول مااروحت فتحت صفحتى ، وكل بوست اقرأه اعيط ، انا بكتب اللى مش عارفة اعيشه ، بكتب اللى نفسى اعيشه ، انا معنديش جناحات
بعتله رسالة - معرفش ليه بعتلى الرسالة بتاع حلمك ، معرفش ليه ظهرت ف حياتى اصلا ، بس انا مش عاوزة حد فيها ، انا مكتفية كده ومش عاوزة حد ، متحاولش تعمل حاجة تلفت انتباهى علشان انا خدش كمان وهقع ، حلفتك بالله تبعد
- كذابة
- مش هتفرق
- كذابة علشان هتفرق
- عاوز ايه ؟
- عاوزك تبطلى كذب ، عاوزك تعترفى دلوقت انك مش قادرة تكملى لوحدك
عيطت وكأنى اول مرة اعيط ، حضنت المخدة مكنتش عارفة علشان اكتم بيها صوتى ولا علشان كنت محتاجة حاجة تحضنى
- انا لوحدى ، انا طول عمرى لوحدى ، محدش هنا ، حياتى زحمة ومحدش فيها ، مليش صحاب ، انا عايشة بقالى 20 سنة اتسند على نفسى وتعبت ، مبقتش قادرة
هما فاهمين انى مبسوطة وان حياتى كاملة ، انا قلبى بيوجعنى لما حد بيقولى " نفسى اكون زيك يااحنان " انا بدعى ربنا محدش يكون زيى ،  انت فاهم وجع انى اقفل باب قضيت عمرى كله بحاول افتحه  !
متمشيش ، بالله ماتمشى
معرفش ازاى نمت ، محستش بحاجة اصلا ، لما صحيت لقيت التليفون ف ايدى مفتوح ع الشات بينى وبينه
ورسالة منه - صباح الخير
لما قرأت الشات ، عيطت تانى ، حسيت انى كنت متخدرة امبارح علشان اكتب كل اللى كتبته ده ، عملتله بلوك وصليت ، فضلت استغفر كتير ، اول مرة ذنبى يكبر كده ، اول مرة ابقى وحشة للدرجة دى واقرف من نفسى
- حرماً
إبتسمت لما سمعت صوت ماما - جمعاً إن شاء الله
- عيونك منفخة ليه ؟
- نمت متأخر بس
قعدت جمبى ومسكت ايدى - لما بنتخلق بيكون قدامنا مسارين اتنين بس يااحنان ، مسار اغلب اللى حوالينا ماشين فيه ، ومسار تانى قلة ماشية فيه ، اللى احنا بنقول عليهم عكس التيار
انا مشيت ف المسار اللى اهلى وصحابى مشيوا فيه ، مشيت علشان لقيتهم ماشين فيه مش حب ف المسار نفسه ، بس انتى من زمان عيونك كانت ع المسار العكسى ، وانا سبت ايدك تمشى فيه ، كنت عارفة انك هتتعبى بس مقدرش انكر انك صح وانى كنت اتمنى اقدر اقول لأ زيك
- بس انا مش عايزة اتعب ، انا مش عايزة امشى ف طريق مفيهوش ونس
- يبقى هتعيشى زيى ، هتتجوزى علشان المفروض تتجوزى وتخلفى علشان المفروض تخلفى ، ممكن متكونيش مبسوطة ف حياتك بس هتعيشى علشان مفيش اختيار تانى
سكتت شوية وبعدين قالت - ف حاجة انتى نسيتيها ، الفرق بين طريقك وطريقى إنك مينفعش تخافى ، إنك قررتى تعيشى لنفسك ، بس إنتى خايفة
إترميت ف حضنها وكملت العياط اللى مكملتهوش إمبارح ، مفيش مخلوق مش عاوز يحب ويتحب ، يلاقى سند يترمى ف حضنه يوم ماتضيق ، أنا بس مشكلتى إن ف حاجة ماسكة ف قلبى وربطاه ، خايفة ليطير ومقدرش أتحكم فيه تانى
- مش قولتيلى مرة إننا مش بنختار اللى ف حياتنا ، هما بيفرضوا نفسهم علينا ؟
- لأ ، إختيار وجودهم بإيدنا ، بس إختيار مكانتهم بإيدهم
فكيت البلوك ، من غير تفكير برضو ، إستنيت طول اليوم إنه يبعت رسالة يلومنى فيها حتى
فضلت إسبوع مستنياه يتكلم ومتكلمش ، بكل ذل الدنيا كنت بفتح الشات بينى وبينه وأقرأه ، بفتح صفحته واشوف صوره ، هزاره مع صحابه ، بيهزر وبيضحك ؟
مش جديد عليا نومى معيطة اصلا ، بس الجديد إنى اول مرة اعرف سبب دموعى دى ، للحظة ندمت انى فكيت البلوك ، للحظة ندمت إنى مستنياه
صحيت على صوت رسالة منه ، قلبى إنتفض قبل ماافتحها ، نسيت انى عيطت بسببه شهر ونص ، نسيت انى كنت بكرهه إمبارح
- أقول صباح الخير عادى ولا بتتقمصى منها ؟
مجاوبتش ع سؤاله وقولتله إنى من اكتر من شهر مكنش ف صباح علشان هو مكنش موجود ، بعتله أغنية لأم كلثوم وقفلت ، لبست وروحت الشغل وانا قلبى طاير وبيغنى
" بعيد عنك حياتى عذاب ، متبعدنيش بعيد عنك "  
- دا خير إن شاء الله ، فرحانة كده ليه ؟
- مفرحش يااسمسم ؟
- لا إفرحى بس اعرف ف ايه برضو ؟
- عارفة انتى لو ذكية شوية هحكيلك كل حاجة ، بس للأسف
- بسطيلى الموضوع وهفهم
- بكلمة بسطيلى دى أشك والله
خرجنا من المستشفى سوا ، وقفت فجأة لما سمعت صوته
- مقولتيش برضو بتتقمصى ولا لأ
إبتسمت ومسكت ايد أسماء وايدى بتترعش
همست - أمشى أنا ؟
- أوعى تعمليها ، إقفى معايا
- لو وقفت هحبه والله
سابت ايدى وشاورتلى برخامة - هستناكى ترنى ، مش هسيب التليفون من ايدى
مسكت ف فستانى وحسيت ان ايدى عرقت والشنطة تقلت فجأة ومقدرتش ابصله وكنت هعيط
وقف قدامى - هو السؤال صعب كده ؟
- أنا كنت .. ، نسيت ارد ، قصدى كنت ه..
- إهدى طيب ؟ أمشى ؟
رديت بسرعة - لأ ، قصدى عادى إمشى ، أو بص..
- طب إهدى ف ايه ؟
إبتسمت وانا مش قادرة آخد نفسى اصلا - انا هادية ، انا بس اتخضيت
- حلوة الأغنية
بصيت لطرف الفستان وسكت
- وحلو الفستان
بصيتله ومقدرتش ارد
- وحلوة جداا ف الخمار
- إمشى
- أمشى ؟
- آه إمشى
ضحك - كذابة تانى
مشيت وسيبته ، مكنتش حاسة بخطوتى ، قلبى كان ورايا بيضحك وانا ماشية بدونه وجسمى كله بيدق
دخلت اول كافيه قابلنى ، كنت حاسة انى هقع ف الشارع لو كملت كده
إتصلت بأسماء بسرعة - إنتى فين دلوقت ؟
- أنا ف الأتوبيس قربت أوصل ، إنتى فين ؟
- أنا ايدى بتترعش وعاوزة اعيط
- طب اوقفه وارجعلك طيب  !
- لأ ، خليكى معايا بس
- صوتك بيترعش كده ليه ، هو عملك حاجة ؟
- لأ خالص ، أنا متوقعتش اشوفه فمخضوضة بس ، خلاص بقيت كويسة
خرجت وروحت البيت من غير ماابص ورايا ، خفت اشوفه ، او بصراحة خفت مشوفهوش فازعل
فتحت وكتبت " أذنبت بالنظر إليه فعاقبها الله بحبه "
بعتلى رسالة - بس إنتى مبصتليش
- ليه جيت النهاردة ؟
- كان المفروض آجى إمتى ؟
- ليه جيت أصلا
- علشان انتى مستنيانى
سبت التليفون من ايدى ، علشان انا عارفة انى فعلا كنت مستنياه ، انى فرحت انى شوفته ، انى اتمنى اشوفه كل يوم ، وان ف جزء منى هيقع لو مشى
فوقت من تفكيرى فيه على صوت رسالة منه
- أقولك حاجة ؟ انا بقرألك من سنتين ، بس طول الوقت ده متوقعتش اشوفك واكلمك ، او محلمتش اصلا علشان عارف إنه مش هيتحقق 
- هسأل نفس السؤال تانى ، ليه جيت دلوقت ؟
- علشان حلمت فكان لازم احقق
- ودلوقت عاوز ايه ؟
- عاوزك تبطلى خوف
- بس انا مش خايفة
- وتبطلى كذب
- طب خليك
- مش همشى والله
- بتحلف ؟
- بحلف تانى ، مش همشى والله
سكت ، فبعت رسالة بعدها بدقيقة - هينفع اقولك بحبك ولا بتتقمصى ؟
حضنت المخدة لما ام كلثوم قالت " وقابلتك إنت لقيتك ، بتغير كل حياتى ، معرفش ازاى حبيتك ، معرفش ازاى يااحياتى "
غمضت عيونى ، كان العالم هادى جداا وقتها ، الحياة كانت لطيفة وحلوة زى نسمة هوا
- اصحى بقى كل ده نوم
فتحت عنيا
- ياابنتى اصحى بقى ، بقالى ساعتين بصحى فيكى
- هى الساعة كام ؟
- الساعة 10
قومت بسرعة - يالهلى الشغل
رجعت قعدت ع السرير تانى وانا بضحك - النهاردة أجازة صح 
مسكت التليفون أشوفه بعت رسالة ولا لأ ، ملقتش رسايل بينا اصلا ، فتحت الصور وملقتش صوره ، قعدت فترة ع مااستوعبت ان كل ده كان حلم ، احيه انا كنت بحلم ؟
- مالك ع الصبح ؟
- حلمت حلم حلو اوى
قعدت جمبى - حلمتى بإيه ؟
- حلمت إنى بحب
ضحكت - هو ده الحلم الحلو ؟
- لأ هو اللى كان حلو
- مين ده ؟
- أحمد
- قومى يااحنان اتوضى وصلى الله يرضى عنك
نمت تانى وانا بضحك ، والله كان حلو اوى هى مش مصدقة ليه
من فترة طويلة محستش بجمال الصبح كده ، حسيتنى بجناح ، كان بس فاضل سما ، أقصد كان فاضل وجوده
فتحت صفحتى وكتبت " رأيتك حلماً "
دقيقة واحدة وظهرت رسالة ف ال other
" انا حلمت بيكى إمبارح ، حلمت إنك بتسألينى " إذا كانت المشكلة تشابك أرواح ، فكيف تُفك الروح من الروح " وفتحت تانى يوم لقيتك منزلاه ع صفحتك ، انا مش فاهم ببعتلك ده ليه ، بس انا للحظة خوفت ومش هنكر إنى فرحت "
* حتى قبل أن ألتقيك لم نكن أغراباً *

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن