100 رحمة طارق

5.2K 184 1
                                    

ركبت الطيارة فرحانة إن المؤتمر خلص أخيرا بقالي أسبوع
غايبة عن أمي وحشتني أوي أوي، منكرش إن إستفدت كتير جدًا، كفاية أني حطيت رجلي علي أول الطريق وإعتمدت علي نفسي.
قعدت علي الكرسي الي برا وكان فيه شاب قاعد جنبي من جوا كان نفسي اقعد مكانه أوي بحب دائما اقعد جنب الشبابيك، طب أقوله ولا لأ ؟

- أحم، لو سمحت.
كان مغمض عيونه فتحها ببطئ وبصلي
- حضرتك بتكلميني؟
- اه
- نعم
- ممكن.. يعني نبدل الكراسي؟
إبتسم بسماجة - ليه؟
كتمت غيظي وكملت - علشان بحب أقعد لجوا.
- حضرتك أحنا مش في ملاهي هنا هو أيه الي بحب أقعد لجوا دا أيه شغل الأطفال دا !
- بس..
- دقيقة
نادا علي المضيفة وجات بسرعة.

- ممكن تغيري كرسي الإنسة لأي واحد تاني يكون جنب شباك؟
- نعم!!
ردت بأسف - سوري يافندم مينفعش.
- أوكاي.

بصتله بغيظ لقيته بصلي ببرود ورجع دماغة لورا
ورجع لوضعيته الأولي..
- علي الأقل حاولت.

فضلت قاعدة بنفخ ومضايقة جدًا، وغصب عني..دمعت!
ممكن يكون موقف تافهه جدا بس أنا بتأثر بسرعة
او يمكن متعودتش إن حد يكلمني بأسلوب دا أبداً

                                 ____________
بعد ما نزلت من الطيارة كانت سلمى صاحبتي مستنياني في الفطار، اول لما شفتها جريت عليها بسرعة وفرحة..

- حمدلله على السلامة يا رحمة، وحشتيني أوي.
حضنتها بلهفة - والله يا سلمي وانتِ كمان عاملة أيه وأمي واخبارها أيه؟
- أمك بخير الحمدلله يا حبيبتي يلا ..أيه دا معقول!!
- في أيه؟
لقيتها بتجري لفيت لقيتها بتسلم علي شخص..هو!
جات عليا ومعاها الكائن اللزج دا.
- رحمة أعرفك دكتور زين، وانت يا زين دي دكتورة رحمة صاحبتي من زمان وبنشتغل في مستشفي واحدة
مد أيده يسلم، فغصبت على نفسي وسلمت..
- أهلا بيكِ.
- أهلا وسهلا.
                                   ____________

نزلت بالليل كان نفسي في شكولاتة جدًا، ممكن أبان طفلة شوية هو شويتين صراحة،بس بحب أعمل الحاجة إلي نفسي أعملها من غير قيود، من غير تفكير في بكرا
اليوم لازم يتعاش كأنه أخر يوم وبكرا ؟ هو احنا ضامنينه!
جبت وجيت ارجع علي البيت طقت في دماغي أني
أقف علي الكورنيش دلوقتي، سرحت في شكل الماية والهوا اللطيف و...
- واقفة لوحدك ليه يا قمر؟

إتفزعت وإترجيت ربنا أنه يكون وهم، حد قرب ولسه هيمسك دراعي لقيت نفسي بجري، فضلت أجري وأجري وهو ورايا بيصرخ علشان أقف، دموعي مغرقة وشي..
كل الأفكار السودة كانت عبارة عن خيوط إتجمعت علي شكل غطا أسود غما عنيا بقسوة، وقعت علي الأرض وحسيت برجلي بتنزف،  وسمعت صوت ضحكته من بعيد
وفجأه.. كل حاجة وقفت اه خيالي الي صورلي كدا...
  عربية سودا وقفت بسرعة وشاب نزل جري بيهجم علي الحيوان التاني وأنا متنحة..اصوات زعيق وشتيمة
حطيت إيديا علي وداني وغمضت عيوني جامد
وانا رافضة ..يا رب يكون حلم ..هو هو حلم.

- خلاص مشي أهدي مفيش حاجة.
فتحت عيوني لقيته قاعد جنبي علي الرصيف ومادد أيده
بمنديل..
- زين؟
ضحك بخفوت - الصدف شادة حيلها معانا شوية
ملامحه إتغيرت وشفت نظرة قلق في عيونة
- أنتِ كويسة؟
رديت بتعب - لحمدلله.
- طب تعالي أوصلك.
- شكرا بيتي علي أول الشارع.

وقفت بالعافية وداريت ألم رجلي بصعوبة
رغم اي حاجة في الدنيا، بكره الشفقة
ليها طعم مرة مبحبش ادوقة ولا أدوقه لحد
- ممكن سؤال؟
- إتفضل
- أيه نزلك من بيتك في وقت زي دا ؟
ملامحي إتغيرت وطلعت الشكولاته من الشنطة بفرحة
- كان نفسي فيها اوي فنزلت أجبها تاخد.
_نزلتي علشان شكولاتة؟!
إستغربت نبرة الهجوم دي  - اه
- أحية
- نعم؟
بصلي بغضب  - أنتِ مجنونة ولا هبلة ولا جنسك ايه بالظبط؟!  عاوز أفهم من ساعة ماشوفتك اول مرة وانا بقول  أكيد دي بتصتنع..لكن للاسف فعلا هبلة.
- احترم نفسك
_بلا احترام بلا زفت علي دماغك نازلة الساعة ١١ من بيتك وواقفة علي الكورنيش بالليل وعايزة الناس تفكر إزاي ها؟
واحد شاف واحد واقفة علي الكورنيش في الوقت دا
هيفكر في أيه غير في تفكير زبالة زيه، لا ومش بس كدا لا الهانم المحترمة المتربية لما حد يعرض عليها أنه يوصلها بدل ما تزعقله لا ترد برقة وتقولة علي مكان بيتها لا وو...بتعيطي؟!!
- من فضلك كفاية كدا انا مقصد..
بدون ذرة تفكير ضربته بالقلم ومن غير ولا كلمة مشيت جرى على البيت.
                                         _________
                                      

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن