195 رحمة طارق

3.5K 134 1
                                    

- كل دا نوم؟ يلا الشمس طلعت.
فتحت عيني وابتسمت بروقان - ماما، صباح الـ...
قعدت على السرير بسرعة - ماما أنتِ جيتي أمتى؟
ضحكت وهي خارجة من الأوضة - شكلك لسه نايمة.

لسه نايمة أية أنا.. إية دا !
أخدت بالي من شكل الباب الغريب.. أنا.. أنا فين؟
قومت بالراحة من السرير واتلفت حواليا ببطء، سرير من حديد متعلق فيه ورد، دولاب من زمن تاني على شكل قلب، وستاير بيضا بتطير برقة مع الهوا..
أنا في أوضة سحرية !
ضحكت بذهول وأنا بدور حوالين نفسي وفجأة وقفت قدامي مراية طويلة.. مين دي؟
قربت ببطء من المراية وحطيت ايدي على شعري، صفيرتين وفستان وردي من الحرير !

- بس.. بس.
سمعت صوت غريب بيهمس من مكان قريب وفجأة سمعت صوت حجر خبط في شيش البلكونة!
فتحت البلكونة بسرعة وشهقت - زين !
- أنتِ لسه صاحية دلوقتي؟ مش ورانا شغل.
- زين أنت.. أنت معايا هنا؟
- هنا فين؟ في الشارع؟
- شارع أية، أنت فاهم أنت فين؟
بص حواليه - أنا في بيتي، تحديدًا في بلكونتي.
- بيتك! دا مش بيتك.. مش بيتنا.
- بيتنا ! أنتِ بتحلمي وأنتِ صاحية كمان؟ ربنا يصبرني.
- بحلم !
بصيت على ملامحه لقيتها مختلفة شوية، نفس الهيئة الطبيعية مع اختلاف طريقة الكلام، نبرة الصوت، وطريقة اللبس.. هو زين ومش هو في نفس الوقت. 
- أنا فعلا شكلي وقعت في حلم.

قعدت قدامها أفطر معاها وأنا شبه مبتسمة، ازاي ممكن أعيش حلم بالطريقة دي؟ بيت جميل قديم في مكان يشبه حواديت جدتي، فطار يناسب أميرات، إبريق شاي، وعصافير داخلة من الشبابيك بتطير في كل حته.

- ماما.
رفعت راسها عن فنجان الشاي فابتسمت بدموع حقيقة.
- أنا مبسوطة إنك معايا.
لمست ايدي وقالت بصوت دافي - أنا دايمًا معاكي.
هزيت راسي وقومت وقفت وقبل ما أشيل الأطباق وقفني صوتها - لا لا مفيش وقت، يلا على شغلك.
- شغلي !
مكنتش عارفة أقول إني مش عارفة أنا بشتغل أية، للأحلام قوانين وأنا هنا مجرد دور في حلم واجب عليا أسايره لنهايته.. لسبب حدوثه.
- أيوة فاضل عشر دقايق، يدوب تلبسي وتنزلي مع زين.
وقفت عند باب اوضتي - لحظة.. هو زين نازل معايا؟
- مالك يا رحمة النهاردة؟ ما طبيعي تنزلوا سوا، مش بتشتغلوا سوا.
ضحكت بتوتر - أيوة صح، أنا بس ممكن أكون مرهقة، هدخل ألبس هدومي يا ماما و.. هدخل.. هدخل.

دخلت الأوضة وقفلت الباب ورايا وانا بتنفس بصعوبة، طيب دلوقتي مفروض أنزل مع زين الي مش عارفة دوره إيه في الحلم دا غير إنه تقريبا جاري.. زي زمان!
قعدت على السرير أفكر، برا عالم الحلم زين جاري وصديق عمري، بس الاختلاف إننا في الحلم دا كل واحد له بيت مختلف، وفي الحقيقة بيتنا واحد لأنه.. جوزي.

- يلا رحمة
رديت من ورا الباب - حاضر يا ماما.
ردد صوت غريب ورايا بتريقة - حاضر يا ماما.
اتخضيت ولفيت بسرعة أدور على مصدر الصوت، لحد ما شفت عصفورة بتقرب لحد ما وقفت على إيدي.
- يلا إلبسي، مفيش وقت تضيعيه.
رمشت بعيني وضحكت - أنتِ بتتكلمي؟ ازاي؟
- مفيش في الحلم أسئلة، افتحي دولابك والبسي فستانك، الوقت مش هيستناكي.
- فستاني !

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن