28حنان سعيد

4.8K 294 5
                                    

- وقّع
- ح.. حنان أنا..
رفعت السكينة في وشه - بقولك وقع
- طب هنتفا..
- لا يابيبي مفيش تفاهم، أنا طلبت منك بالأدب تتجوزني، هتعملي فيها بقى الديناصور المنقرض وترفض !
- والله مش رافضك، انا اصلا مش عاوز اتجوز
- مش بمزاجك
- أنا واحد صايع وبتاع بنات
- طب ماهو أنا بنات
- قصدي يعني بلعب بالبنات، واحد منحرف من الآخر
- انت هتصاحبني وتحكيلي أوجاعك، إحنا هنخرج دلوقت قدامهم، عاوزة الضحكة تاكل وشك كله، أول ماتخرج توقع وإلا واللي خلق الخلق السكينة هتدخل من ناحية تخرج من الناحية التانية
- أنا لو اتجوزتك هخونك
- مش لما اسيبلك نفس تخوني، أصل أنا مش هقعد سنة ونص أكراش عليك في صمت وفي الآخر سيادتك تقولي مش بتاع جواز، أخليك أنا بتاع جواز
- أنا بس جيت علشان حلفت إني آجي، بس أنا..
- لا لا احنا هنعيط زي العيال الصغيرة ولا ايه ؟ يلا ياقلبي استهدى بالله ووقع على العقد.
احنا هنقضيها تحايل، قولت مرة بكراش عليه، يبقى يحترم نفسه ويجي يتقدملي، مجاش ؟ اجيبه انا اتشليت أنا ولا ايه !
وقع وكان قاعد مكشر، مش مشكلة كشر براحتك، هضحكك أنا دلوقت
همست - أحمد بوسني من راسي وقولي مبروك زي مابيعملوا
- ..
- طب قوم أحضني ويكأنك بتحارب بقالك كتير علشان توصلي وكده
- ..
- طب ابتسم طيب
- والله لو هزتيني دموعي هتقع، ارحميني واسكتي
- ليه يابيبي بس، دا احنا داخلين على أيام قمر
- مش عاوز ادخل في حتة، مش عاوز
- ماقولنا مرة مش بمزاجك بقى متعصبنيش عليك، أحمد ماما جاية تباركلنا اضحك بدل ماضحكك غصب عنك
- يعني خطفتيني وهددتيني وسكت، حببتي أهلي فيكي وجبتيني بيهم غصب عني وبرضو سكت، خلتيني أوقع بالعافية ومتكلمتش، هضحك كمان غصب عني ؟ أعملها ازاي دي
شاورتله على الشنطة اللي فيها السكينة - تعملها كده، ها هتعرف ولا أعلمك ؟.
هو بيحبني بس مش واخد باله، وأنا بقى ربنا خلقني علشان أخليه ياخد باله.
- ذوقك زي الزفت ماشاء الله، دي ألوان تعملها في الشقة !
- معلش، مكنتش أعرف اني هتهبب اتجوزك فمعرفش ذوقك
- اديك عرفت، استنى نخلص من دوشة يومين الفرح دول وكل القرف ده هيتعدل
- قرف !
- يعني كلمة زفت عادي ووجعتك اوي كلمة قرف ؟
- أنا هدخل أنام أحسن
- مش هتتعشى معايا يابيبي ؟
- يييييييييه، مش هطفح.
هو أكيد الفرحة مخلياه مصدوم، بس أنا عذراه، هو كان يطول يتجوز واحدة زيي، قمر وفرفوشة، هيلاقي زيي فين !.
- أحمد
خبى وشه بالمخدة - مات
- انت بتعاملني كده ليه ؟ أنا عملتلك حاجة ؟
قعد - لا لا متعمليش فيها طيبة، الحركتين دول تعمليهم على أمي، بس انا الوحيد اللي عارف حقيقتك
- أخص عليك يابيبي، يعني أنا مش طيبة ؟
- قومي لاطلقك
- هتعمل ايه ياحليتها !!
- نهار مش فايت ! انتي بتردحي !
- ماانت اللي عصبتني، وبعدين لازم تعاملني حلو، علشان ولادنا ميتعقدوش
- ولاد مين !
- ولادنا يابيبي !
- بيبك ازاي يعني ؟ وبعدين ايه ولادنا دي ! لا انا مش بتاع عيال.
- انت كنت بتاع جواز ؟
- لأ
- حلو اوي، ودلوقت اتجوزت، دلوقت انت بتاع عيال ؟
- لأ
- حلو برضو اوي، هتبقى بتاع عيال
- انتي جنسك ايه ؟ معندكيش اخوات رجالة تخافي يتعمل فيهم كده ؟ طب مش خايفة على ولادك بعدين بنت تردهالهم ؟
- قوم ياأحمد وبطل شغل العيال الصغيرة ده، أنا مغصبتكش تتجوزني
- نعم !
- قصدي يعني مضغطش عليك
- نعم ياعنيا ؟
- أقصد ان كل ده كان محض ارادتك
وقف ومسكني من شعري - أهو أنا بقى هسمح بأي حاجة إلا دي، مين يابت اللي كان ماسكلي السكينة زي عبده موتة يابت
- أنا أنا سيب شعري
- ومين يابت اللي خطفني هو وشوية الصايعين اللي معاه أول مرة
- أنا والله سيب بقى
- ومين يابت اللي كل يوم يقابل أمي ويكأنها صدفة ويكلمها علشان تحبه
- يوه ياأحمد دا انت قلبك أسود أوي
- ومين اللي كان هيقتلني علشان أوقع !
رفعت راسي - هي دي رفقاً بالقوارير اللي الرسول قالهالكم ؟ بتمسكني من شعري ؟
- قوارير ايه ياأم قوارير، دا أنا اللي قارورة بالنسبالك.
مش مهم، طالما كل حاجة ماشية زي ماأنا مخططة يبقى مش مهم، دلوقت ندخل على خطة انه يحبني، الراجل بيحب البنت الكيوت، الهادية، اللي بتسمع الكلام، يحس انها انثى من الآخر، بس وانت جيت ملعبي.
جهزت الغدا وفضلت في الأوضة طول اليوم مخرجتش، مرخمتش، مضغطتش، عملت شعري ديل حصان ولبست نضارة القراءة ويكأني عميقة.
هو أكيد هيحس بغيابي دلوقت، أصل أنا مش بسيبه من اول مابيجي من الشغل لحد مابينام، ودلوقت بقالي أكتر من 4 ساعات في الأوضة مكلمتهوش.
شوية وخبط على الباب وبعدين دخل - انتي مش هتاكلي ؟
- انت جعان أجبلك الأكل ؟
- لأ مش جعان ومش عاوز حاجة
ابتسمت - ماشي ياحبيبي، اقفل الباب وانت خارج بقى.
فضل متنحلي شوية، غلبان مش متعود على الهدوء ده، وبعدين خرج.
تاني يوم جهزت الفطار وصحيته بهدوء، مصرختش في ودنه زي كل يوم، يخربيتك انت حلو وانت صاحي من النوم كده ليه !، طب مش كان ليا حق لما خطفتك ؟
ابتسمت - صباح الخير
- ص .. صباح النور
- قوم يلا البس على ماجهز الفطار علشان متتأخرش على شغلك
جيت اتحرك أمشى فوقفني - هو انتي كويسة ؟
- أيوة، الحمد لله، قوم يلا علشان متتأخرش.
خرجت من الأوضة وكنت عاوزة اسقف من الفرحة، هيتهبل مني ياعيني.
- مش بتاكل ليه ؟ مش عاجبك الأكل ؟
- لأ، بس انتي بقالك اسبوعين .. قصدي يعني مبقتيش .. أقصد ..
- يلا علشان شغلك، ولما تيجي نتكلم براحتك.
أنا عارفة انه حس بفراغ، مش حبني لأ، بس أنا كنت كل شوية بزن جمبه، بيقعد في مكان بيلاقيني لازقة فيه، بيعمل اي حاجة بعمل معاه وفجأة كل ده اختفى فحس بفراغ، شوية شوية هو اللي هيجي يبدأ كلام، وهو اللي هيحب اني ارخم عليه تاني، دي نظرية وطبقتها ولازم تنجح غصب عنه، قصدي هتنجح بإرادته لاني انثى لطيفة ومش بغصب حد على حاجة.
- أنا هعمل حاجة دافية أعملك معايا ؟
- لأ شكرا ياأحمد
كان المفروض يخرج، بس دخل وقعد قصادي - هو انتي بتقرأي ايه ؟
خلعت النضارة - دا كتاب نظريات
- بتحبي تقرأي أصلا ولا بتقرأيه لهدف يعني ؟
كده دخلنا في مرحلة التعرف على بعض، ماهو أنا للأسف مدتهوش فرصة للتعارف.
- بحب أقرأ، وبحب الرسم جداً كمان، انت بقى بتحب ايه ؟
مسح على شعره بإيده - لأ انا مليش في الجو ده، أنا بحب ألعب كورة.
- طب ما دي موهبة، مش لازم الناس كلها تتشابه في الحاجات اللي بتحبها
- وبحب الطبخ كمان، وبعرف أطبخ، بس هو مش بيبقى في فرصة
ابتسم ووقف مرة واحدة - بكرة الجمعة ومفيش شغل، ممكن أعمل الغدا أنا ؟
ممكن أنا أقوم أحضنك ؟ هحضنك واقعد تاني والله.
- خلاص اتفقنا، بكرة انت عليك الغدا وأنا هقعد اتفرج على الماتشات بدالك
ضحك - انتي بتحبي تتفرجي على الكورة ؟
- جداً
طبعاً كذابة، لا بطيقها ولا بطيق أسمعها أصلا، بس بقالي فترة - ودا تحت بنود الخطة - بحفظ أسماء اللاعيبة، وبتفرج عليها، القاعدة الأولى والأهم في العلاقات، انه ميحسش بملل معاكي، ودا هيجي لما تشتركوا في نقطة تتكلموا فيها، هتكون دي نقطة الاتصال، أسكت ؟ لأ طبعاً طلبت من أخواتي يعلموني البلاي ستاشين، وبقى كل يوم الساعة 8 في حرب بيني وبينه.
بقاله شهر هو واللي بيدخل يطلب مني نلعب أو نتفرج على فيلم، أو حتى نخرج، يلا ياكوكو بقى حبني علشان احس اني انتصرت.
- بس ومعنديش صحاب تانين
ضحكت - صحابك كلهم صايعين ماشاء الله
- بس رجالة، وانتي بقى مين أقرب حد ليكي ؟
- ماما، أكتر شخص قريب ليا، وأسماء كمان تقريبا الوحيدة اللي بتفهمني بعد ماما
- بس ؟
- بس، معنديش غير صاحبة واحدة.
قال بسرعة - طب وأنا ؟
قلبي دق جامد، كنت عاوزة ابتسمله أوي وأقوله وانت الوحيد اللي حبه دوخ أهلي كده
- وانت ايه ؟
بص قدامه - مفيش.
شوية وبصلي تاني - انتي محبتيش قبل كده ؟
- حبيت كتير
- كتير !
- أيوة، مرة وأنا في ابتدائي، بس مكانش حب طفولة أنا فعلا كنت بحبه ورسمت حياتنا سوا كمان والله
- طب هو فين ؟
- ماهو لما طلعت الثانوي حبيت واحد تاني
- بتهزري !
- لا والله، حبيته فترة الثانوية كلها، بس هو دخل كلية وأنا دخلت كلية
- وطبعاً حبيتي في الكلية
- لأ، في الكلية كنت واعية وعاقلة، كنت بكراش بس
- يافرحة قلبي بيكي، كملي
- خلاص كده
- هو ايه ده اللي خلاص كده ! طب وأنا فين ؟
- انت فين ايه ؟
- انتي محبتنيش !
اتنهدت - مش هنكر اني غلطت في حقك، وان تصرفي ده مكانش ينفع يتعمل بس..
- تصرف ايه وزفت ايه دلوقت، انا بسألك سؤال واضح، انتي محبتنيش !
- ايه ده ؟ يعني انت مش زعلان من اللي أنا عملته ؟
- لأ ياستي مش زعلان، جاوبي بقى
اتاوبت - بكرة بقى علشان هموت وأنام ومش قادرة
- لأ هتردي عليا الأول وبعدين نامي
قومت - تصبح على خير ياأحمد، متنساش تطفي نور الصالة قبل ماتنام.
أنا أيوة خطفته، وبهدلته وغصبته يتجوزني، بس دا مش معناه ابدا اني معنديش حياء واني اعترفله بحبي قبل هو مايتعرف، اكتر حاجة بحبها في نفسي هي الالتزام بالمبادئ.
- حنان انتي نمتي ؟.
لا يابيبي بفكر فيك والله، قاعدة بعد النجوم أهوه.
بهدلت شعري ويكأني كنت نايمة، قفلت عيني شوية وقومت فتحت الباب
- ايه ياأحمد انت لسه صاحي ؟
- أيوة، قصدي .. انتي نايمة ليه لسه بدري
- الساعة 2 ياأحمد !
- ماشي ماهو مفيش حاجة بكرة نصحالها بدري
- طب هكمل الحلم وأجيلك
- حلم ايه !
دخلت وقعدت على السرير - ياربي كنت بحلم حلم حلو اوي.
قعد قصادي - كنتي بتحلمي بإيه ؟
- بص ياسيدي، أنا كنت لابسة فستان لونه أسود، بس كان شكله تحفة عليا، وكنت عاملة تسريحة جميلة أوي في شعري ولابسة تاج كمان، كنت لوحدي بليل وقاعدة على البحر، تقريباً كنت بشرب قهوة
- قاعدة بشعرك على البحر !
- في الحلم، كنت بحلم
- تمام، كملي
- وبعدين شوفت واحد من بعيد، وحبيته على طول
- ياسلام ! حبتيه على طول ازاي ! هو في حد بيحب على طول
- ياأحمد دا في الحلم، الحلم كله على بعضه كان ساعة، فكان لازم أحبه على طول علشان الوقت ضيق.
- آه صح، كملي معلش
- وبعدين هو بصلي بس مكنتش شايفة ملامحه من بعيد، الدنيا كانت ضلمة جدا، وأول ماقرب وكنت هشوف وشه
- ها
- حضرتك صحتني
- ماهو أكيد أنا
- لأ مكانش شبهك
- مش شبهي ازاي ! وبعدين انتي مشوفتيهوش أصلا علشان تعرفي شبهي ولا لأ
- أيوة بس لو انت، كنت حسيت في الحلم وكنت هلبس طرحة
- ياسلام ! يعني قدام الراجل الوحيد اللي عادي متلبسيش طرحة قدامه، هتلبسي قدامه
- دا في الحلم
- بت، قومي علشان مش جايلي نوم ومش هقعد لوحدي
- لأ لأ هنام متضغطش عليا
- هتقومي ولا اجيبك من شعرك
- هقوم.
كده الأدوار اتقلبت وأحمد هو بقى الشرير، بقى هو اللي بيضغط عليا ويرخم عليا وكل شوية يكلمني وكل مااقعد في مكان يجي جمبي، وكنت منشكحة أوي بصراحة.
- يلا ادخلي البسي
- ياأحمد مش عاوزة أخرج
- مش بمزاجك
- ماانا لو خرجت هخرج مكشرة ومش هنفرح
- خلاص هختارلك فستان وتلبسيه، ونفضل هنا
هزيت راسي، وهو بيختار كنت عارفة انه هيخرج فستان أسود منفوش، خرجه فعلاً وسابه قدامي
- يلا البسيه وأنا  هستناكي بره.
قومت لبسته، ويكأني بحقق الحلم اللي محلمتهوش أصلا، أنا فعلا اول مرة شوفت فيها أحمد كنا على البحر بس هو مأخدش باله مني، وكنت لابسة دريس لونه أسود بس بخمار أزرق عليه.
بعد نص ساعة خبط، كنت بسرح شعري
وقف قدامي شوية، قولي اني حلوة، يلا قول، قول متنحش.
ابتسم - ناقص تاج
- وناقص بحر
قعدني وقعد على الأرض قصادي - بس في حورية
- لا ياعم مش حورية، الحوريات بتخطف
ضحك - ياسلام ؟ ماعلينا، قوليلي بقى، كان شبهي ولا لأ
- هو مين ده !
- اللي كان في الحلم
- يوه ياأحمد هو أنا فاكرة
- هتفتكري
- لأ مش فاكرة صدقني، وبعدين أنا أصلا ذاكرتي ضعيفة
- لأ فكري وهتفتكري وبصيلي وانتي تفتكري
- لأ انا مبتغصبش على حاجة
- لأ تتغصبي عادي جدا، انتي كنتي عاوزة تلبسي الفستان ؟
- لأ
- حلو أوي، ودلوقت لبستيه، دلوقت انتي فاكرة ؟
- لأ
- حلو برضو أوي، هتفتكري
- خلاص افتكرت، مكانش شبهك
- نعم ياحيلتها !
- انت هتردحلي ؟
- ماانتي اللي عصبتيني.
- خلاص عاوز ايه دلوقت
- قولي انه شبهي وانه أنا، وانك بتحبيني
- وافرض مش بحبك
- لأ بتحبيني وهتحبيني زيادة عن اللي بتحبهولي كمان
- ليه بقى ان شاء الله !
- علشان أنا بحبك.
أنا ماشية ورا شعار " لا تردد ولا استسلام " فلو فاكرني هضعف من الكلمة دي يعني، فانت عندك حق أنا فعلا ضعفت.
وقفت - لا ياأحمد احنا متفقناش على كده، انا مش بتاع حب
- ماهو مش بمزاجك هو
مسك توكه لسان وحطها جمب رقبتي - قولي انك بتحبيني
- أح.. أحمد أنا..
- بقولك قولي
- طب هنتفا..
- لا يابيبي مفيش تفاهم، انا طلبت منك تحبيني بالأدب، هتعملي فيها الديناصور المنقرض بقى وترفضي !
حنان الشريرة كانت بتشاورلي من بعيد، فأرسلت لها قبلة في الهواء.

" حتى قبل أن التقيك، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن