167 حنان سعيد

2.9K 166 3
                                    

- طب أنا آسف.
- ..
- مش هعمل كده تاني، خلاص بقى.
- ..
- إنتي زعلك رخم ليه كده؟
- تصبح على خير.
- متكبريش الموضوع بقى
بصيتله تاني - أكبر الموضوع ! هو الموضوع مش كبير ؟ أنا تافهة وبكبر المواضيع صح !
- دلوقت هتزعلي مرتين، مرة على الموضوع نفسه، ومرة علشان هقولك أيوة انتي تافهة.
- طيب طالما أنا تافهة بقى وانت صح، وشايف انه عادي تقفل موبايلك طول اليوم وتولع الكلبة اللي راميها في البيت وانت بتضحك مع صحابك بره، فمتصالحنيش، سيبني زعلانة
- طب ما أنا قولت أنا آسف.
- ماشي، وأنا قولت تصبح على خير.
لو نفس الموقف اتعمل في أي وقت تاني معتقدش اني كنت هزعل كده، المشكلة اني أصلًا متضايقة بقالي فترة، وكمان كان وعدني نخرج وبعدين قالي مش فاضي وأنا مبحبش كده، دلوقت من الصبح من وقت شغله قافل الموبايل وداخل البيت الساعة 10، اللي هو مش مهم انتي بقى تقلقي ولا اولعي يعني عادي خالص.
- حنان انتي نمتي ؟
- أيوة نمت.
- أومال بتردي عليا ازاي !
- اللي يخليك تسألني وأنا نايمة اذا كنت نايمة ولا لأ، يخليني أرد عادي.
- ما خلاص بقى متبقيش رخمة.
- طيب
- طب بصيلي علشان أصالحك
- تعرف تنام ؟
- وانتِ زعلانة ؟
- هعيط من كتر الحنية بجد.
معرفش زعلانة بسبب الموقف ولا علشان عمته ضايقتني كالعادة، ولا علشان حاسة بخنقة وتعب أصلا، حاسة ان في حاجة جوايا وعاوزة أصرخ علشان تطلع.
- حنان.
اتعدلت وقعدت علشان يسكت، بس أول مابصيتله مقدرتش أمسك نفسي وعيطت جامد، كنت محتاجة أعيط!
- أنا آسف والله، والله ماهعملها تاني، أنا حمار خلاص بقى.
الحلو في أحمد أنه بيسبني أخرج اللي جوايا، يعني كل مرة بيسبني أهدى وبعدين بيتكلم في موضوع تاني خالص لحد ما أنا أفتح الموضوع اللي مضايقني أصلًا، هو بيعمل كده من غير قصد بس تقريبا دي ألطف حاجة بيعملهالي.
المرة دي اتكلمت لوحدي - أنا مش هكشف تاني ولا هروح لدكاترة تاني، بس برضو مش هستحمل كلمة من حد وخصوصًا من عمتك، إني مبخلفش دي حاجة متعبنيش، ومش هس..
- هي ضايقتك!
- مبتكلمش عن اللي فات، بتكلم عن اللي جاي.
- أيوة برضو أعرف هي بتقولك ايه.
- انت هتسيب موضوع انك مزعلني وتمسك في موضوعها هي! ما إنت سايبني طول اليوم لوحدي.
حضني - خلاص بلاش دكاترة تاني، ومش هعمل كده تاني والله، شوفي اللي يريحك بس.
- طب متعاملنيش حلو علشان مضعفش وأصالحك.
- انتِ كنت بتاكلي نكد وانتِ صغيرة يا بنتي!
أنا عمري ما اشتكيت لأحمد من حاجة تخص أهله، وكنت مقررة إني مستحيل أعملها كمان، بس فعلا مكنتش قادرة أمسك نفسي، كنت مخنوقة وتعبانة أوي، معرفش ليه هي بتعاملني كده، دايمًا بتصر تتكلم عن حمل بنتها قدامي ولو سألت في حاجة بتقرأ المعوذتين بصوت عالي، احنا مش في سباق، ربنا رزقها نعمة الحمل، ممكن يكون حرمها من حاجة عندي ومش عندها، ممكن تكون حامل بس جوزها بيعاملها وحش، أنا مش حامل وأحمد بيعاملني حلو، هو تفاوت واختلاف نعم مش أكتر لكن احنا مش في سباق.
- مش هتأخر والله، لو متضايقة من نزولك متنزليش، ولما آجي ننزل تحت سوا، لو عمتي طلعت هنا وضايقتك مترديش علشان خاطري، أنا هبقى اتكلم معاها، و..
ابتسمت - إيه يا أحمد في إيه.
- الوصايا العشر قبل ما أنزل.
- وراك رجالة متخافش.
- طيب يا لمضة.
بعد نزوله بساعة واحدة عمتي طلعت، كنت مستنياها والله، ماهو أنا لما مش بنزل هي بتطلع، ميصحش برضو يوم يعدي من غير ماتنكد عليا يعني.
- إيه منزلتيش ليه كنا مستنينك.
- تعبانة بس شوية.
- ياه أخيرًا، نقول مبروك؟
- تقولي مبروك على ايه؟
- مش بتقولي تعبانة!
- ودي حاجة تفرح يعني!
كنت فاهمة بتتكلم عن ايه، خليكي هادية ياحنان، شاطرة استغفري لحد 10 ومترديش.
- هقوم أعملك حاجة تشربيها.
وقفت - لأ، أنا كنت جاية اتطمن عليكي بس.
فرحت بالكلمة أوي وكنت لسه هرد بس كملت - وكمان كنت هقولك غيري الدكتورة يمكن العيب فيها.
اتكلمت بهدوء - لا العيب مش في الدكتورة، أنا اللي مش بخلف.
شهقت - متقوليش كده، عيب.
ضحكت - عيب إني مش بخلف؟ خلاص هصلي الضهر دلوقت وأقول لربنا عيب تخلقني مش بخلف.
بصتلي شوية بعصبية وبعدين سابتني ونزلت، أنا مش زعلانة يارب عادي، أصلًا عندي رزق كتير والله، هاجي بقى على حاجة واحدة حرمتني منها واتكلم، دا يبقى معنديش دم، صدقني أنا مش زعلانة، كل اللي منك حلو، راضية ومش زعلانة يارب، عيطت، سامحني بس أنا زعلانة وقلبي واجعني!
- شوفتيني جود بوي إزاي؟ من الشغل للبيت ومن البيت للشغل.
- حمد الله على السلامة
- الله يسل .. إنتي معيطة !
- عاوزة أطلب منك طلبين.
قعد قدامي - قولي.
- لو في يوم حسيت إنك محتاج ولاد، أو عاوز تتجوز تاني، أو مش هتقدر تكمل كده، عرفني بس أول مالإحساس ده يجيلك، علشان حقك.
- والطلب التاني؟
- تفكر قبل ما ترد.
- بس أنا فعلًا عاوز ولاد، كنت عاوز أول ماعرفتك، وعاوز دلوقت، ولسه الأمنية عندي كمان، هو اللي فاقد عضو معين مثلًا مش بيتمنى يكون سليم؟ اللي بيضيع منه حلم مش بيفضل يتمنى إنه يتحقق؟
- وأنا مش معترضة إننا ننفصل.
- يبقى مفهمتيش حاجة، اللي بيفقد عضو بيتمنى تحصل معجزة وربنا يرزقه بالعضو اللي ناقص، مش بيسيب جسمه كله يا حنان.
- إيه ده أنا كنت مقررة أقلبها نكد، هتحب فيا بقى وتخليني أرجع عن قراري!
- أنا دوستلك على ديل يابنتي! هتنكدي عليا ليه! وبعدين قومي بقى علشان جعان أوي.
اتحركت علشان أخرج بس وقفت تاني وبصيتله - أحمد إنت بتحبني أوي؟
- قد ما إنتِ بتحبي الموز كده.
- ياااه، كل ده حب!
الكلام وإنت مش في الموقف نفسه، بيختلف تمامًا لما تجرب، لو واحدة قالتلي إن ربنا حرمها نعمة الحمل، هقولها أكيد في خير عندك كتير، بصي للحلو اللي في حياتك، ولعل المنع خير ليكِ، والمسكنات اللي بنقولها لبعض، بس حاليًا حاسة إني مكسورة، وطلعت ضعيفة كمان ومش مستحملة نظرات حد ليا، كنت متوقعة اني قوية ولو حد قالي كلمة هردهاله عشرة، بقيت اتخبى منهم وكإني عاملة ذنب، دا مش ذنبي، ربنا كاتبلي كده وأنا راضية علشان بحبه.
" هو يارب ممكن تغير القدر وترزقني ولاد؟ استغفر الله سامحني، مقصدش والله، بس أنا حاسة بتعب، هما مزودنها عليا بدل مايصبروني، طب هطلب طلب واحد وبس، يعني لو مش مكتوبلي متخليش أحمد يوجعني علشان هو الوحيد اللي مش هستحمل وجع منه، أقصد صبره أو حلها من عندك، هطلب طلب كمان وآخر طلب، صبرني أنا كمان علشان أوقات بضعف وبيأس، هطلب آخر طلب بجد، أنا عاوزة ولاد"
- انتي لسه صاحية!
- كنت بصلي.
- دعتيلي؟
- مش هشتمك وأنا لسه مخلصة صلاة لأ.
- أمل هتولد بكرة، لو مش عاوزة تروحي معاهم هقولهم انك تعبانة وأنا نازل الصبح
- بتهزر يا أحمد! لأ طبعًا هروح معاها مينفعش أسيبهم في حاجة زي دي.
منمتش، كنت بفكر فمعرفتش أنام، حاجات كتير كانت شغلاني، أول حاجة ثقتي في ربنا اللي بغبائي بدأت تقل، بس والله دا بيحصل لما عمتي بتزعلني بس، بكون عارفة إن دا نصيب وراضية بس بزعل، تاني حاجة في أحمد، كل ساعة بكون مستنياه يجي يقولي أنه هيتجوز أو مش هيكمل، يا ربي! هو أنا آلة للولادة! لو مطلعتش شغالة اترمي! طب انتي بتفكري في كده وتنكدي على نفسك ليه! اهو عيطتِ مبسوطة كده؟
نمت ساعة وصحيت لوحدي، أنا غبية أوي، ما يمكن كنت يبقى عندي ولاد بس يتعبوا، ممكن أفقد واحد فيهم بعد ما يكبر، ممكن يجي من ذوي الاحتياجات الخاصة ويفضل طول عمره بيتسند على غيره، أكيد كان في شر وربنا رحمني منه، يا بنتي اتخمدي حرام، مفيش نوم يعني! طب قومي يا مهزأة جهزي الفطار.
أحمد الصبح فضل يردد الوصايا العشر بتوعه، بس أنا وقتها كنت حاسة برضا، كنت راضية فعلا بقضاء ربنا ومرتاحة
صليت قبل ما أنزل ودعيت كتير يختارلي ويجبر بخاطري ويرضيني، بيقولوا الدعوة ساعة الولادة مستجابة، فقررت أطلب من أمل تدعيلي.
حاولت اتجاهل تصرفات عمتي، كل مابتعمل حاجة ماما تمسك ايدي وتبتسملي فاهدى، بعد ما كنت بدعي لأمل تقوم بالسلامة وقفت ادعي اليوم يعدي على خير.
أحمد اتصل بيا علشان يتطمن
- لسه مولدتش، الموضوع طلع صعب أوي
- صعب ازاي؟
- يعني أنا كنت متخيلة انها لما تيجي تولد هتولد على طول، بقالها نص ساعة بتصوت، قلبي واجعني عليها أوي، قولتلها تدعيلنا بس اكيد مش هتفتكر، ادعيلها ياأحمد
- ايه كل الرغي ده، افصلي علشان أعرف ارد
- ما أنا متوترة أوي.
سكت لما سمعت صوت عمتي بتزعقلي - متوترة ليه! بتولدي! لما انتِ متوترة احنا نعمل ايه، ولا اللي بتولد تعمل ايه.
قفلت الموبايل خوف لأحمد يسمع، وبصيت في الأرض ومتكلمتش.
شوية واتكلمت تاني - لما الولد يجي بالسلامة بلاش حركات الحنية اللي بتعملوها دي، متشيلهوش خالص.
بلعت ريقي بصعوبة، مرفعتش عيني من الأرض، زوري بدأ يوجعني علشان كتماني للعياط، وقلبي بدأ يدق بسرعة بوجع، كنت شيفاهم بيبصولي حتى وأنا باصة في الأرض، كلهم، هي والممرضات والدكاترة وعمال النضافة وماما وأمل والولد اللي لسه مجاش، كله كان بيبصلي وبيتهمني بحاجة مليش علاقة بيها، كان في صراخ في راسي وألوان بتدور، صوت أحمد وهو بيضحك ومسكة ماما لإيدي، الدنيا بدأت تدور فجأة فوقعت على الأرض ومحستش بحاجة تاني.
لما فتحت عيوني كانت ماما قاعدة جمبي، وعمتي بتعيط.
اتعدلت - ايه اللي حصل؟
- مترفعيش راسك خليكي نايمة
- طب ايه حصل  ؟
- مفيش دوختي شوية فأخدوا ع..
- لأ مقصدش أنا، عمتي بتعيط ليه؟
- الولد مات.
شهقت - وأمل!
- بخير بخير، نقول الحمد لله، طالما هي بخير ربنا يرزقها بألف غيره.
- هو أحمد لسه مجاش؟
- جاي في الطريق.
كنت خايفة أقوم أكلمها أهون عليها تزعلني تاني، وحسيتني غبية أوي لو فضلت كده ومكلمتهاش.
سألت ماما براحة - أروحلها؟
- انتي قادرة تمشي؟
- أنا بس مفطرتش الصبح كويس، بس أنا بخير متقلقيش.
روحتلها، حتى لو زعلتني مش هزعل علشان هي زعلانة والمفروض منزعلش من بعض، ايه كمية الزعل دي!
لما عمتي شافتني وقفت وحضنتني وهي بتعيط، أمل كانت نايمة، تقريبًا أدوها منوم علشان ترتاح، عيطت جامد معاهم كإنه ابني أنا، كنت بحضن عمتي وعقلي حرفيًا مش مبطل تفكير، مش متخيلة فكرة اني أكون مكان أمل، روح تسكن جوايا تسع شهور وفي اللحظة اللي مستنية أشوفها فيها تروح مني! دي جهزتله كل حاجة، هدوم ولعب وحب يخصه لوحده، وفي لحظة يروح
! يعني أول ما ترجع بيتها وتلاقي لعبه هتحس بإيه! وأنا زعلانة إني مش هيبقى عندي ولاد؟ دا أنا اللي فيا أرحم ألف مرة من اللي في أمل، أرحم من كل حاجة والله.
قررت وقتها اني عمري ما هزعل تاني من الموضوع ده، عندي أب وأم لو طالوا يدوني عمرهم مش هيتأخروا، أخوات بيحبوني نيابة عن الدنيا كلها، وعندي الدنيا كلها علشان عندي أحمد، بصحتي، ومبسوطة في حياتي كمان، بس احنا كبشر بنشوف فين النقص بتاعنا ونركز عليه.

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن