كاظم كان بيهمس بهدوء " أحبينى بلا عقدِ وضيعى فـِ خطوط يدى"
أنا مش بحب الحفلات ولا الدوشة بصفة عامة ، بس كنت بحلم من زمان إنى أحضر حفلة تنكرية ، أرقص مع شخص معرفهوش ، نتشارك أغنية وأختفى من إيده
الأسماء والهوية بيضيعوا خطاوى كتير
دلوقت وأنا واقفة فـ حفلة تنكرية ، مش هضيع فرصة إنى أحقق حلمى
فستان إسود بشريط ستان أحمر ، قناع فراشة وشوز من غير كعب ، كنت واقفة أفكر فـ الأغنية اللى هتليق على لبسى بدل ماافكر فـ مين هشاركه الأغنية
وكاظم بيقول " أنا رجلٌ بلا قدرٍ فكونى أنتِ لى قدرِ"
مد إيده بهدوء - ترقصى ؟
سرحت فـ خطوط إيده ، والطُرق اللى بتوه اللى ساكناهم ، مكنش باين غير عيونه
إيدى إتحركت لوحدها وسكنت إيده ، حسيت بإحساس يشبه أول لسعة برد فـ أول يوم للشتا ، زى إبتسامة بتترسم لما نهاية الفيلم بتطلع حلوة ، أو لما بنقابل أبطال إعتقدنا إنهم من حبر بس
إتحركت معاه ورفعت عيونى ليه وكإنى بكلمه بصوت كاظم
" قل لى ولو كذباً كلاماً ناعماً ، قد كاد يقتلنى بك التمثالُ "
كان ليه هيبة تطمن وتخوف ، تنفى وتطبطب
" مازلتِ فـِ فن المحبة طفلةً ، بينى وبينك أحبرٌ وجبالُ "
للحظة إتمنيت أغير سرد حلمى وأتعرف عليه ، أرفع إيدى وأبعد قناعه
" لم تستطيعى بعدُ أن تتفهمى أن الرجالَ جميعهم أطفالُ "
سكوته كان مضايقنى ، كإنه كان يعرف إنى إتمنيت الرقصة دى من غير أسماء مزيفة وشخصيات بصفات مفتعلة ، سكوته كان مضايقنى لدرجة إنى كنت عاوزة أتكلم أنا
" فإذا وقفتُ أمام حُسنك صامتاً ، فالصمتُ فـِ حرم الجمال جمالُ "
- تشبهى لأيام التسعينات
قلبى دق - أكتر فترة إتمنيت أعيش فيها
- ليه؟
- علشان بس أسمع كلمة " نهارك سعيد يااهانم"
حسيت بيه بيبتسم - أحلامك بسيطة
- بس صعب تتحقق
" كلماتنا فـ الحب تقتل حبنا ، إن الحروف تموتُ حين تقالُ "
صعب تقابلى راجل وتحسى من أول خطوة بيمشيها عـ روحك إنك واقفة فـ حضرة راجل فلازم تتحولى أُنثى غصب عنك ، لازم ترجعى لفطرتك علشان تتماشى مع خطوط إيده
إفتكرت جملة كنت كتباها " كانت رجلاً حتى رأته ولا تدرى كيف تحولت لأنثى "
سحب إيده بهدوء وكاظم بيعرف الحب
" هو هذه الكف التى تغتالنا ، ونقبّلُ الكف التى تغتالُ "
إيده إختفت من إيدى ومشى ، مشى وسابنى واقفة تايهة فـ البرفيوم بتاعه ، ساب ريحته وإيده وخطوطها وعروقها وعنيه فـ روحى ومشى
إبتسمت ، حلم حلو وإتحقق
- روحتى من غيرى برضو ؟
- ماانتى اللى رفضتى تيجى ياأسماء
- ماانا عـ طول برفض وإنتى مبتخرجيش
- أنا حمدت ربنا إنك مجتيش معايا أصلًا
سابت الكتاب من إيدها ونسيت إنها المفروض زعلانة - يبقى الموضوع فيه شباب
ضحكت - علشان تقوليلى لأ عـ حاجة تانى
- حلو ؟
- عيونه حلوة ، صوته حلو ، رقصه حلو ، هدوؤه حلو وكلامه حلو
كانت لسه هتتكلم فقاطعتها علشان عارفة إنها هتسأل عنه وأنا معرفش حاجة عنه أصلًا
- فاكرة لما حكيتلك عن كذا حاجة بتمناها ، زى إنى أكتب رواية ، أرقص مع شخص معرفهوش ولا يعرفنى ، حد يعترفلى بحبه قدام البحر ، أتعلم الرسم وأغنى بصوتى الوحش ده قدام الناس كلها ويصقفولى ويكأنه حلو
أنا بقى حققت حلم منهم إمبارح ، شخص يشبه للى بكتب عنه وبكتبله ، رقصت معاه وإختفى ، معرفهوش ومش هنتقابل تانى ، بس أنا فرحانة إنى حققت حلم
أنا أصلا تخصصى تمريض بس كل شهرين فـ شغل مختلف مع شغلى الأساسى ، شايفة إن الحياة قصيرة ، علشان كده قررت أجرب كل حاجة ، إشتغلت فـ مكتبة مترجم ، فـ أتيليه لعرض لوحات ، حتى إنى إشتغلت وايتر لفترة ، أنا مش بحاول ألاقى نفسى بس بحاول أفرح
ولحسن الحظ ربنا رزقنى بصاحبة هبلة بتحب اللى بحبه
أول إمبارح دخلت مسابقة للصور ، اللى هو مسابقة أحسن صورة وأنا عمرى ماامسكت كاميرا أصلًا ، إشتريتها إمبارح وقدامى أسبوع أعلم نفسى عليها
- انتى عارفة إنك هتخسرى ، بتدخلى ليه
- سعادة المحاولة ياأخت
- إتلهى ، وأصلاً مش بتتمسك كده
- أصلاً بتتمسك كده
الكاميرا إتخطفت من إيدى وسمعت صوت جمبى - بتتمسك كده
وقفت أنا وأسماء ساكتين وباصين ناحيته
- عرفتى بتتمسك إزاى ؟
حركت راسى ومتكلمتش ، وكإنى عروسة بحبال
ساب الكاميرا فـ إيدى - متغيريش إستايل الفساتين ده
قلبى وقع وأنا شيفاه بيتحرك ماشى
- كان فـِ حد هنا من شوية ياأسماء ولا أنا بتخيل ؟
- لأ إحنا الإتنين بنتخيل
- أنا تخيلت إن شخص أخد الكاميرا من إيدى
- وأنا تخيلت إن نفس الشخص اللى إنتى تخيلتيه قالى بحبك
- وحياة أمك
- بنت عيب
الأسوار اللى بتخلقها حوالين قلبك ومفيش مخلوق بيقدر يهزها ..بتقع لوحدها يوم مايلمسها الشخص الصح ..تانى مرة فـ حياتى قلبى يدق كده ، أول مرة يوم الحفلة وتانى مرة لما قابلنا الأخ بتاع الكاميرا
هو ممكن علشان أنا وصلت لأغلب اللى أنا عاوزاه فـ حياتى ومش فاضل غير موضوع الإرتباط فبقيت ضعيفة قدام أى شخص أقابله
تانى يوم اتفقنا أنا وأسماء إننا نتغدى بره. ، أنا شايفة إن المواعيد شيء مقدس وإن التأخير مش بس قلة ذوق ،دا بيموت حاجات كتير مع الوقت بتضعف العلاقة ، ومعرفش ليه متمسكة لحد النهاردة برجل الكنبة اللى مصحباها رغم إنها دايما بتتأخر
أنا أعرف واحدة سابت شخص بتحبه علشان كان دايمًا بيتأخر. ، ومحدش هيفهم إحساسها غير الأغبية اللى زينا ، اللى بيعدوا الدقايق قبل أى ميعاد
- أطلب قهوة ؟
قبل ماابص ناحية الصوت ، كان مألوف جدًا ، حسيت إن شخص أعرفه بيكلمنى ، فمردتش برخامة وقولت مثلاً مبحبهاش
رفعت عيونى - إنت اللى أخدت منى الكاميرا إمبارح صح !
قعد - عملتى إيه فـ التصوير ؟
- لسه بتدرب
- أنا فْ نفس المسابقة عـ فكرة ، ممكن نحاول مع بعض لو تحبى
فـ الوقت ده إكتشفت إنى بكلم شخص معرفهوش ومعرفش إزاى مأخدتش بالى من حاجة زى دى. ، أنا أعرفه ، حاسة إنى أعرفه من زمان
- الموضوع مش هاممنى ، مجرد تجربة مش أكتر
- بس هاممنى
- المسابقة ؟
- لأ ، إننا نحاول سوا
سكت وبصيت فـ الساعة علشان الغبية اللى إتأخرت دى ، تقريبا فهم إنى متضايقة من وجوده فوقف - جربى القهوة ومش هتندمى
- عرفت ازاى إنى مش بحبها ؟
- عشاق القهوة كلهم ليهم صفات معينة
سكت شوية وبعدين كمل - مش موجودة فيكى
وقف دقيقة تقريبًا ساكت وأنا بصاله زى طفل شاف لعبة وانبهر بيها ، قرب منى وقال قبل مايتحرك ويمشى - بالمناسبة ، أنا كمان مبحبهاش
" ياافاتنًا لولاه ماهزنى وجدٌ ولا طعم الهوى طاب لى "
- حنان ، سرحانة فـ إيه ؟
- ها !
- بقالى ساعة بكلمك ، ومين اللى كان قاعد معاكى قبل مااجى ده
- يعنى كان فـِ شخص هنا وأنا مش بتخيل
- هو أنا اتأخر شوية آجى الآقيكى مع واحد منعرفهوش ، أومال لو مجتش خالص هتعملى إيه ؟ هتتجوزى عرفى
سبتها تتكلم وسرحت مع أم كلثوم وهى بتكمل
" هذا فؤادى فامتلك أمرهُ ، فاظلمه إن أحببت ، إن أحببت أو فاعدلِ "
- تفتكرى يااحنان اللى بيحبوا بيحسوا بإيه ؟
- بإيه ؟
- يعنى أقصد لما بيقولوا قلبنا بيدق ، مااحنا مش بنحب وقلبنا بيدق برضو
- لأ بيدق بفرح ، وكإنه بيرقص تانغو
- إحساس حلو يعنى ؟
- بتحسى إنك طايرة ياأسماء ، إن ليكى جناح وقادرة تلمسى السما بإيدك
- طب وأعرف إزاى إنى بحب ؟
- لما الكون كله يتلخص فـ كف إيد مايساعش غيرك
أنا مش عارفة إذا كان الحب حلو زى ماقولتلها ولا لأ ، ومعرفش قلبى هيدق أول مااشوفه زى ماامعتقدة ولا لأ
بس متأكدة إن يومها هلاقى نص أمان الدنيا
نفسى وقتها يمسك إيدى ويقولى " أنا أمانك " ، نفسى وقتها نكون قدام البحر علشان أشهده ، يظهر زى فارس لفيلم عربى قديم ، ويحط كفوفه حضن لقلبى
أتمنى أحب وأجرب إنى أطير من غير جناح ، أنا ليه معنديش جناح صح !
أخدت الكاميرا وخرجت من غير أسماء ، التصوير طلع ممتع جدًا ، السعادة دى مثلا بدور عليها ، صورت كتير جدًا ، السما ، البحر ، ولد كان بيلعب ، وشخص بيبيع فشار وعنيه
عنيه !
- إنت هنا إزاى ؟ مقصدتش أصور والله إنت اللى ظهرت فجأة
رفع الكاميرا بتاعته - أنا كمان بحاول أصور
كنت مخضوضة علشان عيونه فكرتنى باللى قابلته فـ الحفلة ، موقفتش كتير وبدأت أصور تانى
فضلنا نصور أنا وهو ومتكلمناش تانى ، رغم إنى كنت عاوزاه يتكلم ومعرفش ليه ، سكوته حلو ، حلو أوى
كنت ببصله من غير ماياخد باله ، وهو كمان كان حلو ، حلو أوى
راجل تخافى هيبته ، أقصد تطمنك هيبته ، لا أقصد تدوخك هيبته
أحيه ! ، حنان فوقى ، حلو إيه وهيبته إيه ، إحنا هنقع !
- أنا همشى
- ليه لسه بدرى
- أصل أنا لازم أمشى
- إيه اللى حصل
- علشان لازم أمشى
ماانا لو قعدت دقيقة كمان هحبه وهروح فيه فـ داهية والله ، ازاى يتجرأ ويخلينى أحبه الحيوان ، أقصد الحلو
أحيه عليا كمان مرة !
كنت سامعة صوت قلبى وأنا ماشية ، بيدق ، لأ بيرقص
الحب مش بس حلو ، الحب أحلى حاجة ربنا خلقها ، عبادة ، رزق ، هبة منه لينا علشان نقدر نعيش
- يعنى حبتيه ؟
- متقوليش كده ياأسماء
- يعنى محبتهوش ؟
- برضو متقوليش كده ياأسماء
- هقول كلمة خادشة للحياء والله
- بنت عيب
بقالى شهر ونص تقريبا قلبى بيخبط فـ جدران ، كنت بقنع نفسى إنى إنجذبت للى قابلته يوم الحفلة علشان أنسى التانى ، هو أنا لو فعلًا حبيته هقابله تانى ازاى !
أنا هنا من شهر ونص تايهة
روحت للمكان الوحيد اللى بيساعنى ، قدام البحر ، معرفش أقوله إنى بحب واحد معرفهوش ولا اشتكيله من اللى عملته فـ نفسى
قلبى كان بيدق ، كنت سمعاه ، حاسة بيه بيمشى فيا ، واقف فـ عروقى وبيبتسم
كان مواسينى صوت فيروز " غمضت عيونى خوفى لا الناس يشوفوك مخبى بعيونى "
قلبى إنتفض لما لاقيته جاى ناحيتى ، بصيت قدامى بسرعة وكإنى مشفتهوش ، ويكأنى مش مستنياه مثلًا ، كده وكده يعنى
- نهارك سعيد يااهانم
تنحت - نعم !!
ضحك - هما كانوا بيشرشحوا كده فـ التسعينات ؟
قولت وأنا مخضوضة - أنا كنت بدعى إنك تكون هو
- ليه ؟
- علشان ، أقصد إنى اتعرفت عـ شخصين ، يعنى..
- اسمها وقعتى فـ حبى مرتين
- أنا .. حب إيه ! مين وقع أصلًا ، وبعدين حب إيه برضو مفهمتش ، وإنت ازاى هنا ، قصدى هناك وهنا ازاى ، يعنى عرفت منين إنى هنا ، وعرفت ازاى إنى..
مسك إيدى - خايفة من إيه ؟ أنا أمانك
" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغرابًا "
#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد
