165 حنان سعيد

3.3K 146 2
                                    


" تتعقد الأمور داخلي كلما أقتربت مني أكثر "
- الكتاب اللي في ايدك، لازم تخرجي منه بمعلومة واحدة على الأقل، كلمة جديدة مكنتيش تعرفيها، لغة حلوة، اسلوب ممتع، الكتاب اللي تخرجي منه بكلمة واحدة جديدة لازم تعتبريه كتاب مفيد كرد جميل
هزيت راسي، فكمل - مفيش كتاب في الدنيا تقدري تحكمي اذا كان يستحق القراءة ولا لأ من اسمه او غلافه، يعني مقولة الكتاب بيبان من عنوانه دي تلغيها، مفيش كتاب بيبان من عنوانه
- هو أنا .. ممكن يعني ..
ابتسم فبصيت في الأرض على طول - اطلبي
- كنت عاوزة استعير كتب من حضرتك
- تعرفي اني عمري ماسمحت لحد ياخد كتب مني، بس انا عارف انك هتحافظي على الكتب، قومي اختاري
ابتسمت ووقفت، شوية وبصيتله معرفتش اقوله اختارلي
وقف - استني هختارلك أنا
كنت عاوزة أوي اضحك، قلبي كان بيتحرك جوايا، كان بيتنفس، بيضحك، بيمد ايده ليه وبيناديله، كنت عاوزة أقوله انت أكيد سامعني، أكيد حاسس بكلامي معايا عنك، برعشة ايدي وانت بتتكلم، أكيد انت حاسس
أختار كتب - ناخد ماجدولين للمنفلوطي، مذكرات فتاة رصينة لسيمون دو بوفوار و ..
مديت ايدي وأخدت زمن الحب الآخر لغادة السمان - وعاوزة ده
ابتسم - عارف انك بتحبيها.
طب وعارف اني بحبك !  بحبها وبحبك.
- أيوة بحبها جداً
- واشمعنى غادة السمان بقى
- بحسها شبهي، أو بحس اني شبهها، بحس انها بتجري وهي بتكتب، كتاباتها فوضوية لدرجة اني بنهج وأنا بقرأ
- وشبهك في ايه ؟
- أنا اللي شبهها، أو بحس كده، يمكن علشان نفس الحالة اللي بتكون مسيطرة عليها وهي بتكتب بتسيطر عليا، أو علشان بحس نفسي أنا كمان بجري وأنا بكتب، بحس إني معزولة عن العالم والعالم كله بيبص عليا من ورا السور
- طب مش هتخليني أقرأ حاجة ليكي بقى ؟
ابتسمت - حاضر
مد الكتب بإيده فأخدتها
" ولا يمكنني الشرح كيف أن غيمة ترفع حاجبها لي بخفة ظل، كلما أصبحت يدك على شفا مسافة من يدي "
مش عارفة اوقف حركته فيا، أوقف صوته وهو بيتردد جوايا، او  حتى احاول مفتكرش طريقته وهو بيتكلم، الالفاظ اللي مبيستخدمهاش غيره، حركة ايده وهو بيشرحلي، رفعة حاجبه لما اتكلم في حاجة تانية غير الشرح، هو بيحاول يبسطلي الشعر الجاهلي علشان أفهمه، بيبسطلي الكتب قبل ماقرأها، وبنتناقش فيها بعد ماأخلصها، أنا بحب أكتب وكذا شخص قالولي اني هستفاد منه، لسه فاكرة أول كلمة قالها اول ماشافني " انتي بقى حنان اللي مصدعين دماغي بيها " ، وقتها بصيتله وأنا متنحة، مكنتش عارفة اذا كان مدح ولا ذم علشان ارد، ابتسم وقالي "صداع حلو متقلقيش"
غادة السمان بتقول " لا أستطيع أن أقول لك أحبك فالكلمة التي أحملها بين شفتي نقية وشفافة كفراشة من نور "
وأنا أعتقد اني " لا أستطيع أن أقول لك أحبك لأن الحروف تقع من يدي، لأن حفرة الارتباك مُحاطة بورود خطوتك فأسقط بها قصداً حين أتقفى أثرك، لأنني لأ أمتلك سوى لغة تُحال لضباب حين أحاول تشكيلها عنك، الحروف عاجزة "
- الوجع أكبر محفز للفن
- علشان بيخلينا نحس ؟
- لأ، علشان بيخلينا ننضج
- يعني اي حد بيخلق فن موجوع ؟
- لأ برضو، اي حد بيخلق فن وقدر يوصلك موجوع، مش كل الفنانين ناجحين، الفنان اللي بيوصل جواكي بس هو اللي بينجح.
كنت ببصله وبفتكر جملة أحلام مستغانمي
" بين الرغبات الأبدية الجارفة والأقدار المعاكسة كان قدري، وكان الحب يأتي متسللاً إليّ من باب نصف مفتوح وقلب نصف مغلق "
هو أنا واقعة فيه كده ليه ! حلو مثلا ؟ مثقف ؟ كلامه بيطمن ؟ شبهي ؟ أو شبه اللي بتمناه تحديداً ؟ يعني سهل كده أرسم وهو يخرج من ورقة رسمي ويقف قدامي، الحبر يتكلم والألوان تتحرك، عادي أقوله انت خارج من كراسة رسمي يعني تخصني، أنا اللي رسمتك ودعيت كتير تتوهب فيك الروح، دعيت انك تكون حقيقة وكنت، فأبسط حقوقي عليك انك تكونلي !
- ها، مش هتوريني حاجة من اللي بتكتبيها بقى ؟
كذبت - لسه مكتبتش، بس بفكر
رفع حاجبه فضحكت بدون قصد - هعديها
أول حاجة هوريهاله هتكون في اليوم اللي هقوله فيه اني بحبه، او هقوله بحبه من خلال اللي هكتبهوله، أو .. يالهوي هو بيبتسم ليه !
- بتكتبي الجمل اللي بتعجبك من الكتاب اللي بتقرأيه ؟
- لأ، بس بيكون معايا قلم تحديد وبحدد في الكتاب نفسه
- نعم ؟ بتشخبطي في الكتب !
- لأ بحدد مش بشخبط
مسك كتاب في ايده - يكون معاكي كشكول او اي ورق وانتي بتقرأي، والجملة اللي تحبيها انقليها فيه بإسم الكاتب واسم الكتاب، الكشكول ده هيبقى كنز
هزيت راسي - حاضر
في ماجدولين بيقول " إنها لا تستطيع أن تنتزع يدها من يدي ولا أن تفصل حياتها من حياتي، فقد خُلقت لي كما خُلقت لها " ، انا مش عارفة كل الجمل اللي بحبها بتيجي في بالي ليه أول مابشوفه، او كل حاجة حلوة عامة بفتكرها أول مابيتكلم.
لاقيته بيقرأ بصوت عالي من الكتاب اللي كان معايا
- وكنت أخشى الحب، أخشاه كما أخشى الحياة تماماً، وأهرب منه بكل ماأوتيت من وهن، ولا أعلم كيف أطبق بيديه على روحي
معرفش اتوترت ليه، علشان زي الغبية كتبت في كُتبه غصب عني، يمكن علشان متعودة على كده، ولا علشان الكلام نفسه !، مكنتش عارفة أعتذرله ولا أعمل ايه
- أنا آسفة والله، هو بس علشان متعودة أشخبط في الكتب
ابتسم - افتكرت حاجة حلوة اوي لجبران
- حاجة ايه ؟
كان باصصلي، باصصلي أنا بس، مركز عينه في عيني - تقولين لي أنكِ تخافين الحب، لماذا تخافين ياصغيرتي ؟
أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مد البحر ؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لماذا ياترى تخافين الحب ؟
أنا أعلم أن قليل من الحب لا يرضيكِ، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني
أنتِ وأنا لا ولن نرضى بالقليل.
من توتري قولتله بسرعة - بحب رسايله هو ومي زيادة لبعض
- من حق الكاتب يحب ويتوجع ألف مرة، طالما الحب ده هيخلق أدب.
سكت شوية وبعدين اتكلم - يعني من حقك تحبي، خايفة من ايه ؟
ايدي اترعشت - بس أنا مبعرفش أكتب، أنا بس بقرأ
ضحك - دي ميزة برضو، اللي بيقرأ بيعترف بالحب بطريقة مختلفة عن الناس العادية
- مش فاهمة
- مثلاً يعني ..
سكت فجأة، شوية واتكلم - ويعني ليه ؟، احنا فيها
وقف قدامي - ارفعي عينك وبصيلي
هو ايه اللي ويعني ليه ؟، واحنا في ايه ؟، كنت بتنفس وبنسى أخرج الهوا، بصيتله بس مكنتش بحسب فرق الطول بينا زي كل مرة، ولا كنت بحسب المسافة بين ايدي وايده
- ممكن أقولك مثلاً على لسان محمود درويش " إني أحبك حين أموت وحين أحبك أشعر أنني أموت"
أو على لسان محمد حسن علوان " أحتاجك لأنني شعرت أنكِ الشيء الوحيد الذي يمكن أن أكمل به حياتي بسعادة، المرأة الوحيدة التي يجب أن تقف ورائي لأكون عظيماً."
ها، انتي ممكن تقوليها ازاي ؟.
مكنتش عارفة اذا كان بيلعب بالاقتباسات ولا بيتكلم بجد، فأخدتها كلعبة علشان مزعلش لو طلعت كده فعلاً
اتكلمت - ممكن أقول بصوت نابوكوڤ " لست معتاداً على أن يفهمني أحد، لست معتاداً على هذا لدرجة أنني اعتقدت في الدقائق الأولى من لقائنا أن الأمر أشبه بمزحه "
- أقول بطريقة ابن الرومي
" نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها ..  ثم انثنت نحوي فكدتُ أهيم
ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت .. وقع السهام ونزعهن أليم "
- لنابوكوڤ برضو " أحب نطقك لحروف العلة "
- بلسان سارتر " إنني أشعر بمتعة لم تتعرفي عليها بعد، متعة الانتقال المفاجئ من الصداقة إلى الحب، من القوة إلى الضعف  إلى الحنان "
- إقتباس من سقف الكفاية " إن حبك كافي جدا لترميمي، علاقتي معك منحتني نسخة تجريبية من الاعتداد بالنفس، ومرور اصابعك فوق وجهي يلغي من ذاكرتي كل تاريخ الدموع القديمة "
- هختمها بكلام غسان كنفاني " اصلحي فساد قلبي أو أحبيني بهذا الخراب "
مكنش ينفع مقولهوش كده، مكنش ينفع أسكت، أو مكنتش عارفة أسكت، الغريبة إني مترددتش لحظة واحدة قبل ماأقوله - وأنا هختمها بصوت حنان سعيد " تقف بيني وبين الأشياء، ينطوي بك العالم فتراني كأي حجر قديم، أمطني عن الطريق وضعني داخلك، فأنا أذى لقلب رجل غيرك"
مسح بإيده على شعره وهو بيبتسم - طب إيه ؟
ضغطت على الشنطة بإيدي وأنا ببص لإيده
اتكلم - مبعرفش أكتب فهقولك بطريقتي أنا .. حنان
افتكرت جملة زليخة " كنت أنا يوماً ما، الآن كلي أنت ".
- أنا بحبك.

" تظل كلمة أحبك، أبلغ تعبير لكلمة أحبك "

" حتى قبل أن التقيك، لم نكن أغراباً "
#حنان_سعيد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن