176 رحمة طارق

2.9K 152 3
                                    

- الولد بيعيط.
- طيب.. طيب شيله.. شيله أنت.
- دا ابنك.
- ماهو ابنك انت كمان.. انت كل شوية هتقولي كدا يعني ولا اية؟
كتم غيظه وشال الولد، وأنا قعدت بعيد أبص عليهم، وإحساس الخوف مموتني.

مش عارفة اتقبل اني بقيت أم، واني مسئولة عن طفل محتاج يرضع ويغير، محتاج كلام حلو ورعاية، محتاجة أهتمام أم أنا عاجزة عن إني اوفرهوله.. مش عارفة.

- مش قادر افهم مالك.
- مالي؟
- مش بتاكلي كويس، بتقعدي في أوضتنا كتير، بتخافي وأنتِ بترضعي الولد.. لية كل دا !
- أنا كويسة
- لا أنتِ مش كويسة.
قومت وقفت بعصبية - قولت كويسة، ولا انت بتححج؟
- احنا بنتكلم يا رحمة
- وانا مش عاوزة اتكلم يا زين، حلو كدا؟
- انا نازل.
قلبي دق بسرعة - نازل! والولد؟
- خليكِ جنبه، أنتِ أمه على ما أظن.

سابني ونزل بدون ولا كلمة زيادة وأنا فضلت واقفة مكاني متخشبة لدقايق، لحد ما سمعت صوته بيعيط !

دخلت الأوضة ببطء، وفي لحظة بدأت خطواتي تزيد بسرعة عالية لحد ما قعدت جنب سريره على الأرض، كان نايم، صوت عياطه كان بسيط كأنه قلق بس.

مديت صباعي بخوف ولمست وشه..
يا الله، ازاي جميل كدا؟
دا ابني أنا؟ ابني أنا؟
ركنت خوفي على جنب للحظة.. للحظة واحدة وشيلته من السرير ورفعته فوق دراعي، جوا حضني، قريب من قلبي.
- أنا اسفة.. أنا مش فاهمة حاجة.. أنا ..
قطع اعتذاري بابتسامة، دا كمان بيبتسم !
دا بيبتسم زينا؟ خدوده بتترفع، عيونه بتضيق، وشفايفه بتبتسم، دا بيبتسم ليا أنا؟
- أنت حاسس بيا؟.. أنا ماما، أنا..
المرادي عيط، جسمه اتهز، وفتح بوئه على الآخر.
دا بيصرخ !! بيصرخ ليا انا؟

- طيب أعمل اية؟.. اعمل أية قولي؟
- أنتِ مستنياه يرد عليكِ بجد؟
رفعت وشي بسرعة له وهديت. مد أيده ورفعه ببطء، قرب وشه من جسمه الصغير وشمه.
- كان عاوز يغير بس.
وبدون ولا كلمة، اخده ودخل اوضة تانية وسابني لوحدي.
لمست وشي لقيت عليه دموع معرفش ظهرت امتى ولية، فمسحتها بهدوء، وحضرت الغدا.

- أنا أكلت برا.
- أكلت! وأنا؟
- كلي.
- أحنا بناكل علطول سوا.
- معلش سبقتك.
- انت بتتكلم معايا كدا لية؟
- بتكلم ازاي؟
- ببرود، بلامبالاة، وكأنك بتكلم اي حتى معدي في الشارع.. كأني غريبة عنك.
- اه، يعني زي ما بتعاملي ابنك كدا؟
خوفت زيادة - أنا مش بعامله وحش.
- ولا حلو.. زي ما قولتي، كأنه غريب عنك.
- لا دا مش غريب.. دا ابني.
- كويس إنك عارفة أنه ابنك.
- انت عاوزني اعمل اية يعني؟
- تحبيه.

احبه ! هو انا بكرهه؟ هو فيه أم بتكرهه ابنها؟
هو ممكن اكون بكرهه بجد؟

- أنا نازل الشغل.
كانت دي اول جملة ليه بعد ليلة خصام كاملة.
- مع السلامة.
- خلي بالك من سيف.
رفعت عيني وبصتله - طيب.
- متأكدة؟
- متأكدة من أية؟
- انك هتعرفي تاخدي بالك منه.
سكت لثواني وبعدين قولت بهدوء - هعرف.

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن