102 رحمة طارق

3.5K 192 2
                                    

من بعد ما خلصنا الشقة سوا، كان جسمي تعب على الآخر  ومش قادرة حتى أرفع دراعي، دخلت استحمي وهو نزل تحت يجيب شوية حاجات لزوم العيد قال والقاعدة في البيت الي غريبة علينا، كأننا مش قاعدين في وش بعض بعض من شهر ٢ الي فات بس مش مهم.

لبست بيجامة مريحة وهو كان طلع، معاه لب وسوداني وتوفي وكل ما هو صغير وملوش طعم دا. عملت لينا كوبايتين شاي بالنعناع كدا لزوم المزاج، وهو فضى الحاجة في أطباق، وغير هدومه وقعدنا سوا في البلكونه، الجو كان حلو، صوت العيال في الشارع، التكبيرات، كل حاجة لذيذة.

لحد ما وانا قاعدة، حسيت اني عاوزة أنام، وأكيد مش عاوزة أبوظ السهرة الرايقة دي، خد باله فقالي تعالى وشغل ميوزك هادية، بسيطة والي يسمعها يحس كأنه طاير زي الفراشه.
وبخفة الخمسينات زي ما بحب مد إيده وقال..
- تسمحيلي بالرقصة دي ؟
ضحكت وحضنت كفه ورقصت معاه، راح ابتسم وهو بيلف وقالي..
- فاكرة اول مرة اتقابلنا ؟
ضحكت - كان نفسي اقول اه بسعادة أو ابص للارض بكسوف ويكمل المشهد الرومانسي، بس انا بحاول انسى والله.
- علشان يعني خبطيني بالكرسي في دماغي، عادي يا ستي الحب بيخلينا نستحمل أى شيء.
- الله يكرمك متفكرنيش، أنا كنت في نص هدومي، بس والله مكنتش أقصد، أنا كنت دخلة درس الفيزيا في ثانوية عامة وملقتش مكان قدام فقولت اجيب كرسي من ورا لأجل اشوف وربنا ينفخ في صورتي وافهم حاجة، ولسه بشيل الكرسي بكل عزم انفرج مني بزاوية منفرجة و...
- و ورم راسي، فاكر والله فاكر.
- ما قولتلك انسي.
- سيبك من المآسي، فاكرة بعدها حصل أية؟

ابتسمت ودا الحلو الي في الحكاية كلها، من بعد اعتذارات وغياب حصتين عن الدرس علشان احاول انسى أو هو ينساني شوية، لكن مفيش فايدة، وانا داخلة عمارة السنتر شفته علي السلم والي هو احساس يارب انشفي وابلعيني. فضلت كدا فترة كل لما يبصلي ابص لبعيد واتكسف من عملتي السودا، لحد ما في مرة قعد جنبي بالصدفة في مراجعة الدرس، حاولت اتماسك واتجاهل عادي، و روحت بيتنا، بعدها بفتح الملزمة بالصدفة
لقيت حد كاتب...

" خلاص خبطة وراحت لحالها و بتحصل في أحسن العائلات، متكبريش الموضوع وتبصي في الأرض زي الي تايه منها ابنها، ارفعي راسك كدا ياجميل، وانسي أنا ذات نفسي نسيت. "

طبعا فهمت أن بعدها دا كله حوار عمله مع أصحابه علشان يقعد جنبي يحاول يقرب مني.
عدت ثانوية عامة وللحظ الجميل دخلنا نفس الكلية في نفس الجامعة وكأن القدر بيقولي مفيش مفر منه، بدأنا نتحط في جروب واحد مع بعض، نطلع في قوافل سوا، وبقينا نتكلم كتير، ومرة كنا بنجهز مشروع مهم وقدامنا ورق كتير ومضغوطين وانا دافنه راسي شبه النعامة في الورق ومركزة ودا مرة واحدة قال..
- رحمة أنا لو قولتلك أني بحبك عادي؟

رفعت راسي بسرعة - انت قولت أية؟
- بقولك لو خلصنا المشروع بكرا عادي ؟
سكت شوية - أنت مقولتش كدا.
- ولما أنا مقولتش كدا بتستهبلي وبتلبخيني أكتر لية؟
- زين !
- فهمت أنه وانا كمان، نركز بقي في مستقبلنا الدراسي علشان نشوف حكاية مستقبلنا الزوجي دا بعدين.

واول ما اتخرجها واشتغل، اتقدم علطول وبابا وافق، بس طبعًا قابلتنا مشاكل كتير وأزمات وأوقات كنا خلاص هنسيب بعض، يعني الحكاية مكانتش وردي اوي، بس ربنا كرمنا اهو بقي عندنا بيتنا الصغير دا، وبنسهر في البلكونه وبناكل لب، وبنرقص سوا.

ابتسم - افتكرتي؟
- حد يعاكس واحدة من اول رسالة كدا؟ 
- علشان قولتلك يا جميل ؟ اومال لو كنت قولتلك بحبك من ساعتها كنتِ وقعتي مني؟
- زين !
اتنهد بحسرة - يلا روحي البسي ننزل نصلي، أنا عارف ان حظي قليل وشوية الحب الي نفسي فيهم عمري ما ...
- عملتلك كيكة بالبرتقال تهبل.
بصلي بسرعة - احلفي بالله! فين دي؟ يا حبيبة قلبي كنتِ عارفة اني نفسي فيها والله ما عارف أشكر ربنا ازاي علي كمية الحب الي آكلني، قصدي غرقني.
- وفي واحدة تانية بالشوكولاتة.
- كتير علي قلبي كتير يا جميل والله. 💙

#رحمة_طارق.

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن