فتحت الباب - يا نعم، مش قولتِ مش عاوزة أعرفك امبارح.
زقيتها ودخلت - صباح الخير، أنا بحب زين.
دخلت ورايا بتضرب كف على كف وأنا رميت الشنطة وريحت على الرُكنة.
- لا إله إلا الله، الناس بتقول عاملة أية، أية اخبارك، وحشتيني، أنا اسفة على قلة ادبي امبارح، حاجات لطيفة كدا.
- ماشي، عاملة أية وأية أخبارك ووحشنيني وأسفة على قلة أدبي أمبارح، وبحب زين.
قعدت قدامي - مش كنتِ مش طايقه سيرته امبارح؟
- أنا؟ أبدا محصلش.
- دا احنا اتخنقنا بسببه.
- وهو كل حاجة تلزقوها في القمر؟ اتقوا الله بقى.
- لما ضحك للممثلة الي معاكم في الكاست.
- حسبي الله ونعم الوكيل فيه، إنسان خاين.
- الحمدلله وصلتِ اهو.
- أيوة بس دا كان امبارح، وامبارح عدى وفات والي فات مات، المهم دلوقتي اني بحبه.. لحظة عندك حاجة تتاكل؟
مستنتش ردها ودخلت المطبخ وفتحت التلاجة.
- ما شاء الله، تلاجة تسد النفس.
- محدش قالك تفتحيها.
- أنتِ ازاي متجبيش الحاجات الي انا بحبها!
- لاني مش بحبها مثلا؟ ولانه بيتي مثلا؟
- مش فاهمة برضو، فين البسكوت الي بحبه؟ مالك يا فلاحة شايفة نفسك عليا لية؟ ولا علشان أنا وحيدة وحزينة ومكتئبة وبحب من طرف واحد و..
- شششش، عندك على الرف، كلي واتكتمي.
بوست خدها - أجدع صديقة، حبيبي والله.
- وبعدين معاكِ يا رحمة؟ مش قولتِ هتشيلي الموضوع دا من دماغك خالص.
سيبت البسكوت - سديتي نفسي، طمعانة في البسكوت خديه.
- ما قولنا مش بحبه.
- أنا شفت عندك شوكولاتة في التلاجة، بتحبيها ولا أكلها؟
- صبرني يارب.
- في اية؟ مش قولتِ بتعملك حساسية، الحق عليا اني خايفة على صحتك.
- رحمة.
- ماشي قولت ورجعت على كلامي، عادي أنا عَيلة صغيرة.
- أنتِ كدا هتتعبي.
قعدت على الكرسي وقعدت قصادي.
- وأنتِ فاكرة اني لما اقنع نفسي اني مش بحبه هكون كويسة؟ يا صبا افهمي، دا معايا كل يوم، كل يوم بشوفه، كل يوم ببدأ يومي بابتسامته، بصوته، بهزاره مع الناس، بطلباته الغبية ما علينا منها، دا معايا في كل وقت، في كل حلم، بطل كل أمنية، ازاي بتقوليلي ابعد عنه؟ أنا أضعف من إني أتعلق بطرق حكاية وأسيبها وأمشي.
- بس أنتِ مش البطلة.
- ما دا الي أنا جيالكِ علشانه، أنا عاوزة أكون البطلة.
- عاوزاه يحبك !
- الله أكبر، أنا قُلت العقل الواعي المثقف دا هيلمحها وهي طايرة، اومال أنا بحكي في آية من الصبح، دا أنا بهدلت مشاعري علشان افهمك.
- الي بتقوليه دا هبل، وانا مستحيل أساعدك عليه.
- لا لا مش هبل، دي مساعدة إنسانية، يرضيكِ افضل أعيط وعيوني تبقى شبة الفيل كل يوم ويقولوا العيوطة راحت والعيوطة جت، بت أنا مش هسامحك ابدا.
- وانا مالي أنا، هو انا الي قولتلك حبيبه؟
- أنتِ بتذليني علشان أنا بحبه وهو لا، إن شاء الله هيحبني علفكرة، والله انا اتحب بس هو اعمي، شكرا يا صبا، مكنش العشم، انا اصلا ماشية ومش عاوزة حاجة منك.
حطت ايديها على خدها - يارب تكوني خلصتِ.
وقفت - أنا مش بهزر.
- تمام، روحي مش هساعدك في حاجة.
قعدت بسرعة - لا خلاص اخر مرة، ها اعمل اية؟
- طيب سبيني افكر في كام حاجة كدا.
- فكري دلوقتي، يعني فكري وانتي معايا، فكري بصوت عالي.
- اصبري على امي، محتاجة أركز.
- طيب اتكتمت يارب نخلص.
