162رحمة طارق

3.2K 179 3
                                    

- تتجوزني؟
- أية!
- اخلص يا زين معنديش وقت، تتجوزني؟
- أستاذة رحمة .. أية الي بتقوليه دا !
- اسمع، أنا معنديش وقت لصدمتك، أنا واقعة في كارثة تمام، وملهاش أي حل غير إني أتجوز وبسرعة جدًا، ولأني معرفش أي راجل غيرك فبسألك تتجوزني؟
- أنتِ مجنونة؟
مسكت القلم وقربته من رقبته بحدة - إياك ثم إياك تقل أدبك عليا مهما كان، ومتنساش إني رئيسة الشركة دا.
- ذكرتي كونك رئيسة الشركة كتهديد مبطن لو رفضت الجواز هترفديني صح؟
حطيت القلم على المكتب - برافو، ومش بس كدا، أنا هكتب في ملفك إنك كنت موظف سيء.
- مع إني مش كدا.
- طبعًا أنت أفضل موظف عندي.
- دا جنون.
- وليكن، فاضي نتجوز أمتى؟
قام وقف وابتسم ابتسامة صفرا مهذبة وقفل زرار بدلته.
- أسف يا استاذة رحمة، أنا مش عاوز اتجوزك، ومبسوط جدًا بالرفد، دا أحسن هتحصلي في حياتي، بعد إذنك
- أنا هسيب مصر.

وقفت رجليه عند الباب، لف وبصلي واستنى أكمل.
وقفت واتحركت لمكانه.
-  بابا قبل ما يتوفى كتب وصية لو متجوزتش بعد وفاته بمدة لا تزيد عن تلت سنين هتتحول كل أملاكي، الي كانت أملاكه لدور الأيتام والمستشفيات الخيرية وأنا هسافر لماما تركيا أكمل حياتي معاها.
- والتلت سنين خلصوا؟
- بالظبط فاضل شهر.
سكت شوية وبانت على ملامحه التفكير وبعدين ابتسم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال :
- أستاذة رحمة.
- أيوة.
- الموقف حقيقي مؤثر، يمكن لو كانت بنت تانية واقعة في نفس المشكلة كنت بدون أي شك ساعدتها، ولكن بما إنك أستاذة رحمة، رئيسة الشركة الي بتطردي الناس أكتر مما بتتنفسى وعاملة حالة رعب لكل الموظفين فأنا..
- أنت ازاي تكلمني بالطريقة دي؟ أنت نسيت نفسك ولا أية؟
حط أيده في جيوبه - وزودي عليهم انك مغرورة ومصر هتبتسم من جديد بعد شهر، فرصة سعيدة، باي.

خرج وقفل الباب وراه وانا قلعت فردة الجزمة بعنف ورميتها على الباب، فكري يا رحمة، فكري، اه يا بابا اه، لية عملت كدا.. لية !

- جواز صوري لمدة شهرين مع المقابل الي أنت تختاره، أية رأيك؟
فتحت الباب، رميت الجملة في وشه وكتفت درعاتي.
- عرض مُغري.
- وتبقى غبي لو ضيعته من ايدك.
وقف وقرب خطوة - رقم واحد، أوعى تفكري مجرد التفكير لتاني مرة إنك تقوليلي غبي.
- أوكيه
- رقم اتنين، لو قبلت عرضك المجنون هتكون مجرد لعبة قدام أهلي لاني مش هينفع نتجوز فجأة، فلازم أعرفهم.
- مفيش مشكلة.
- رقم تلاته، هترقيني بعد يومين لرئيس القسم وأنتِ في غاية الإمتنان لوجود شخص زيي في شركتك.
- نعم! مستحيل طبعا.
- رقم أربعة، مفيش مجادلة، الكلمة الي اقولها تمشي بالحرف، أقول يمين يبقى يمين، أقول شمال يبقى شمال، وأي خطأ ولو صغير يتوجه ليا من أي قريب أو من بعيد هسيبك في نص الطريق واسيب الشغل وهيكون كتر خيري إني استحملتك كل الفترة دي، ها موافقة؟

ضغطت على سناني، وبصيت كام ثانية في الأرض اتنفست فيهم بعمق ورفعت راسي بابتسامة تحدي.
- موافقة.
- دلوقتي اطلبي مني الجواز بطريقة لطيفة.
- أية!
- بسرعة، أنا معنديش وقت أعيد الكلام مرتين.
اتوترت - يعني.. يعني أعمل أية؟
- معرفش اتصرفي، ويا أقتنع يا مقتنعش، اعتبريها مناقصة وعاوزة تفوزي فيها.
بلعت ريقي - من فضلك اتجوزني.
- قوليها وكأنك بتتمنى الجواز مني فعلا، قوليها بإحساس.
- دا الي عندي.
لف علشان يرجع يقعد على مكتبه - اوكيه أنتِ حرة.
مسكت دراعه - لا لا خلاص .. لحظة واحدة.
- تمام، اتفضلي.

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن