118 إيمان أحمد

3.2K 177 1
                                    

- رايحة فين؟
" خارجة "
- فين؟
" في داهية "
قام وقف و خد مفتاح عربيته و هو بيقول : طب يلا
وقفت مكاني و بصتله باستغراب، هيشلني اقسم بالله، هو عايز مني ايه تاني
" على فين! "
- في داهية
شدني وراه و لا كإني إنسان له مطلق الحرية في إنه يقول لاء، كان يوم أسود لما اتخطبتله و لما سيبنا بعض بردو
" حيلك، حيلك، رايح فين!؟ "
فتح باب العربية و لا كإنه سمع حاجة، بصتله بغيظ و قولت : ده عيد ميلاد واحدة صاحبتي، أنت جاي تعمل ايه!
- هقولها كل سنة و هى طيبة
" يا حنين! "
ركبت معاه، ما هى ليلة مش هتعدي، قررت أخرج عشان مختلطش بيه كتير فلزقلي، وصلنا و مريم كانت مستنياني، نزلت من العربية و سيبته، مريم اتصدمت لما شافته و اول جملة قالتها كانت : انتوا رجعتوا لبعض تاني!؟
" أنا ارجعله، لا طبعًا، دا أنا ما صدقت خلصت منه "
شاورت عليه و هو بيركن العربية و قالت : اومال ايه دا!
" لزقة سودا بعيد عنك "
ابتسمت بعبط كده و قالت : طب ما ترجعوا لبعض يا إيمان
" انتي هبلة يا مريم، لا هو طايقني و لا أنا طيقاه، دي كانت خطوبة عائلات و خلاص خالتي و خالتك و اتفرقت الخالات "
مريم : لا ما هو واضح، الفراق باين اوي
- فراق مين؟
لفيت و قولتله بتلقائية : و أنت مالك!
بصلي بتهميش و بعدين بص لمريم و قال : ازيك يا مريم
ابتسمتله و قالت : الله يسل....
" هو أنا بكلم نفسي! "
بصلي و قال : ليه؟ هو أنتِ مجنونة؟
" لا أنت و تاني مرة لما اتكلم تسمعني، خلي عندك ذوق شوية "
- هو أنتِ اتكلمتي!
" لا ولله! اومال قولت ايه من شوية!؟ "
- بجد ولله! دا أنا افتكرتها دبانة زنت زنة و عدت
شايفين الاستفزاز و بيجوا يقولوا في الأخر الستات نكدية و عصبية
مريم بسرعة : خلاص يا جماعة دا عيد ميلاد و كل سنة و أنتوا طيبين و كدة
سبته و دخلت على جوا و أنا بنفخ، لا لازم تجمدي يا إيمان و تهدي، هو اصلا بيعمل دا كله عشان يعصبك و كمان هو واحد غياظ اصلا
سلمت على صحابي و هنيت صاحبتي، شوفته داخل مع مريم، مبسوط اوي حضرته، طنشته على الأخر لحد ما لقيته فجأة جمب ودني و بيقول : ياريت ما تسبنيش و تمشي تاني، خلي عندك ذوق شوية
مريم ضحكت بس حطت ايدها على بوقها بسرعة، بصيتله و قولت : كان عندي
- و راح فين؟
" هرب منك "
ابتسم و كان لسة هيرد و الخناقة هتحلو اهي بس معتز قاطعه لما قال : مستنيكي من بدري يا إيمان
فجأة صوت صرصور الحقل مع توجه كل النظرات لمعتز اللي كمل : عايزين نكمل كلام امبارح و صحيح الشعر اللي قولتهولي كان حلو جدًا و كنت حابب نكمل
الله يخربيتك ياشيخ، سايب الأيام دي كلها و جاي تتكلم دلوقتي و لاء مش اللي قولتيه، اللي قولتيهولي و مش عايز اتكلم معاكي، لاء عايزين نكمل كلامنا و مستنيكي من بدري و كنت حابب نكمل و ما تقول إننا بنتقابل في شقة مفروشة بالمرة، بصيت لأحمد و دي كانت أصعب حاجة اعملها في حياتي
كان بيجز على سنانه و بيبصلي اللي هو ليلتك مش هيطلعها شمس إن شاء الله
- معلش خدناها منك
معتز لاحظ إنه موجود أخيرًا فابتسم و قال : لا عادي لو في حاجة مهمة بتتكلموا فيها ممكن نأجل كلامنا يا إيمان ع..
- لا ازاي، لازم تكملوا كلامكم، كلامكم أهم
معتز ابتسمله، أنت يا أهبل ياللي هتجبلي مصيبة أنت، كون إن أحمد هادي لحد دلوقتي دا مش خير أبدًا
- حلو الشعر بقى؟
معتز : نعم!
- اللي إيمان بتقولهولك
ابتسم و قال : أي حاجة إيمان بتقولها حلوة
مش وقت مجاملات دا ياخويا، كان يوم أسود لما إيمان قرت شعر و قالته
أحمد بصلي بتوعد، أنا خلاص مبقتش قادرة أقف على رجلي أكتر من كدة، مريم جت وقفت جمبي فمعتز قال : بس أنا أول مرة أشوفك، أنت مين؟
أحمد ابتسمله و قال : خطيبها
لحظة اتساع العيون، أنا كإيمان اتفاجأت فما بالكم بمعتز اللي وشه قلب ألوان و استأذن على طول، يعني مكنش ينفع يسأل السؤال دا الأول، مريم قربت مني و قالت : مش قولتي إنكم مرجعتوش لبعض!
شوفتوا أنا في ايه و الحلوفة في ايه؟! هو دا كل اللي لفت انتباه الهانم
مسك ايدي و شدني وراه لبره، اسمحولي أقولكم إني ممكن اتقتل النهاردة ولله، حاولت امسك نفسي، هو مين يعني عشان أخاف منه بس الحقيقة إني مرعوبة مش خايفة بس
" سبني و قولتلك ميت مرة متمسكش ايدي "
بصلي و قال : ايه دا!
" هو ايه؟ "
- الكائن أبو نضارة اللي جوا دا؟
" معتز "
- إيمان متخلينيش اشتم، يعني ايه معتز دا، يطلع مين معتز يعني!
" متزعقش "
رزع باب العربية حتة رزعة خلت قلبي يقف، مريم الحيوانة سابتني وراحت فين؟
- بتقوليله شعر حلو بقى، لا ثانية ثانية انتي اصلا اي حاجة بتقوليها حلوة
" بقول شعر مش بقوله "
شدني من ايدي و قال : بتتنيلي تقولي شعر ليه اصلا!
" و أنت مالك! ايه دخلك في كدة ..
شديت ايدي و قولت : و متمسكنيش كدة تاني و بالمناسبة أنا مش خطيبتك
- لا كنت خطيب..
" كنت و دلوقتي لاء فبطل تقول خطيبتي دي "
- اها طبعًا عشان كابتن معتز ميفكرش إنك مخطوبة
" معتز ايه! أنت علقت على معتز كده ليه و بعدين أنا و معتز زمايل و هو شخص محترم جدا و ذوق جدًاو كان بيتكلم بحسن نية "
- ولله و الفرح امتى بقى؟
" مش هتتغير، هتفضل كده على طول، مبتسمعش غير صوتك أنت بس و مبتقولش غير كلام مستفز و بارد زيك "
كان متعصب على الأخر بس سكت، فضل باصصلي شوية و معرفش بيفكر في ايه بس أكيد بيفكر هيتخلص من الجثة ازاي
- اركبي
بصتله باستفهام فكمل : هنروح
" لاء "
زعق و قال : يعني ايه لاء!
" يعني لاء، أنا مش جاية هنا بأمرك عشان امشي بأمرك "
- اركبي يا إيمان
" مش هركب يا أحمد "
- إيمان أنا متعصب و معنديش خلق ات..
" ايه يعني ما أنا كمان بتعصب و ممكن ازعق زيك بالظبط لو حابب يعني "
- اركبي و إلا ..
" و إلا؟ "
قرب ناحيتي و قال : هضطر اساعدك
فتحت الباب و قعدت، طبعًا مخفتش منه، أنا بس تعبت من كتير الكلام معاه و عايزة اروح
...................................................
مريم : و ايه اللي حصل بعد كده؟
" زعقتله طبعًا و سيبته و روحت بيتنا "
مريم : لا أنا متأكدة من كدة
دخلت الشغل زي كل يوم بس ملقتش معتز فسألت عنه، عمري ما شوفته غايب في يوم و كان كويس امبارح، ايه اللي يخليه يغيب يعني
" اومال معتز فين؟ "
واحدة زميلتنا بصتلي بحزن و قالت: اتنقل
" يعني ايه اتنقل!؟ "
- معرفش، اتفاجأت الصبح بقرار نقله ده
مريم بصتلي بحزن فقولتلها : أحمد
مريم باستغراب : ماله أحمد!؟
" أقطع ايدي لو مكنش هو اللي ورا القرار ده "
مريم : لا مش للدرجادي، بطلي افترا بقى
البنت قاطعتنا و هى بتقول : كان زعلان جدًا عشان هيمشي من هنا
واحدة تانية ردت و قالت : ولله معتز كان محترم و شاطر جدًا، ايه اللي يخلي المدير ينقله بس
مريم بصتلي و قالت : لو فرضنا إنه أحمد، هيعملها ازاي يعني!؟
" لا مش فرضنا، هو يا مريم، متنسيش إن باباه هو اللي جبلنا الشغل هنا "
مريم بصدمة : يالهوي يا إيمان مش للدرجادي
" شوفتي ال...
مريم : بيحبك للدرجادي!
شوفوا البقرة، بتكلم في ايه و هى تفكيرها في ايه!
" أنا بتكلم عن معتز و الظلم اللي اتظلمه و انتي بتتكلمي في حب و قرف "
مريم : يارب ربع القرف بتاعها يارب
تجاهلت الدعوة السخيفة بتاعتها و قولت: في طريقة واحدة تخلينا نتأكد
مريم بقلق : ربنا يستر
............................................
- ايه حوار طلب نقلك دا؟
بصتله بهدوء و قولت: نقل ايه؟
- طلب نقلك من الشغل اللي قدمتيه امبارح
" عادي أنا حرة و بعدين أنت عرفت منين؟ "
- عادي عرفت مش سر هو
" لا سر، أنا اصلا لسة مقولتش لحد على الحوار دا، محدش يعرفه غير المدير اللي قدمتله الطلب "
هرب بعنيه مني فتأكدت
" أنت بتراقبني بقى، لا و كمان بتتدخل في حياة الناس و مستقبلهم "
- حياة الناس!
وقفت و قولتله : ايوة حياة الناس، معتز عملك ايه عشان تنقله و تتحكم في مصيره كدا، أنت مين اصلا عشان تقرر بدل الناس
- اهااا قولتلي، دا بقى اللي مضايق الهانم و مخليها عايزة تتنقل، عشان تبقى مع البيه
" مش هرد على واحد عقله صغير زيك و بما إنها كدا بقى، فأيوة عايزة اتنقل معاه "
- هتخليني أكسرلك نفوخه ليه
" أنت مالك! ايه اللي مضايقك أنت!؟ "
- انتي ناسية إنك كنتي خطيبتي
" كنت، كنت، يعني خلاص بح، لا أنا و لا أنت نعرف بعض "
جز على سنانه بغيظ فسيبتله المكان و مشيت، أنا مشوفتش في حياتي جنان بالشكل ده!، روحت لمريم و حكيتلها على اللي حصل فانشكحت اوي و قالت : قولتلك بحبك و بيغير
" هى راسك فيها مخ و لا فردة جزمة يا حتة حلوفة انتي "
مريم : يعني انتي مبتحبهوش يعني!
" لا مبحبوش طبعًا، أنا أحب البتاع ده! "
رفعت حاجبها و قالت : يعني مش بتغيري عليه؟
ضربت كف بكف و كان ناقص ألطم على وشي
" بقول طور يقولوا احلبوه، انتي متخلفة يا مريم و لا عندك خلل في الفهم، بقولك مبحبوش، اغير عليه ليه!؟ "
بصتلي باستخفاف و قالت : طب روحي البسي و تعالي نخرج
" نخرج! "
مريم : ايوة، في خروجة حلوة اوي بالليل و هتعجبك 
مش فاهمة ايه دا بس مكنش في مفر من الخروجة دي و خصوصًا إن مريم كانت متحمسة طول الطريق و مصممة إني همبسط من الخروجة دي، وصلنا لقاعة من بتوع الاحتفالات الصغيرة دي، كان في ناس كتير معرفهمش و تقريبًا احتفال بحاجة في الشغل، دا اللي استنتجته من شوية الكلام اللي سمعتهم و أنا ماشية و فجأة ... ايه القرف ده!
مريم : مالك؟
بصيت للبنت اللي واقفة بتضحك قدام و قولتلها : مش دي سارة قريبة أحمد
بصتلي و قالت : و ايه يعني!
" ايه اللي جايبها هنا؟ "
مريم : طبيعي يا إيمان
كنت لسة هرد عليها فشوفت عمو والد أحمد فبصتلها و قولت: هو إحنا فين يا مريم؟
مريم : حفلة، والد أحمد  بيتحفل بنجاح الشركة بتاعته
" يا حلوة! و إحنا بنعمل ايه هنا بقى "
مريم : أحمد عزمني فقولت اجي معاكي و اهو تغير جو و كدة
" أحمد عزمك! امتى الكلام دا!؟ "
مريم : لما كنا في عيد الميلاد
" انتي جيباني هنا تحرقي دمي يعني! "
مريم : و دمك يتحرق ليه، انتي لا بتحبيه و لا يفرق معاكي و لا حاجة
" ايوة طبعًا "
معرفش ليه كنت بدور عليه بعنيا طول ما أنا قاعدة لحد ما لاقيته و ياريتني ما لاقيته، كان واقف مع سارة و بيضحك اوي، ما هو حلو و عنده سنان أهو و بيعرف يضحك
مريم : أحمد شكله حلو اوي و في اللبس دا
هو شكله حلو على طول اصلا بس عمري ما أقول
" لا عادي و لا حلو و لا حاجة "
مريم : حرام عليكي يا شيخة، الحق يتقال بردو
بصيت لهم و سكت، نفسي افشفش دماغها البت الصفرا دي، بصوا بتتسهوك ازاي! و هي حاضنة دراعه كدة ليه و بتجره على فين كده و بعدين هو مبسوط كده ليه! و ما شاء الله سيبها تشده كده عادي لا و فرحان كمان، دول هيرقصوا كمان، و نعم الأخلاق ولله، هى مريم جايباني مخصوص عشان تحرق دمي!
بصيت لها بملل فعملت نفسها مش هنا، رجعت اتفرج على الثنائي الجميل تاني، هى بتقول ايه في ودنه يضحكه للدرجادي مش فاهمة، اقوم اجيبها من شعرها طيب و لا أعمل ايه، ماسكة ايده كدا ليه مش فاهمة، مش هيهرب يا حبيبتي متخافيش، قومت من مكاني، خلاص مش قادرة استحمل أكتر من كدة
مريم : رايحة فين؟
" هشم شوية هوا، اتخنقت "
سيبتها و طلعت برا، إلهي يا سارة تقعي و تتكسر صوابع اللي عاملة تحسسي بيها عليه دي و هو و لا يوعى يضحك أبدًا، لا يارب يضحك بس مش معها و لا مع أي واحدة تانية
- الدنيا مش برد؟
اتخضيت لما سمعت صوته بس مسكت نفسي و رديت : أبرد منك يعني!
بصلي و قال : نفسي مرة تردي رد حلو
" معلش، اصلي مبعرفش أقول كلام حلو يضحك "
- صحيح، انتي بتعرفي تقولي شعر حلو جدًا بس
" ايوة "
- طب ما تقوليه، يمكن نضحك شوية
" دا شعر مش نكت يا بيه و بعدين أنت حمار مبتفهمش حاجة فيه "
شد ايدي جامد فقولتله : قولتلك ميت مره متمسكيش ايدي كده و متجيش ناحيتي اصلا
- و أنا امتى سمعت كلامك!
" صحيح، ما أنا بدن في مالطة "
- نفسي مرة تهدي شوية
" هو حد بيعصبني غيرك اصلا، ما أنت غاوي تعب "
- عشان كدة غاويكي
" ايه! "
- بقول معتز حلو اوي، محترم و بيحب كلامك و ذوق، يناسبك يعني
" و سارة حلوة جدًا و بتعرف تقول نكت حلوة تضحك، تناسبك بردو "
- لا بس انتي أحلى
هو في ايه ماله! شكل الضحك الكتير أثر على عقله
" عارفة إني أحلى بس أنا معرفش أرقص زي سارة و لا اتشعبط في دراعك زيها "
ابتسم و قال : لا بس بتعرفي تزعقي و تردي على كل كلمة و تعانديني و حطي عشرين خط تحت تعانديني و تتخانقي معايا، متهيألي دا مناسب بردو
بصتله و أنا لسة بستوعب فقال : و طلب النقل بتاعك اترفض بالمناسبة
ابتسمت و قولتله : كنت عارفة، أنا اصلا مش عايزة اتنقل
- ازاي! و تسيبي معتز لوحده، دا بيعرف بيقول شعر و بيحبه و بيحب يسمعك و بيحب كلامكم سوا و بيستناكي و محترم و أهم حاجة إنه ذوق
" اها بس مبيغيرش، مبيتعصبش، مبيعرفش ينرفزني، مش بارد و بيزعق على طول و أهم حاجة معندوش عربية يركبني فيها بالغصب "
ضحك و قال : لا لازم نلاقي حد بالمواصفات دي بسرعة
" و أنت كمان لازم تلاقي واحدة بمواصفاتك دي "
- لسة هدور!
" مضطرين نعمل ايه؟ "
سكت شوية و بعدين مسك ايدي و قال : طب بدل ما نتعب نفسنا، مش انتي بتعرفي تعاندي و تزعقي؟
عملت نفسي بفكر و بعدين قولتله : متهيألي، اه و أنت بتعرف تتعصب و تنرفزني؟
- متهيألي اه
بصتله فكمل: طب ايه؟
" ايه! "
ابتسم و قال : لاء، اه
طلع الخاتم و لبسهولي و كمل : اه موافقة
ضحكت و قولتله : مين قال إني وافقت!؟
- أنا قولت، عايزة حاجة؟
" عايزة سلامتك "
خلاص طالما هو اللي قال، يبقى مفيش كلام

" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي "
#إيمان_أحمد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن