143 إيمان أحمد

3.2K 171 3
                                    

" أنا آسفة جدًا ولله "
- جدًا ولله!
" أنا بجد مخدتش بالي"
ابتسم و قال: و لا يهمك حصل خير
التوتر اللي أنا فيه ده هيقتلني، خرجت من الشركة و خدت نفس كبير قد الدنيا بحالها و دعيت إني اتقبل في الشغل، مريم كانت مستنياني بره فجريت عليها
مسكت إيدي بحماس و قالت: ها عملتي ايه؟
هى أكتر حد بيشجعني، واقفة معايا دايمًا من و إحنا صغيرين، تقريبًا معرفش غيرها و فشلت إني أعمل صداقات مع أي حد، الدنيا الكبيرة أوي دي مطلعتش منها غير بمريم و شوية أحلام صغيرة
مريم بتقولي دايمًا إن أحلامي بسيطة خالص، فأنا بسألها طالما هى بسيطة كدة مبتتحققش ليه!
هزت دراعي و هى بتقول: إيمان، إنتي معايا!
بصتلها و قولت: اها
مريم: حصل ايه؟
رديت عليها بتلقائية: خبط في واحد و أنا خارجة، كنت متلغبطة و معرفش إزاي مشوفتوش
ضحكت و قالتلي: فداكي بس أنا قصدي عملتي ايه في الإنترفيو؟
اتنهدت بحيرة: مش عارفة
ابتسمتلي: متقلقيش، كفاية إنك عملتي اللي عليكي، الباقي على ربنا بقى و إن شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك
مشيت خطوتين و هى بتقولي: طب يلا نروح بقى عشان هموت من الجوع
وقفت أبص للعربيات الكتيرة اللي في الطريقة و إزاي ماشية بسرعة، مستحيل أعدي
مريم بصت وراها، فلاقتني لسة مكاني، هى عارفة إني بخاف أعدي الطريق و بخاف من زحمة العربيات و عندي اعتقاد إني أول ما أعدي هتطلع عربية من تحت الأرض و تدوسني، مسكت إيدي و قالت: يلا يا إيمان، متخافيش
" طب استني بس لما العربية دي تعدي"
مريم: العربيات كتير و لو فضلنا مستنيين مش هنوصل بيتنا النهاردة
مشيت معاها بخوف و كل شوية أوقفها أو أرجع لورا لحد ما شدتني و عدينا على خير
حياتي بعد اليوم ده كانت عبارة عن إني مستنية نتيجة اليوم ده، كنت قلقانة و راسمة في بالي أكتر من سيناريو لرفضي لحد ما وصلت المكالمة اللي كانت بمثابة نقطة تحول في حياتي، اتقبلت في الشغل و مكنتش مصدقة إن حلمي الصغير اتحقق، جريت على مريم و فضلنا نتنطط و نضحك زي المجانين و هى بتحضني و تقولي: لازم نحتفل بالخبر الحلو ده
مريم عزمتني على العشا بره، لبست الفستان الأسود بتاعي عشان هى دايمًا بتقولي إني حلوة بيه
اتمشينا على الكورنيش كالعادة، مريم عارفة إني بحب اتمشى كتير، بتمشى للمكتبة و بتمشى للكافيه بتاع عمها و بتمشي للكورنيش، بنفضل نرغي أنا و هى في حاجات كتير و نضحك على مواقف قديمة، بتكلمني عن الكافية و التجديدات اللي هيعملوها فيه و الشاب اللي بيجي يشرب قهوة كل يوم عشان معجب بيها، بتقولي إنها بدأت تتعود على وجوده و تستناه و دي مؤشرات مش كويسة، سألتها باستغراب ليه بتقول كدة فضحكت و قالت: عشان ده يبقى اسمه حب
طبعًا أنا عارفة الحب و سمعت الكلمة و قرأتها كتير بس أول مرة أحس إنه خطير كدة
" و ايه يعني حب!؟"
ضحكت تاني و قالت: يعني هتتعلقي و حياتك كلها هتمشي في اتجاه واحد بس، اتجاه الشخص اللي بتحبيه
" و دي حاجة وحشة؟ "
اتنهدت و قالت: لاء بس الحب مش دايمًا كيوت كدة و مسالم، ليه وشوش تانية بتوجع
" إزاي؟ "
قالت بتلقائية: غياب و فراق و شوق، كلها مشاعر بتتفنن في تعذيبك
حسيت إنها بتبالغ شوية و مقتنعتش أوي باللي بتقوله
كملت كلامها: عارفة ايه أغرب حاجة في الحب؟
" ايه؟"
مريم: بيفضل يلف حواليكي و يشاغلك مرة بنظرة و مرة بضحكة و مرة بكلمة و أول ما ترفعي الراية و تطبي يبدأ يتقل عليكي و يتمنع و النظرة اللي كانت ببلاش بتبقى بطلوع الروح
فكرت في كلامها بس مشغلتش بالي بيه كتير، أدينا بندردش و خلاص، اشترينا ترمس عشان بحبه و قعدنا نتفرج على السما و النيل و تحديدًا أنا اللي كنت بتفرج، مريم كانت مشغولة في شات على الواتس
السما جميلة بتفكرني بالناس اللي بحبهم و مشيوا، بحسهم بيبصولي من فوق و يبتسموا، هما مش موجودين على الأرض بس موجودين في السما، بيطمنوا علينا من فوق دايمًا مش ممكن ينسونا و لا إحنا ننساهم، عيون بابا أغلى نجمتين خدتهم مني السما، لما خدتهم كنت زعلانة أوي بس بعدين فهمت إن النجوم مبتعيش على الأرض، النجوم مكانها السما و إحنا اللي لازم نرفع راسنا و نبصلهم
ركزت مع مريم لما بدأت تقول: يلا يا إيمان خلينا نروح نتعشى
بصتلها بتردد و رجاء و قولتلها: طب ما تطلبي الأكل و تجي ناكله هنا
مريم: هنا! إزاي بس، إنتي صعبان عليكي تفارقي النيل
" عشان خاطري يا مريم، المكان هنا حلو أوي و هادي و مفيش ناس كتير"
مريم: يا بنتي قومي الله لا يسيئك
مكنتش حابة أقوم فمسكت إيدي و قالت: قومي يا إيمان و لما نخلص أكل ابقى تعالي أقعدي براحتك، أقولك على حاجة تعالى ناكل في الدور الأخير اللي مفتوح و أظن من هناك هتشوفي النيل و البلد كلها كمان
قومت معاها باستسلام و أنا ببص للسما و تحديدًا النجوم، طلعنا فوق و طلبنا الأكل و المنظر كان خيالي فعلًا و اتبسطت
لما خلصنا أكل قومت اتمشى و أنا بتفرج على النيل و حلاوته، تصدقوا السما بقت أقرب من هنا، طلعت التيلفون و قعدت أصور المكان فمريم جاتلي و هى بتضحك و بتقول: طب صوري نفسك
" مبحبش اتصور ما إنتي عارفة"
ضحكت و هى بتقرب كاميرا التيلفون مننا: طب تعالي
اتصورنا كذا صورة و ضحكنا كتير لحد ما جالها مكالمة فبعدت عشان ترد، فضلت سرحانة شوية و مخدتش بالي إن في حد واقف جمبي فاتحركت و من غير ما أقصد خبطت فيه
" أنا آسفة جدًا ولله"
- أنا سمعت الجملة دي فين قبل كد...
أول ما بصلي ابتسم و قال: دلوقتي افتكرت
كان هيغمى عليا من كتر الإحراج، نفس الشخص تاني
" أنا آسفة ج..
قاطعني و قال: جدًا ولله
ضحك و أنا معرفتش أقوله ايه، فقال: و لا يهمك حصل خير تاني
اتحرجت أكتر ما أنا محروجة و سيبته و روحت لمريم
.................................
كانت ماسكة إيدي جامد و بتقول: وريهم الشغل بيبقى شكله ايه
" مريم أنا خايفة"
مريم: متخافيش، هتنجحي و هيندموا إنهم معرفوكيش من زمان
خدت نفس و دخلت الشركة عشان ابدأ أول يوم شغل، فهمت النظام و المكان و الدنيا هتمشي ازاي، دخلت المكتب اللي فيه باقي زمايلي، كنت زي طفل صغير أول مرة يروح المدرسة، قاعد في حالة بيشتغل في صمت و كل العيون عليه أو هو اللي حاسس بكدة
كنا خمسة في الأوضة، لكل واحد مكتب، شوفت تلاتة أول ما دخلت ولد على يميني و بنتين على شمالي و مفيش حصار بعد كدة، صاحب المكتب الخامس دخل بعد ما دخلت بحوالي ربع ساعة بس مكنش عندي جرأة أرفع راسي و أشوفه بس من صوته لما رمى السلام و هزاره مع الكل و ضحكه عرفت إنه ولد و شكله اجتماعي جدًا
لما كانوا بيسكتوا فجأة كنت بفتكر إنهم بيتكلموا عليا أو بيضحكوا عليا، وشي كان في الكمبيوتر من ساعة ما دخلت مرفعتوش و لا مرة و بصراحة كنت خايفة أرفعه
جه معاد الغدا فحسيت بيهم بيخرجوا، اتنفست براحة و لسة هرفع راسي حسيت بحد قعد قدامي
- هو لو ترفعي راسك سيكا، اتأكد بس من اللي في دماغي
رفعت راسي بتلقائية فلقيته نفس الشاب اللي خبطته قبل كدة، أصل أنا كنت محتاجة إحراج و توتر أكتر من اللي أنا فيهم
ابتسم و قال: أنا برضو قولت الهيئة دي مش غريبة عليا
انكمشت في نفسي و معرفتش أقوله ايه، فمد إيده ناحيتي و قال: أنا أحمد زميلك في المكتب
هو ده بقى الشخص الخامس اللي كان عامل كل الزيطة دي!
كمل لما فضلت بصاله و مردتش: و إنتي الموظفة الجديدة اللي الكل بيتكلم عنها
اتخضيت و سألته: بيتكلموا عني!
ضحك و بص لإيده و قال: و إيدي هتفضل متشعلقة كدة كتير
بصيت لإيده بتردد و انكمشت في نفسي تاني، توقعت إنه هيزعل من الحركة دي بس هو نزل إيده و الابتسامة اللي على وشه مفارقتوش و لو ثانية و قال: امم شكلك مبتسلميش، أنا آسفة
الموضوع مكنش كدة بالظبط، أنا كنت خايفة و معرفوش
" هما بيتكلموا عني إزاي؟ "
ضحك و قال: عادي، أي حد بيجي جديد بيتكلموا عنه، متتخضيش أوي كدة
حاولت أعمل نفسي مش مخضوضة فضحك تاني بس المرادي حاول يكتم ضحكته لكن أنا شوفته
- طب مش هتقوليلي اسمك؟
بصتله بتوجس و بعدين قولت في بالي: ايه الجُبن اللي أنا فيه ده، هو هيحصل ايه يعني لما يعرف اسمي، أنا لازم اتشجع و أخد على الناس هنا عشان ده مستقبلي زي ما مريم بتقول، لازم أبطل أخاف و احاول اتعرف على الناس
ابتسمت أو تقدروا تقولوا كانت محاولة فاشلة في إني ابتسم و قولت: إيمان
ابتسم و قال: المكتب نور بيكي يا إيمان
" شكرًا"
- جدًا ولله
" ايه!"
ضحك و قال: متأفشيش أوي كدة، أنا بهزر معاكي
ايه البني آدم الغريب ده! هو بيتكلم بسهولة كدة إزاي؟
- طب ده وقت الغدا مش هتتغدي؟
كنت جعانة جدًا بس قولتله: لاء، أنا مش جعانة
بصلي بشك و كان هيقول حاجة بس رجع في كلامه و قال: ماشي براحتك، أنا هنزل اتغدى بقى و للمرة التانية المكتب نور بيكي
ابتسمت لما مشي و حسيت براحة و بجوع في نفس الوقت، يعني كان لازم أقوله مش جعانة!
كنت قاعدة زي المُطلقة، فتحت التيلفون لاقيت مريم بعتالي رسايل كتير بتسألني عن الأخبار و الدنيا هنا حلوة و لا لاء فقولتلها كويسة و طمنتها، بعتتلي صور للشاب اللي معجبة بيها و هى مغفلاه من بعيد فابتسمت، معرفش إزاي جالها قلب تصوره كدة، افرض خد باله!؟
فضلنا ندردش و نضحك لحد ما الوقت عدى من غير ما أحس، لاقيتهم رجعوا فقفلت مع مريم و ركزت في الكمبيوتر
أحمد دخل أول واحد، بصيتله بطرف عيني فلاقيته بيقرب مني، حط شنطة على المكتب جمبي و هو بيقول: اليوم طويل و أكيد هتجوعي
مشي بسرعة قبل ما أرد أو أعرف حتى قصده، كلهم دخلوا بعده، فتحت الشنطة بفضول فلاقيت شاورما و مخلل و معاهم ورقة كاتب فيها:
( معرفش بتحبي الشاورما و لا لاء بس مفيش حد مبيحبش الشاورما)
ابتسمت بتلقائية و حطيت الشنطة جمبي عشان محدش ياخد باله و بصيت ناحية المكتب بتاعه فلاقيته بيبتسم و عينيه عليا
مكنتش أعرف إننا هنطول كدة و طبعًا كنت جعانة جدًا فبدأت أكل سندوتش الشاورما في الخباثة و مكنتش أعرف إنه شايفني و بيضحك
اتعرفت على واحدة من البنات اسمها سارة و عرفت اسم التانية ميرفت و الولد اللي جمبي أيمن و طبعًا أحمد
روحنا كلنا و كنت أنا أخر واحدة تخرج، هو أنا اه اتعودت عليهم شوية بس لسة متوترة، وقفت أبص للعربيات بخوف، أكبر عقبة في حياتي
هى الناس دي مبتروحش بيوتها خالص، الصبح عربيات كتير و الظهر كتير و العصر كمان!
- تايهة و لا ايه!؟
اتفزعت لما سمعت صوته، فبصلي باعتذار و قال بتريقة: أنا آسف جدًا ولله
و أتكه أوي على الهاء اللي في ولله
بصتله بعصبية فقال: واقفة كدة ليه؟
معرفتش أقوله أيه بس أكيد مش هبان قدامه عيلة صغيرة يعني
" مش واقفة، عادي"
بصلي باستغراب و بص للطريق و بعدين بصلي بشك، تقريبًا كان مكتوب على وشي " بتخاف من العربيات اللي بتجري بسرعة و كل العربيات بتجري بسرعة"
ضحك بس مسك نفسه على أخر لحظة، بصيتله بضيق و قولت: بتضحك على ايه!؟
هز راسه بنفي و قال: أبدًا مفيش بس كنت بقول ايه رأيك نعدي الطريق سوا، مش إنتي رايحة الناحية التانية بردو؟
كان عرض مغري بصراحة و مكنش في وقت للشكليات و الكبرياء و جو الاسترونج ومن دا
" اها"
مشيت جمبه و أنا بتشاهد كل ما عربية تقرب و من الخوف مسكت في الجاكت بتاعه جامد، فابتسم و مسك إيدي من غير ما أحس و عبرنا على خير الحمدلله
مخدتش بالي إنه مسك إيدي غير لما عدينا و لاقيت إيدي في إيده، شديت إيدي بسرعة و قولتله: شكرًا
ابتسم و قال: العفو
" و أنا آسفة عشان مسك...
قاطعني و قال: لاء متنفعش دي
مفهمتش قصده فبصيتله باستفهام فقال: لازم جدًا ولله
مكنوش كلمتين دول اللي قولتهم و علقوا معاه أوي
" جدًا ولله "
- لاء من الأول
بدأت اتخنق، فقال: خالص، أنا بهزر
ابتسمت في سري و أنا بقوله: سلام
و بعمله باي باي بإيدي و بمشي، روحت الكافيه لمريم و قعدت أحكيلها عن كل حاجة حصلت النهاردة و هى جابتلي الشاي بالنعناع اللي أنا بحبه
...........................................
يوم ورا يوم بدأت اتعود عليهم و على الشركة و كل اللي فيها و خصوصًا أحمد اللي كان بينطلي كل شوية، اتفاجئت إنه أشطر واحد هنا، مكنتش متوقعة منه يكون جد في حاجة خصوصًا و هو مبيبطلش هزار و ضحك لحد ما اختبرت ده بنفسي و شوفته و هو بيشتغل و إزاي حل المشكلة اللي كلنا عطلنا قدامها، كان ذكي جدًا و شخصيته مؤثرة
بقيت أنزل أكل معاهم تحت بفضله، هو اللي فضل يلح عليا لحد ما  اتشجعت شوية و بطلت أخاف من الزحمة و الناس
بجيب شاورما على طول عشان مفيش حد مبيحبش الشاورما رغم إني كنت مبحبهاش بس اللي أحمد جابها كان طعمها حلو أوي
- أشمعن يعني السما؟
بصتله باستغراب: ها!
- أشمعن السما؟
" مش فاهمة"
- أشمعن السما بتبصيلها كتير؟
هزيت راسي بعد ما فهمت قصده و قولتله: بتفكرني بالناس اللي بحبهم
قعد جمبي و قال: زي مين مثلًا؟
فكرت شوية و بعدين قولتله: زي يا مريم و زي عمو محمود عم مريم و صاحب الكافيه، زي عمو بتاع الترمس اللي بيقف على الكورنيش..
قاطعني و قال: و إنتي بتحبي عمو بتاع الترمس اللي بيقف على الكورنيش!
" بحب الترمس اللي بيعمله"
ضحك و قال: و مين تاني؟
" عمو طارق اللي بيبيع الكتب في المكتبة..
وطيت صوتي و كملت بهمس: هو كِشري أوي و بصيته بتخوف بس بحبه عشان بيعينلي الكتب الجديدة دايمًا
ابتسامته وسعت و أنا بكمل: و طنط اللي بتبيع ورد عند الكورنيش وبتقولي دايمًا و هى بتديني الوردة " أحلى وردة ليكي يا آنسة"
بصلي باستمتاع و قال: و ايه تاني يا إيمان؟
كنت بتكلم معاه براحة و تلقائية فقولت: و بابا، أحلى راجل في الدنيا دي و أقوى رجل أنا شوفته في حياتي
ابتسامته بهتت، هو عارف إن بابا مات بس ميعرفش إنه عايش جوايا في كل نفس بتنفسه
بصيتله بتلقائية من غير ما اتكسف أو أبعد عيني عن عينيه: عارف زمان و أنا لسة صغيرة، كنت بخاف من الكلاب جدًا، بترعب منهم
كان باصصلي بتركيز و مشجعني أكمل: بابا بقى مكنش بيخاف خالص، كان بيشلني على كتافه فوق لما نعدي من حتة فيها كلاب و الكلاب مكنتش بتعرف تطولني، أصلا أصلا كانوا بيخافوا أول ما بابا يشخط فيهم
ابتسم بتلقائية و قالي: و إنتي مبقتيش تخافي من الكلاب بقى؟
سكت، مكنتش ناوية أقوله بس لاقيتني بقوله و كإني مش قادرة أخبي عليه و كإنه الشخص الوحيد اللي ممكن يسمعني
" لاء، لسة بخاف"
سألني باهتمام: طب و بتعملي ايه لما تعدي من حتة فيها كلاب؟
" بعيط، هى ليه السما مخدتش الكلاب و سابتلي بابا!؟ "
بصلي بأسف و مسح بصابعه على ضهر إيدي و هو بيقول: مش إنتي قولتي إن النجوم مكانها السما
هزيت راسي باستسلام فقال: و بعدين بعد كدة لما تلاقي كلاب أبقي اتصلي بيا و أنا هجي أطفشهملك كلهم
ضحكت بتلقائية و سألته: أي وقت أي وقت؟
هز راسه يأكدلي: أي وقت
...............................................
مريم: هوصل الطلبيتين دول و أرجعلك هوا
كنت قاعدة بحكيلها عن أحمد و اللي بنعمله سوا و الشاورما و المكتب و الألعاب اللي بيلعبهالنا وقت الغدا و إزاي هو حلو أوي و بيضحكني دايمًا
رجعت بعد شوية تقولي: هو إنتي قولتيلي أحمد ده شكله ايه؟
بصتلها باستغراب و قولت زي الهبلة: طويل، شعره ناعم و تقيل و بيجيبه على جمب زي الرجالة المايصة اللي بتقوليلي عليهم بس أحمد مش مايص، أحمد رجل، عينيه سمرة بس بتتحول لعسلي لما يقف في الشمس أو يضحك معرفش إزاي و عنده غمازة صغيرة في خده اليمين بتظهر لما يضحك جامد و...
مريم كحت جامد فبصيت ناحيتها و ياريتني ما بصيت، لاقيتها مخبية وشها بإيدها و بالإيد التاني بتشاور وراها على أحمد اللي معرفش جه هنا إزاي
ابتسامته بتقول إنه كان واقف من بدري، خدت نفس و بصيت الناحية التانية و عملت نفسي من بنها
- شكرًا يا إيمان على الكلام الحلو ده
مردتش عليه و عملت نفسي مسمعتش حتى ضحكته الجميلة دي اللي بتمحي كل القسوة اللي في الدنيا مسمعتهاش
مريم بترحيب: اتفضل و لا تحب تقعد بره؟
فالحة أوي يا ختى، طب كنتي حذريني بدل ما شكلنا بقى وحش كدة
بصلي و قال: إيمان تحب تقعد فين؟
لفيتله باستغراب و قولت: و أنت مالك بيا!
قال بصوت طفولي: أومال هتسيبيني أقعد لوحدي!
كان لا يُقاوم بصراحة، فقومت و أنا بقول: برا الجو حلو
مريم: بس إيمان بتحب تمشي على الكورنيش أكتر
اتمسمرت مكاني، و هى إيمان كانت اشتكتلك يا رخمة
بصتلها بعصبية فغمزتلي و قالت: و بتحب الترمس كمان
يلا ما هى ظاطت بقى و بعدين هو عارف موضوع الترمس ده
ضحك و قالها: و بتحب الورد من طنط اللي بتقولها أحلى وردة ليكي يا آنسة
مريم رفعت حاجبها و بصتلي بدهشة اللي هو ده عارف كل حاجة أهو، مش محتاج مساعدة
- خلاص ممكن نتمشى شوية و نرجع نشرب حاجة هنا، أنا بحب القهوة و إيما...
مريم قاطعته و قالت: إيمان بتحب الشاي بالنعناع
و إيمان واقفة زي الطوبة بينهم و لله
- أنا عارف إنها بتحب الشاي بس جديدة حكاية النعناع دي
مريم تسكت؟ لاء لازم تعلى عليه
مريم: إيمان عمرها ما بتشرب الشاي من غير نعناع إلا لو كانت محروجة أو مجبرة
بصلي بطرف عينه و كنت عارفة هو بيفكر في ايه دلوقتي، الشاي اللي عم محمد كان بيقدمهولنا في الكافتيريا، كان من غير نعناع و كنت بشربه غصب عشان كانوا بيضغطوا عليا و مكنتش حابة أبقى عيلة صغيرة قدامه بس ربنا يخليلي مريم
خرجنا من الكافيه و هو ماسك ضحكته، فبصيتله بغيظ و قولت: يووه بقى!
ضحك و قال: حد جه ناحيتك؟
" بطل ضحك "
- طب كنتي بتشربي حاجة مبتحبهاش ليه!؟
" لاء بحبها بس بحبها بنعناع أكتر "
هز راسه و هو لسة بيضحك فقولتله: هو أنت بقى جيت الكافيه ليه و كمان بنتمشى سوا ليه!؟
بصلي باستغراب و كإني فاجئته و كإن خروجه معايا شيء عادي و مش غريب، ابتسم و قال: بصراحة كنت عايزة أجيب بوكيه ورد حلو لواحدة بحبها أوي، فافتكرت طنط اللي بتديكي وردة كل يوم فقولت أجيلك تتوسطيلي عندها
كشرت في وشه و قولت: واحدة بتحبها!
هز راسه ببساطة و قال: أيوة
" مين دي؟ "
بصلي باستغراب و قالك: دي حاجة تخصني أنا
سكت و طول الطريق كنت بفرك و لأول مرة ما أسرحش في النيل و أنا جمبه
وقفنا عند الست، فابتسمتلي و بصيتله بفرحة كدة، وقف يختار البوكية في ساعة و ياخد رأيي و أنا هنفجر في أي لحظة أصلًا
كان مبسوط أوي بالبوكيه و هو ماشي جمبي
- حلو البوكيه؟
بصتله و سكت، فقال: يعني هيعجبها؟
" معرفش"
ضحك و قعدني و حط البوكيه جمبي و راح يجيب ترمس، بصيت للبوكيه و بعدين شيلته و أنا بتفرج عليه و أشمه، كان حلو فعلًا بس مين دي اللي غالية عليه للدرجادي
لما سمعت صوته قريب رجعت البوكيه مكانه، قعد جمبي و هو بيديني الترمس بتاعي فخدته من غير ما أقول شكرًا
- العفو
ابتسمتله بسماجة و قومت، وقفت قدام النيل بالظبط و بصيت للسما
لاقيته جه وقف جمبي... قلود أوي
حط الترمس على السور و قال: أمسكي البوكيه ده كدة يا إيمان لحد ما أربط الكوتش
خدت البوكيه منه و أنا ببصله بحزن، أحمد اتعدل و خد الترمس بس نسي إن البوكيه معايا و أنا محبتش أفكره بصراحة
- تعرفي إني بقيت أحب السما أوي
" يا سلام! أشمعن؟ "
- بقت تفكرني بالحاجات اللي بحبها
" زي؟ "
فكر شوية و قال: الشركة و المكتب و الكافيتريا و الشاورما و الطريق و إنتي
إنتي دي قضت على كل حاجة ولله، ابتسم و سألني: البوكيه حلو؟
بصيت للبوكيه اللي تقريبًا خدته بالحضن و بصيتله بصدمة، مستحيل يكون تفكيري صح
ضحك تاني و قال: أحلى بوكيه ورد ليكي يا آنسة
ضحكت و أنا مش مصدقة و بسأله: ده عشاني!؟
هز راسه و قال: عشان لما تبصي للسما تفتكريني مع الحاجات اللي بتحبيها
" هو مش إنت قولت إن البوكية ده لواحدة بتحبها؟ "
- أوي
" طب ايه اللي خلاك ت...
ايه الغباء اللي أنا بقوله ده، ضحك و قال: إيمان، اسمها إيمان
" زيي!"
- لا، زيك ايه! ننصح شوية و نفوق كدة
ضحكت، ضحكت أوي و مخدتش بالي من الترمس اللي في إيدي غير لما وقع على هدوم أحمد
بصتله بصدمة و قولت بسرعة: أنا آسفة ج...
قاطعني و هو بيبتسم: جدًا ولله
ضحكت و هو بينفض اللي وقع على هدومه و الحمدلله ما بقعتش
- و لا يهمك..
قاطعته أنا المرادي و قولت: حصل خير
ابتسم: و هو في خير أكتر منك
" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي"
#إيمان_أحمد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن