157 رحمة طارق

3.5K 140 1
                                    

- أنت مجنون ولا أية؟ ساعة أية؟
- الساعة الي كانت على التربيزة بتاعتي وأنتِ خدتيها وحطيتها في شنطتك.
- لا بقى دا أنت مُصر على قلة الأدب.
- احترمي نفسك يا أنسة.
- احترم أنت نفسك الأول، بقى موقفني في نص الشارع، وبتعلي صوتك وكمان بتتبلي عليا؟ تعالى خدلك قلمين كمان، ما دا الي ناقص.
- استغفر الله العظيم.
- استغفر استغفر، ما هو أكيد إنسان سيء زيك عنده جبال ذنوب.
- لا إله إلا الله، وكمان بقيت سيء علشان بطالب بحاجتي !
- حاجة مين يا بيه؟ شوف مين الي سرق ساعتك وجاي ترميها عليا.
- وأنا هعمل كدا لية؟
- وأنا هضيع وقتي في التفكير في سيادتك لية؟
داس على سنانه - أنتِ مصرة إنكِ تستفزيني خدي بالك.
- ولو استفزيتك هتعمل أية يعني؟ ها؟ قول متتكسفش.
بص للسما شوية وغمض عينيه - افتحي شنطتك.
شهقت وحضنتها - أنت اتجننت؟ مستحيل طبعا.
حسيت بخوف غريب مش مفهوم سببه، انا فعلا معرفش هو بيتكلم عن أية، ولكن أول ما قالي افتحي شنطتك خفت، كل حاجة خاصة بيا مينفعش تظهر للناس، كل خاصة جوايا لازم تكون مخفية، محدش يشوفها غيري وبس.
- تمام اتفضلي.
- اتفضل؟ اتفضل فين؟ أنت هتعمل فيا أية؟
- اتفضلي روحي أو شوفي كنتِ رايحة فين.
- اروح ! والساعة؟
- ساعة مين؟
- ساعتك.
- ساعتي! مالها؟
- مش هي.. هي ضايعة منك؟
- أنا مش معايا أصلا .. أنتِ لقيتي ساعة ضايعة ولا أية؟ 

صداع، صداع غريب ومش مفهوم سببه، اتملك مني من ساعة من رجعت للبيت، غيرت هدومي بسرعة ونمت نوم عميق، حتى المنبه مهتمش اظبطه مع أني ورايا مذاكرة طويلة، ولما صحيت.. صحيت مبسوطة، شفت حلم جميل واتمنيت من قلبي اني اعيشة زي كل الاحلام الي بتمنى أعيشها ومبتتحقش.

- ساعة مين دي؟
- مش عارفة يا دنيا، لقيتها في شنطتي لما رجعت.
- جايز وقعت من حد وأنتِ لقيتها ومش فاكرة؟
- مش عارفة، الغريب إنها ساعة رجالي، حتى شكلها مألوف بالنسبالي، حاسة اني شفتها قبل كدا.
- طيب أنتِ أخر مرة كنتِ فين؟
- كنت في الكافية الي بقعد فيه دايمًا لما بكون زهقانه.
- تمام وبعد كدا؟ أية الي حصل؟
- طلبت قهوة، وكلت بان كيك، وغسلت ايدي ومشيت.
- بس كدا؟
- بس مفيش حاجة تاني، أنا متأكدة.
- طب ما تجربي تروحي الكافية وتسيبلهم الساعة هناك يمكن وقعت من حد وهو ماشي على تربيزك وانتي لمتيها مع الكتب.
فكرت شوية بقلق مجهول - يمكن.

دخلت الكافية وناديت الويتر وادتله الساعة علشان لو حد سأل عليها وقعدت على نفس التربيزة اقرأ كتاب مهم.
- أستاذة رحمة.
رفعت راسي لما سمعت صوت الويتر بس مكانش لوحده، كان جنبه شخص تاني غريب، عمري ما شفته قبل كدا.
- نعم.
شاور على الشخص الغريب - استاذ زين، صاحب الساعة.
ابتسمت ووقفت - اهلا بحضرتك، اتفضل.
شاور للويتر يمشي وقعد قدامي بهدوء.
- حضرتك الي لقيتي الساعة؟
- ايوة.
- فين؟
- في شنطتي تخيل.
- بتهزري !
- والله بجد، مش عارفة ازاي دا حصل، وقعدت طول الليل افتكر كل الاماكن الي كنت موجودة فيها، لحد ما قولت اكيد وقعت من حد في الكافية.
- ويا ترى جات لشنطتك ازاي؟
- حاجة غريبة جدا يا استاذ زين والله، أنا فكرت في كل الاحتمالات الي ممكن توقع ساعة حضرتك في شنطتي ملقتش تفسير غير أنها ممكن تكون وقعت من ايدك وانت ماشي جنب تربيزتي على أي كتاب من بتوعي، وانا ماخدتش بالي ولميت الكتب في الشنطة ومشيت.
- تفسير مقنع.
- إلى حد ما.
- يعني أية؟
اتنهدت - يعني أنا ذات نفسي مش مقتنعة، بس للاسف مش لاقيه تفسير تاني.
- المهم إن ساعة رجعت.
- فلوسك حلال.
ابتسم - الظاهر كدا.

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن