150 رحمة طارق

2.9K 90 0
                                    

- صباح الخير من تحت البطانية الجميلة.
- قومي يا كسلانة
- يا بيبي وأقوم لية بس، وهو أنا ورايا أية؟
- رحمة انتي مش متضايقة خالص من الحبسة دي!
- إطلاقا، أنا ممكن اقعد كدا يا دنيا للسنة الجاية
- يا برودك، أنا هموت وانزل.
- اه ماانتي فراكة ومبتقعديش في حته.
- احسن ما اكون كسلانة.
- مالهم الكسلانين؟ حلوين ومبسوطين ومتكيفين علي الآخر اهو، يااختي خليكي ربعنا بس.
قفلت التليفون وبصيت في الساعه كان الظهر آذن، صليت وقعدت اتفرج علي فيلم حلو وانا ماسكه طبق الفشار، وبعدين بصيت في الساعه كانت ٣ حلو اوي، انزل المكتبة بسرعة اجيب الرواية وأطلع ونعيش السهرة.
- ايوه يعني الطابور دا هيخلص امتي؟
- بصي اطلعي فوق بنفسك ودوري علي الرواية، هي علشان قديمة مش موجودة في العرض.
- وموقفني كل دا!! منك لله

طلعت السلم الدور التاني، كان تقريبا شبه الاحلام دا، مكتبة كبيرة وضخمة ومليانة روايات تقيلة، مرة واحدة مبقتش عارفة أخد أية ولا اية و...
- بسم الله الرحمن الرحيم
- أنا اسف اتخبطت فيكي بالغلط
اتوترت - طيب مفيش مشكلة حصل خير
رجعت أدور علي الرواية وفجأة سمعنا صوت عالي بيقول
" بسرعة كله يخرج الحكومة جات " بصيت في ساعتي بسرعة كانت ٦! جيت انزل لقيت الشخص الي معايا سبقني وقال
- الباب اتقفل
- نعم؟
- والله اتقفل، لو كان فضل مفتوح كانوا هياخدوا مخالفة
- وعلشان مياخدوش مخالفة يحبسونا هنا! هروح ازاي؟

بص في كل اتجاه بيحاول يلاقي شباك أو باب وانا مشيت ورا خطوة بخطوة، فاتخطبنا في بعض
- معلش اصلي متوترة
- ممكن تهدي وهتتحل
اعصابي باظت خالص - هتتحل ازاي ها! انا محبوسة مع شخص غريب ومش عارفة هنخرج ازاي من الورطة دي!
- وانك محبوسة في مكتبة عادي؟
ضحكت فجأة - بتهزر! دا لو سجن انا الي هروحه بنفسي، دي كتب عارف يعني أية كتب
ابتسم - لا الحقيقة مش عارف، اصلي مش بحب القراءة، أنا كنت هجيب كتاب لأختي وهروح.
- طيب هنعمل أية دلوقتي؟ الظاهر أنه مفيش مخرج.

قعدت علي كرسى وقعد قصادي
- بصي، هي المكتبة بتفتح من ٦ الصبح، يعني كلها ساعات، كلمي اهلك وقوليلهم اني هتباتي عند واحدة صاحبتك مثلا علشان ميقلقوش عليكِ
- بس..
- عندك حل تاني؟

فتحت التليفون وكلمتهم وقفلته، سرحت شوية في رحيمة صاحبتي لو عرفت الي حصل هتموت من الغيظ، مين يصدق أن الاحلام الهبلة تتحول لحقيقة كدا!
- انتي بتضحكي لنفسك، ياربي كنت عارف ان دا حظى.
بصتله وفجأة انتهبت لوجوده فضحكت اكتر، لا دي الاحلام يومها النهاردة
ابتسم - بتضحكي لية؟
- اصلي حسيت نفسي بيلا
- وانا الوحش؟
- انت عارف الفيلم؟
رد بحرج - أصل أنا واختي ملناش غير بعض، تقريبا بنتشارك في كل حاجة، الاكل، الهزار، الخروج، اللبس، وحتي الكارتون، والروايات
- الروايات! بس انت قولت مبتقرأش
- بس هي بتقرأ، بتقرأ بصوت عالي وانا بحب اسمع صوتها فبتبقى حدوته آخر اليوم.
بصتله وانا مستغربة فضحك - أنا والله عندي ٢٦ سنة بس لما تكون عايش مع اختك واهلك متوفيين، الظروف بتجبيرنا نعمل حاجات عمرنا ما كنا نتخيل اننا نجربها حتي.
ابتسامتى اختفت - عندك حق.
- طيب عندك أي أفكار نقضى بيه اليوم دا ؟
- اممم لو كنت لوحدي كنت دورت علي كتاب سهرت عليه للصبح لحد ما يفتحوا وأخرج.
- ودلوقتي؟
وقفت - دلوقتي أنا هطلع الدور الي فوق وانت هتفضل تحت، تصبح علي خير
- استني
وقفت علي السلم - وإياك، شوف إياك تجرب تطلع هكسر رجلك.
ضحك - يا ست الشرسة انتي، كنت هقولك معايا فيلم حلو علي التليفون، بس انتي شكلك عاوزة تقرأي، بالسلامة انتي بقي.
نزلت بسرعة - قول والله؟
- هو انا اعرفك علشان أكدب؟
- احم لا عندك حق، طب يلا بقي نتفرج.
كان فيلم " five feet apart " كنا تلقائي مع كل كلمة حلوة من البطل أو البطلة نبص لبعض وبعدين نبص الناحية التانية بتوتر.
- ممكن تبطلي عياط؟ خدي المنديل دا نشفي دموعك
مسكت المنديل في أيدي - شفت، شفت عملها أية؟
- يعني انتي غيرانه منها علي الحلم الي حققهولها، ولا زعلانة عليه؟
- أنا زعلانة أن بعد كل دا، رجعت لوحدها تاني، رجعت لنفس الحياة
- رجعت كويسة، برئتين جداد، حياة أحسن.
- ووحيدة، رجعت لنفس قوقعة الوحدة، لأن حتي وهي عيانة مكانتش محبوسة، كان ممكن تعمل حاجات كتير، والأهم كانت مبسوطة أكتر وهي معاه، شايفاه مالي كل الفراغ الي حواليها، دخل حياتها فجاة، كان بنفس الظروف، بنفس الوضع ومع ذلك حبها، حتي وهما عارفين إن العلاج وارد مينجحش، حتي وهما بيستنوا اليوم الي هيودعوا فيه اهلهم، كانوا مبسوطين، تعرف؟ البنت ممكن تعيش حياتها كلها بالطول وبالعرض ومش فارق معاها حاجة، لكن لما تحب بجد، بتتخلي علي حاجات وبتتكون حاجات جديدة، مختلفة عمرها ما كانت تتخيل مثلا أنها تجري في الشارع، او ممكن تكتب جواب، أو تسمع اغنية لام كلثوم الي مكنتش بتحب صوتها، أو تسهر للفجر بتكلم حبيبها ومش زهقانة، البنت لما بتحب حياتها بتتقلب، بس انقلاب لذيذ، ممتع، مدام الحب متبادل يبقي كل حاجة تهون.
- شكلك حبيتي قبل كدا.
سكت فسكت وبعدين اتكلم - أنا.. أنا اسف مقصدش اتدخل بس حسيت انك..
- ايوه
- ايوه أية؟
- ايوه حبيت مرة، مرة وانا صغيرة في ثانوي، بس كل الي قولته دا كان احلام وعمرها ما هتتحقق.
- لية؟
- لان الحب كان جوايا أنا بس، مفكرتش اظهره، فضلت اخبى حبه، خبيت كل المشاعر جوايا.
- لية مقولتيلوش مش يمكن ساعتها كان بردو بيبادلك بس خايف تصديه؟
- مش هنكر اني فكرت، بس جزء جوايا كان بيرفض، أنا في الآخر ست لازم اكون مطلوبة مش طالبة، لازم يتعب علشاني، لازم أحس أن الدنيا صعبة ومعقدة علشان لما افرح اقول دا تعب علشان يوصلى، علشان يكون يكون جنبي طول العمر، اقول اختارني أنا لاني بكمله، لاني مش هلاقه زيه ولا هو هيلاقى زيي.
- ودا طبعا محصلش.
ابتسمت - دا زي ما تقول كدا، مشاعر مراهقة وراحت لحالها
- بس انتي لسه فاكرة.
- وهي الذكريات بتتنسى؟ بالعكس أنا علطول لازم افتكر علشان لو قلبى دق لحد، اختار الي يمسح دموعي مينزلهاش.
بصلي شوية - زي دلوقتي كدا ؟
- مش فاهمه
- دموعك نشفت، لما اتكلمنا مبقتيش تعيطى.
قومت وقفت - أنا.. أنا هطلع انام، تصبح علي خير.
- لما نخرج الصبح، هعزمك علي قهوة
- أية!
- متبحبيهاش؟
اتمشيت مرضتش اركب، كنت سرحانة وبفتكر في اليوم الي وقعت فيه في غريب معرفش حتي اسمه، طب مكنتش قادر حتي تسيبلي اسمك مع طيفك، مع منديلك، لية المنديل مقاليش اسمه؟ من يومها وانا حاسة أن كل حاجة بتتبدل، بتتغير بشكل غريب، مشاعرى سيطرت عليا لدرجة اني شايفة كل حاجة حية، يعني مثلا بقعد علي نفس الكرسي في البيت ليزعل مني، بلبس الفستان الي بحبه ليكرهني، ببص في مرايتي الصغيرة لتغضب عليا، كل حاجة فجأة اتحولت لمشاعر لذيذة، وكأني شايفه العالم بألوان جديدة.
- لسة سرحانه؟
- حقى اسرح، وحقه اسرح فيه.
- انتي حتي متعرفيش اسمه
- والي اعرف اسمهم عملولي أية؟
- وهو عملك أية؟
- عملي..
سكت لاني كالعادة كل الحاجات الحلوة بخبيها جوايا، موصفتش شكلك لحد لأن ملامحك من حقى، ابتسامتك المختلفة، الغمازة الواضحة، وشعرك الطويل، موصفتش كلامك، متكلمتش علي طريقتك الهادية في الكلام، وشفتك بتزحف لقلبي، بصيت عليك من بعيد وابتسمت وسيبتك، سيبتك جوايا.
- صباح الفل يا عم فتحي
- صباح الورد يا ست رحمة
- جبت الرواية الي وصيتك عليها؟ 
- اه اهي اتفضلي.
مسكت الرواية واتحركت وبعدين رجعلته
- عم فتحي، هو.. هو محدش سأل عليا ؟
- سأل عليكي ازاي؟
اتنهدت - خلاص متشغلش بالك، سلام.
لسه بهرب من مشاعرى في الكتب، لسه بعيش وسط الروايات، لسه بنت ١٨ مكبرتش ولا العمر عدى عليا، لسه بضحك وبفرح وبعيط مع كل مشهد وكأنها حكايتي، لسه بتخيل نفسي مكان البطلة، لسه بعيش اللخبطة والتوتر،
لسه صغيرة ولسه بتعلق في الحب من أول وجديد.
- يعني مش هنفطر
- عاملة دايت
- ايوة برضو مش هنفطر الباتية دا عملته...
- مانا بقولك.. أية! معاكي كام واحدة؟ يارب يفضل ليكي بس.

روحت المكتبة تاني، وملقتش الكتاب الجديد ، قالي هييجي النهاردة بليل، كنت هقوله أنا ممكن ابات هنا عادي، اخدت حاجتي ومشيت الشنطة وقعت وكنت لسه هوطى
فخبطت في حد ووقعت حاجتنا سوى، كنت هلمها فرفع أيده - متوطيش من فضلك.
- تمام، شكرا لـ... احية!
رفع رأسه وقام وانا وقفت متنحه
- دا.. دا انت!
- وحشتيني
بصيت علي أيده كان ماسك الكتاب الي كنت بدور عليها
- دا الكتاب!
- كنت جايبهولك.
- انت سألتك عليا!
- وانتي كنت فاكرة أننا مش هنتقابل تاني ابدا؟
- بس انت مسبتش امارة.
- أومال المنديل الي في ايدك دا بيعمل أية؟

سمعت صوت ماما ومعرفش أية جاب صوت ماما في اللحظة دي، فتحت عيوني بسرعة واكتشفت اني لسه قاعدة مكاني، قدام التليفزيون وبتفرج علي فيلم " five feet apart " ضحكت فجاة، يعني كل دا حلم!
- انتي نازلة دلوقتي؟
- هروح اجيب الرواية
- متتأخريش
- متقلقيش لسه بدري علي الحظر.

نزلت واتمشيت للمكتبة، كنت سرحانة في ملامح الغريب الي معرفش اسمه، في المكتبة الي عمري ما شوفتها في الحقيقة، في الرواية الي مش فاكرة اسمها، بس فاكراه هو، فاكرة ملامحه، مهو مش معقول حد يحب حد في أحلامه بالشكل دا !
- السلام عليكم ممكن اه...
- اسف مشفتش حضرتك والله
لفيت - حصل خيـ... احيه! انت موجود بجد ؟
بص حواليه - اي خدمة يا فندم؟
وقفت متنحه وانا شايفاه قصادي، يعني هو موجود بجد !
- حضرتك اسمك اية؟
- نعم؟
- معلش جاوبني
- اسمى زين يا فندم
- تعرف فيلم five feet apart يا زين؟
- يا أنسة قوليلي اسم الرواية من فضلك
- جاوبني بس الأول
- ايوه، ايوه عارف الفيلم.
سكت دقيقة وانا ببتسم - زين ممكن اعزمك علي قهوة؟
- و الرواية؟
- مش هتطير، الحلم هو الي هيطير يا سيدى.
- حلم أية!
- هفهمك بعدين، قولي بس، تحب اعزمك علي قهوة؟

" لم يكن حلمًا، تسلل إليَّ بطريقة ما  💙 ! "

#رحمة_طارق
#حكاوي_زين

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن