160 إيمان أحمد

2.9K 172 3
                                    

- هتفضلي واقفة عندك كدة كتير؟
رديت في سري: اقسم بالله ما مرتاحلك
- نعم!؟
شكلي عليت صوتي سيكا، ابتسمتله و قولت: بقول إننا هنتأخر على الميتنج
- مش مهم
" نعم! "
ابتسم و هو بيشاورلي عشان أدخل: في حاجة كنت حابب أوريهالك
أنا بدأت اترعب مش أخاف بس
" معلش يا مستر أجلها لوقت تاني، حاسة بصداع و تعب و يدوبك هنلحق الميتنج "
بصلي باستغراب و قال: دول خطوتين بس!
كل ما احاول أحسن الظن فيه، اصراره بيوغوشني و بيشككني فيه أكتر
  " مرة تانية معلش "
ده اللي قولته بس الحقيقة  كنت عايزة أقول عند أم ترتر، دا اتجنن و لا ايه! عايزني أدخل معاه شقته و قال ايه هيوريني حاجة!
- خلاص زي ما تحبي
أخيرًا قال جملة عدلة في اليوم ده، نزلنا و المرادي ركبت عربيته و أنا متأهبة لأي حركة غدر بس الحمدلله الميتنج و اليوم عدوا على خير
" يعني أنا هكدب يا مريم!؟ "
مريم بدهشة: مش ممكن، إحنا بقالنا 6 شهور في الشركة و مستر أحمد كويس جدًا، مفتكرش أبدًا إنه من النوع ده
" ماما كان معاها حق "
مريم: في ايه؟
" ياما تحت السواهي دواهي "
ضحكت و قالتلي: مش هتبطلي الأمثال دي بقى
" حقيقة و لا مش حقيقة "
مريم: بس بلدي شوية
" دا على أساس إننا ولاد بشوات و لا أجانب!؟ "
ابتسمت و قالت: ياريتنا كنا يا ستي، كان زماننا عندنا شركة كبيرة زي دي و بنتكلم و نخرج مع اللي زي مستر أحمد ده عادي و نروح الحفلات اللي بنشوفها في التيلفزيون دي
" جشعة و خيالية "
مريم: خليكي إنتي في الواقع البمبي بتاعك
مستر أحمد دخل زي كل يوم بس المرادي بصلي و قال: إيمان، عايزك
و كمل مشي لحد ما دخل مكتبه، طب استقيل دلوقتي و لا اعمل ايه؟ هى الشركة الطويل العريضة دي مفيهاش غير إيمان!
" أووف "
مريم بصتلي و قالت: ولله إنتي ما وش نعمة
" اتنيلي "
مريم: هتنيل بس و إنتي داخلة كدة ابقى بصي على سارة و شوفي بتبصلك إزاي، الود ودها تاكلك
بصيت لها فعلًا و مستغربتش نظرات الكراهية اللي بتحدفني بيها في الرايحة و الجاية، مكنش في قبول بينا من أول يوم اشتغلت فيه هنا، هى بتحب تتريس و أنا مبحبش حد يؤمرني و يتكبر عليا
- كنت عايزك تجهزي نفسك عشان هتجي معايا الميتنج بتاع بكره
هو مفيش حد يطلع معاه ميتنج غيري يعني!
- مالك، متنحة كدة ليه!؟
" أصل...
- أصل؟
" بقول يعني إن سارة أقدم مني و عندها خبرة أكتر، فهى أحق بمرافقة حضرتك "
ابتسم و قال: و يا ترى مين اللي يقرر حاجة زي دي؟
رديت بتلقائية: أن.. قصدي حضرتك
ضحك و قال: و حضرتي قرر خلاص
ابتسمتله بسماجة و خرجت مغلوب على أمري و بدبدب على الأرض، أنا أي نعم حابة اتعلم و أخد فرص كتير بس من ساعة أخر مرة و أنا مبقتش مرتاحاله و لا حابة أروح معاه أي ميتنج
مريم هزت راسها بأسف و قالت جملتها المسرحية المعهودة: ياريت كنت أنا ولله
مفيش فايدة خليها غرقانة كدة في أحلام اليقظة بتاعتها، بصيت على سارة اللي كانت بتبصلي من تحت لتحت، و أدي عقربة تانية مش هسلم من سمها و غيرتها
- هتروحي الميتنج كدة!
كان أول جملة مريم قالتها أول ما شافتني تاني يوم
" ماله كدة! "
مريم: ملوش بس في أشيك من كدة
" أنا رايحة ميتنج يا مريم يعني شغل مش فرح "
مريم: حتى لو، نفسي تستغلي الفرص صح و لو مرة واحدة في حياتك
" فرص ايه!؟ "
مريم: ألعب باليه، امشي يا إيمان امشي، مفيش فايدة
يالهووي على اللي سارة عملته لما عرفت إني هحضر معاه ميتنج تاني، بخت شوية كلام زي السم و لا النظرات يالهووي على جهنم اللي كانت بتطل منهم بس مريم مسكتتلهاش، فضلت تكيد فيها و تضايقها أكتر و كله فوق دماغ قرمط الغلبان
جه معاد الميتنج فخدت نفس و حاولت أهدي نفسي و إن أكيد أنا اللي فهمت غلط و أساءت الظن بيه، مريم كانت فخورة بيا أوي معرفش على ايه بس هى تقريبًا كانت بتفرس سارة لسبب لا يعلمه أحد سواها
كنت حاطة ايدي على قلبي طول الطريق ليقول عايز يجيب حاجة من الشقة زي المرة اللي فاتت بس الحمدلله روحنا على الميتنج مباشرة و بصراحة مخدش وقت طويل
- تحبي تشربي حاجة؟
" لا، شكرًا مش عايزة اتعب حضرتك "
ابتسم و قال: مفيش تعب و لا حاجة
وقف قدام كافيه شكله شيك جدًا و المنطقة كلها كانت شيك و على مستوى عالي
بصلي و قال: تحبي ندخل جوا و لا نشرب هنا؟
بدأت أفكر بشويش و من غير أي توتر، مش حابة أدخل جوا بس لو فضلنا هنا هنبقى لوحدنا، بصيت حواليا لقيت أغلب المكان عربيات و الناس طبعًا جوا، فقولتله: ممكن ندخل
يا ريتني كنت قولتله مش عايزة أشرب حاجة و ريحت نفسي من التوتر و الحيرة دي، المكان كان جميل جدًا من جوا و هادي و الموسيقى فيه خفيفة
جيت أقعد لقيته بيسحبلي الكرسي زي الأفلام كدة و هنا قررت محكيش لمريم على الحوار دا عشان مش ناقصة الدراما بتاعتها
بصيتله بعد ما قعد و قولت: شكرًا
استغرب و سألني: على ايه!
افتكرت هنا إن الحركة دي عادية عندهم و أنا اللي على قدي يعني، فابتسمتله و قولت: مفيش
طلب قهوة و أنا طلبت عصير ليمون عادي، فابتسملي و قال: متوترة؟
" اشمعن!؟ "
- الليمون بيهدي الأعصاب
" و طعمه حلو "
ضحك و قال: يعني إنتي طلبتيه عشان طعمه حلو؟
" عشان بحبه "
- حتى لو مكنش أحلى حاجة؟
" مش مهم أحلى حاجة المهم إني بحبه و وقتها تتدريجيًا هيبقى أحلى حاجة في عيني "
ابتسم و معقبش بحاجة لحد ما اللي طلبناه وصل، بصيت في الساعة و أنا بضرب نفسي بميت جزمة عشان قولتله عايزة أشرب حاجة، كان زماني في بيتنا دلوقتي و مأنتخة على سريري و مرتاحة بدل القلق اللي أنا فيه ده
- هنروح متخافيش
" مش خايفة بس مبحبش اتأخر "
- دا يوم واحد مش مشكلة
" يوم بيجر التاني و هكذا لحد ما تلاقي نفسك مزنوق في ركن مبتحبوش "
- هى كل الإجابات عميقة كدة!؟
ابتسمت و قولتله: لكل مقام مقال
ضحك و قالي: شكرًا
" على ايه!؟ "
عينيه لمعت بابتسامة حلوة و هو بيقول: على الساعة اللطيفة دي
إحنا بقالنا ساعة قاعدين، يا نهار مش فايت، زمان أمي بلغت عن اختطافي دلوقتي
" اللي قعدناها دي؟ "
كنت بقولها بتريقة بس هو صدمني بالرد
- اللي شوفتك فيها
بصيتله و تنحت، شافني في ساعة بحالها! دا على أساس إني زرافة و لا هو اللي نظره بعافية؟
ما صدقت إني روحت و لحقت أمي قبل ما تبلغ، مريم اتصلت بيا فقولتلها إن الاجتماع تمام و هنا كان لازم تحسسني بإني قد ايه ظالمة و مفترية و جنيت عليه و هو مكنش في نيته حاجة
" اومال كان عايز يوريني ايه في شقته!؟ "
مريم بتقائية: ما إنتي لو كنتي دخلتي كنتي عرفتي
مردتش عليها عشان ده تفكير واحدة براس كلب أصلًا و مفيش جدوى من الكلام معاها
كمِلت و قالت: صحيح سارة شايطة على الأخر، فضلت طول اليوم رايحة جاية تجز على أسنانها و تكلم نفسها
" حقيقي أنا مش فاهمة أنا غلطت معاها في ايه!؟ "
مريم: مغلطتش بس نص بنات الشركة بتقر عليكي بأمانة، متخيلة إن القمر أبو غمازات ده سابهم كلهم و اختارك إنتي عشان تروحي معاه الميتنج و بعربيته الخاصة كمان
" ايه يعني دا شغل و أكيد قبل ما أجي كان بياخد واحدة منهم "
ضحكت شوية كدة و قالت: مش عايزة أقولك على الكبيرة، أنا من كام يوم كدة جابني الفضول ورماني فقولت ما اسأل عن حوار الميتنج دا و المفاجأة بقى إن مستر أحمد ده و لا مرة خد حد معاه و لو خد كانت بتبقى سارة و بتروح بعربية الشركة، مش بعربيته و بمعنى أوضح هى بتروح بعربية و هو بعربية مش بياخدها لحد البيت زي واحدة
بدأت أقلق بجد و أفكر في قرارات مش كويسة لمستقبلي، قفلت مع مريم قبل ما اتعصب عليها و هى حذرتي من سارة و غلها و أنا كل تفكيري كان في سي أحمد دا و تصرفاته الغريبة
نمت و معرفش راحت عليا نومة إزاي، نزلت الصبح جري عشان ألحق الشغل اللي كنت اتأخرت عليه بالفعل بس ربنا سترها معايا و محدش خد باله و كمان عرفت إن مستر أحمد جه شوية و مشي علطول و مفتكرش إنه هيرجع تاني
كنت على مكتبي بخلص شوية شغل لما لاقيت مريم داخلة عليا و بترفرف بجناحاتها زي الفراشة
- خير اللهم أجعله خير؟
ابتسمتلي و عينيها بتلمع من الفرحة و قالت: تفتكري ألبس ايه بكره؟
" خير عندك فرح و لا ايه؟ "
وشها اتخشب و بصتلي باستنكار و قالت: فرح ايه! أنا بتكلم عن حفلة بكره
استغربت و سألتها: حفلة ايه!؟
ردت عليا: الحفلة اللي والدة مستر أحمد هتعملها في الفيلا بتاعتهم
مكنش عندي أي خلفية عن الموضوع ده و طبعًا دا كان واضح على وشي جدًا، فمريم كملت: هو مسبلكيش دعوة و لا ايه!
كانت متفاجئة و قالتلي إنها كانت متوقعة إني أول المدعوين و أنا أكدتلها إنه مقليش حاجة و مدنيش حاجة
" عادي يا مريم، أنا مبحبش جو الحفلات أصلًا "
مش هنكر إني اضايقت جامد و زعلت شوية، معرفش السبب بس كنت مستنية يعزمني زيهم على الأقل، أنا كنت فاكرة إني مهم... ايه اللي أنا بقوله دا بس! الظاهر إن مريم عدتني بأحلامها و كلامها الفارغ، أنا هحاول مسمعلهاش كتير تاني بس إزاي ميعزمنيش!؟
" خلاص يا مريم حلوة ولله، انجزي بقى عشان متتأخريش عن الحفلة "
ضحكت و قالتلي: أخيرًا هحضر حفلة من اللي بجد و حقيقي مش تمثيل بس كان نفسي تجي معايا جدًا، هو إزاي مسبلكيش دعوة، دا ساب للشركة كلها تقريبًا
" مش مهم يا مريم "
كنت بقولها بكسرة أول مرة أحس بيها في حياتي، أنا فضلت امبارح طول اليوم مستنياه يجي في أي وقت و يديني دعوتي أو يتصل على الأقل و دي كانت أول مرة أفهم المعنى الحرفي لبشاعة الانتظار و البشاعة الأكبر لما اللي تستناه ميحصلش و اللي يوجع إن اللي عكسه هو اللي بيتم
مريم خدت تاكسي و مشيت و أنا طلعت على أوضتي و فضلت قاعدة حزينة كئيبة، بحاول أقنع نفسي بإنه مش مهم و إني أصلًا مبحبش الحفلات و لو كان قالي حتى مكنتش هوافق بس ليه مقاليش!؟
فضلت يجي ساعة عمالة اتقلب و دماغي مش عايزة تهدى، تيلفوني رن فجأة و استغربت لما لاقيتها مريم، أنا قولت مش هتعبرني لحد ما الحفلة تخلص و لا تكونش خلصت؟
رديت عليها لاقيتها بتسألني باستغراب: إنتي متأكدة إنك مخدتيش دعوة؟
هى جاية تقلب عليا المواجع و لا ايه، أنا مش ناقصة
" أيوة يا مريم "
ردت: إزاي!؟ مستر أحمد كان لسة واقف معايا من شوية و سألني عليكي و أكدلي إنه سابلك دعوة
استغربت: مخدتش حاجة
سكتت شوية و بعدين ندت على واحدة من اللي معانا في الشركة و سألتها مستر أحمد ساب دعوات اللي غايبين مع ميب  و بعدين لاقيت مريم بتقولي: بنت الجزمة، كان لازم اتوقع إنها اللي ورا الحركة دي
" إنتي بتقولي ايه! "
مريم: سارة العقربة هى اللي خدت الدعوات و طبعًا يعز عليها وجودك، فمسلمتكيش الدعوة بتاعتك
أنا طول عمري طيبة و مسالمة بس لو شوفتها هفشفش دماغها، قفلت مع مريم و أنا على أخري و بتوعد لسارة العقربة دي بس في نفس الوقت ببتسم زي الهبلة عشان مستر أحمد سأل عليا، يعني لاحظ غيابي، يعني أنا مهم....
- ألبسي بسرعة، أنا جاي أخدك
إيدي كانت بترتعش بعد ما قريت الرسالة دي، مش للدرجادي أكيد!
بعتله و أنا بفكر إني أكيد بحلم
" بجد؟ "
- أنا تحت البيت علفكرة
جريت بسرعة على الشباك و بصيت من ورا الشيش و مصدقتش عيني لما شوفت عربيته تحت فعلًا، طبعًا أنا لو خرجت قولت لماما إني رايحة حفلة دلوقتي مش بعيد تقتلني
اضطريت أقولها إنا حفلة تبع الشغل و المدير مصمم إني أجي و شوية كلام من ده لحد ما وافقت، فضلت ساعة بختار من اللبس و أنا متسربعة عشان مخليهوش يستنى أكتر، أول مرة ابقى متدهولة بالشكل دا
لبست و نزلت على تحت جري، كنت خايفة يمل و يمشي بس مملش الحمدلله، أول ما شافني ابتسم و لما قربت فتحلي باب العربية، طبعًا مش هقوله شكرًا زي الهبلة تاني
" أنا آسفة لو أخرتك"
ابتسم و قال: أنا مش مشغول
" و لو مشغول؟ "
- يبقى بيكي
" نعم! "
- أسف لإن الدعوة موصلتلكيش، أنا سبتلك دعوة على فكرة
" عادي، مش حاجة يعني، أنا مبحبش الحفلات أوي "
بص للفستان بتاعي و قال: بجد!؟
" جدًا "
- اومال نزلتي ليه؟
" عشان مردكش خايب و...
قاطعني و قال: يهمك إني متردش خايب؟
" جبر خاطر "
- بس؟
" و ذوق "
- و ب...
قاطعته قبل ما يسأل أي سؤال تاني: و بصراحة كمان في حد كدة حابة أديله درس
استغرب و قال: حد مين!؟
" اللي مخلاش الدعوة توصل "
سكت شوية بس متهيألي فهم، ابتسم و هو بيتعدل عشان يسوق، يعني فهم اهو
كنت ساكتة طول الطريق لحد ما قالي: يعني يهمك تغيظيها؟
رديت عليه بتلقائية: هى نفسها متهمنيش، هيمهمني غيظها ليه!
- مش إنتي اللي قولتي؟
" قولت هديها درس و بعدين عشان تعرف إن الكيد بيطول صاحبه في الأخر"
المفروض كنا نوصل الحفلة اللي في فيلا عيلته، ايه اللي جبنا شقته بقى!
ليه يا بني كل ما أبدأ ارتاحلك تشككني فيك و تقلقني
نزل من العربية و فتحلي الباب ففضلت مبلمة لحد ما ابتسم و قال: متخافيش
المفروض إني كدة أصدقك يعني!
ضحك لما لاقاني ببصله بشك: ولله في حاجة بقالي فترة هموت و تشوفيها
لا طالما وصلت للموت يبقى مفيهاش هزار، يا رب خيب ظني و خليك معايا عشان أنا هبلة
وقفت نفس الواقفة قدام باب شقته و رجلي رافضة تتحرك، أنا دلوقتي بغامر و حياتي على كف عفريت و بعدين ما هو كل الأشرار بيبقوا طيبين في البداية 
- إيماان!
بصتله و قولت بعصبية: نعم
- أدخلي
" شكرًا، أنا مستريحة كدة"
ابتسم و قال: خمس دقايق بس
" تعبانة و مصدعة و ه...
ضحك و قال: مفيش ميتنج ورانا عشان نتأخر عليه
" بس هنتأخر على الحفلة "
- لسة بدري على الحفلة
" أنا عايزة احضرها من أولها لأخرها "
قال بنفاذ صبر: إيمان
" نعم "
- ولله في حاجة مهمة عايز أوريهالك
فضلت بصاله شوية و في تناظر العيون دا هو اللي انتصر طبعًا، عشان أنا غلبانة و عينيا على قدي مش حلوين و بيلمعوا زي عينيه
دخلت و أنا رجل ورا و رجل قدام، كنت مطمنة شوية و حاسة إني ببالغ في قلقي شويتين تلاتة كدة، الشقة كان تصميمها حلو جدًا و فريد و في لمسات فنية كدة
دخلنا أوضة كلها لوحات، الأول افتكرت إنها لوح عادية للرسامين معروفين و هو مشتريها لحد ما وقفني قدام لوحة كبيرة مستخبية، حاسة إن الجو قلب على فيلم قديم سيكا بس حتى لو، الحاجات اللي بتفرح بتفضل تفرح حتى لو بعد ميت سنة و حتى لو الفكرة اتكررت ميت مرة
" اشمعن دي متغطية؟ "
ابتسم و قال: كنت حابب تكوني أول واحدة تشوفيها
" طب ايه؟ "
- ايه!
" مش هترفع الغطا دا بقى و توريهالي "
ابتسم و شال الغطا، أنا أول مرة حد يرسمني في حياتي، محدش حتى حاول يرسمني و لو كروكي
التفاصيل و الملامح و كل حاجة كانت زي  الحقيقة فعلًا مش رسمة، كنت سرحانة فيها و هو كان سرحان في الفرحة اللي اترسمت على وشي
" دي أنا! "
- دي أجمل لوحة أنا رسمتها
بصتله بصدمة و قولت: أنت اللي رسمتها!؟
- كل لوحة هنا أنا اللي راسمها
" مش ممكن! "
- ليه مش ممكن؟
" يعني أنت علطول في الشركة و الشغل، بتلاقي وقت منين للرسم؟ "
ابتسم و قال: الإنسان بيلاقي وقت للي بيحبه دايمًا
ابتسمتله بتلقائية وانا عيني متشالتش عن اللوحة لحد ما قال: زي دلوقتي كدة
بصتله باستفهام، فقال: بلاقي وقت معاكي دايمًا
" ايه! "
- تجي نشرب ليمون، أنا اشتريت ليمون كتير امبارح
" اشمعن!؟ "
- عشان إنتي بتحبيه و أنا بحبك
" هااا! "
- أعمل ليمون؟
" و تحكيلي تفاصيل اللوحة دي؟ "
ابتسم و قالي: صعب
استغربت: صعب!
- في وجود الأصل هعجز عن الحكي
" ليه!؟ "
- أبقى أهبل لو سبت الأصل و ضيعت وقتي في الكلام عن الصورة
ابتسمت و قولتله: طب مضيعش وقتك بقى

" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي"
#إيمان_أحمد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن