66 إيمان أحمد

3.8K 225 3
                                    

" هو مين الحمار اللي بيشيل الزهرية دي من مكانها؟ "
مريم : خطيبك
" هو عشان هو اللي جايب الورد هيذلنا يعني! "
مريم : ....
" و بعدين ايه خطيبك دي، قولتلك قبل كدا متجمعيش بيني و بينه في جملة "
مريم : نفسي أعرف مش عاجبك في ايه!
" كان بيشدني من شعري و أنا صغيرة "
مريم : إيمان إحنا هنتسهبل، ما أنا كنت صغيرة مكانكم بردو
" قصدك ايه؟ "
مريم : و كان بيشد من شعرك ليه؟ مش عشان انتي اللي كنتي بتضربيه يا مفترية
" دا مش مبرر لإنه يشدني من شعري و بعدين خلصانة الخطوبة دي هتبوظ يعني هتبوظ و هيطفش يعني هيطفش، أنا اصلا معرفش شكله ايه، متخيلة مخبوطة لواحد من غير ما اشوفه "
مريم : ما هو هيرجع من أمريكا و تشوفيه
" إلهي يوقع بالطيارة و ما يوعى يجي، بقى من بين كل بنات الدنيا حبكت أنا يعني "
مريم : يا شيخة حرام عليكي، دا أحمد جدع حتى
" جدع و معفن يا فرحتي "
مريم : انتي شوفيه لسه عشان تحكمي
" مريم، أحمد جارنا القصير أبو سنان مكسرة و كلامه بيوقع منه و مناخيره كبيرة و شعره اكرت "
مريم : حممم مش يمكن احلو
" ولله القرد بيتولد قرد و بيموت قرد "
هو بس يجي و أنا هعلقه فوق الشجرة، ساب كل بنات البلد و اخترني أنا، دا من و إحنا صغيرين و مفيش بينا عمار، اخترني على اساس ايه مش فاهمة، سافر من أيام الثانوية و مرجعش من ساعة، قوم لما يرجع يرجع لقدره الأسود، و حياة أمي اللي اخلص منه كسر قلبي دي، اتخطب لواحد مش عايزاها عشان اهالينا يرتاحوا و لاء كمان خطوبة غيابي
مريم : ما قولنالك تكلميه و تشوفي صورته دلوقتي انتي اللى مرضتيش
" بقولك مش طايقة اسمه، تقوليلي كلميه، ايه اللي هيحصل لما اكلمه يعني، هيحصلي الطرب مثلا و بعدين دا بيوقع نص الحروف اللي بينطقها "
- لو سمحتي
لفيت للزبون و مريم بصتلي بيأس، حقيقي نفسي أفهم ايه الراحة اللي هى فيها دي و ليه واقفة في صف أحمد بيه زفت باشا
الشاب دا أول مرة أشوفه هنا
" اتفضل "
- كنت عايز باقة ورد شيك و كبيرة
" تمام، هو في أنواع كتير، حضرتك حابب انهي نوع "
- ولله كلهم حلوين بس هى بتحب الورد الجوري الأحمر
شايفين الناس الحلوة اللي بتجيب ورد حلو يجعب الناس الحلوة التانية
" حضرتك عايزه لحد مميز "
ابتسم و قالي : ايوة، لخطيبتي
يا رب الرحمة، شكلي مخطوبة ليهودي من بني قريضة
عملتله البوكيه اللي هو طلبه و حاسبته و قبل ما يمشي قالي : هو حضرتك بتشتغلي هنا بقالك كتير؟
شاورت على مريم و قولتله : هو حضرتك دا المحل بتاعنا
- جميل جدًا، في حد بيشتغل هنا غيركم؟
ايه الأسئلة المريبة دي!
" لاء، في حاجة؟ "
- كويس، أنا بس لو مش هتعبكم كنت حابب تجهزيلي بوكيه زي دا كل يوم و هيكون معاه بعد كدا جواب
قلبي، و كمان معاه جوا، بيجبوهم منين الرجالة دي!
" تمام مفيش مشكلة "
مشي فرجعت قعدت جمب مريم و قولتلها : شوفتي الناس الحلوة اللي تفتح النفس مش أبو سنان واقعة
بصي بطرف عينيها و مش عاجبها كلامي، هو ليه كلهم في صفه!
............................................
" اتمنوا يبقوا حلوين عشان مندمش و بالتالي أعيط "
مريم : انتي بقالك ساعتين بتنقي في الكتب، دا انتي كان هاين عليكي تاخديهم كلهم
" انتي بتقولي فيها، اورث بس أو الاقي مصباح علاء الدين و أنا هغرقني كتب و روايات، ادعي بس يطلعو.....
خبط في شاب كان داخل أو هو اللي خبط فيا مش عارفة، مكنتش مركزة بس هو حصل تصادم بس الحمل الله الكتب موقعتش أحسن كنت مسحت بكرامته بلاط المكتبة
- أنا آسف مخدتش بالي
دا نفس الشاب بتاع امبارح، ابتسملي يبقى افتكرني واضحة جدًا
- أنا آسف حقيقي بس كنت مستعجل
" لا أبدًا و لا يهمك "
مريم : طول ما الكتب سليمة يبقى حصل خير
بصتلها جامد، الواد يقول عليا ايه يعني
- مش فاهم
مريم : اصل الكتب دي أغلى حاجة على قلب إيمان، لو كانت وقعت كان زمانك مشرف في المستشفي اللي على أخر الشارع  دي
ضحك و قال : للدرجة دي
" لا مريم بتحب تبالغ شوية، متخدش في بالك، يلا يا مريم عشان اتأخرنا "
شديتها من ايديها و كنا هنمشي لحد ما قال
- لو سمحتي
تاني لو سمحتي دي خلوا بالكم
" حضرتك بتكلمني؟ "
- ايوة
" نعم "
- هو بصراحة طلب رخم و تقيل بس أنا مليش في الروايات اوي فممكن تساعديني انقي كام رواية حلوين بما إنك بتحبي القراية و بتقرأي كتير
" طب هو معذرة يعني لما أنت ملكش في الروايات عايز تشتريهم ليه!؟ "
- اصل خطيبتي بتحبهم و عايز اجيبلها هدية و خايف اختار أي حاجة فتطلع رواية مملة أو مش حلوة
صبارة و ادفنوني هالحين، دخلت معاه و اختارتلهم كام رواية من الروايات العظيمة اللي قريتها، وقف يكلم صاحب المكتبة
- لو سمحت، في دواوين شعر هنا؟
= ايوة
- طب ممكن ديوان لابن الفارض
كان واقفة متنحاله ولله فلما شافني ابتسم و قال : اصلها بتحب الشعر
ولله أنا هبدأ أحقد على خطيبته دي، ما أنا اهو بحب الشعر لا حد في مرة فكر يهاديني بيه و كمان بحب الروايات و لا في مرة حد فكر يقعد يدورلي على روايات حلوة كدة و بحب الورد الجوري و لا مرة حد فكر يشترهولي، ربنا ياخدك يا أحمد يا ابن سعاد
..............................................
مريم : جهزتي البوكيه؟
" بوكيه ايه! "
مريم : يا بنتي البوكيه بتاع الشاب اللي هيبعته لخطيبته
" اها صح، دا أنا نسيت، ما أنا اصلي مخطوبة لفردة شبشب "
مريم : بطلي تشتمي في الواد عامل على باطل
" من غيظي، و بعدين هو هيتنيل يجي امتى إن شاء الله، ماما من اسبوع كانت بتقول يومين و جاي، هو فين بقى عشان اطفشه و نفسخ الشبكة السودا دي "
- السلام عليكم
يا لهوى الرجل جه و أنا لسه معملتش البوكية، منك لله يا أحمد يا بن سعاد
ابتسمتله و قولت : معلش ثواني و اجهزهولك
- تمام و لا يهمك
جهزتله البوكيه بسرعة
- لو سمحتي، هو ممكن تحطي الجواب دا في البوكيه
" ايوة طبعًا "
حطيت الجواب و سلمته البوكيه فابتسم و قال : شكرًا جدًا بس لو مش هتعبك، ممكن تخلي الجوابات دي معاكي و كل يوم تحطي واحد مع البوكيه، أنا مرقم الجوابات فممكن تحطيها بالترتيب لو سمحتي
يا بني أنت كلمة كمان و هحطك في متحف، ايه الذوق و الأخلاق و الهدوء دا
خدت منه الجوابات و شلتهم في الدرج و قفلته عشان محدش يلعب فيه و يتكرمشوا و لا حاجة
- لو سمحتي
يخربيتك يا أحمد و يخربيت أمك سعاد
" نعم "
- هو ممكن سؤال؟
" طبعًا، اتفضل "
- هو لو هتشتري خمار تحبي يبقى لونه ايه؟
تنحتله و شوية و بعدين بصيت لمريم فلقيتها واقفة بتبصله بردو
ضحك و قال : اصل خطيبتي مختمرة و كنت حابب اشترليها و كدا يعني بس خايف اجيب ألوان متعجبهاش
مختمرة! سمعتوها صح، شايفين العلم و الاحترام مش متخمرة زي ما أوباش المجتمع بيقولوا، و كمان ياريتني خطيبتك يا أخي، ايه الولية المرزقة دي!
" حسب ما هي بتحب، يعني الألوان الهادية و لا الغامقة "
- اعتقد ممكن ذوقكم يكون قريب
اعتقد و مممكن الاتنين في جملة واحدة!
" ممكن أبيض، بيبي بلو، رصاصي، أسود لو نفسها فيه، بيج، نبيتي، أخضر لو بتحبه زي "
مريم : لازم تحطي الأخضر في أي اختيار
" عيشي اللي تحبيه و اختاري لخمارك اللون اللي تحبيه بردو يا آنسة مريم "
الشاب ابتسم و شكرني و مشي و طبعًا يخربيتك يا أحمد و يخربيت أمك سعاد
.......................................
" في حاجة تانية ناقصة "
مريم : حاجة تانية ايه يا إيمان، هو إحنا عارفين نشيل اللي معانا
" الله، مش كلها حاجات عشان المحل و بعدين ما انتي لو بتسمعي كلامي و بتنزلي تشتري الحاجة أول بأول مكنش زمانا اتزنقنا دلوقتي "
مريم : طب شوفي تاكسي يروحنا بقى يا اختي
" شايفني لاقية و قولت لاء استني بقى لما ن...
مريم : حاسبي
كنت هموت بس ربنا ستر، العربية كان فاضلها سنة و تطيرني ، كنت لسة هشتم السواق اللي نزل بسرعة، هو أنت!
- إيمان، أنا آسف جدًا ولله
و كمان عرف اسمي بس حلو إيمان دي، ربنا يخربيتك يا أحمد و يخربيت أمك
مريم ساب اللي في ايديها و اتخضت و قالت : انتي كويسة
" كويسة الحمدلله "
- ولله أنا أسف جدًا
ما تبس بقى يلا يخربيتك حلاوتك، ايه دا! ايه الأدب دا كله، اديني فرصة اتعصب طيب
" حصل خير و لا يهمك "
مريم بصوت واطي : دا من امتي و انتي بتردي براحة كدا!
" الرجل كله ذوقه، ما انتش شايفة "
- لو تحبي نروح المستشفى
" لا مفيش داعي، محصلش حاجة "
مريم كانت بتبصلي بصة اللمبي للولية بتاعة أجل يا سيدي
- طب ممكن اوصلكم ؟
بصيت لمريم و سكتنا
- متخافوش، أنا بس عشان الحاجات اللي معاكم
" مفيش مشكلة بس هتودينا المحل "
- تمام زي ما تحبوا
مريم : و افرضي خطفنا؟
" هيخطفنا ليه! و بعدين ما الرجل خاطب و بيحب خطيبته و لا مبتشوفيش "
ركبنا و وصلنا لحد المحل، أنا قولت واحد زي دا مش ممكن يخطف أبدًا، فضلت يتأسف يجي نص ساعة و أنا عاملة اقوله خلاص يا ماما محصلش حاجة و مفيش حاجة و لا هو هنا، دخلنا الحاجات المحل و الصبح نبقى نرصها عشان الوقت اتأخر
" هبقى اجي بدري ارصهم الصبح "
مريم : طب كويس عشان أنا عايزة أنام
" طول عمري شمعة تحترق من أجل الأخرين "
روحت لنكدي الأسود، طبعًا خناقات كل يوم اللي مبتخلصش عشان سي أحمد، طب اعملهم ايه معرفش، مش لما المحروس يشرف، لما نتكلم فون هيتغير ايه يعني و بعدين أنا مستحملة نفسي بالعافية مش ناقصة وجع دماغ و محن ملوش لازمة
.................................................
فتحت المحل الصبح بدري و جهزت البوكيه الأول، حطيت معاه الجواب اللي عليه الدور، كنت حاسة بإحساس غريب و أنا ببص للجواب و معرفش ازاي لاقيتني بفتحه
( أكتب إليكِ للمرة الأولى، أعتذر عما تعيشينه اليوم بسببي و لتصدقي  أنها لم تكن رغبتي، لم أرغب يومًا في تعذيبك و لكنني لطالما رغبتُ في قربك حتى أن أكبر أحلامي و أعظمها على الإطلاق كانت التحدث معكِ، بكِ شيءٌ مختلف عجزتُ عن إيجاده في الآخريات، لطالما حمل وسع عينيكِ عالمي بأسره، لا أعلم هل الكثير من باقات الورد و الروايات و الخمار سيحملون إليكِ بعضًا من آسفي أم لا؟
ليتني لم أكن بشعًا في نظرك، ليتني لم أكن ذلك الذي تتفوهين بالكره عنه ربما حينها كان ليكون لدي فرصة جلوة معكِ و مشرقة كما وجهك عندما تضحكين يا أمان. )

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن