85 إيمان أحمد

3.6K 202 2
                                    

" و ايه المشكلة؟ "
بصلي و قال : معجب بواحدة و اتقدمتلها يجي خمس مرات
" و رفضتك؟ "
- بترفضني من غير ما تشوفني حتى
" امم، و رفضها دا لشخصك و لا رفض الجواز عامةً "
- الجواز عامةً
" كويس، دا معناه إن قدامك فرصة "
بصلي و زي ما يكون كلامي مكنش جديد عليه و مكنش مقنع في نفس الوقت، اتنهد بيأس استغربته، معقول هى مهمة اوي كدة بالنسباله، ابتسم و قال : صعبة
سألته : الفرصة؟
- لاء، هى
كنت بحاول افهمه من غير ما اخليه يعيد في كلامه كتير بس في حاجات بتخليك تستغرب غصب عنك
" مش فاهمة "
- طبعها صعب، القرب منها صعب و الكلام معاها يجي بعد فدان توتر

دا أول مريض شاعر و فليسوف اقابله، مكنتش عارفة ازاي اقوله إنه مش مريض نفسي و لا حاجة، مشكلته إن حب و مطلش و دا مرض ملوش علاج و معظم الناس بتتصاب بيه ده لو مكنش كلهم
" متهيألي حاول تقرب، ممكن تكون صعبة من بعيد بس مش أكتر و كمان مفيش ست مبتفرحش بالحب و تحديدًا لو اتحبت "
- تفتكري اتقدم تاني؟
" قصدك سادس "
ضحك و قال : بالظبط
" افتكر هتترفض تاني، لو هى مبتفكرش في الجواز دلوقتي فكونك تتقدملها مرة و لا مية مش هيفرق لإن دا معناه إن في حاجة في دماغها عايزة تحققها الأول و غالبًا هيكون شغل يعني أو الكارير الخاص بيها فممكن لو عرفت تظهرلها حبك و عرفت تجذبها توافق عليك المرادي "

المريض دا بالنسبالي كان مختلف شوية مش عشان كلامه و العمق اللي كان فيه، المريض دا الوحيد اللي مكنش مريض نفسي، دا كان بني آدم محتاح حد يفضفضله و يسمعه، كان مريض بقلبه و مكنش عندي الدوا و الحقيقة مفيش دوا للنوع ده من المرض، ناس بتقول الوقت أحسن علاج ليه بس الحقيقة اللي الناس مبتقولهاش إن مجرد طيف، اغنية، جملة حلوة اتقالت، لقاء بيهد العلاج كله و العلة بتبقى علتين، علة الحب اللي اتكتم و علة الشوق اللي اتولد
خرجت بعد ما خلصت العيادة و مريم كانت مستنياني في كافيه معرفش لقيته فين دا، بس بعتتلي مسدج بالعنوان و إنها عايزة تقابلني هناك
مريم : ولله أنا مش فاهمة انتي نايبك ايه من علاج المجانين دول!
" عرفت إننا اللي مجانين مش هما و قولتلك قبل كده شغلي و بحبه، دكتورة أمراض نفسية بقى و لا دكتورة مجانين مش فارقة معايا، المهم إني سعيدة بشغلي "
مريم : طب يا ست السعيدة مش ناوية تسعدينا بفرحك بقى؟
" انتي قابلتي أمي النهاردة؟ "
ضحكت و قالت : طب ولله طنط بتفكر في مصلحتك
" عارفة بس تلت تربع مصلحتي بالنسبة لماما بتنصب في الجواز "
مريم : ولله أنا غلبت بينكم بقى
" انتي تطلعي منها احسن و فكك بقى من الكلام ده و قوليلي عايزاني في ايه؟ "
مريم : عندي انترفيو بكره
" بجد! اخيرًا لقيتي الشركة المناسبة "
مريم : ادعيلي اتقبل يا إيمان عشان أنا تعبت خلاص
" لا أبشر يا تيمور "
ضحكت و قالتلي : طب هتجي معايا طبعًا
" ايه! ايه الكلام الغريب دا؟ "
مريم : ما انتي عارفة إني بخاف و محتاجة حد يكون معايا عشان لو اترفضت الاقي حد اعيطله
" و البيه خطيبك فين؟ "
مريم : في شغله، انتي عارفة الظروف بتاعة شغله و مش هيعرف ياخد اجازة
" و أنا معنديش شغل مثلا! "
مريم : العيادة مش هتطير لو اتأخرتي ساعة ساعتين و المجانين مش هيعقلوا يعني
" أمري لله، متخافيش إن شاء الله تتقبلي "
سكتت و كدة كدة سواء محمد كان هيروح معاها و لا لاء كنت هروح معاها بردو، أنا أكتر واحدة عارفة إنها مستنينة الشغل دا بقالها كتير و مستنية فرصة كويسة و بردو عارفة إنها لو اترفضت زي كل مرة هتقعد تعيط في الشارع أو هتجيلي تعيط في العيادة و أنا المرضى بتوعي فيهم اللي مكفيهم
....................................................

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن