86 مريم المنشاوي

3.7K 133 2
                                    

- خلي بالك على نفسِك.

_ فالله خير حافظًا.

⁎ السنة دي كانت تقريبًا من أصعب السنين اللي مَرت، مضغوطة نفسيًا وجسديًا وفكريًا كمان، طول المدة اللي كنت قاعدة فيها في البيت كنت بحاول أستغلها على قد ما أقدر.
سواء كنت بتعلم كل يوم تفسير آية من القرآن الكريم، أو اقرأ كتاب مفيد قرأته قبل كده، أو حتى أتعلم كورس أونلاين.
على قد ما الفترة دي طويلة وكلها ملل، لكني حاولت أبص للموضوع من ناحية إيجابية وأشوف كل حاجة كان نفسي أتعلمها أو أعملها ومكنتش بلاقي لها وقت بسبب الدراسة أو الشغل.
كنت بظبط جدول أيامي ما بين إني أمارس "الرياضة" وأحافظ على صحتي، وما بين إني أتعلم حاجة جديدة وأنمي أي موهبة عندي الكتابة أو إني أشتغل على نفسي أكتر في الفويس أوفر، وكنت بحاول من وقت للتاني أتعلم رسمة جديدة خطوة بخطوة.
كل حاجة كانت روتينية بس مش مُمل، وبشوف دايمًا إن أكيد الوقت ده نعمة من ربنا ليا أعمل فيهِ أي حاجة مكنتش بلاقي لها وقت ودلوقتي وقتها جيه.
على كده لمدة شهور لحد ما اتفاجئت بقرار لا كان على البال ولا الخاطر.

                       *** *** *** *** ***   
اتصلت بيا "سما" صحبتي تبلغني الخبر، أو تفاجئني بمعنى أصح.
- هنعمل إيه كده يا رحمة؟ مفيش قدامنا وقت لأي حاجة.

_ هو أكيد في حل، بس سيبيني على بليل أكلمك ونركز إحنا الإتنين ونشوف هنعمل إيه، لعله خير.

- هو إنتي هادية كده ليه!! يعني إيه الهدوء التام والتفائل اللي إنتي فيه ده؟

_ قصدك إن تصرفي ده مش حل؟

- حاجة شبه كده.

_ طيب وتصرفك إنتي؟

- ..........
سكتت "سما" للحظات متتعداش الثواني، وفي الوقت ده أنا أخدت نفس عميق وكملت كلامي معاها:

_ حالة القلق والتوتر دي حالة طبيعية بيمر بيها كل الناس، وكداب اللي يقولك أنا عمري ما بقلق أو أتوتر لإن دي حاجة جوانا بالفطرة زي السعادة بالظبط.
بس الفرق هو إن قلقك وتوترك تكون نسبته طبيعية متخلكيش عامية عن التركيز لقدام.
دلوقتي إنتي قلقانة وشايلة هم الإمتحانات علشان مكنتش في الحُسبان أصلًا وناسينها، لو فضلتي طول الوقت بتشتكي ومتوترة وقلقانة، إنتي هتكوني بتخسري في وقتك وبتهلكي عقلك، ولا هتعرفي تعملي حاجة ولا هتأخري حاجة عن ميعادها.

- كلامك صح.. ياريت يبقى عندي تفائل زيك كده.

_ ليه لأ؟ دي صفة مكتسبة يعني تقدري تعودي نفسك على التفائل وتفكري في كل حاجة من الناحيتين سواء إيجابية أو سلبية.
وطول ما إنتي سايبة كل حاجة على ربنا هييسر لك كل أمورك، لعله خير.

قفلت أنا وسما، وكنت من جوايه برضو قلقانة بس كان يقيني بربنا يغلب قلقي، طول ما ربنا معايا ومقدر لي أي حاجة فيبقى أكيد خير.. أول حد جيه على بالي أتصل بيه وأتكلم معاه من غير تفكير هو "آسر".
رد عليا بنبرة صوته اللي كل مرة تطمني وتنسيني أي حاجة كنت شايلة همها وراحة أحكيهاله:
- أهلًا أهلًا يا رحمة هانم.

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن