120إيمان أحمد

3.3K 164 2
                                    

- حلو الخمار ده
" لاء، وحش "
- انتي محلياه
يعني هو عايز مني ايه دلوقتي!؟ مش قال إننا اخوات و الأحسن نفضل كدة، مش غاب أسبوع بحاله، مش أنا و هو مش مناسبين، راجع يجر شكلي ليه!
" دا بس من ذوقك "
سيبتله الترابيزة بحالها و دخلت المطبخ بتاع الكافيه، شوية و لقيت مريم ورايا بتقول : هو أحمد كان بيقولك ايه؟
" حاجة مش مهمة ...
بصتلي بأسف فكملت : باين كدة إنه مكتوبلي اتعذب على ايده
مريم : ولله انتوا الاتنين أغرب من بعض، أول مرة أشوف قصة حب من طرف واحد بس الطرف التاني عارف برغم إن الطرف الأول اللي هو سيادتك مقلوش و لا مرة إنه بيحبه
" و مش هقوله، مش هعرف و بعدين إحنا بنحكي في ايه ما خلاص، لمحلي بدل المرة مرات إننا أخوات و بس زي ما يكون بيقولي ما تتعشميش في أكتر من كدة أنا مش حمل أشيل ذنبك "
مريم : خلاص، فكك منه بقى، عيشي حياتك ما انتي عارفة اللي فيها
" ياريت يا مريم، نفسي جدًا كإنه مكنش و كإني محبتوش بس للأسف أنا أضعف من إني اتجاوزه أو هو أقوى من إنه يتنسي "
مريم : بس يا إيمان .....
قاطعتها و قولتلها و أنا بأقر بأكبر حقيقة في حياتي : و كيفَ أهربُ منه؟ إنّه قدري، هل يملكُ النَّهرُ تغييراً لمجراهُ !؟
صرخت فجأة : صحيح، دا زمانه جه
بصتلها باستغراب و قولت : مين؟
مريم : فاكرة العريس اللي عمتو جابته
" أبو نضارة ده، ورتيني صورته قبل كدة بس مش قولتي معجبكيش "
مريم : عمتو يا ستي مصممة أشوفه و بعدين أقرر فعزمته هنا في الكافيه
" لبستي يعني؟ "
مريم : بالظبط
" و هتعملي ايه؟ "
مريم : هقعد معاه و هرفضه بردو، سهلة
طلعنا بعد ما شافت الشغل و خليتهم يمشوا الأمور لحد ما تفضى، العريس ده كان قاعد مع عمتها على ترابيزة بره، لما ملقتش أحمد في المكان افتكرت إنه مشي بس اتصدمت لما شوفته واقف بره بيتفرج على البحر
كنت قاعدة قريبة من مريم و عمتها شوية و قامت و هما فضلوا يتكلموا، شوية عن نفسهم شوية عن اهتماماتهم و أنا عيني بتروح و تجي على أحمد، شافني لما طلعت بس ملفش و لا مرة، الرجل دا هيجنني، مش عارفة ارسى على بر معاه، في بعده قريب و في قربه بعيد و في كلتا الحالتين بتعذب
فوقت على صوت الشاب اللي بيتكلم مع مريم و هو بيقول: كتب حاجات كتير حلوة بلسان المرأة، زي مثلا :
غداً إذا جاء أعطيهِ رسائله .. و نطعمُ النّار أحلى ما كتبناه
أكيد بيكلمها عن نزار، مريم كانت قالتلي إنه بيحب الشعر و بيكتبه كمان بس مكنتش اتوقع إنه هيظهر شغفه بيه في أول مقابلة، و لسبب مجهول لقيتني بكمل من بعده على ظن مني بإني بكلم نفسي :
  حبيبتي!، هل أنا حقا حبيبتهُ؟
و هل أصدّقُ بعد الهجر دعواهُ؟
أَمَا انتهتْ من سنينَ قصّتي معهُ؟
ألم تَمُتْ كخيوطِ الشّمس ذكراهُ؟
أما كسرنا كؤوسَ الحبّ من زمنٍ
فكيفَ نبكي على كأسٍ كسرناهُ!؟

عيني راحت لأحمد فلقيته باصصلي و ايده ورا ضهر، اكتشفت إنهم سمعوني لما صادفت ابتسامة الشاب اللي قدامي بعد ما خلصت، مريم طبعًا بدأت تحكيله عن حبي للشعر فتحول كلامه من مريم ليا و بعد حوالي تلت دقايق، بصيت على يميني ملقتش أحمد
مريم : ايه رأيك فيه يا إيمان؟
" حاسة إنه شاب كويس بس خير مش كنتي هطفشيه! "
ابتسمت و قالت : مش عارفة، ارتحت في كلامي معاه
" خلاص اديله فرصة "
ابتسمت و سرحت شوية و بعدين قالت فجأة : هتحضري عيد ميلاد عمر؟
سِكت، خايفة لما أشوفه هناك، هو أنا ليه مينفعش اختفى أسبوع زيه، كان نفسي أشوفه بس الأحسن لقلبي مشفهوش
مريم : عمر هيزعل على فكرة، عارفة إنهم اخوات بس عمر بيحبك و هيزعل لو مروحتيش و انتي أكتر واحدة عارفة زعل عمر
كنت بين نار المواجهة و الهرب، كنت عايزة أعود نفسي على الحياة من غير حبه عشان أعرف أعيش، كنا بنجهز المكان فوق السطح عشان حفلة عيد الميلاد، كلنا كنا بنشتغل حتى مريم جت تساعدنا، كنت بحاول محتكش بأحمد و لو حسيته بيقرب بعمل نفسي بتكلم مع مريم، أهالينا جابوا الغدا فوق فقعدنا كلنا ناكل، قومت أول واحدة و وقفت قدام السور اتفرج على الناس شوية و أبص للسما شوية خصوصًا و الشمس بتغرب، لما كنا صغيرين كنا بنلعب هنا دايمًا، كنا بنضحك و بنجري، أيام لما كنت بتكلم مع أحمد براحة و أنا عندي أمل يكون ليا في يوم
رباّه .. أشياؤهُ الصُّغرى تعذّبني
فكيفَ أنجو من الأشياءِ رُبّاه ؟
هنا جريدتهُ في الرُّكنِ مهملة ٌ
هنا كتابٌ معاً .. كنّا قرأناهُ
على المقاعد بعضٌ من سجائرهِ
و في الزّوايا .. بقايا من بقاياه !
- لسة مبتزهقيش من الغروب؟
اتخضيت في الأول، اتحركت شوية عشان اسيب مسافة بينا و قلبي لسة في رجليا
" الشمس شكلها بيكون جميل "
وقف جمبي و هو بيبص للسما و قال : مبحبهاش و هى بتمشي
" مش كل اللي بتحبه بيحبك و لا كل اللي بتتمناه بيحصل "
- دا معناه إني أبطل اتمنى؟
" لاء بس على قد لحافك مد رجليك "
ضحك و قال : انتي مالك بقيتي عميقة اوي كدة ليه! أنا سيبتك أسبوع واحد بس
بصتله و مكنتش عارفة أقوله ايه، عينيه و ملامحه بتخلى النسيان مستحيل
بص للسما تاني و قال : خلاص و أنا لحافي السما...
بصلي و كمل : أمد رجلي لحد فين؟
" أنت كدة هتبرد طول عمرك "
فضلنا ثواني بنبص لبعض، أنا غرقانة فيه و هو سفينته رسيت في عيوني
كنت واقفة قدام المرايا بفكر هلبس ايه و مريم برا بتستعجلني عشان الحفلة
ما لي أحدّقُ في المرآة .. أسألها
بأيِّ ثوبٍ من الأثواب ألقاه
أأدّعي أنّني أصبحتُ أكرههُ ؟
و كيف أكرهُ من في الجّفن سكناهُ!؟

جو الحفلة كان جميل و أهم حاجة إن عمر مبسوط، بصيت للسما فشوفت القمر، الأغاني و الحركة و الأطفال و الزينة و الأنوار و الليل و الهوا، كله كان مريح، مريم اتصدمت لما شافت محمد العريس اللي اتقدملها موجود و عرفت منه إن طنط عزمته، كنت مبسوطة لمريم و حاسة إنها خلاص وقعت
- بتحبي الشمس أكتر و لا القمر؟
لا هبطل الخضة دي خلاص، لبسه كان حلو كالعادة، وقفته و نظرته و صوته جنود صعب تنهزم، نسيانه الحرب الوحيد اللي لو فزت فيها هخسر كتير
- إيمان!
" السما، و أنت ؟ "
- انتي
" ايه! "
ابتسم و قال : انتي بتفكريني بالسما
" ازاي مش فاهمة؟ "
- كل ما ببصلها بفتكرك و انتي واقفة هنا و عينك عليها
أحبّهُ .. لستُ أدري ما أحبُّ بهِ
حتّى خطاياهُ ما عادت خطاياه !
سرحت فيه و كل ما عقلي يرجعلي، ارجع اتوه في تفاصيله
- الخمار دا حلو
بصيت قدامي و قولت : لاء، وحش
ضحك و قال : انتي بتحليه
كنت همشي فقال : تجي نقعد خمس دقايق؟
" ليه!؟ "
- محتاج أقولك كلام كتير
مشي لأول السلم و قعد هناك، ملقتنيش غير ماشية وراه لحد ما قعد
ابتسم و قالي : ألا تجلسين قليلا، ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبر منك و أكبر مني كما تعلمين
و ما كان بيني و بينك
لم يكن نقشًا على وجه ماء
و لكنه كان شيئًا كبيرًا كبيرًا

بص للسما و كمل : كهذي السماء، فكيف بلحظة ضعفٍ
عينه نزلت من السما و قابلت عنيا و لسانه بيعزف :
نريد اغتيال السماء؟..
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟

مد ايده و كان العرض مغري جدًا، صعب يترفض و أخاف أقبل فأغرق في سماه
قعدت جمبه مع وجود فاصل بينا، أنا الغريقُ في كل الأحوال
بصلي و قال : الخمار حلو فعلا
مردتش عليه فقال : أما زلت غضبى؟
معرفش امتى بقى شاعر كدة و لا امتى اتعرف على الشعر أصلا بس الشعر زاده قوة و زاد قلبي ضعف
ابتسم بود جديد على عيوني و قال :
إذن سامحيني
فأنت حبيبة قلبي على أي حال..
سأفرض أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه..
وبعض الغرور..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور؟
بص للسما و بعدين بصلي تاني و قال و كإني أنا و هو في عالم لوحدنا، رمينا الكل ورا ضهرنا :
إن اقتلاعك من عصب القلب صعبٌ
وإعدام حبك صعبٌ..
وعشقك صعبٌ
وكرهك صعبٌ..
وقتلك حلمٌ بعيد المنال..
فلا تعلني الحرب
ابتسمت و نسيت كل المنطق اللي كنت بفكر بيه من خمس دقايق، الحب حاجة زي دي، خفيفة في قربه و تقيلة لو بعد و في كلتا الحالتين لازم تشيل

" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي "
#إيمان_أحمد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن