- بتحب فيروز؟
- ودا وقت فيروز، يلا علشان نلحق القطر.
فتحت ألبوم الصور، كانت آخر صورة لينا بعد رحلة أسكندرية، ساعتها كنت زعلانه على نفسي اوي، لسه فاكرة حزني وانا ببص لجنب وشه ومش عارفة اتكلم، لسه فاكرة خوفي لما اتعور وأيده كانت كلها دم لما الكباية اتكسرت ومعرفتش أنطق، لسه فاكرة كل لحظة حاولت أبين أني بحبه وهو مفهمش.. لحد ما في يوم، كان آخر يوم لينا في الرحلة، كنا قاعدين على الشط، في الصبحية، كنت صاحية قبله علشان بحب أشوف الشروق فنزلت، ولقيته ورايا.
- يعني صاحي بدري؟
- منمتش أصلا.
- لية كدا؟
- كنت بفكر أني...
- أنا عاوزة ارقص.
قاطعته وقومت، شغلت فيروز وفضلت ألف واتطنط بفستاني الواسع على الرمل فضحك، شدينه يوقف ويرقص معايا. فضلنا نلف سوا ونضحك لما ما أيدي اتجمدت ووقفت مكاني فجأة لما سمعته بيقول :
- أنا هسافر يا رحمه.
- تسافر !
- اه، هسافر ايطاليا، هشتغل هناك فترة، مش عارف قد أية.. بس انا قررت.
- وجاي تقولي بعد ما حجزت التذكرة بقي ولا بتاخد رأيي بجد؟
سكت شوية وبصلي وقال :
- أنا كنت فاكرك هتفرحيلي.
- هفرح لما تسافر وتبعد عنـ.. عننا؟ فعلا عندك حق، أنا فرحانه، فرحانه اوي كمان.
جيت امشي قبل ما دموعي تنزل فوقف قدامي ومسك ايدي :
- في أية يا رحمه بس.. مش أحنا أصحاب؟ يعني أكيد هتفرحيلي، أنا مش فاهم أنتِ اتضايقتي لية؟
شديت ايدي بعنف وقلت :
- احنا عمرنا ما كنا أصحاب، علي الاقل في نظري أنا بس.
قفلت الألبوم بحزن، وقومت من على السرير، غسلت وشي وغيرت هدومي، لبست فستان أصفر واسع منقط في ابيض، وسيبت شعري حر، عملت قهوة على السبرتاية وشغلت فيروز،
صبيت الفنجان وفيروز صبحت عليا وقالت :
« يا أنا.. يا أنا.. أنا وياك.. صرنا القصص الغريبة
يا أنا.. يا أنا.. أنا وياك.. وانسـرقت مكاتيبي. »
كانت نفس الأغنية الي رقصت معاه عليها على الشط، وقبل ما أسيب الفنجان يبرد زي كل يوم واقفل الراديو تليفوني رن وكان هو ..
- وحشتيني.
اتنهدت وحطيت أيدى على خدى، سمعت صوت فيروز بتعتذرلي بالنيابة عنه وبتقول :
« وعرفوا إنك حبيبي.. وعرفوا إنك حبيبي. »
فابتسمت، شربت اول بوء من القهوة زي زمان وسألته برقه وراحه :
- مجاوبتنيش، بتحب فيروز؟
- بحبك أنتِ. 💙
#رحمة_طارق
