155 إيمان أحمد

3.3K 159 4
                                    

" حاول تفهمني يا أحمد"
- حاضر
" الاسم هيبقى جديد و مختلف ولله"
- إن شاء الله
" يووه بقى"
- هى الدكتورة دي أدتها ايه بالظبط!؟
مريم كانت واقفة جمب السرير و أحمد قاعد على الكرسي في الجمب التاني، مريم كانت بتشاورله و تهديه عشان يهاودني أو في مقولة أخرى ياخدني على قد عقلي
- حاضر يا حبيبتي لما يجي بالسلامة نبقى نشوف الحوار دا
ابتسمت و قولتله: يعني اقتنعت بالاسم خلاص؟
نفخ بعصبية و بص لمريم فقالت: طبعًا يا إيمان، أكيد أحمد مش هيزعلك
ضرب كف بكف و قال: مش هيزعلها ايه، دي عايزة تسمي الطفل تونا!
مريم كتمت ضحكتها و أنا بصيتله و قولت: و ايه يعني مش ابني!
- و أنا ابن كلب يعني، ما هو ابني أنا كمان
مريم حاولت تلطف الجو فقالت: استهدوا بالله يا جماعة مش كدة، إحنا لسة عارفين أنها حامل
" على فكرة أنت لو اتفرجت على المسلسل و شوفت شخصية البطل، هتعشق الاسم"
بص لمريم و قال: سامعة الكلام اللي يعصب، حاضر يا إيمان من بكره هفصل الروتر ياكش ترحميني من المسلسلات التركي دي شوية
بصيت لمريم و قولتلها: شايفة الكلام اللي يحرق الدم، بيزعلني و أنا تعبانة
مريم كانت واقفة متنحة و مش عارفة تعمل ايه معانا بس كانت فطسانة ضحك من جواها، ماما دخلت فرحانة و بتبارك و أنا مكشرة و مصممة على الاسم اللي أنا اختارته و بعدين ماله تونا، الاسم حلو على فكرة و جديد
ماما: في ايه مالكم؟
- ألحقيني يا حماتي
اتخضت و سألته: في ايه!
- بنتك، المسلسلات التركي لحست دماغها و معجبة بالبطل بتاع أخر مسلسل و مصممة تسمى الطفل تونا على اسمه
طبعًا ما صدق أمي جت عشان يشتكيلها و هى للأسف مبترديهوش خايب، دايمًا أنا اللي مفترية و شريرة
ماما: تونا! ايه القرف ده!
مريم و هى بتضحك: قصدك ايه الزفارة دي
لا ايه اللاذاذة اللي أنتوا فيها دي
" ياريت متتريقوش على اسم ابني"
أحمد بقى بيفرك و بصلي و قال: هو خلاص بقى اسم ابنك
" من زمان"
اتعصب و كان هيرد بس ماما ادخلت بكل هدوء و رمت السؤال اللي سكتنا كلنا: طب ما يمكن تتطلع بنت؟
بصينا لبعض و منتطقناش، أكاد أجزم إن أحمد دلوقتي بيدعي أنها تكون بنت
قفلوا الحوار و قعدوا ينيموني بالكلام كام شهر لحد ما جه يوم كنت بتفرج على المسلسل، فاضل حلقتين و يخلص و حقيقي مش عارفة هعمل ايه في حياتي من بعده، أنا تقريبًا كنت عايشة معاهم، البطلة اكتشفت خلاص إن صاحبتها بتضحك عليها و لسة بتكلم حب الطفولة بتاعها و الملحمة هتبدأ بس فجأة الفيديو وقف، ده وقت النت يفصل فيه!
قومت جري على الرواتر لاقيته فاصل فعلًا
" أحماااد يا أحمد "
فضلت ألف عليه في الشقة كلها لحد ما لاقيته في البلكونة، هدوءه ده و ردود فعله العادية مخلياني أشك
" هو أنت مش سامعني!"
- مشغول ولله يا إيمان
" ربنا يعينك "
- كنتي عايزاني في ايه!
" النت فصل "
- و بعدين؟
" ايه اللي و بعدين، بقولك النت فصل "
- اعمل ايه يعني!
بصيتله و فكرت شوية و بعدين قولتله: هو فصل ليه، لسة بدري على ما الشهر يخلص!
كان بيعمل حاجة على اللاب فقالي: ما أنا مدفعتش الفلوس
" ايه! "
- في ودن الطبلة بتاعتها اتخرمت من صريخك، فارحمي الودن التاني و سيبهالي سليمة
" و أنت مدفعتش الفلوس ليه بقى!؟ "
- عشان مبستفدش حاجة من المسلسلات التركي غير الجنان و المشاكل
" تقصد ايه؟ "
- اللي فهمتيه يا إيمان
كنت لسة هزعق و اتنرفز بس شوية تفكير صغيرين خلوني اتراجع، هو عايز يعصبني و عارف إنه بكده هيعصبني فمش لازم أناوله مراده أبدًا
قولتله بحزن و كسرة و كنت ممثلة شاطرة طبعًا
" كدة يا أحمد! "
رفع راسه و بصلي و استغرب، حقيقي استغرب و مبقاش عارف يقول ايه، فاجئته جامد علفكرة
مشيت بالخطوة البطيئة و بعدين وقفت شوية و عملت نفسي مرهقة و هيغمى عليا، فقلق و قام وقف
- مالك، فيكي حاجة؟
" مفيش بس حاسة إني تعبت شوية "
اتخض و سندني لحد جوا و هو بيقولي: طب أوديكي للدكتورة و لا أقولك تعالي نشوف دكتورة غيرها
صعب عليا و ضميري بدأ يأنبني بس المسلسل
" متقلقش، أنا كدة لما بزعل بتعب"
قعدني في الصالة و قال: ولله ما كان قصدي أزعلك، أنا بس كنت متغاظ من المسلسلات اللي بتتفرجي عليها دي و لحست دماغك
" أنت عارف إني بحبها و بعدين ما هى بتسلني بدل الزهق اللي أنا فيه ده، مش أحسن ما أموت من الملل"
- بعد الشر عندك، خلاص أنا أسف، هروح أدفع النت حالًا
دخل على جوا و لبس بسرعة و خرج، تمت الخطة بنجاح رغم إني كنت مضايقة شوية لإني قلقته و مثلت عليه التعب
النت رجع و اتفرجت على المسلسل براحتي و أحمد قعد كام شهر مشغول في شغله و مبقناش نخرج زي زمان
مريم قالتلي نخرج نغير جو بس كنت بدأت اتعب و أكسل فقولتلها تجيلي هى في يوم و فعلًا جت و قعدت معايا، كانت جايبة لب و سوداني و أنا عملت عصير و قعدنا نتكلم
مريم: لسة مجنونة زي ما إنتي؟
" مجنونة!"
مريم: مجنونة تركي
" ربنا يسامحك"
مريم: حد يسمي ابنه تونا
" ماله الاسم؟ أنا مش فاهمة انتوا مأفورين الموضوع كدة ليه!؟ "
بصتلي بصدمة و قالت: إنتي لسة عايزة تسميه تونا!؟
" أيوة، أنا قولتلكم كدة من الأول "
مريم: يا شيخة حرام عليكي
" في ايه يا مريم، ماله تونا؟ وحش في ايه؟ "
سكتت شوية و بعدين قالت: مش وحش بس الكلام ده مش في مصر
" يا سلام ما هم عمالين يبتكروا اسامي جديدة و غريبة، جت على تونا يعني و بعدين حقيقي الاسم عاجبني جدًا "
مريم: طب و أحمد؟
" ماله!"
مريم: تونا أحمد، بذمتك ده اسم
كنت لسة هرد عليها بس أحمد رجع من بره و أنا و هو يوميًا بنتخانق بسبب الموضوع ده و بما إن مريم كمان في صفه، فأنا مش هستحملهم هما الاتنين
- ازيك يا مريم؟
ردت عليه: الحمدلله
بصلي و قال: طب أنا جوا يعني
مريم بصتلي بتهديد بس هو كان دخل خلاص
" متنطقيش كلمة قدامه، أنا مش ناقصة "
مردتش عليا فكملت: أصلًا معرفش كلكم عليا ليه، مرة إنتي و مرة ماما و أحمد علطول، هو ابني أنا كمان على فكرة و بعدين أنا اللي تعبانة فيه يبقى أنا اللي اسميه، و أنا عايزه اسميه تونا و مليش دعوة بكل الكلام اللي بتقولوه ده
مريم طول ما أنا بتكلم بتشاور من تحت لتحت و أنا مش فاهمة منها حاجة
لونها اتغير و بدأت تتهته: لا يا حبيبتي، ابنك طبعًا و من حقك تختاري الاسم بس بردو حاولي تتفقي إنتي و أحمد على اسم يرضيكم إنتوا الاتنين، هو كمان ابنه يا إيمان
- قوليلها، هى تقريبًا محتكرة تسميته عليها و بس
اتخضيت و مكنتش حباه يسمع الحوار ده و لا ندخل في المناقشة الرخمة اللي هتحصل دلوقتي
لفيت و بصيت له: ولله!
مشكلتي أنا و أحمد من زمان إن محدش فينا عايز يهدى و يسمع التاني براحة، أنا عصبية و هو كذلك
الخناقة اللي حصلت و النرفزة دي كلها كانت طبيعية، مريم كانت مشتتة و مش عارفة تتصرف ازاي و لا تقول ايه حتى، فاتصلت بماما اللي لولاها كان زمان كل واحد فينا في طريق
شخطت فيا أنا و هو و غلطتنا إحنا الاتنين و قالت: ايه شغل العيال ده، خلاص المشاكل كلها خلصت واقفين على اسم العيل اللي جاي، اعقلوا إنتي كلها كام شهر و هتبقي أم و أنت هتبقى أب
أحمد حاول يبرر موقفه و قال: يعني طبيعي اللي هى بتقوله دا؟ و كمان مصممة على رأيها و بتعاند وخلاص
ماما: إنت جربت تشرحلها و تقنعها براحة؟
أحمد باستغراب: اقنعها بإن مفيش طفل اسمه تونا و لا رجل حد بالاسم ده
اتحمقت فرديت عليه: لا، في رجالة بالاسم ده و كويسين كمان
اتعصب و قال: دول في تركيا لكن إحنا عايشين في مصر، فوقي شوية
ماما و مريم بصوا لبعض بحيرة فماما خدت أحمد تتكلم معاه بعيد و مريم بصتلي و قالت: تجي نتمشى تحت شوية
وافقت عشان كنت اتخنقت و شوية كمان و هعيط، محدش فيهم عايز يفهمني، أنا بجد حابة الاسم و عاجبني جدًا و مش شايفة فيه كل الكلام الكبير بتاعهم ده
نزلنا بعد ما مريم عرفتهم عشان ميقلقوش، الخناقة و زِعقنا لسة بيدوروا في دماغي و راسي بدأت تلف دا غير الخنقة اللي وقفت في زوري مش عارفة ابلعها و لا أخرجها
مريم: هتزعلي لو اتكلمنا جد شوية؟
" على أساس إن كلامي هزار!"
مريم: مش قصدي بس في شوية مبالغة يا إيمان، أحمد معاه حق مش طبيعي يا إيمانة إنك تسمي الطفل الاسم ده عشان شخص في مسلسل تركي كان اسمه كدة و إنتي حبتيه، مش شايفة إن ده شغل أطفال أوي؟
مردتش عليها فسكتت، دماغي مبطلش تفكير لحد ما وصلت لاستنتاج غريب بفضل أخر جملة قالها أحمد
( و كمان مصممة على رأيها و بتعاند و خلاص )
معقول أكون فعلًا بعاند و خلاص؟ هو ممكن يكون عاجبني اللي بيحصل ده و الخناقات بيني و بين أحمد!؟
أكيد مش عاجبني الخناقات بس حابة انكشه أو ارخم عليه مش عارفة، هو أنا ممكن أكون حابة أعاند معاه فعلًا!؟
طب ليه! من ساعة ما بدأ الحوار ده و الأيام اتغيرت، بدأت أحس بيها و لاقي حاجة نتكلم فيها و نتخانق عليها كمان
مريم: بصي يا إيمان، أحمد ولله بيحبك و ده باين في عينيه جدًا حتى و إنتوا بتتخانقوا، حرام عليكوا تخسروا بعض بسبب موضوع تافه زي ده، هو بيفكر بالعقل مش بيعترض على اللي إنتي عايزاه و لا بيعاندك
ركزت في كل كلمة قالتها و عشان كدة سألتها: تقصدي ايه؟
ابتسمت و قالتلي: يعني متحطيش في دماغك إن أحمد وحش و مبيحبكيش عشان مش موافق على الاسم اللي اختارتيه

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن