- سبوني عليه، أنا مش هضربه، أنا هعرفه غلطه بس.
بابا سابني فنطيت عليه في ثانية.
- تعالالي يالا، أنا شبة السحلية يا خنزير.
- سامع يا خالي؟ أنا مش عاوز أمد إيدي عليها علشان أنت واقف.
بابا مسكني من وسطي وشدني من عليه.
- بس يا رحمة عيب كدا.
- تمد إيدك على مين؟ دا أنت هتبات في المستشفي الليلادي.
بابا زعق - رحمة بس قولت.
اتلويت بين إيديه - محدش يمسكني، أنا لازم أجيب حقي.
قرب خطوة بتحدي - وريني يا هانم هتعملي أية.
عمتو مسكته بسرعة - استهدى بالله يا زين يا بني، دا شيطان ودخل بينكم، أنت عاوز تقلبها نار!
- سيبني يا بابا بقى، هو فاكر إني ست ضعيفة ولا أية؟
- سيبها يا خالي، هتعمل أية يعني؟
بابا بصله - والله أنا ما خايف غير عليك أنت، اتهد بقى.
بصيب لبابا - انت معايا ولا معاه؟
- أنا مع الحق
- الي هو مع مين يعني؟
نفخ - معاكِ طبعا، اسكتِ أنتِ كمان بقى تعبتيني.
حسيت إنه تعب فعلا فبطلت حركة وهو ساب وسطي بصيت لبعيد دقيقة اتنفس وفجأة بصيت لزين تاني :
- أنا هسكت علشان بابا لكن وربي وما أعبد لو لمحتك النهاردة في وشي قول على نفسك يا رحمن يا رحيم
وقبل ما حد يتكلم طلعت اوضتي ورزعت الباب ورايا.
حيوان، مغرور، انسان بدائي غبي، فاكر نفسه مين؟ بقى أنا يقول عليا شبه السحلية ومش باينة من الأرض ! اسما لله على العمارة الي كانت واقفة قدامي.
ضربت المخدة بعنف.. اه لو كانوا يسبوني عليه، فيها أية يعني لما اتلغبطت وقولت عليه سفرجي، والله انا ظلمت السفرجي نفسه، مش هو الي مبهدل وريحة البصل فايحة منه، ما يروح يستحمى أولى بدل ما يقف قدامي ويبجح، الوقح قليل التربية، كان يوم مهبب يوم ما شفته.
- ست رحمة مش هتاكلي؟
سمعت صوت زينب الشغالة من ورا الباب فرفعت راسي من فوق المخدة وفتحت الباب بهدوء.
- تسلمي يا زينب، أنا مش جعانة.
- ازاي بس ودي تيجي، دا أنتِ جيتي من السفر على لحم بطنك.
- سد نفسي ربنا يسد نفسه البعيد.
- بتقولي حاجة يا ستي؟
بصتلها - لا يا جميل أنا سرحت شوية، أنا لما هجوع هنزل أكل، متشغليش بالك.
خرجت وانا قفلت النور ونمت على السرير وبدأت أفتكر الي حصل. بابا من اسبوع كلمني وطلب اني أسافر من القاهرة للمزرعة بتاعتنا لإني وحشته ولإن الدراسة قربت وشغل الكلية قرب يبدأ. فسافرت وجيت النهاردة ولسوء حظي الإنسان الغريب دا فتحلي الباب. كنت هعرف منين إنه ابن عمتي وأنا أول مرة أجي هنا وعمتو طول عمرها عايشة هنا ! الإنسان عنده عقل برضو.
غير كدا وكدا طبيعي أصلا افتكره سفرجي، هدومه مبهدلة ورابط فوق شعره قماشة. وبدل ما يعرفني بنفسه قل أدبه عليا علشان فهمت غلط ! تربية عالية فعلا.
ماشي يا زين الزفت، ايام الأجازة كلها سودا على دماغك بإذن الله.
- ست رحمة، ست رحمة.
فتحت عيني بخضة لقيت زينب واقفة جنب السرير ولابسة أسود.
- في اية يا زينب؟ حد مات؟
ضرب فوق صدرها بعنف - تفي من بوئك يا ستي، كلهم بخير الحمدلله.
قعدت وانا مش قادرة افتح عيني وبصيت على الشباك.
- ولما كلهم بخير الحمدلله بتصحيني من قبل الشمس ما تطلع لية؟
- دي الساعة ٧.
- والله؟ جميل، خدي الباب في إيدك واخرجي بقى.
- يا ستي لازم تصحي علشان تنزلي وتفطروا كلهم سوا، ابراهيم بيه هو بنفسه الي قال كدا.
- وهو الي قالك تقفي فوق دماغي كدا؟
- أيوة.
- طبعا ماهو بابا، انزلي يا زينب وانا هغير هدومي واحصلك.
- هجيلك تاني لو اتأخرتِ.
مسكت المخدة - امشي يا زينب من وشي، امشي.
