145 إيمان أحمد

2.4K 79 0
                                    

-  صوتك بيعلى كتير على فكرة
" يعني مش علشان بتعصبني مثلًا! تؤتؤ عشان أنا بحب ازعق"
- ايه تؤتؤ دي!
" و كمان نرم؟ "
فكرة إنك في علاقة مع بني آدم مش عارف يفهمك دي تخنق، فبمالك لو أنت فعلًا في العلاقة دي، هو بني آدم كويس بإجماع بس هو ليه أنا الوحيدة اللي مش مرتاحة و مش عايزة أكمل!
بصيت لمريم بحيرة و قولت: طب بذمتك يا مريم أنا اللي غلط و لا هما؟
مريم: أنا ولله مش عارفة أقولك ايه
قعدت جمبها، أنا عارفة إنها قليلة الحيلة في الموضوع ده و نفسها تساعدني جدًا
مريم: إيمان إنتي عايزة تكملي معاه و لا لاء؟
اتفاجئت بسؤالها و دورت جوايا كتير ملقتش إجابة
" مش عارفة"
مريم: لا و حياة أبوكي مش وقت هرمونات
" مش هرمونات ولله بس هو أنا فعلًا مش عارفة، أحمد فيه حاجات كتير حلوة و مقبولة مش هنكر بس دايمًا في حاجة ناقصة و..
قاطعتني و قالت: و إنتي مش عارفة تفهميه زي ما هو مش عارف يفهمك
قاطعتها بسرعة: لا ولله، أنا دايمًا بحاول أفه...
قاطعتني تاني: دايمًا بتعاندي معاه و دايمًا بتزعقي و الرجالة مبتحبش الست اللي بتزعق
خدت نفس عشان متعصبش عليها و قولت: هو بيستفزني فبتعصب و غصب عني بزعق، أنا نبرة صوتي عالية أعمل ايه!
بصتلي و قالت: و هو مش فاهم كدة، هو شايف إنك بتزعقي و بتحاولي دايمًا تمشي كلمتك و بصراحة..
بصتلها بترقب فخبت وشها بإيديها و قالت: إنتي فعلًا بتعملي كدة، إنتي عايزة كلامك هو اللي يمشي دايمًا و اللي إنتي اختارتيه هو اللي يتم
اتعصبت و قولتلها: لاء طبعًا، الحاجات دي بتبقى بخصوص الشقة و من حقي افرشها على ذوقي، أنا مش أمينة يا مريم و مش هقوله على كل حاجة حاضر و نعم فيتحكم فيا
رجعت بضهرها لورا و حركت راسها باستسلام و قالت و كأنها هترمي قنبلة في وشي: و لما حد بيواجهك بالحقيقة دي أو بعيوبك بتتعصبي يا إيمان و تزعقي و تسبيه و تمشي
سيبتها و مشيت هى كمان مش فاهماني و واقفة في صفه زيهم و هو تقريبًا ساحرهم، قال ايه أنا بتعصب و أزعق و امشي!
- هو اللون ده جميل جدًا و هيليق مع السيراميك
كان بيتكلم مع الصنايعي و يتفق على كل حاجة بمزاجه و أنا تقريبًا هوا، لما فاض بيا بصيتله و قولت: بس اللون ده مش لايق يا أحمد
بصلي و بص للصنايعي و بعدين قرب مني و قال: اومال إنتي حابة لون ايه؟
" و أنت فاكر تسألي السؤال ده دلوقتي!"
- هو مش إنتي بت...
قاطعته بعصبية و قولت: هو أنا مليش لازمة و أنت تقريبًا هتعيش في الشقة لوحدك
اتحرج و بص للصنايعي و سكت شوية فالصنايعي استأذن و مشي، بصلي و هو مضايق و روحه في مناخيره و معرفش يقول ايه بس خلونا متفقين إني مببقاش متعمدة أعلى صوتي أو أزعق، أنا عصبية و المفروض يكون عرف ده من زمان و لما بتعصب مبعرفش أسيطر على نفسي و غصب عني صوتي بيعلى يعني مش بزعقله و بقلل منه زي ما راح قال لبابا و اشتكى له و دي أكتر حاجة بضايقني في أحمد
" بذمتك مش عيل صغير؟ "
ضحكت و قالت: ما هو لو بيعرف يتفاهم معاكي مكنش راح اشتكى لعمو
" يا سوسو! على العموم أنا بهدلته في التيلفون عشان يبقى يروح يشتكيني كويس"
مريم: يالهووي على الافترا!
بصتلها و سكت فكملت: طب و بعدين هو سكتلك يعني
كحيت فبصتلي بتركيز و بالتالي اعترفت بكل حاجة و قولتلها: زعق و اتخانقنا
مريم: اها و بعدين؟
أنا طبعًا مقدرة تعب مريم معايا في العلاقة دي و كل النصايح و الخناقات بس يؤسفني أقولها
" فسخنا تقريبًا"
اتصعقت و فضلت بصالي بذهول و بعدين صرخت فيا: ايه! بعد كل ده تقوليلي فسخنا!
" تقريبًا"
مريم: اه يعني ايه تقريبًا دي!؟
" معرفش الخناقة كبرت و هو أصلًا كان بيتكلم بعصبية و...
قاطعتني: يا شيخة مرة من نفسه
كملت و لا كإني سمعت حاجة: و متنرفز و بيزعق فعصبني و كلمة مني على كلمة منه قفلنا السكة في وش بعض و بس بقى
مريم: و الكلام ده امتى؟
" من تلت أيام كدة"
مريم: و جاية تقوليلي دلوقتي
بصتلها و سكت و هى يا عيني من الصدمة معرفتش تنطق و شوية كدة و كانت هتطلع في الروح بس ربنا ستر
استنيته يكلمني زي كل مرة أو يجي البيت بس مجاش فعرفت إن كدة خلاص لكن مفيش كلام أكيد أو فعل حتى، كنت مضايقة جدًا من موقفه المايع ده و مكنتش حبة شعور الترقب ده ما هو ينكمل يا نفركش لكن شغل معاك و مش معاك ده مش حلو
مريم: مكنتش أعرف إنك بتحبيه كدة؟
" هو مين ده!"
ضحكت: أحمد
" مين قالك كدة بقى!؟"
ضحكت تاني: اللي باصة في التيلفون طول النهار على أمل إنه يرن و اللي بتقلب في الرسايل كل شوية يمكن يكون بعت حاجة و هى مخدتش بالها
أنا كارهة الإحساس ده جدًا، أنا مكنتش أعرف إنه فارق معايا أوي كدة، طول الأيام اللي فاتت حاسة إن حاجة ناقصاني، أنا شكلي حبيته
مريم: طب ما تكلميه
" أنا! مستحيل عايزاني أقلل من نفسي و يفتكر إنه مهم أوي و إني استسلمت!"
استغربت و قالت: ايه الكلام ده، هو إنتوا في حرب!
كنت بكابر فكملت: المفروض إنكم واحد يعني اللي يقلل منك يقلل منه، مش إنتوا اللي تقللوا من البعض، الحب مفيهوش تقليل
" يعني عايزني أعمل ايه دلوقتي، أكلمه و أقوله آسفة"
مريم ببساطة: و ايه يعني!
بصتلها باستغراب هى عايزاني ابقى قليلة في عينه فيبهدلني بعدين!
مريم: طب بلاش تكلميه، ابعتيله رسالة على الأقل
مردتش عليها و كان باين من رد فعلي إني مقتنعتش فقالت: عارفة يا إيمان أحمد عايز ايه؟
بصتلها و قولت: ايه؟
مريم: أحمد مش عايزك تعتذري، أحمد عايز يحس إنك بتعرفي تعتذري
مفهمتهاش فكملت: عايزك تبينيله إنك مش بتعاندي و بتكابري على الفاضي و إنك بتغلطي و بتعترفي بغلطك و بتعتذري، مفيش بني آدم بيرتاح مع بني آدم شايف إنه دايمًا صح و مبيغلطش حتى لو كان البني آدم ده فيه حاجات حلوة كتير، هو بيصعب عليه إنك بتلغيه أو بتمشي كلامك دايمًا فوق كلامه
جيت أرد عليها، فقاطعتني و قالت: عارفة ولله إنك مش كدة و مبتعمليش كدة بس أنا بوريك الصورة اللي وصلتيها لأحمد بتصرفاتك دي و بعدين بقى و من غير زعل إنتي غلطانة في حتة الصنايعي دي، هو اه كان لازم ياخد رأيك في اللون و مكنش ينفع يختار من غير ما يرجعلك بس إنتي برضو مكنش ينفع تقوليله كدة قدام الناس، مكنش ينفع تزعقيله قدام الصنايعي أو تطلعيه مهزوز قدام حد، إيمان إنتي اتحمقتي أوي لفكرة إنه يقلل منك، إنتي مرضيش بكدة فإزاي عايزاه يرضى! إنتي من غير ما تقصدي يا إيمان قللتي منه و الرجل بيوجعه إن حد يبصله على إن مراته هى اللي ممشياه
سكت و معرفتش أرد عليها بإيه، هديت و بدأت أفكر في كلامها، يمكن أنا غلطت فعلًا من غير ما أحس بس هو ليه متكلمش معايا و فهمني النقطة دي، ليه مقاليش إنه بيضايق من كذا و كذا! هو أنا كنت هعرف إزاي يعني
فضلت ماسكة التيلفون طول الليل و مترددة، عمري ما عملتها قبل كدة و صعبة جدًا بس مريم معاها حق، أنا غلطت بس هو كمان غلط برضو و .. واحشني
بعتله و على عيني ولله: معلش
فاكريني هقوله أنا آسفة! لاء مش هعرف "أنا آسفة" دي صعبة أوي و أنا مش هقدر أكتبها، فضلت باصة للرسالة لحد ما ظهرلي إنه شافها، فضلت خمس دقايق مستنياه يرد بس مردش فرميت التيلفون و نمت، أنا مهزأة عشان سألت عنه أصلًا
- مكلمتيهوش؟
سؤال ثعباني خبيث من مريم، بصيتلها و قولت: و أنا كنت قولتلك إني هكلمه!
نفخت بخنقة و قالت: هو إنتي حرام تفرحينا!
" و إنتوا حبكت تفرحوا على قفايا!"
- هتغلبي معاها متحاوليش يا مريم
" أيوة هتغلب...
بصيتله بصدمة فمريم ابتسمت و قالت: أزيك يا أحمد
- الله يس..
" أنت بتعمل ايه هنا!"
بص لمريم فشاورتله يهدى و يعدي فجز على سنانه و بلع الزلط زي ما بيقولوا و ده كله على إساس إنهم بيشاوروا قدام واحدة كفيفة
قرب مني بس أنا منستش السين اللي عمله و مردش
مريم مشيت و هى بتقول: طب هجبلكم حاجة تشربوها
حركة قديمة و مهروسة في كل الأفلام العربي القديمة
- كنتي بعتي حاجة امبارح ...
قاطعته: اللي إنت شوفتها و مردتش دي؟
بصيتله و كملت: لاء، مبعتش
ابتسم: اها عملت سين و مردتش، واحدة بتقولي معلش عايزاني أرد عليها بإيه يعني! و بعدين ايه معلش دي، هو إحنا كنا متخانقين على كيس قلبظ!؟
هايل أوي الوضع ده، إزاي تعمل خناقة في خطوة واحدة بدون روت أحبابي في الله
" تصدق أنا غلطانة فعلًا"
- طب ما إنتي كنتي غلطانة فعلًا و بعدين ده إنتي صعبان عليكي تعتذري
" و أنت كنت ملاك بجناحين مش كدة!؟ "
جه يتكلم فسبقته و قولت: و بعدين قولتلك ميت مرة متدخلش حد بينا، مشاكلنا نحلها إحنا و محدش يعرف عنها حاجة لكن مش من أقل حاجة تجري على أخوك و تحكيله مرة و على أبويا مرة تانية
بصلي و كنت مستنيه يعترض و نبرة الصوت تبدأ تعلى بس على العكس، اتكلم براحة و بشويش: إنتي فعلًا معاكي حق في الحتة دي، أنا آسف
اتصدمت ... هو بيعتذر عادي، يعني عادي نعتذر أهو مش هنقل و لا حاجة!، بصيت الناحية التانية لما لاقتني تنحت و معرفتش أقوله حاجة
- بس أنا برضو مبعرفش اقنعك أو أوصلك قصدي، فبتزعلي و تتقمصي على طول
بصيتله و قولت: بتقمص! أنا بتقمص!
- أهو لسة مخلصتش كلام و بدأتي تزعقي، أنا مبحب...
قاطعته بعد ما افتكرت كلام مريم: إنت بتضايق من صوتي العالي بس ولله بيبقى غصب عني، أنا مش ببقى قاصدة أزعقلك أو امشي كلامي عليك
ملامحه لانت و ابتسم، فكملت: بس إنت برضو بتعمل حاجات تنرفزني يعني مثلاً لون الدهان اختارته من غير ما تقولي و كإن رأيي ملوش لازمة
قاطعني و قال: لا ولله أنا مفكرتش كدة خالص، أنا اختارت اللون ده عشان عارف إنك بتحبيه
اتفاجئت لثواني و بصيتله فكمل: أنا كنت هسألك برضو مش هاخد قرار من دماغي
" و أنا مكنش قصدي أقلل منك أو أزعقلك قدام الرجل بس اتغظت اوي لما قررت اللون من غير ما تاخد رأيي فتعصبت و أنا مبعرفش اتحكم فعصبيتي بس هحاول أخد بالي من صوتي بعدين"
ابتسم و قال: طب أنا اعتذرت، مش هتعتذري إنتي كمان؟
" ليه، هو أنا غلطت!؟ "
- لاء، محصلش
ابتسمت، ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا فعلًا
- طب خلاص كدة مش زعلانة؟
" بما إنك اعتذرت و بما إني كنت غلطانة برضو بس شوية صغيرين طبعًا، فخلاص صافي يا لبن"
- تعرفي لما اتخانقنا و كدة أنا كنت خلاص مش قادر استحمل أكتر من كدة و كنت هفسخ الخطوبة بس بعد ما عدى يوم و التاني لاقيتك وحشتيني ...
ضحك و هو بيكمل: ده حتى الأيام مكنش ليها طعم من غير خناقاتنا سوا
ابتسمت، هو كمان كان واحشني بس أنا عمري ما أقول
- إيمان، أنا بحبك
قلبي دق جامد و اتوترت و هو كان مستني أرد عليه
" شكرًا"
- لا، شكرًا دي لما أديكي بجنيه لبان لكن أنا بقولك بحبك
بيكررها تاني، عايز قلبي يقف
" ربنا يحبك"
- مفهمتنيش، أنا مش بشحت برضو
" عايز ايه يعني!"
- هو المفروض بحبك دي ليها رد حلو كدة
" ماشي"
- أنا مش بوصلك المعلومة عشان تقوليلي ماشي، أنا عايز الرد
زعقت بس كدة و كدة عشا يحل عن دماغي
" ما خلاص يا أحمد "
الأول كان بيتخص بس دلوقتي اكتسب مناعة خلاص
- صوتك بيعلى
وطيت صوتي و همست: ما خلاص يا أحمد
قلدني و قال: بحبك
ابتسمت، دا اللي خطف قلبي دا، كان لازم أرد عليه عشان يسكت بقى، مكنتش عارفة هقولهاله إزاي بس هو اللي أصر
" شكرًا"
انتوا افتكرتوا إني عشان بحبه هقوله بحبك بسهولة كدة!
" أين أنا من كل أنت الذي بداخلي"
#إيمان_أحمد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن