46 حنان سعيد

3.9K 192 2
                                    

انا بحب المواصلات ونفسى عمرى كله يعدى وانا ف طريق سفر ، قاعدة جمب الشباك ومركبة هاند فرى ، الدنيا بتقل ف عينى وقتها اوى ، ولما بغمض عينى بحس انى طايرة ، وان عندى اجنحة شفافة
بس النهاردة دماغى كانت مصدعة جدا ، وفرحت لما لاقيت القطر مش زحمة كالعادة ، سندت راسى علشان انام ، ف نور خبط ف عينى فجأة ، الشخص اللى قصادى الشمس عكست ضوء ساعته ف عينى ، فرفعت راسى تانى ، حرفياً دماغى كانت مصدعة ومكنتش قادرة ومعرفتش اقوله ازاى يحرك ايده بعيد شوية عن الشمس
مفيش نوم تقريباً
فتحت الفون أقرأ فيه واليوم عدى ، لما روحت اتقتلت نوم ، وربنا يسامحه بقى
- يااربنا !! انتى عيونك منفخة كده ليه
- نايمة من اول امبارح تقريباً
عندى قدرة احبب اى مخلوق ف الدنيا ف لحظات تفائلى وحبى ليها ، وعندى قدرة اخليه يقطع شريان ايده عن اقتناع لما بكتئب ، علشان كده باخد جمب بعيد عن الدنيا لما بتعب منها وعلشان كل حاجة ف حياتى قايمة ع حالتى النفسية مش ع مبادئى واقتناعى
- تعالى نروح لحبيبة الأول نشوفها
- هنتأخر كده
حبيبة دى بنت بتقعد قدام المجمع بتبيع مناديل ، عرفتها السنة اللى فاتت ، وحنان اللى عندها دم صحيت فيا لما شوفتها ، المهم انها دلوقت صاحبتى وبحبها قد أسماء وبعلمها تكتب كمان ، مش اى حد قلبى بيدقله ع طول وهى من الناس المعدودة اللى قدروا يعملوا ده
شوفتها من ضهرها من بعيد كانت قاعدة مع شاب وبيتكلموا ، لما قربنا انا وأسماء منهم قام ومشى من غير مايشوفنا ، وحبيبة كمان كانت باصة ناحيته ومش شيفانا ، لما اتحرك ومشى ريحة البرفيوم بتاعه ظهرت فجأة ، الناس اللى بتحط برفيوم بالطريقة دى بتإذى اللى حواليها والله ، ف ناس عندها امراض وبتتإذى ، بس واحدة زيى الحمد الله كويسة هتتإذى من ناحية تانية
اول ماحبيبة بصت وراها شافتنا فضحكت
أسماء قالتلها - مين ده ياابه ؟ يخربيتك دا طولك مرتين
ضحكت من طريقة أسماء فمسكت ايدها علشان تسكت وقعدت علشان اطول حبيبة - مين ده يااست حبيبة
- بيعلمنى زيك ياأبلة
- مش قولنا مرة بلاش أبلة دى !
- متعودة ع الكلمة والله ياأبلة معلش
- ياادى النيلة عليا
ضحكت - خلاص والله
أسماء اتكلمت تانى - حلو ده ياابت يااحبيبة
- حلو اوى ياأبلة
- طب لما يجى تانى قوليله ف واحدة ف ٣ جامعة ومبتعرفش تكتب وعاوزة تتعلم معاكى
بصتلى - وانتى كمان تتعلمى معانا ؟ قوليله اتنين فاشلين ف ٣ جامعة وعاوزين يتعلموا
ضحكت - اسكتى يااداهية انتى
بصيت لحبيبة - يعنى امشى انا بقى !
- لأ ياأبلة ، مش انتى قولتيلى انك هتجيلى كل ماتبقى هنا
- ماهو انك تكتبى مرتين كتير ، اكتبى وراه النهاردة وانا بعد بكرة هجيلك بإذن الله
طول مااحنا ماشين اسماء ماشية تتكلم عنه ، دى محدش يمشى معاها ف مكان والله
- حنان هو انتى مش بتفكرى تحبى ؟
- هو بالتفكير !
- أومال بإيه ؟
- الحب رزق ياأسماء ، والرزق بيجى بالسعى والدعاء وسعيى الوحيد هنا انى اطور من نفسى وادى فرص
- طب قلبك مدقش ولا مرة ؟
خرجت الفون وركبت الهاند فرى علشان الصداع اللى بيجيلى بسببها
- أسماء انا قلبى بيدق كل ماابشوف ولد ف المواصلات بيقف علشان يقعد بنات ، كل ماابشوف ملتحى ، لبس بتوع الأزهر ، لما ولد بيكون لابس استايل اللبس اللى بحبه ، لما بشوف ولد لابس ساعة من النوع اللى..
وفجأة افتكرت الساعة بتاع الولد اللى ف القطر فسكت
- ممكن تسكتى شوية علشان دماغى صدع
هو معقول ف مخلوق ف الدنيا دى مش عاوز يحب ؟ آه بنهرب من الحب ، بنخاف نقرب ، بنخاف نسيب قلوبنا ع كف البرد فترتجف ، بس ده مش معناه اننا مش عاوزين
اتكلمت تانى - هو احنا بنفكر نحب ولا هى بتيجى معانا كده ؟ يعنى عقلنا بيكون شغال عادى !
- ياابنتى لو بتحبى ومخبية عليا قوليلى مش هفضحك والله
- هو انا ممكن احب زى البنات كده ؟
اول مرة ابصلها وقلبى مقبوض اوى - اسماء اوعى تعمليها ، انتى بتاعتى انا ، متحبيش غيرى
- ايوة وهندخل ف شغل ياابت انتى مراتى وابداً مش هضعف
ضحكت وحضنتها
لما قولت " الدنيا بتبقى حلوة لما بتسيب ف ايدك صاحب يسند قلبك يوم ماايميل " كنت اقصدها ، علشان هى مبتسمحش للدنيا تضغط ع قلبى ومبتسمحش لقلبى يميل
اول حاجة هعملها لما يجى هقوله عن اسماء " دى اللى طلعت بيها من كل السنين اللى كنت فيها ف ايد الدنيا ، وانى لو هسمحله يعامل بنت غيرى بحب هتكون هى "
اتكلمت تانى - انا حاسة انى بحب بس معرفش بحب مين
* خنقت نفسى بالهاند فرى ومت *
خلاص غيرت رأيى انا هخرجها بره حياتى اول مايجى
- مش فاهمة انتى عاوزة تحبى ليه دلوقت ياأسماء !
- دا انا حلم عمرى اتخطب
- يااسلام ؟ حلم عمرك مرة واحدة !
-  هقعد احرك الدبلة ف الشمس علشان تجيب حول للى مش مخطوبين وكمان كل مااقول جملة هضيف عليها انا وخطيبى ، والله لاربيكم ، جيالكم يااشوية ممحونين
كنت هقع ع الارض من الضحك من ملامحها وهى بتتكلم ، غيرت رأيى تانى وهقوله عليها لما يجى
بس يجى ، وانا احكيله عن كل حاجة ، نقعد نقرأ سوا قصاقيص الورق اللى محتفظة بيهم واحكيله عن كل وردة معايا دبلت وعن فرحتى يوم مااجت ، هحكيله عن حبى للشتا وللمطر وحبى ليه هو شخصياً ، هحكيله عنى وعن سذاجتى وخوفى الدايم من كل حاجة ، بس هو يجى وانا املى قلبه حكايات
دخلنا المكتبة ، وقفت ادور ع الكتاب اللى جيت علشانه وهى واقفة سرحانة
- طب هسألك سؤال ومتتنرفزيش
- ايه ياآخر صبرى
- انا دلوقت اعرف انى بحب ازاى !
اتنهدت - كل حاجة بتحصلك هتجاوبلك ع السؤال ده ، الدنيا هتحلو وانتى هتحلوى ، و..
- طب اعرف منين انه الشخص ده ؟
سكت ومكنتش عارفة ارد ، مفيش فعلاً مقادير معينة نعرف بيها الشخص الصح
صوت اتكلم من ورا رف الكتب اللى واقفين قصاده
- شكك هيتبدد لما يجى ، هتلاقى إجابة لكل الإسئلة دى ، الشخص الصح بيجى ع هيئة إجابة
سألت انا بسرعة ويمكن إتشجعت أسأل علشان احنا مش شايفينه ولا شايفنا - تعرف منين برضو انها حبت ؟
- اللى بيحب مش بيسأل السؤال ده
إبتسمت من رده ، مسكت إيد أسماء ومشينا علشان كنت متأكدة إنها هتعمل مصيبة معاه
- صوته حلو
- كنت عارفة والله انك مش هتعدى الموضوع ع خير
عاوزة ابطل عادة انى اكتبله رسايل دى ، اوقات بخاف يكون مش بيحب القراءة ويمل ووقتها هزعل اوى واوقات مش بلاقى غيره اشكيله من كل ده
بعد ٦ شهور من كلام الشاب بتاع المكتبة ده اقتنعت ان ف اسئلة بنرهق عقولنا بيها مش اكتر ، هو فعلاً لما يجى كل الشك هيتبدد ، هيجى كإجابة
بس بخاف كل ماما مابتقول ان ف شخص اتقدم ليهم ، انا عارفة انها تفاهة منى بس نفسى اقتنع اول مااشوفه ، انا مترددة من غير حاجة اصلا
- انتى هتتخطبى بجد !
- هو جاى النهاردة ودا مش معناه انى موافقة
- حنان انتى هتحركى الدبلة قصاد عينى تحولينى وكده ؟
- انتى شيفانى تافهة !
- الحمد لله طمنتينى
- هقوم انا بقى البس علشان خطيبى حبيبى ابو عيالى قرب يوصل
- ياابنت التيت
عادى ، ماما قالت ان دى مجرد رؤية شرعية ومفيش حاجة تخوف ، وقالت كمان انى ممكن ارفض بعدها عادى
هخاف من ايه انا ، هقعد معاه نتناقش ف سبب ظهور الحرب العالمية التانية وبعدين يمشى
اول مااسمعت كلمة انهم هيسبونا لوحدنا نتكلم دى ، ايدى بردت ، انا ايدى باردة صيف وشتا عادى بس تلجت المرة دى
كان ساكت وانا مقدرتش ارفع عينى من الارض ، حركت عينى لما النور خبط ف ساعته وضايقنى ، نوع الساعات اللى بحبه ، فابتسمت ، كنت مرتبكة بس متطمنة ، ريحة البرفيوم مألوفة وكمان ملامحه حسيت انى شوفته قبل كده
تقريباً أخد باله انى ابتسمت - عجبتك الساعة ؟
ابتسمت اكتر ومردتش
- طب أنا إسمى أحمد و..
رفعت عينى - انا عارفة الاسم ، انا كنت عاوزة اعرف..
وفجأة سكت ، الأسئلة اتمحت من دماغى ، اتبخرت
- عاوزة تعرفى ايه ؟
لحظة انا كنت مجهزة ٧٠٠٠ سؤال ، استنى والله الأسئلة هتيجى اهوه ، قول اول حرف بس
ابتسم - بلاش عاوزة تعرفى ايه ؟ ايه خايفة منه او ايه تحبى يكون ف الشخص اللى هترتبطى بيه ؟
الموضوع اتحول فجأة  لقاعدة بين استاذ وتلميذة ، حسيته كبير وممكن احط جواه الف سر وانا مطمنة انهم هينبتوا ورد
معرفش ليه سألته - اعرف ازاى انى حبيت ؟
- اللى بيحب مش بيسأل السؤال ده
ابتسمت وكنت هضحك ، الدنيا دى مسرحية كبيرة اوى ، مشكلة البطل انه مش شايف كل الشوراع اللى بتوصل ليه ، مشكلة البطل انه مش شايف غير طريق واحد مد بصره ، كنت حاسة انى سمعت صوته قبل كده واتأكدت انه الشخص بتاع المكتبة من رده ، والاكيد انه ميعرفنيش
وافقت ، بس حاولت ع قد مااقدر اشغل عقلى مش قلبى ، كنت عاوزة اقتنع بيه من ناحية عقلى الاول ومنكرش انى غصب عنى حبيته ، معرفش وقعت فيه امتى تحديداً بس بدون قصد بكون عاوزة احضنه لدرجة انى اخبيه فيا ، مفيش طيف بنت يلمحه
كمان كل حاجة مشيت بسرعة والكتاب اتكتب ، كنت حاسة انى مخطوفة بس مرتاحة
- طب ع الاقل هاتى ايدك
- لأ طبعاً
- ياابنتى اقسم بالله انا جوزك
قلبت ع أسماء فجأة - لأ جو انتى مراتى وكده مش لطيف مش هضعف
- يعنى رفضتى احضنك بعد كتب الكتاب ، ومن يوم مالكتاب اتكتب ممسكتش ايدك ، كتبناه ليه احنا !
هو غالباً ميعرفش انى كل يوم بحلم انى المس ايده ، بقارن حجم ايدى بإيده كل مرة اشوفها ، ميعرفش انى شيفاها بيت كبير وواسع ومش لايق عليه بنت غيرى
بس مش قادرة اعملها
- بحبك
ابتسمت ، وبعدين ضحكت وقلبت ع عياط ف الشارع
وقف - طب بتعيطى ليه ؟ انا آسف ، مبحبكيش ، خلاص يخربيت كده
- متقوليش كده ف الشارع يااحمد
- ماانتى بتقفلى ف وشى لما بقولها
- ومتقوليش كده ف التليفون يااحمد
- هقول كلمة خادشة للحياء والله
ضحكت - سخيف
- هو انتى بتعيطى كده لما بقولهالك !
- بصراحة لأ ، وكمان والله مبقصدش اقفل
ابتسم - اومال بتعملى ايه ؟
- اممم اكيد مش هقولك انى برقص زى الهبلة ولا انى بحضن المخدة من الفرحة يعنى
- طب وبتحضنى المخدة ليه ؟ ماانا قدامك اهوه
كنت هتكلم بس سكت لما لاقيت حبيبة جاية ، اول مااشافتنى قربت ع طول
- زعلانة منك ياأبلة ، مبقتيش تيجى
مسكت كم قميص أحمد - وانت يااستاذ ، دا انا بقيت استناك والله
ابتسمت - انتى تعرفيه ؟
- ياأبلة مش قولتلك انى بيعلمنى زيك
بصيتله ، نسيت حبيبة ونسيت الدنيا كلها ، هو مش بس هيجى كإجابة ، دا هيجى كطبطبة ، هدية حلوة كل ماالكون يضيق تلمسها فيطيب خاطرك
كان نفسى اقوله " انا بحبك كده ليه ؟ او انا عملت ايه حلو علشان تيجى ؟ "
مسكت كم قميصه انا كمان ومشينا
- انتى ليه فرحتى لما حبيبة قالت كده ؟
- الدنيا كلها كانت بتشاورلى عليك وانا مش مش واخدة بالى زى الهبلة
- مش فاهم
- مش مهم ، بس زى مااقولت مرة ان كل الشك هيتبدد وهفهم
- قولت كده امتى ؟
- هشش ، لحظة هدوء بقى
هو فعلاً الوقت كان عاوز هدوء مش كلام ، افضل بصاله وكإن حلاوته تعويض عن بشاعة الدنيا
سيبت ايدى تقع ف ايده ووقتها حسيت ان مالكة العالم كله ، حسيت نفسى محمية ومفيش سوء هيمسنى ، كنت متطمنة بطريقة مش طبيعية ، ابتسم - اخيراً قلبك حن
رفعت حاجبى - هو قسى قبل كده !
- ايوة ، صعبان عليه يقولى بحبك
سندت راسى ع كتفه - بحبك

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن