193 إيمان أحمد

3.3K 170 1
                                    

" كل ده عشان غيبت يوم! ايه الشركة خربت في يوم! "
- كان يوم أسود ولله يا إيمان، مبطلش زعيق طول اليوم و الورق ده مش كامل ليه و فين الحسابات و ايه الأخطاء دي كلها، مش عارفين تشتغلوا و مال المكتب مش نضيف كدة، كان أطول يوم عدى علينا ولله
يا ربي حتى اليوم اليتيم اللي بغيبه من السنة للسنة مستكتره عليا!
مريم بصتلي و كملت: ده طبعًا غير إنه كل خمس دقايق كان بيسأل عليكي، هى فين و غابت ليه و ايه لزوم الغياب و في ايه و إزاي تغيب، أكل دماغ أمي لحد ما حرفيًا كنت بفكر استقيل
" لا ده اتجنن بجد، مش كفاية مطلع عينينا طول السنة كمان مش عايزنا نغيب و لو يوم! "
بصتلي بلؤم و قالت: أو مش عايزك إنتي بالذات اللي تغيبي
" اشمعن بقى!؟ "
مريم: عشان كتير بيغيبوا و هو بيبقى عادي لكن لما إنتي غيبتي كان و كأن عفاريت الدنيا كلها راكباه، تعرفي حتى هو مكنش طايق نفسه
" يا سلام! عايزة توصلي لإيه باللي بتقوليه ده؟ "
اتنهدت: هو ميعرفش
استعبطت: ايه؟
مريم: ميعرفش إنتي كنتي غايبة ليه، ثانية هو لو كان يعرف كان هيسأل ليه! عشان كدة كان متعصب امبارح
ضحكت و هى بتكمل: ميعرفش إن معتز رجع!؟
" و هيعرف منين يا ذكية! "
مريم باستغراب: هو إنتوا مش قرايب يا بنتي!
" ميت مرة أقولك أحمد ابن عمي، معتز ابن خالتي، الاتنين قرايبي لكن ميقربوش لبعض حاجة "
مريم: ما إنتي و أحمد ساكنين فوق بعض، أكيد طنط بتتكلم مع مامته
" أكيد بس مش أكيد هتقولها إننا هنروح نزور خالتو عشان رجعت من السفر و حتى لو قالتلها فطنط هتقول لأحمد حاجة زي دي ليه، ايه المهم في الحوار عشان أحمد يعرفه "
مريم: مش عارفة بس من زمان و كل حاجة تخصك مهمة بالنسبة لأحمد
" تاني! "
ضحكت و قالت: يااه مش هنسى أبدًا و إحنا صغيرين و خناقتكم و لا و هو بيقولك بكره هكبر و أمسك الشركة بعد بابا و هتشتغلي عندي و إنتي بكل ثقة تردي أنا اشتغل عندك مستحيل
بحس أحيانًا كتيرة إن مريم صاحبته هو مش أنا، كل مرة بتحرق دمي و تقعد تفكرني بالعنطظة بتاعته من و إحنا صغيرين لحد دلوقتي و حقيقي لولا بابا مكنتش أبدًا اشتغلت في الشركة دي
- إيمان، أستاذ أحمد عايزك
طبعًا يوم باين من أوله و لسه أما اسمعلي كلمتين منه كمان، نفسي مرة يسيبني في حالي
قبل ما أخرج مريم قالتلي: إيمان، تصدقي افتكرت حاجة كمان، أحمد مكنش بيحب معتز خالص
كان تحذير منها أو شماتة معرفش، اللي هو ربنا معاكي لما يسألك و تقوليله غيبتي ليه و قال يعني أنا مهتمة برأيه أوي و لا يفرق معايا
" و لا أي حد تاني، أحمد مبيحبش غير الشغل و بس "
سيبتها و مشيت كفاية عليا لحد كدة، مش عايزة اسمع الاسطوانة الحمضانة بتاعة مريم، هى الوحيدة اللي شايفة إن أحمد مهتم بيا و إني أفرق معاه و إنه ... مسكينة متعرفش إن أحمد مبيهتمش بحاجة في الدنيا غير شغله و ميفرقش معاه غير نجاحه و صورته قدام الناس، طول عمره بيحب يبقى الأول و لحد ما اتخرجنا كان الأول دايمًا
- أدخل
دخلت و أنا بدعي اليوم ده يعدي على خير و بالظبط و كالعادة بيتقل خمس دقايق لحد ما يتفضل على اللي واقف و يبصله و هى نظرة خفيفة كدة و يرجع يبص تاني للورق قدامه و بالتصوير البطئ يمسك القلم و يكتب كام كلمة و بعدين يقفل الملف اللي قدامه و يفرد ضهره على الكرسي و أخيرًا يبص للي واقف و يسأله
- خير؟
التقل صنعة و هو أتقل إنسان أنا شوفته في حياتي، سواء هو اللي طلبك و لا إنت اللي عايزه لازم العنطظة بتاعته دي و كأن الواد يا عيني من كتر المشغوليات مش فاكر التفاصيل الصغنن المهمشة اللي شبهنا دي
" حضرتك اللي طلبتني! "
كل مرة لازم أفكره إنه و مع الأسف بيحتاج دايمًا للتفاصيل الصغنن دي
- اهاا..
هيبدأ اهو و كأنه كان ناسي و كإن باله مكنش مشغول و كإنه مكنش مستني
- افتكرت، إنتي امبارح ك...
قاطعته: كنت غايبة
أكتر حاجة أحمد بيكرهها بعد التأخير هو إن حد يقاطعه و أكتر حاجة أنا بحب أعملها إني أقاطعه
نفخ بعصبية و قال: ليه؟
" نعم! "
- كنتي غايبة ليه؟
" عشان طلبت اجازة يوم و اتوافق عليها و عشان من حقي "
- بس نسيتي تذكري أسباب
" و إنت نسيت تطلبها "
اتعصب: و بعدين؟
" و بعدين! "
- بطلي ترددي كلامي
" بطل تخليني أردد كلامك "
- إيماان!
" أنا رجلي وجعتني "
جز على أسنانه و قال و هو بيشاور على الكرسي قدامه: اتفضلي
لازم نلمح، مفيش ذوق خالص و كمان فاتحلي تحقيق
- ها كنتي غايبة ليه بقى؟
" لأسباب خاصة "
اتعصب أكتر و مبقاش عارف يتمالك أعصابه بس حاول
- و ايه هى؟
" متخصكش...
بصتله و أنا بكمل: تخصني أنا
صوته علي: ايه هى يا إيمان!؟
" معتقدتش إن ليك الحق تعرفها و لا تسألني حتى، بصفتك مين بتسألني!؟ "
- مديرك في الشغل
" حشري! مفتكرش إن مديري في الشغل لازم يكون حشري للدرجادي و بعدين أسبابي الخاصة تهم مديري في الشغل ليه!؟ مش المفروض يهتم بشغلي و بس "
جز على اسنانه و فكر شوية و بعدين قال: ابن عمك
" يبقى اسأل أمك "
و قومت بعدها على طول: عن أذنك
خرجت و قفلت الباب قبل ما يقتلني، هربت على قد ما أقدر بس هروح منه فين ده، في الشغل بالنهار و بالليل في البيت حتى كوباية الشاي اللي بحب أشربها على السطح بيشاركني فيها
- أنا عزمت خالتك على الغدا بكره
" كويس يا ماما "
- أنا بعرفك بس ع..
قاطعتها: متحلميش الرخم ابن الرخمة مش هيوافقلي على اجازة تانية، أصلًا شكله ندمان على الأولانية
كنت بلم معها الغسيل و أنا باشتم أحمد في سري
- يا بنتي عيب كدة، هو إنتي لسة صغيرة على الكلام ده، زمان كنا بنقول عيلة لكن دلوقتي هنقول ايه! و بعدين ده ابن عمك مينفع..
" ده أحمد "
- ....
" التنح، الثقيل، البايخ، اللي ملوش طعم، المتعنطظ على الفاضي، مغرور حد الجنون، متكبر من الدرجة الأولى و سليط و متسلط و ...
- و كل العبر اللي في الدنيا
" و كل العبر اللي ف...
بصيت لماما بصدمة، ده مش صوت ماما و شكلها مبيقولش إنها اتكلمت أصلًا، بصتلي بعتاب و اللي هو قد ايه أنا قليلة الأدب و مهما اتكلمت معاكي مفيش فايدة و بعدين بصت لأحمد و قالت: معلش يا أحمد ...
أول ما سمعت اسمه حسيت إن ايدي اليمين تقلت فجأة، ماما كملت: حقك عليا أنا، هى لسانها متبري منها دايمًا و أنا ولله لو أطول اتبرى منها أنا كمان
" ولله يا ماما! "
خدت الغسيل و نزلت و هى بتقولي: مش هتبطلي قلة الذوق اللي إنتي فيها دي أبدًا
و هى كمان يا جماعة مش هتبطل تدافع عنه أبدًا و كإنه ملاك مبيغلطش، من زمان أصلًا و أنا بشك إن هو اللي ابنها، طول عمرها بتدلعه و حمادة و حبيبي و كمان بتعمله الأكل اللي بيحبه أما طنط بقى فبتحبني أكتر و بتقف في صفي أكتر من ماما، تقريبًا بدلونا و إحنا صغيرين بس ازاي و هو أكبر مني!
- خلصتي؟
أهرب منه دلوقتي ازاي بس!
" خلصت ايه؟ "
- مش كنتي بتكملي الشتايم في سرك بردو
نبيه ما شاء الله طول عمره نبيه و ذكي عشان كدة كان دايمًا بيقفل كل المواد و بسببه كنت بتعاير دايمًا، أحمد جاب أحمد حط أحمد طلع من الأوائل و أنا الفاشلة اللي في العيلة
" و اشتمك في سري ليه، أنا مبخفش "
- عشان كدة واقفة بعيد
" اومال أقف في حضنك يعني! "
هووب الله يخربيتي على بيت لساني على عقلي اللي مبيشتغلش ده، ايه الهبل اللي أنا بقوله ده، أنا مني لله ولله
لفيت بسرعة عشان أمشى قبل ما أعك الدنيا أكتر و لأول مرة اسمعه بيضحك
- أكتر واحدة بتعمل نفسها مبتخافش و أول واحدة بتجري
تصدقوا بالله كنت عايزة أرجع افشفش دماغه بس كنت نزلت حبة حلوين فكسلت أطلعهم تاني، إنسان يستحق كل الشتايم اللي في الدنيا بجدارة
نظرة وكنت احسبها سلام وتمر قوام
اتاري فيها وعود وعهود وصدود وآلام

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن