53 حنان سعيد

3.7K 150 1
                                    

أنا فاكرة ف سنة تانية كنت مروحة معيطة من الكلية " العادى بتاعى يعنى " وقعد جمبى ولد يومها ، سندت ع الشباك وغمضت عينى ، لما فتحتها لقيت ورقة ع الشنطة " شبه الملايكة ، بس الملايكة مينفعش تحزن " والولد نزل !
انا حكيت الموقف هنا يومها وبسبب ان ف ناس شاركت البوست وشتمته ع انه عمل تصرف بايخ من وجهة نظرهم ، حذفت البوست
من فترة لاقيت رسالة ع صراحة منه ، اللى هو معرفش  ازاى ، بس اكيد علشان بدأت احط صورى لما شافنى تانى عرفنى ، نزلت الرسالة وكتبت فوقها انى خايفة والله
أقولكم سر ؟ انا فرحانة ، مش للشخص والله ، للموقف نفسه ، علشان حاجة من العالم اللى برسمه ف خيالى وبحاول اقنعكم بيه هنا اتحققت مثلا
يوم الأحد بعتلى رسالة الصبح قبل مااروح الكلية
" خايفة ليه ؟ متخافيش والله مش بفكر اوقفك واكلمك وكده ، انا بس فرحت علشان شوفتك "
فتحت الأكونت بتاعه وبدأت أقرأ ف كلامه ، ف بوستات كتير ليا مشاركها فكنت ببتسم من اللى كاتبه عليها
بيكتب شعر ، انا أخدت لينك الأكونت وبعته لأسماء طبعاً
أسماء مش من النوع اللى بيفكر ، بس بتعرف شخصية اللى قدامها ، معرفش هاممنى اعرف شخصيته ليه ، بس يمكن علشان الحفلة اللى عملتوها يوم ماانزلت الرسالة لشخص منعرفش عنه حاجة أصلا !
- ها ، وصلتى لحاجة ؟
- حلو أوى
- لأ ، بتكلم عن شخصيته يعنى ، سنه ، كليته
- حلو أوى يااحنان
- ياادى النيلة عليا ، أسماء فوقى معايا كده
- بقولك حلو
وانا بكلمها بعتلى رسالة
" مش زعلان من الحفلة اللى اتعملت  ، بس قوليلهم انى هكتب جزء من قصة أسميته أحمد قريب "
ضحكت ، بقيت احترم نفسى وانا قاعدة ف المواصلات ، انا فعلا بكلم نفسى والله ، وببتسم وبضحك لو افتكرت مواقف وانا لوحدى ، بس بقيت اعمل نفسى عميقة واتلم
- الموضوع مش ف دماغى ع فكرة
- كذابة اقسم بالله
- والله عادى
- طب والله كذابة
- ف ايه ياأسماء !
- ردى عليه قوليله انك بتحبيه وبعدين قوليله اتبعتت بالغلط
هى مش هتوصل لدرجة انى ارد عليه يعنى ! ، بس انا فرحانة بوجوده اوى
بعتلى - انا كتبت أسميته أحمد ع فكرة ، ابعتهالك ؟
انا كتبتله - أسميته أحمد دى بتاعتى انا مش مسموح لحد يكتب تحت الهاشتاج دا
الماسنجر مش بقى فيه موضوع قبول او رفض الرسالة ، لو بعت معناها انى قبلت ، انا كتبت وف دماغى انى امسحها من غير ماابعتها والله ، بس بعتها بالغلط
- ماهو أحمد نفسه من حقه يكتب
نهار أحمر  !!
- أسمااااء ، بعتله بالغلط والله ، والله بالغلط ، ورد عليا
- بقى هو بالغلط ياابه ؟
- والله غصب عنى
- خلاص ، دا المطلوب أصلا
حسيت فجأة ان الموضوع هيكبر وبعد مااكان هزار وفرحة بموقف لطيف هيقلب جد ، قفلت الموضوع دا مع أسماء ومبقتش افكر فيه أصلا ، هى فرحة اى حاجة جديدة بتبقى يومين وخلاص
كتبت  " مد كفك لى ألتحفه ، لم يعد بوسعى إحتمال هذا العالم "
بعدها بساعة بعتلى رسالة " ياارتنى أقدر ، وأمد كفى إليكى جهراً ، بدون مااحزنى جذوره ترجع تمد فيا "
انا قرأت الرسالة وقلبى لمس السما ، بعدها ع طول كتبت " إيااكِ والوقوع بحب كاتب "
آه كنت أقصده ، انا حلم عمرى انى اتحب من كاتب ، وقتها انا عارفة انى مش هموت ، هفضل عايشة بين حروفه وف قلب كل شخص هيقرأ ، الحروف مش بتموت
يمكن مينفعش أقول كده هنا ، بس انا من النوع اللى مستحيل يكوّن علاقة ، بتكلم عن الحب ، آه عاوزة احب واتحب كمان ، بس معتقدش انى هكمل ، انا جبانة ومزاجية بطريقة بشعة
- انا خلصت ديوان بس عاوزك تترجمى القصايد نثر ويتنشروا مع بعض
- مش فاهمة
- يعنى اى قصيدة تكتبيها بنفس المعنى كنثر ، وينزلوا ف ديوان واحد
- طب لو هينفع تبعتلى أقرأهم
بعت ١٠ قصايد ، طول الليل كنت بقرأ فيهم ، انا كنت تايهة مع كل حرف بقرأه ، ف قصيدة فيهم كانت مكتوبة كرد ع حاجة كتباها وبحبها اوى ، اللى هى " أعرف أنك تخشى ع قلبى الصغير من كل ماأفعله به ، .. "
قلبى دق بطريقة حلوة اوى ، حسيت انه اول مرة يدق ، منمتش يومها ومروحتش الكلية كمان
- ف حاجة عجبتك فيهم ؟
- كلهم حلوين جدا بس انا آسفة مش هقدر أساعدك
رد وكإنه مقرأش الرسالة -  ف واحدة كتبتها من سنة اول مرة شوفتك ، وواحدة كتبتها لما انتى كتبتى حاجة وقولتى انك بتحبيها اوى ، وواحدة لما شوفتك تانى مرة
- أخدت بالى انها كرد ع كلامى
- هتروحى الكلية بكرة ؟
اتضايقت اوى من سؤاله ، اللى هو انت مالك يعنى ، مردتش عليه وقفلت
لما روحت الكلية كنت بفكر ف سبب سؤاله ، اليوم عدى وخلاص ، وانا رايحة اركب اول مواصلة ف بنوتة صغيرة وقفتنى وإدتنى حاجة ملفوفة كهدية ، شكلها مستطيل
قعدت علشان اطولها - من مين ؟
هزت كتفها ومشيت ، وانا وقفت شوية وبعدين مشيت ، فتحتها لما روحت ، كان ف رسالة وكتاب إسمه " كأنه هو "
فتحت الرسالة " بما إنك حبتيهم فانا طبعتهم كنسخة واحدة ، مش هاممنى غيرك يقرأ ، علشان مش بكتب لغيرك ، جمعت اللى عجبنى من كتاباتك كمان وطبعتهم مع بعض ، أخدت الهاشتاج بتاعك بس محدش هيشوفه غيرك فمتضايقيش ، عاوز اقولك كمان إنى والله أتمناها حنان "
انا كنت ف عالم تانى ، سامعة صوت عصافير وريحة مطر ، قلبى مكنش بيدق كان بيرقص ، قرأت القصايد تانى وكإنى أول مرة أقرأهم
- إيه المانع ؟
- انتى عارفة انه مينفعش ياأسماء
- ليه ؟
هى مش هتفهم ، محدش هيفهم اصلا
فكرت كتير قبل ماابعتله ، بس فالآخر كتبت - يمكن دى احلى هدية جاتلى ف حياتى فشكراً  ، فضلاً إختفى بهدوء ، مش عاوزة حد ف حياتى
- مش عاوز اكون ف حياتك ، عاوزك انتى ف حياتى
- انا مينفعش اكون ف حياة حد
- ليه ؟
- من غير ليه ؟ الموقف اللى حصل بينا لطيف بس مينفعش يكمل كقصة ، إختفى بهدوء
بيسألنى ليه ! علشان بسيب ايد الكل من غير مبرر ، علشان بمل بسرعة وكل حاجة بتتعب نفسيتى ، علشان كل فترة إكتئاب بدخلها مبكنش ضامنة خروجى منها ، وعلشان انا لوحدى اللى المفروض اتحمل كل ده
- هفضل معاكى لحد ماتقوليلى إمشى
- وهتمشى ؟
- أيوة وهنتعرف من جديد
- أنا آسفة
وعملتله بلوك ، اللى بيعانوا من الإكتئاب الداخلى زيى هيفهموا انا بعمل ليه كده ، ف دكتور كنت متابعاه سوشيال كان بيقول نهاية اللى بيعانوا من الأعراض اللى بعانى منها دى إنتحار ، ومش هنكر انى فكرت ف الإنتحار اكتر من مرة
انا حياتى مثالية وكاملة ع فكرة ، مكتفية بيها وفرحانة ، بس ف ثغرة نقص مش قادرة أكتشفها فمش قادرة ارتاح
انا كنت بقرأ كلامه ومكنتش بعيط ، رغم انى المفروض اعيط
اتوضيت وقعدت ع سجادة الصلاة
" - أنا مش عارفة الطريقة اللى المفروض اكلمك بيها بس انا مش عارفة ارتب الكلام ، آخر مرة كنت حاسة الإحساس دا لما قررت انتحر وجتلك ، طلبت منك تنقذنى من نفسى وعدّت ، ومش محروجة أقول كده قدامك ، انا مليش غيرك ومش برتاح غير لما باجى هنا
يمكن ردى عليه حرام ، بس انا حبيته ، ووحدك عارف انى بأذى اللى بيقرب منى ، أنا تعبانة وخايفة اكمل حياتى كلها لوحدى ، انا مش عاوزة اعيش لوحدى ياارب ومش قادرة اعيش مع الناس ، قولتلك مرة ياارب انى تعبانة ع الأرض هنا ، طلبت منك تبعتلى حد يهون مر الطريق ، انا مش قادرة اكمل لوحدى وف نفس الوقت مش هسمح لحد يقرب
انا عاوزة اقول بس انى تعبانة ومش مرتاحة هنا "
انا بتخنق لما الموقف يستاهل العياط ومعيطش ، الدموع بتقف ف زورى تخنقنى
- حنان
وقفت ، كان صوت ولد!! ، ف حياتى كلها مفيش ولد إتجرأ ونادى إسمى كده ، عمرى مااتحطيت ف موقف انى اقف مع ولد اصلا
بصيت وتنحت لما لاقيته هو ، كان ف طبل ف قلبى ومقدرتش آخد نفسى ، يمكن من صدمة انى اشوفه او صدمة وجوده هو بالذات
- عملتى بلوك ليه ؟
مكنتش قادرة ارد او اتحرك ، بس كان ف حاجة فيا محتاجاه ، حاجة عاوزانى امسك ايده واقوله تعالى نمشى من هنا ، نبعد عن كل حاجة هنا ونمشى
- انا مش عاوز منك حاجة ، مطلبتش غير وجودك
مسكت ف الشنطة جامد وكأنى بتحامى فيها
- احنا ممكن ..
اتكلمت بسرعة - إسمها انت وانا ، متجمعناش مع بعض بكلمة إحنا
عيونه ضحكت - أنا بس كنت عاوز اسمع صوتك ، ممكن تمشى دلوقت
هو اتحرك وانا وقفت مكانى اعيط ، معرفش روحت ازاى ، اول مااروحت اترميت ف حضن ماما ، حكتلها ع كل حاجة
- انا مش معاكى ف ردك عليه من الأول ، بس مش فاهمة بتعملى ف نفسك ليه كده ؟
- ولا أنا فاهمة ، أنا تايهة ، مش عاوزة اكمل لوحدى يااماما
- طب بتبعدى الناس عنك ليه ؟
- عاوزة حد يجاوبنى ، مش عاوزة أسئلة ، عاوزة إجابات
انا مش ضعيفة وعارفة انى لو حبيت وطلع اقل من توقعاتى ومشى ، هتوجع يومين وهفوق ، بس قلبى ماسك ف ضلوعى وخايف يتحرك ، فكيت البلوك من غير سبب
كتبت " كانت تجثو على قلبها ف كل مرة يأتيها طيفه "
- ورسايله ؟
- ورسايله
- وهو ؟
- إنت عاوز إيه !
- إنتى غريبة اوى
- مش فاهمة
- يعنى مثلا فرحتى لما بعتلك رسالة دلوقت ، متأكد انك بتقرأى قصايدى كل يوم ومتأكد كمان إن الرسالة حطتيها ف اقرب كتاب لقلبك ، انتى مش عاوزانى امشى ، فرحانة بصدفة وجودى هنا ، بتكذبى ليه ؟
- المفروض اقولك لأ ، بس تمام آه فرحانة
- طب بتعملى كده ليه ؟
- علشان مش هينفع تفضل
- عاوز افهم
- مش هتفهم ، بس ممكن اقولك انى عمرى ماادخلت علاقة وكملتها ، انا مبكملش اى طريق لآخره
- نجرب ؟
- لأ
- لو فعلاً مش عاوزانى همشى ، بس انا عارف إنك بتكذبى
- أنا مخضوضة من وجودك
- إنتى متخيلة انى بتابعك من سنتين ، وشوفت بنت معرفهاش كانت زعلانة فسبتلها ورقة علشان تضحك واكتشف ان البنت دى انتى !
- صدفة
- ابتسمتى ليه لما قال " حبيتك يوم مااتلاقينا "  ؟
ضحكت - علشان انا بسرح لما بكون لوحدى
- كنتى بتفكرى ف ايه ؟
- بفكر فيه
- تعرفيه !
- يشبهك
هو فعلاً يشبهه ، لما شوفته يوم مااوقفنى ، لاقيت ف عينه عالم صغير ، عالم انا برسمه من يوم ماايدى اتعلمت تمسك قلم
حاجة كده شبه اللى بتمناها ، وقتها مكنتش بفكر ، مبادئى ، تفكيرى ، القواعد اللى بنيتها حواليا ، كله إتمحى
لما كتبت عن أحمد ، كنت بتكلم عن شخص عايش ف حلمى  ، شخص احكيله اللى مش عارفة احكيه لمخلوق ، مكنتش اقصد أبنى شخص بيتنفس قد مااقصدت اخلق حضن ليا
- إنت خرجت من حلمى ازاى ؟
- احنا لسه ف الحلم
- لو اتحقق هتختفى !
- لو اتحقق هتنفس
- وبعدين ؟
- وبعدين نعيش
- نعيش فين ؟
- تحبى نعيش فين ؟
- اممم ، إسكندرية
- إشمعنى ؟
- بحبها
- وأنا ؟
- وإنت إيه !
- بحبها
كنت فين قبل مااتقع ف قلبى ؟ وقتها فكرت ف عدد المرات اللى اتقابلنا فيها واحنا منعرفش ، كام صدفة كان ممكن تجمعنا لو خرجنا الملامح من الحلم
- كتبت أسميته أحمد
- بس انا اللى أسميته أحمد مش انت ، انا بس اللى اكتبها
- مش حابة تقرأيها ؟
- لأ عاوزة
- سيبت نهايتها ليكى
- يبقى هتفضل مفتوحة
- يمكن صدفة أحلى تكملها
" كان يوم حبك أجمل صدفة "
- مين اللى كتب القصة دى ؟
- معرفش ياأسماء ، ولد بعتهالى إمبارح ومعاها صورة أعتقد بتاعته
- طب وهو يعرف موضوع ولد المواصلات منين ؟
- انتى غبية ؟ ماانا نزلت الرسالة
- طب انتى خايفة كده ليه ؟
- أسماء كتب كلام بينى وبينه ، بردى انا ، بنفس الرد اللى كنت هرده لو فعلا المواقف دى حصلت بجد ، دا إسلوبى أنا ف الكلام
- أنا مش فاهمة ، انتى قابلتيه وكلمتيه بجد ؟
- كلمت مين ؟ أسماء شغلى دماغك معايا ، ف ولد معرفهوش بعتلى القصة اللى فوق دى وصورة بتاعته وعملى بلوك ، انا معرفهوش ومكلمتهوش ومعرفش عنه حاجة خالص
- مايمكن بعت الصورة علشان لو شوفتيه تعرفيه
- انا خايفة
- امسحى الشات بينك وبينه ، وانسى القصة اللى كتبها دى خالص وامسحى الصورة كمان
فعلا حذفت الشات اللى مكانش فيه غير رسالة القصة وصورة ، وانا بقرأ القصة كنت حاسة انى عيشتها بجد ، انى فعلا كلمته وقابلته لدرجة انى قومت ادور ف كتبى ع الكتاب اللى ذكر إسمه ف القصة ، مقدرتش اشيل الموضوع من دماغى ، للحظة ندمت انى نزلت الرسالة ، مبحبش افكر ف حاجة بالطريقة دى ، ازاى عرف ردودى ع الكلام ، عرف اللى بخاف منه ، عرف موضوع إكتئابى ، سابنى انا احط نهاية قصة خايفة من بدايتها
تقريبا حفظت ملامحه من كتر ماببص ف صورته ، لو شوفته بجد اتصرف ازاى !
كنت ف العربية مروحة من الكلية ، إبتسمت وبصيت للسما لما حماقى قال " حبيتك يوم مااتلاقينا " إبتسمت علشان افتكرته ، مش علشان سرحانة كعادتى
بصيت قدامى لقيته ف الكرسى قصادى وبيضحك !

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن