- " أنتِ عاوزة أية دلوقتي؟ "
- " هتصدقني لو قولتلك مش عارفة، مش عارفة أية الي ناقصني، أنا عندي كل حاجة، أب وأم، مستوي إجتماعي كويس، دراستي جميلة، جبت مجموع حلو في الثانوية العامة، عندي اصحاب، عندي عيلة.
كملت بضحك وأنا ببصله - شوف يا اخي لما البني أدم يكون ربنا مديله كل دا وبرضه حاسس بالنقص! "
- " ناقصك اية؟ "
- " الحب، ناقصني أتحب "
_______________________________________
١٢/٢/٢٠١٨
- " يابابا والنبي متسبنيش هنا، والله يا بابا هسمع الكلام، علشان خاطري سامحني، أنا مش عاوزة اكون هنا، أنا.. أنا كويسة والله كويسة. "
- " دا لمصلحتك يا حبيبتي. "
- " لا لا متقولش مصلحتي، انت لية مش مصدقني، مش انا بنتك؟ بتصدقهم وتكدبني أنا.. أنا كويسة والله كويسة
يا بابا متمشيش انت رايح فين؟ بابا.. بابا انا خايفة متسبنيش. "
----------------------------------------------------------------
١٦/٥/٢٠١٩
غرفة ١٠٩ مستشفي الأمراض النفسية والعصبية
- " صباح الخير"
مهتمتش مين دخل، كنت واقفة قدام الشباك، مسيبة شعري، لابسه ترينج اسود رياضي، وماسكة كوباية نسكافية، صوت فيروز بيواسيني « حبيبي ندهلي قلي الشتي راح رجعت اليمامة زهر التفاح »
-" احم، صباح الخير "
ملفتش ورديت بصوت هادي - " مردتش في المرة الأولي يبقي مش عاوزة اتكلم ولا اية يا دكتور. "
- "عرفتي منين اني دكتور؟! "
لفيت وابتسمت، كان شاب صغير في السن يمكن في منتصف العشرينات مثلا، مش طويل ولا قصير، ملامحه عادية مش وسيم، صوته هادي يبين أنه شخص واثق جدا.
- " لانك قليل الذوق "
- " نعم ! "
- " مالك مستغرب لية؟ طبيعي لما حد يخبط علي حد والتاني ميردش ميفتحش الباب ويدخل كدا كأنه بيته، يخبط تاني وتالت.
بصلي باحراج حاول يداريه - " عندك حق، بس زي ما قولتي أنا دكتور، أكيد قلقت يكون حصلك حاجة مثلا ولا انتي أية رأيك؟ "
قعدت علي السرير وانا بقول في سري « يا حنين ! »
- " طب ممكن نعيد من الأول؟ "
قالها بابتسامة حلوة فهزيت راسي وكمل هو:
- صباح الخير، أنا دكتور زين.
- صباح النور.
قعد قدامي وبان عليه الحماس من استجابتي
- " تسمحيلي اساعدك؟ "
- " عاوز تساعد مجنونة؟ أنت كويس، وريني راسك كدا ممكن تكون سخن ولا حاجة؟ "
- " مين قال إنك مجنونة؟ "
- " اممم، تفتكر لو مكنتش مجنونة لا وحالتي صعبة كمان كانوا هيجبوني هنا؟ واقعد سنة كاملة؟ دكتور أنا خطر علي البشرية يمكن أشبه فيروس ملوش علاج، لازم اكون هنا علشان هما يعيشوا مرتاحين، أنا خطر عليهم، زي ما خطر عليك انت دلوقتي "
- " انتي مش وحشه يارحمه؟ "
- " طب ناولي السكينة الي جنبك دي كدا "
بصيت لملامحه الي اتغيرت فجأة وقومت أنا من مكاني مسكت السكينة - " مالك يا دكتور خفت اقتلك؟ ولا عندك فوبيا من السكاكين؟ "
وطيت جبت برتقانة وانا بضحك - " ماكنش تقشير برتقانة هو الي يعمل فيك كدا. "
وقف قصادي، كنت قشرت البرتقانة وبدأت اكل وانا ببصله بسخرية، مسك السكينة من ايدي بهدوء
" - انتي الي مصممة تبيني للعالم انك مجنونة؟ "
" - العالم مريض، أنا بحمي نفسي منهم "
كملت وانا بغمزله وبضحك " - المهم تاخد حته؟ "
