الفصل الثالث: ذكريات الماضي (44)

33 9 1
                                    

44
اكان اجرام تحت العدالة
الفصل الثالث : ذكريات الماضي
البارت الرابع والاربعين
بعد ان غيرت ثيابها وملئت كأسها بالشامبانيا ، تستلقي على فراشها وهي تشغل موسيقى الاوبرا التي تقدسها ، تغلق عينيها بتأمل وبعد ثواني يداهم راسها امر ، تذكرت اخر مرة رات فيها ابنها في المقبرة وكيف صدها وتاجهلها وصرخ بوجهها ، لم يؤثر فيها حقا موته او وجوده لكنها ادركت حقيقه واحدة انها أُم ومن مات هو ابنها ، هي حقا لم تتاثر مشاعرها حين القته جعلت زوجها الثاني يعذبهم او حين هربوا او حتى حين وجودهم بدار ايتام ، لم تأبه لعشرين سنة لم يروا فيها وجهها حتى ، عشرين سنة لم تلمهم وتحضنهم وتخبرهم انهم ابنائها الذين تحبهم جدا، ضحكت بسخرية فتحت هاتفها وهي تكاد تنسى صورهم وهم اطفال ، ثم تراجعت عن فتح معرض الصور ، رمت الهاتف واعادت ملئ كأسها واغلقت الموسيقى ، واخذت الهاتف مرة اخرى واتصلت لحارسها وقالت : جهز الطائرة سنقلع قريبا خارج البلاد
الحارس : امرك سيدتي
________________________________________
في الصباح ، ترتدي الرداء الاسود ، وتنزل لتقابل الاخرين ، ترا سمير في مكتب وسام يتلمس الكتب والمكتب ، تطرق الباب وتنادي : هل ازعجك
سمير : لا ابدا
وسن : كنت اريد محادثتك بموضوع مهم
سمير : لا بأس
وسن : هل تستطيع المجيئ للشرفة
سمير : بالطبع
ينتقلون للشرفة وبعد ان تضع الخادمة القهوة امامهم تتنهد وسن وتقول : سمير انت تعرف انني احبك ولم يبقى اي شيء لي غيرك هنا ، لكن !
سمير : لكن ماذا ؟
وسن : لكني محطمة ، انا مشتتة يا سمير ، انا قُطعت لقطع ، انت تعلم ان مقتل وسام هزني وبدأ معارك بداخلي ، مقتل اخي حتما كسرني وايقظ بداخلي صراعات قوية
سمير : وسن ، ان وسام لم يكن اخًا لكِ وحدكِ ، نحن لطالما كنا اخوة ، وحتى بعد مماته هو اخي ، كان يسندني واسنده
وسن : انت لا تفهمني ، هو كان اكثر من اخ ، انه توأمي يا سمير ، انا فقط لازلت لا اتقبل فراقه ، لذلك ساسافر للخارج لبعض الوقت ، واتمنى ان لا تنزعج
سمير : في كل الحالات الجميع محطم واقامة حفل زفاف شيء يكسر القلب .
وسن : عندما اجبر كسر قلبي ساعود وعندها سنتزوج
وتبتسم بدموع : ونأتي بوسام يحل مكان وسام
سمير امسك يدها ونظر في عيونها البائسة
________________________________________
تجلس وهي ترفع الوشاح على كتفيها من شدة البرد
وهو يناولها كوب شوكلاة ساخنة : يبدوا ان الشتاء قد حل
لميس : لا اعلم لكن البرد قارس
زياد : ما رايك اذا ؟
لميس : بماذا ؟
زياد : اياد ، تصرفاته خاطئة ، عاجلا او اجلا سيهوي بنا الى سابع ارض
لميس : انت تعلم يا زياد انه غبي وعنيد ، انه فقط يريد ان يظهر انه محق دائما وان الجمع مخطأ ، لديه فكر جاهلي ، هو حتى لم يقدر صداقتكم مع وسام ، انه اخي لكني حقا اخجل ان التقي بوسن وهو معي
زياد : بالامس كان سيجعل رائد يغضب عليه
لميس : لقد فقد عقله اخوك هذا .
________________________________________
وقف امام البحر ونزل من سيارته وجلس في المقعد وهو يلعب بقداحته كعادته ، سرحان وصمت تام يتذكر كل موقف وكل ما حديث بينه وبين اخوه وصديقه ، موقف رسخ بباله ، وسام يشد يدهُ على حافة مبنى وقال له : ستنادى في الاحياء بالخاسر الجبان الذي باع حياته من اجل كم ظرفٍ هو من سنة الحياة .
رائد بنفسه : يا ليتني استطيع ان انادي في الاحياء وسامًا ذهب وسامًا بطل .
تنهد وفرك وجهه وعيونه على البحر الهادئ للغاية ، امسك حصى من الارض وبدا يرمي الحصى في البحر ، ومع كل حصى يتذكر موقف
#ماضي
قبل خمس سنوات
ترنح وسقط على الارض بعد زيارة قبر والدته ، انهار يبكي وحيدا كما اعتاد ، ما لم يتوقعه هو يدٌ ممدودة له وابتسامة مواسية من صديقٍ طالما احبه ، امسك بيد وسام فرفعه وسام وعانقه عناق اخوي يدل على المواساة التي يهديها مُجرب لشخص يعاني ، وسام كان يعاني من موت والده ورمي والدته له و ارسل اخته بعيدا ، وموت الكثير امامه ، ورائد موت والده ووالدته ، ووضعه الغير مرتاح ، حاول الانتحار مرارًا وفي كل مرة يجد تلك اليد الممدودة والابتسامة المواسية، والعناق القاسي كما كان يسميه
#حاضر
زفر الهواء من رئتيه وهو اشتاق لعناق وسام القاسي وعيونه الباردة الدافئة ، وقوته المهيبة ، كان اكثر من قدوة بالنسبة لرائد ، وقف وهو يمشي بمحاذاة سياج البحر ، وما لم يتوقعه هو وقوف اياد بجانبه ومشيه بجانبه
اياد : اهلا
لم يرد عليه رائد وهو يسترجع يوم الكابوس فقال : في يوم المداهمة ، لما لم تكن متفاعل او تحارب من اجله
اياد سكت ثم تشجع وقال : لانه لا يهمني
رفع رائد راسه بغضب واياد قال : ولا انت تهمني حقا ولا سمير يهمني حتى وسن لا تهمني ، انا لا اهتم حقا بان وسام ميت ، هذا امر لا يعنيني ، فوسام لم يقدرني يوما
رائد : اذا لم يقدرك وسام فكنت لتكون ميت الان
اياد : وهذا ما اعنيه انه لم يقتلني حتى انه لم يهتم يوما لاجلي وانا دائما ما اضيع وقتي لاجله
رائد : يكفي ، اخرس
اياد بعناد : انه عنيد حقير وليس مراعي
رائد : قلت لك اخرس
اياد : انه عنيف ودموي ، انه مخيف جدا ولا اعرف كيف تحبونه
رائد لكمه وقال : انا قلت لك اخرس
اياد رد اللكمة وقال : وليس انت من يأمرني يا كلب سيده
رائد لكمه مرة اخرى وقال : اذا كان من اجله ، فنعم اصبح كلبًا له
اياد لكمه : لهذا انت لا تستطيع ان تكون رئيس انت لاعقلاني وعاطفي
رائد لكمه : انا عاطفي ؟ وانت ماذا تكون ايها الخاسر الجبان الفاشل الذي هرب ولم يساعد سيده .
اياد : فالتعلم من هم الاسياد ومن هم الخدم
رائد رد اللكمة : نعم انا وانت خدم له ، هل فهمت ؟
وتابعوا على هذا الحال
#انتهى
#روايات_اكاي

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن