الفصل السادس : بزوغ الفجر (112)

23 2 0
                                    

112
الفصل السادس: بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت الثاني عشر بعد المئة
كان الطبيب المختص بحالة وسام يقف امام السرير ويسجل المعلومات ، كان هذا الطبيب اكثر من يعرف وسام حيث انه عالج جميع اصاباته ، يعتبر صديقًا من نوعٍ ما ، يعلم كل شيء عن جسد وسام ، ولا يستطيع وسام الاطمئنان وهذا الرجل ليس طبيبه ، التفتت الطبيب لرائد الواقف بجانبه وهو يحدق بجسد وسام الملقى ، وقناع الاكسجين على وجهه والاجهزة مركبة على جسده ، وصوت تخطيط القلب المزعج لامانه .
"ايها السيد رائد ، اعتقد انك مستعد لسماع بعض الاخبار السارة"
رفع رائد رأسه بلهفة ، والقى نظرة خاطفة على كارما الجالسة خارج العناية المركزة .
"اخبرني ارجوك "
"علينا نقل سيدي وسام خارج العناية المركزة اليوم ، لقد استقرت حالته ، واصبح من الممكن ان ينقل لغرفة التنويم "
"حقًا ؟ اذا هو بخير "
"لقد تخطى مرحلة الخطر واستقرت حالته ، لكن ان عاد لتهوره وخرج فور استيقاظه ، اخشى انه سينتكس بشدة ، خصوصا انه قد تخطى صدمة جهازه التنفسي والدوري بصعوبة بعد اخر ازمة له ، كان قلبه في خطر شديد "
"اذا ؟ مالذي يجدر بنا فعله؟"
"استيقاظه مسألة وقت لذلك ، فور استيقاظه ، اطلب منك ان تجعله خالدًا للراحة للفترة المطلوبة ، خشية من انتكاسة نتيجتها ستكون توقف قلبه "
اومأ رائد وهو يشاهد الممرضين ينقلون جسد وسام ، خرج من العناية ليخبر كارما بكل شيء
.
دخل الغرفة في قسم الشخصيات المهمة ، الجناح الملكي ، هناك بطلنا برعاية خاصة من الامن العام ، شاهد رائد وسام الذي لازال نائمًا في وسط تلك الغرفة ، بثياب خفيفة ومريحة ، وقناع الاكسجين الذي يساعده على التنفس ، جلس رائد بجانبه ، وقال وهو يكاد يبكي
"ارجوك ، لا تتركني مجددًا "
تنهد بقوة
"اني لا اقوى على ثقل الزمرد الاسود مجددًا"
جلس رائد عند وسام قليلا ثم شاهد وسن تدخل فوقف وقال
"انا سوف اذهب قليلا ، ايمكنك البقاء معه؟"
"بالطبع ، اذهب "
.
دخل الشركة وقد خف الهم من على قلبه قليلا ، شعر انه قد تخلص من قليل مما يثقل قلبه
"رائد "
رأى جناد قادمًا اليه من غرفة التدريب وهو يسير بشكل طبيعي وكأنه لم يصب اساسا .
"كيف هو الزعيم ؟"
تنهد رائد من سؤال جناد وتابع طريقه للمكتب
"انه افضل ، نقلوه لغرفة التنويم قال الطبيب انه تخطى مرحلة الخطر "
زفر جناد براحة ونظر لرائد و تحدث مرة اخرى
"هل استيقظ ؟"
لم يستطع رائد الا ان يفلت اعصابه على جناد الذي كان يسأل بتردد وتحدث بنبرة عالية ومنزعجة
"لا يا جناد ، لا لم يستيقظ ، اذا استيقظ لم اكن لاتي هنا "
اومأ جناد بصمت وتابع رائد بدون ان ينبس ببنت شفة
دخل رائد غرفة المكتب واغلق الباب خلفه ، القى بجسده على الاريكة عله يحظى ببعض النوم ، ثم سمع صوت رنين هاتفه ، كان سيلقي به للجدار لكنه تذكر انه يحتاج هاتفه فتنهد واجاب بدون ان يرا المتصل
"نعم ؟"
[سيد رائد ، من الجيد سماع صوتك مجددا ]
عبس رائد عندما علم بهوية المتصل
"ماذا تريد ؟"
[سوف تصلك دعوة للمساهمة في شركة برايت ]
"ما علاقتي ؟"
[الكبار ينتظروك ، لا تتاخر ]
واغلق الخط ، لم يستطع رائد الا الابتسام ، اول شيء جيد يحدث اليوم ، هذه مكالمة المجلس ، تأمره بالقدوم ، بحث في جهات اتصاله ورفع هاتفه
[رائد ، ماذا حدث ؟ هل وسام بخير ؟]
"اجل اجل يا سياف ، هناك امر اخر "
[قل بسرعة لا توترني ]
"اتصل بي مندوب المجلس ، طلب حضوري لفرنسا "
[هذا ممتاز ، اقبل الدعوة ، واذهب ، سوف تنتاقش لاحقًا]
"حسنًا "
[اخبار اخرى؟]
"اظن انك تعلم بالفعل لكنهم نقلوا وسام لغرفة التنويم"
[لدي علم ، شكرا لاخباري ، الى اللقاء]
.
التفتت كارما حولها ، في قسم امراض النساء ، وحدها خائفة متحمسة ومتوترة للغاية ، قلبها غير مستقر ، لكنها سمعت اسمها ( السيدة كارما السلطان) وقفت بسرعة ، وطرف ابتسامة بان في وجهها عندما لاحظت ان لقب وسام ارتبط باسمها ، طرقت الممرضة الباب ودخلت خلفها ،
"اهلا بك انسة كارما "
"اهه مرحبا "
"لدي بعض الاسئلة ايمكنك الاجابة ؟"
"بالطبع "
"انستي كم عمرك ؟"
"ثمانية وعشرون "
اومأت الطبيبة وعلى وجهها ابتسامة لطيفة
"هل انتِ متزوجة ؟"
" اجل "
"انا لا ارى زوجك"
عقدت كارما حاجبيها من تدخل الطبيبة وقالت بهدوء
"زوجي مريض ، ماذا يحدث ايتها الطبيبة"
"سيدتي يسعدني ابلاغك بأنك حامل ، في الاسبوع السادس"
شعرت بالسعادة ، بأن كل من في الارض يتقافز فرحًا لهذا الخبر ، لكنها فجأة تذكرت ، الرجل الراقد طريح الفراش ، نائمًا متأرجحًا بين الحياة والموت ، لم تستطع الا الدموع ان تنهمر من عينيها وتبدأ بالبكاء بهدوء .
بسعادة وقلق ، تخيلت حياة مسالمة ، مع زوجها ، وطفلها ، لكنها تعلم ، ان السلام لا يدوم ، وان ايام مضطربة قادمة ، شعرت بالقلق الشديد ...
بكت كارما ثم استمعت لنصائح الطبيبة التي تأمرها بالراحة وبضعة نصائح حتى يثبت الحمل ، وكانت الدموع تترقرق في عيونها عندما خرجت من غرفة الطبيبة ، اتجهت لدورات المياه ، وبكت كارما حتى شعرت ان داخلها مرتاح فقد صمدت كثيرا ...
.
طرق الباب ودخل الغرفة ، شاهد صديقه ، ملقى ، قناع الاكسجين ، والشحوب البادِ على ملامحه .
كان قد قابل وسن في طريق قدومه التي قالت انها ذاهبة لكارما ، وطلبت منه البقاء عند وسام ريثما يعود ، تذكر هتان كيف حاول وسام حمايتهم في تلك المعركة ، كيف انه وضع جسده امام كل رصاصة ، كيف انه لم يهتم لحياته كما كان اهتمامه لحياة اصحابه ، شعر هتان بالغضب ، شعر انه يجب ان يعلم هذا الطفل معنى الحياة ، معنى ان يهتم لحياته في حين اهتمامه بحياة الاخرين ، لكنه بنفس الوقت شعر باللطف ، شعر بالحُب الاخوي تجاه اخوه ، شعر هتان بأنه يريد ان يحمي هذا الرجل ، هذا الشخص الذي تعهد انه سيكون ظله ، وهو الرجل الذي يعاني كثيرًا ، والجميع يعلم بمعاناته وليس بامكانهم مساعدته ، تنهد هتان ، ونظر ليد وسام التي اصبح بها كدمات بنفسجية من اثار الابر والمغذيات ، سمع طرق الباب والتفت للمرضة التي جائت تحقن الادوية في المحلول و تضع الطعام للمرافق .
ابتعد هتان عن طريقها وجلس على الاريكة ، وهو ينظر لها ، والقى نظرة خاطفة على الحطام الواقفين امام الغرفة ، الحماية المشددة في المشفى جعلت هتان متشككًا ان هناك تهديد اخر ، نفض الافكار عن عقله ، ووقف ليعود بجانب وسام وهو يتأمله بصمت
.
رفع مسدسه و وضعه على رأس شخص اخر
"اعطيتك اكثر من فرصة لقتله ، لكنك لم تستطع "
تحدث الرجل المربوط بارتجاف وبعيونه ملامح القلق
"اعطني فـ فرصة اخرى سوف اقتله ، اـ اقسم "
"ليس هناك المزيد من الفرص ، مُت "
واطلق الرصاصة التي فجرت رأس الرجل المربوط ببرود ، ليغادر المخزن وليس في قلبه ذرة ندم
.
دخل الغرفة بصفته احد اعضاء الحطام ، مرتديًا مثلهم ، ملتفًا باللون الاسود ، ابتسم بمكر عندما شاهد الغرفة فارغة .
اقترب من الراقد الغير عالم بما يحدث حوله ، مد مسدسه ليضعه على رأسه وهو يهمس
"اسف"
لكنه حين فتح زر الامان ، شعر بشخص خلفه
"ألقي مسدسك "
تجمد المغتال بهدوء ، مالذي سيفعله ، فكر ببساطة بالالتفات بسرعة وانتزاع المسدس من العدو ، انحنى وحاول الدوران ليشعر بضربة على رأسه افقدته التوازن وسقط ارضًا ، وانتشل مسدسه من يده .
نظر هتان اليه ساقطًا بالارض وقال باشمئزاز
"نحن لسنا في فيلم سينمائي لتقوم بهذه الحركات الغبية ، وتتوقع نجاحها "
اقترب نائب الحطام وامسك المغتال وسلمه لباقي الرجال وقال
"المعذرة سيدي هتان ، لم نكن نعلم بوجودك "
"لا بأس ، اهذه اول محاولة "
"انها الرابعة ، لابد ان الزعيم قد اشعرهم بالخطر "
"لم يشعرهم بالخطر ، هو الخطر ؛ قد حاولوا اقتناص حياة الليث بينما هو نائم ، فنسوا ان لليث اتباع "
ابتسم نائب الحطام وغادر الغرفة ليتابع مهمته الحراسية
.
بنظارته الشمسية التي تغطي عيونه الكهرمانية ، جالسًا في مقعده وقدميه متقاطعتين ، يحدق من خلال النافذة البيضاوية ، يوضع امامه كأس الشامبانيا ، فيرفع نظاريه للمضيفة التي تبتسم ..
"شكرا لك لكني لا اريد الشرب "
اومأت المضيفة واخذت الكأس وغادرت ..
تنهد رائد ونظر في هاتفه ، كان قلقا بشأن الكثير من الاشياء ، كان متوترًا ، هناك الكثير في رأسه ، وسام ، المهمة ، المجلس ، صقر ، سياف ، وما عليه فعله ، لم يستطع رائد تخيل انه سيمثل انه لم يعد تابعا لوسام ولم يعد يهتم ، وانه سوف يفعل اي عمل اجرامي يتطلبه الامر كان هذا مقززا ، لكنه عزم على بذل جهده ، وتقديم كل ما يتطلبه الامر لخدمة وطنه ، ومساعدة صديقه ....
بعد عدة ساعات ؛ هبطت الطائرة الخاصة في مطار باريس ، ونزل رائد من الطائرة ، هناك الكثير من الرجال الضخام المسلحين ، وهناك سيارة فاخرة من نوع ( mercedes) امام الطائرة بمسافة ...
بخطواته الواثقة سار طوال الطريق الى السيارة وفتح له الحارس الباب ، ركب بهدوء وهناك حارس اخر حمل الحقيبة الصغيرة التي اتى بها ووضعها في صندوق السيارة ، انطلقت المركبة وسارت في شوارع باريس التي تعطي جوًا غريبا من الهدوء والازعاج في آن واحد ...
لم يأبه رائد بالحارس الذي يراقبه بنظراته ، ولم يهتم لنظرات المارة في الشارع ، كانت اقصى همومه هي العودة للمنزل ، والنوم ...
توقفت السيارة امام مبنى شاهق مشع بالاضواء الذهبية ، و رائحة الثراء تفوح منه ، فتح الحارس الباب و ترجل رائد ونظر حوله قليلا عندها سمع صوت الحارس الذي تحدث وهو يسير في الامام
"نحن الان في فندق نيوت لكسيون ، المقيم بسبع نجوم عالميًا "
عقد رائد حاجبيه ، كان بالطبع يستطيع فهم اللغة التي يتحدث بها الرجل والتي بوضوح كانت الانجليزية ، ولكنه بالطبع لا يتحدث الفرنسية وهي التي كان اسم الفندق بها..
لكنه لم يهتم وتابع سيره خلف الحارس حتى دخل غرفته واغلق الباب ، وارتمى على فراشه ،واغمض عينيه قليلا ، وفتحها مجددا ، وقف ليلقي نظرة حول الغرفة ذات الرائحة اللطيفة والمنعشة ، السرير الكبير ، والحمام الذي حجمه كان اكبر من شقته القديمة ، ثم التفت للنافذة ليستوعب انها شرفة عظيمة تطل على برج ايفل ، بحكم ان غرفته في الدور الثامن والعشرين ، كانت الشرفة مكانًا مذهلا ، بنسيم الليل العليل و منظر باريس الليلي المثير للاعجاب ، ابتسم رائد و رفع هاتفه ، وقرر الاتصال بالشخص الاول الذي اتى بباله
[اجل ؟]
"زوجة اخي ، هذا انا "
[اخي رائد انت تتحدث من رقم فرنسي ]
"نعم انا في باريس لبعض الوقت ، لكن مابكِ انتِ تبكين هل حدث شيء؟ هل وسام بخير ؟"
[احمم كل شيء بخير لا تقلق ، احظى بالمرح في باريس ولا تقلق وسام يتحسن كثيرًا ]
"هذا جيد ، لا استطيع اطالة المكالمة اكثر "
[اجل اتفهم ]
تحدث رائد بتوتر بادٍ على صوته
"زوجة اخ- كلا بل كارما ، اذا كنتِ تمرين بصعوبة في اي شيء يمكنكِ اخباري "
[لا تقلق يا اخي ، انا ابكي من السعادة ، انا في قمة سعادتي ، ولا استطيع التحكم بنفسي ، انا اتحدث بصدق ، وسام بخير اقسم لك وعندما تعود ستراه يتحدث معك انا متاكدة]
ابتسم رائد وودعها واغلق الخط وزفر بارتياح ، لم يعد لديه سبب للقلق على وسام وهناك الكثير من الاشخاص حوله ، دخل رائد الغرفة بعد ان نهش البرد عظامه ، بدل ثيابه ودفن نفسه في فراش الفندق الدافئ .
.
فتح عينيه ، ونظر للسقف ، ليستوعب انه ليس في شقته ، رفع جسده وتذكر انه في باريس ، هذه هي عادات نوم رائد نومه خفيف لكنه عندما يستيقظ يحتاج لخمس دقائق حتى يدرك اين هو ومالذي يفعله ..
فرك وجهه ثم ابعد الغطاء عن جسده ليقف وينظر في المرآة ، شعره فوضوي للغاية وعينيه ناعسه ، وذراعيه المغطاة بالندوب ، تثائب ليسير الى دورة المياه ، غسل وجهه ، ورتب شعره بالماء . ثم جفف وجهه بالمنشفة وخرج ، سمع طرق الباب ، القى المنشفة على الطاولة وفتح الباب ، شاهد الحارس الذي قال له
"علينا المضي قدمًا خلال ربع ساعة "
اومأ رائد واغلق الباب ، ليلتفت ويخرج ملابسه من الحقيبة ، بدل ثيابه ووضع اغراضه في جيبه ، قداحته ، علبة السجائر ، هاتفه ومحفظته ، في ملابسه السوداء الفاخرة التي تم تصميمها بشكل خاص من اجله ، وقف امام المرأة ، مشط شعره القصير والفوضوي ، ورش من عطره ذو الرائحة الثقيلة والقوية ...
غادر غرفته واغلق الباب ونزل لدور الاستقبال ، شاهد الحراس ينتظرون فتحدث مع الحارس الذي يتواصل معه دائمًا
"هلا نذهب "
"من هنا يا سيدي "
استقل رائد السيارة و ساروا في شوارع باريس المنيرة ، حيث الجميع يسير في الطرقات ، المقاهى مكتظة ، وهناك طوابر تقف امام المخابز ، لوهلة شعر رائد بالجوع الشديد وتذكر انه لم يأكل شيء منذ البارحة ، حتى لاحظ ان السيارة توقفت امام احد المقاهي ، يبدو على المقهى الفخامة والاسلوب الجذاب
"هل هذا مكان اللقاء؟"
سأل رائد باستغراب فأجاب الحارس
"كلا لكن طلب منا ان نذهب لمكان لجعلك تتناول الافطار ثم نتوجه للمكان"
رفع رائد حاجبه ، لم يتقبل ولم يفهم ما الحاجة لكل هذه الرفاهية ، من اجل ان يروه انهم يملكون المال ، ام من اجل ان يجعلون يعرف مدى نفوذهم ، ام كل هذا مجرد استعراض ..
نزل من السيارة ودخل المقهى ، وجلس في طاولة مقابلة للنافذة ، كان للمقهى منظر خلاب ، كان مصممًا بطريقة هادئة ولكن فاخرة واللون الاخضر والابيض يلف المكان ، وشعار المقهى ( سكاي دور ) في كل ارجاء المكان ..
نظر للنادل وتحدث باللغة بالانجليزية ، باللكنة الرائعة التي يمتلكها ، وبقدرة جذابة على الاسترسال بالحديث ..
"اريد افطارًا عاديًا ، لكني لا اريد اي شيء فيه كحول ، واريد قهوة سوداء من فضلك "
اومأ النادل وانسحب وبعد عدة دقائق فقط وضع الطعام امام رائد الذي اومأ بالشكر ، وتناول طعامه بهدوء ، وغادر المقهى ، واستقل السيارة مجددا متوجهين لمكان اللقاء..
توقفوا امام ناطحة سحاب عالية ، على بابها ، مكتوب كلمة واحد ( برايت ) ، قابل رائد صافي الذي كان واقفا عند الاستقبال ، وصافحه
"مرحبا بك سيد رائد ، تفضل. معي من هنا "
اتجه رائد خلف صافي وهو ينظر حوله ، كانت مجرد شركة عادية ، استقلا المصعد الذي اخذهم للدور السادس عشر ،ومنه الى غرفة الاجتماعات المغلقة دخلا ووقف الجميع ليصافحوا رائد
"لاعرفك بهم يا سيد رائد ، هذا كلايو وكيل المافيا الامريكية ، هذه ڤنسيا وكيلة المافيا الايطالية ، وهذه اياكا وكيلة المافيا اليابانية ، هذا شينغ جو وكيل المافيا الصينية ، جوليا وكيلة المافيا اللبنانية ، هذا السيد شاندرا وكيل المافيا الهندية ، وهنا لدينا كريستوفر وكيل المافيا الروسية ، واخيرًا السيد جورج وكيل المافيا السويسرية "
صافحهم رائد وهو يتفحص اشكالهم ، اصغر شخص فيهم كان عمره ٣٥ سنة وهذا ما توحي به اشكالهم ، والاصغر كان صافي ، ومن بعده رائد الذي كان طفلا في عيونهم ، جلسوا وتحدثت جوليا وهي تنظر للاوراق امامها
"انت السيد رائد ، كنت ملاكم شوارع في بدايتك؟"
"كل بداية مثيرة للشفقة الا تتفقين "
اومأت جوليا بملامح خالية من التفاعل فتحدث عند هذه النقطة كلايو بلهجته الامريكية الواضحة
"هناك عدة اسئلة يجب ان نسألها قبل ان نسلمك المجلس "
"بكل سرور "
"كيف حصل الهجوم عليك ، بلغنا انك مصاب وفي ذات الوقت اصيب بطل العدالة ، وسام ، لما قد تقابله اذا لم تعودا تعملان معًا ؟"
ابتسم رائد واعتدل بجلسته ليجيب بملامح مرتاحة
"في يوم من الايام جمعتني ووسام علاقة صداقة قوية وعلاقة عملية ، وعندما تخلى صديقي عن عمله وتابعت انا طريقي لم يبقى شيء ليجمعنا غير صداقتنا ، فمن البديهي ان تجمعني به عدة لقاءات ، ولسوء الحظ هوجمنا اثناء خروجنا للتنزة"
اومأ كلايو من حجة رائد المنطقية وتابع حديثه
"نحن لا نهتم بصراحة ببطل العدالة ، كونه كان عدونا مرة هو امر نقدره لكنه لم يعد كذلك ولم يعد يعرقل طريقنا لذلك كنا نتسائل عن سبب وجودكما معًا ، ثم هل يمكنك توضيح نوع علاقة الصداقة التي جمعتك به "
"مثل اي صداقة ، كنا معا لفترة طويلة ، نحتسي الفودكا ونغازل الجميلات ، اليس هذا ما يفعله الاصدقاء؟"
كاد رائد ينفجر ضحكًا عندما تخيل وسام يحتسي الفودكا ويغازل الفتيات ، اذا كان هناك شيئان يكرههما وسام في العالم فهما الكحول و الفتيات المزعجات .
"نأمل منك يا سيد رائد الا تخيب املنا في ادارة هذا المجلس ، ونأمل ايضًا في التقليل من العلاقات التي لا فائدة منها "
هذا كان حديث جورج ، المنمق ، الغير واضح فيه اي ردة فعل ، كان حديثًا باردًا ، وكأن من ينطقه به روبوت ملكي .
"اذا كان هناك شخص واحد سوف استمر بالتواصل معه هو زياد كونه مهكر حواسيب جيد "
اومأو بهدوء ثم وقفوا و تحدث كريستوفر واللهجة الروسية بادية على لغته الانجليزية
"كانت محادثة جيدة معك يا سيد رائد نأمل منك قبول العرض وليس في مصلحتك الرفض "
وخرج الجميع من الغرفة وسط استغراب رائد ، ثم التفت للجدار امامه ، انفتح الجدار لتظهر مجموعة شاشات ، اضاءت فورًا بوجوه اشخاص كبار ، في منتصف العمر ربما اكبر
"مرحبا بك يا رائد "
تحدث رجل في شاشة كانت في اقصى اليمين ، كان يبدو علي ملامحه تجاعيد خفيفة ، بشعره الاشقر المائل للبني وعيونه الزرقاء ، كان يبدو انه اصغر اعضاء المجلس
"انا الياس ، المسؤول عن المافيا في مدينتنا "
هز رائد راسه بهدوء ثم قال احد الرجال الموجودين في الشاشات
"اذا ، رائد انضمامك لنا سيكون تحت شرط واحد "
"كلي اذان مصغية "
فُتح الباب ودخل حارسان مع صافي ، يقيدان امرأة
"ايها اللعناء السفلة اتركوني حالا "
توسعت حدقة عين رائد لوهلة عندما نظر في عيون نادية التي سكتت ثم همست باللعنات .
"شرطنا بسيط ، اثبت ولائك لنا ، واقتل هذه الخائنة"
"خائنة ؟ ايها العجائز القذرين لم اخنكم يومًا "
"فقط ؟ هذا هو شرطكم ؟ كم هذا سهل"
"ر- رائد لن تقتل ام صديقك صحيح؟"
"هل صديقي يعتبرك والدته ؟ الجواب هو لا لذلك لا بأس ، كما انه ليس هناك شخص يستطيع التحكم بتصرفاتي ، انا اقرر من اقتل و كيف "
رفع مسدسه واطلق رصاصة واحدة ، استقرت في رأس نادية ، عم الصمت في الغرفة بعدها لهو ثم تحدث احد الرؤساء عبر الشاشات
"مرحبا بك بيننا "
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن