114
الفصل السادس : بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت الرابع عشر بعد المئة
فتح عينيه والتفتت حوله فلم يجد احدًا بقربه
مر الان يومان منذ استيقاظه ، كان لا يزال يشعر بالالم ، ولازال الطبيب لم يسمح له بالخروج رغم انه طالب بالخروج كثيرًا ، على الاقل ، هو لم يعد يحتاج الاكسجين
ولا المحلول الوريدي .
عزم وسام على النهوض من مكانه والتحرك قليلا ، فقد كان خلال اليومين السابقين يحتاج للمساعدة .
ابعد الغطاء عن جسده ، وانزل قدميه للارض ، وسار متسندًا على ما حوله من الاثاث ، ودخل دورة المياه ..
عندما خرج وجد كارما جالسة على الكرسي بجانب الفراش
"لقد عدتِ"
وقفت كارما وساعدته على الجلوس وقالت بنبرة قلقة
"هل انت بخير ؟"
"انا في اعلى مراحل قوتي وصحتي "
ابتسمت كارما ومسحت على شعره وهي تشاهده يقنعها بصحته ليغادر المشفى ، وهو لم يكن يعلم ما عاشته هي من قلق عليه خلال الايام المنصرمة ، تضايق قلبها حينما تذكرت شكله في العناية وفور مرور هذه الذكرى عانقت رأسه وقالت بنبرة فيها من الارتجاف
"لا تفعل بي هذا مجددًا "
سكت وسام و ربت على ذراعها التي تعانقه واجلسها بجانبه وقال بنبرة جادة
"انتِ وافقتي على ان تصبحِ بجانبي بعد ان رأيتِ كيفية مسير حياتي ، قد ترينني هكذا عشرات المرات ، لا استطيع ان اعدك بأنني سوف اعود سليمًا معافى كل مرة ، لان هذا يتجاوز نطاق قدرتي ، لقد وضعت على عاتقي حياة كل من يهمني ، وانا افعل ما استطيع لحمايتك ، لانني احبك ، واحبك كثيرًا ايضًا ، لذا كارما ، ساعديني على حمايتك ، واحميني ، احمي قلبي و داوي جروحي ، كوني لي ملجأ وهذا ما اطلبه منك "
ابتسمت كارما ، دوما ما احبت كارما كلام وسام المنطقي ، لقد احبت كيف انه يخبرها الحقيقة دائمًا وان كذب سيكذب لمصلحتها ليس لغاية في نفسه ، كيف انه يراها شيء ثمين لا يجب مضايقته ، هذا الرجل هو اكثر ما تحبه كارما في هذه الحياة ...
اومأت كارما وعانقته برقة لكيلا تضغط على موضع اصابته ، وقبل وسام عناقها بلطف ...
"انت بطلي وانت نصفي الاخر انت فارسي الحامي انت يميني القوي الذي لا حياة لي بعده "
ابتسم وسام الذي شعر بالخجل واحمرت اذناه ، ربت وسام على رأس حبيبته ثم التفت بعد ان سمع طرق الباب وابتعدت كارما عن عناق وسام
"ادخل "
دخل الطبيب صديق وسام وقال
"يبدو انك بصحة جيدة اليوم "
" اخبرتك مرارًا انني استطيع ركض مارثون يا أوس لكنك لا تصدقني "
ضحك الطبيب اوس ثم تحدث بجدية وهو يومئ
"خروجك اليوم يعتمد على نتائج فحصك ، هل علينا الذهاب ؟"
اومأ وسام ووقف متسندًا على كارما ، كان يستطيع المشي وحده لكن كارما كانت تأبى تركه يمشي وحيدًا ...
.
خضع وسام لعدة فحوصات مثل الاشعة والتحاليل المختلفة والفحص السريري .
كان جالسا في غرفته على السرير وكارما تقف بجانبه ، و أوس والممرضات بجانبه يقفون امام وسام
"هذا ممتاز يا صديقي وسام ، نتائج فحصك مذهلة هذا تقدم رائع في العلاج ، تستطيع الخروج اليوم على شرط الا ترهق نفسك وعليك تبديل ضماد جرحك كل يومين ، سوف يمكنك الاستحمام بعد يومين ، اعلم انه غير مريح لكن هذا من اجل جروحك ، لكن لا بأس بغسل شعرك ، ايضًأ هناك عدة تطعيمات يجب ان تأخذها فكما تعلم لقد استئصالنا عضو مهم في جهازك المناعي الا وهو الطحال ، لذا عليك ان تساعد جسمك في محاربة الامراض والا ستكون العواقب وخيمة و ستكون فريسة سهلة للامراض الخبيثة "
اومأ وسام وقال
"هذا ممتاز ، اذن يمكنني الخروج "
"اذا وعدت انك سوف تلتزم بما اخبرتك به "
"انا اعدك"
اومأ أوس وقال لكارما
"يجب عليك فقط توقيع ورقة الخروج ويمكنكم المغادرة فورًا "
ثم التفت الطبيب لوسام واقترب ليربت على كتفه وقال
" اتمنى الا يكون لقائنا القادم كمريض وطبيبه يا صديقي"
"لا استطيع ضمان هذا "
ضحك أوس ثم غادر الغرفة ، استلقى وسام على الفراش وقال
" سوف اخذ غفوة ريثما تنهين اجرائات الخروج "
" حسنًا سوف اعود فورًا "
.
دخل رائد الشركة و مزاجه رائع ، كان مشرقا مبتسمًا ، في اتجه للمكتب ودخل اليه ..
سمع طرق الباب وهو يجلس على طاولة الاجتماعات
"ادخل"
رأى رائد نائب قائد الحطام يدخل ، كان شعره اسود وعيونه عسلية ، اما عن جسده فقد كان رياضي قوي ، كان يرتدي به ملابسًا سوداء ، اسمه نيّار ، لكن لا احد يدعوه باسمه ..
"اخبرني يا سكار "
سكار هذا ما يُعرف به نيّار بالوسط ، لندبة واضحة على خده الايسر ..
"سوف يخرج الزعيم اليوم من المشفى "
"لماذا عدت الم يكن من المفترض ان تبقى معه ؟"
"سيدي هتان يلازمه منذ الحادثة"
"محاولات الاغتيال ، امسكتم احد المغتالين صحيح؟"
"اجل سيدي امسكناه ، واستجوبناه ايضًا "
"من الفاعل ؟"
سأل رائد بصوت متحمس وكأنه سوف يركض للامساك بالفاعل فور معرفته ...
"اخبرنا باسم زعيمه ومكانه فامسكناه ، واتضح لنا ان احدهم امر تلك العصابة باغتيال الزعيم وسام، اعترف زعيم العصابة بإن الرجل الذي امرهم بقتل الزعيم وسام هو احد رجال الدولة الكبار ، لكنه لم يفصح بهويته ولم ينطق بها "
"ومن يكون الرجل الكبير في الدولة هذا ؟"
"هذا غير معروف ، التحقيق جاري حاليًا "
"من في دائرة الشك؟"
"الرؤساء ومساعديهم واتباعهم وكل من له سلطة في الادارات"
.
"ما تقرير العميل رائد "
"حدثت الكثير من التطورات سيدي المستشار"
كان الرؤساء مجتمعون في اجتماعهم الدوري لتحديد خطوتهم القادمة ، وكان من المهم مناقشة نتائج الخطوة السابقة قبل تحديد التالية..
"لقد انضم العميل رائد للمجلس بنجاح لكن هناك القليل من التطورات التي يستلزم علي اخباركم بها "
نظر الحاضرين اليه بتركيز حيث ان كل معلومة يتفوه بها ساري تؤثر بالقضية الحاصلة
"ماتت نادية "
صُدم سلطان الذي كان يسمع بحذر ، كانت هذه المرة الاولى التي لم يستطع سلطان الذهاب والاطمئنان على ابنه ، لم يستطع فعل شيء ، بقي يشاهد مكتوف الايدي ، وهو عاجز عن فعل اي شيء
"ماتت نادية على يد العميل رائد ، بالطبع لم يفعل هذا بدون اهتمام ، كان عليه قتلها للدخول للمجلس ، حيث كان هذا شرطهم ، لذلك وبناء على ما ارتأه مناسبًا تم تصفية نادية "
اومأ الرؤساء وقال الرئيس ليث
" هذا تطور غير متوقع لكنه تسلسل منطقي ، لم تكن نادية مهمة لنا في المقام الاول ، سوف يمكننا الاستفادة من بطائق اقوى "
"صحيح ما تقوله ايها الرئيس ليث ، من الجيد الوصول الى هنا بهذه الخسارة الوحيدة"
"ايضا ايها السادة ، تم استخراج المعلومات من المغتال الذي حاول اغتيال العميل وسام "
اعتدل ظهر سلطان بلهفة ولمع في عيونه بريق نية القتل الشنيعة ، من يحاول ايذاء ابنه سيلقى العقاب الاليم ، سلطان بقي يفكر خلال الايام القليلة الماضية منذ اصابة ابنه ، هل ما فعله حقًا من اجل الوطن ؟ هل يستحق ابنه هذا الجحود والنكران باسم الوطن ، هل الوطن فخور حقا بما يحدث لجنديه الشجاع ، وسام بذل كل ما يستطيع من اجل الوطن ومن اجل والده لكن دوما ما يقابله سلطان بهيأة المدير لا بهيأة الاب الفخور بابنه الذي انجز انجازات وطنية ، وسام ضحى بالكثير في سبيل حماية ارضه واحبائه لكن سلطان لم يقدر هذا يوما ، هذه الحقيقة جعلت سلطان يتألم ، ادرك اخيرًا ما الخطأ الذي ارتكبه بحق ابنه ، وادرك ما حق ابنه عليه الان .
"كل ما اخبرنا به المغتال هو ان من وراء محاولة القتل هو شخص عالي المنصب بالدولة ، وكون جهاز الامن العام هو الوحيد الذي يعرف بأمر العميل وسام ، فبطبيعة الحال جميع من هنا ومساعديهم وتابعيهم ومن يعملون معهم مشتبه بهم "
سكت الجميع وخيم على القاعة جو من التوتر ، كون مغتال اهم عميل استخباراتي في البلاد و ابن رئيس الاستخبارات الوطنية ، وحافظ اسرار دولة موجود معهم يثير التوتر في ارجاء الغرفة ...
"كما تعلمون جميعًا ، اعتقدنا سابقًا ان للمجلس علاقة بالاغتيال ، بسبب حقيقة ان نادية التي قتلت هي في الحقيقة سامية الاخت التوأم للسيدة نادية والدة العميل وسام ، وقد تم ارسال ملف بالامر قبل ثلاث سنوات لجميعكم ، هناك نسخة من الملف امامكم فقط لتذكيركم ، قد تم اختصار المعلومات الواردة في الملف القديم في هذا الملف المحدث ارجو منكم الاطلاع عليه "
كان ساري يعرض الوقائع من خلال عرض تقديمي على الشاشة البيضاء ويتحدث بسلاسة ووضوح ، كان مسترسلا بحديثه وفي عيونه باد التعب ، ساري كان رجلا عطوفًا للغاية لكنه يتغير تمامًا حينما يعمل ، قلب ساري كان شديد اللطف و الايثار الا ان كان حازمًا وعازمًا اثناء عمله ..
"كيف يمكن هذا ؟"
التفت الجميع لسلطان الذي سأل بوجه مصدوم غير مصدق
"كيف يمكن ماذا ايها الرئيس سلطان ؟"
"كيف يمكن ان تكون نادية هي سامية "
صمت حل في ارجاء القاعة التي كانت صاخبة
"ايها الرئيس سلطان من المفترض انك تعلم بهذه المعلومات حيث اننا ارسلنا هذا الملف منذ امد طويل "
"لم يصلني شيء "
تحدث المستشار رعد اثناء قراءته لملف واقع امامه
" تم تأكيد استلام الملف من قبل مؤسستكم ، على اساس هذا الخطأ سوف يتم اعتبار مؤسسة الاستخبارات الوطنية المشتبه بها الاول وسيتم بدأ التحقيق فورًا من قبل مفتشي الامن العام "
.
دخل وسام منزله الذي كان مشرقًا ممتلأ بالروائح الجميلة ، كانت الشمس تتسلل من كل النوافذ الكبيرة، والارض الرخامية تلمع من شدة نظافتها وانعكاس شعاع الشمس عليها ، كانت اللوحات مشرقة اكثر من المعتاد ، والدرج الابيض الرخامي يسطع من شدة بريقه ، يلمع كما لم يلمع من قبل ...
وسام شعر انه مرتاح القلب قليلا ، وشعور العودة للمنزل مع وجود احبائه كان يضاهي الكثير لديه ، كانت كارما تدعمه ليسير ببطئ شديد ، وخلفهم وسن التي كانت تحمل معطف اخيها وبضعة اشياء والخادمات يدخلون الحقائب والاغراض.
عقد وسام حاجبيه ووضع يده على موضع اصابته
"دعينا نرتح هنا قليلا "
"كلا تعال لغرفتنا "
"كارما عزيزتي انا حقا تعبت دعيني ارتاح لوهلة"
"الاستلقاء في الفراش افضل من الجلوس على الاريكة ، هيا انت تستطيع الوصول"
كل من كارما ووسام قد نقلوا غرفة نومهم للدور الارضي لكي تكون اقرب لهم ولان فيلتهم كانت تحوي الكثير من الغرف الفارغة..
تنهد وسام وشد نفسه متجهًا لغرفته ، وهو في طريقه سعل مرارًا ، رغم ان الغرفة كانت قريبة للغاية الا ان اصابات وسام الشديدة جعلته اكثر ضعفًا ...
دخل غرفته واشعلت وسن الاضواء وتفاجئ بوجود سريري اطفال بجانب فراشهم
"وسن انا حقا خال محب لكن ليس الى درجة وضع اسرة ابنائك في غرفة نومي "
سكتت وسن وهي تكبت ضحكك كادت تفر منها ، وانسحبت حينما شاهدت اشارة كارما ، خرجت واغلقت الباب خلفها متجهة لمنزلها وهي قد انهت مهمتها ...
اما في الداخل جلس وسام على فراشه وجلست كارما الى جانبه
"حبيبي"
رفع ناظريه لها وهو يشاهدها تبتسم بسعادة
"مالامر؟"
"هذه الاسرة ليست لابناء وسن "
سكت وسام و رفع حاجبه
"اذا؟"
ضحكت كارما ثم اخرجت من خلفها شيئًا لتضعه على كف وسام الذي فتحته ، توسعت عينيه وهو يشاهد ما بيده
"هل هذا حقيقي؟"
سأل وسام بعيون مرتجفة وهو يحدق بصورة الاشعة التي بيده ..
"هذا طفلنا ، طفلنا الاول "
وضع وسام يده على فمه وهو يحدق بالصورة التي بيده بحب ثم التفت لكارما ومد يده ليسحب رأسها ويضعه على كتفه ، ويعانقها بيدٍ واحدة ثم ارخى رأسه على كتفها ، عانقته هي الاخرى بخفة كي لا تؤذيه وربتت على شعره وظهره بخفة شديدة
"شكرا لكِ ، كارما ، انتِ شمسي وسمائي انتِ دوائي ، اشكرك على هذه السعادة ، اشكرك على بقائك معي ، اشكرك لانك احببتي هذا الرجل الضعيف"
ابتعدت عنه وامسكت وجهه بيديها البيضاء وقالت ودموعها تترقرق في عيونها
"انت اقوى رجل شاهدته في حياتي ، انت ظهري يا وسام لا احد في ظهري غيرك "
ربت وسام على رأسها ثم التفت للاسرة وسأل
" لكن لماذا هناك سريران؟"
"لكي تظن انها لابناء وسن ، هذه نتيجة اجتماع تخطيط مع وسن دام لساعة ونصف "
ضحك وسام وقال بابتسامة وهو يمسح على خد كارما بانامله
" اتمنى ان يأتي طفلنا بصحة وعافية وانتِ بعافيتك ، اتمنى ان يشبهك "
"لا بد ان يكون شبيهًا لك ليس لي ، اريد الكثير من نسخك تحوم حولي "
قهقهة وسام حتى سكت من لسعة الالم التي اسكتته ، التفت لكارما بهدوء ، وقبّل رأسها وكتفها وقال بنبرة حنونة
" احبك "
ابتسمت كارما و هي بدورها قبّلت خده وقالت
" انا مغرمة بك "
.
"مالامر يا سياف طلبتنا في اجتماع طارئ"
"نعم خذو مقاعدكم اذا سمحتم "
جلس كل من وهتان وزياد وجناد في مقاعدهم وكان رائد حاضرًا معهم عبر الانترنت حيث انه كان يظهر لهم من خلال الشاشة الكبيرة امامهم وتحدث سياف بايجاز واختصار
" نظرًا لمراقبة المجلس لرائد ، سنوقف اجتماعتنا ، سواء الالكترونية او الحضورية ، سيتم تقسيمكم لقسمين ، الاول سيكون مع رائد في محاولة الولوج للمجلس ، رائد و زياد انتما ثنائي هذه المهمة ، اما القسم الثاني فسيكون هتان وجناد و وسام الذي سيعود لرأس عمله خلال نهاية الاسبوع ، مهمة القسم الثاني ، العمل على تدمير بواقي مجلس العظماء بسرية تامة ، اما رائد فأنت تعرف مهمتك ، مفهوم ؟"
"مفهوم "
"زياد اوامرك المباشرة سوف تأخذها من رائد ، وسوف تقطع اي تواصل مع وسام سواء كان مع وسام نفسه او السيدة وسن او حتى السيدة كارما كما ان اجتماعتنا الالكترونية ستكون محمية من خلال عمل زياد وفريق التقنين التابعين له وهذه مهمة زياد الثانية، اما هتان وجناد اوامركما المباشرة سوف تأخذوها من وسام ، جناد المطلوب منك اللحاق بوسام والتأكد من سلامته نظرًا لان حياته مهددة حاليا ولازال المغتال مجهول الهوية "
تحدث الجميع بصوت واحد بكلمة مفهوم التي اختصرت الكثير من الوقت
"انتهى الاجتماع يمكنكم الانصراف "
.
صباح اليوم التالي
دخلت الي مكتب الشركة التي كانت تدعى WK ، بشعرها المنسدل على ظهرها عيونها البراقة ، ثيابها الرسمية البنفسجية وبشرتها البيضاء الفاتنة ،.
"مرحبا ، هل يمكنني لقاء السيدة كارما ؟"
" هل هناك موعد ؟"
" نعم باسم ڤيونا كارتون "
" نعم حسنًا ، سوف اعلم المديرة بوصولك لحظة فقط يا انستي "
ابتسمت ڤيونا في وجه السكرتيرة ونظرت حولها في المكتب ، كان تصميمه هادئًا ، وهناك الكثير من الاوسمة والجوائز على الجدار ، كما ان هناك صورة لكارما معلقة في منتصف الجدار ، وبجانب صورة كارما كانت هناك صورة لرجل غريب ذو شعر اسود وعيون رمادية ، كانت ڤيونا تظن ان ابتسامة الرجل تشابه ابتسامة رائد ..
"تفضلي بالدخول انسة ڤيونا "
نفضت الافكار من عقلها اومأت ڤيونا وطرقت الباب ودخلت ، ثم شاهدت ڤيونا كارما ، التي كان شعرها يصل لنهاية كتفيها وكان مموجا ، كانت عيونها فضية لامعة وقد كانت تضع ظل عيون بلون ترابي ابرز جمال عينيها ، فكها المنحوت وخديها الجميلين ، قوامها كان ممشوقًا و حذائها كان بدون كعب عالي على غير العادة ..
" مرحبا سيدة كارما ، انتِ جميلة كالعادة "
" اشكرك على المجاملة انسة ڤيونا ، تفضلي بالجلوس "
"مرت فترة منذ اخر لقاء "
" نعم اتذكر ان اخر لقاء بيننا قد كان قُبيل زواجي "
" اجل كان من الصادم انكِ تزوجتي "
" لم اكن لأظل عازبة للابد ، وجدت رجلا يحبني ويحترمني ويقدرني ، هذا كان يكفيني "
"الا تظنين انك قد تعجلتِ بزفافك ؟"
" الحب لا يعرف وقتًا يا ڤيونا ، رجلي هو شخص اعزني ، لم يهتم بما احمله من اسرار مؤلمة ابتسم لي وامسك يدي و واساني ، ضمنني في اهم مخططات حياته ، واطلعني على اخطر اسرار حياته ، انقذ حياتي مرارًا بوضعه لحياته على المحك ، رغم انه يثير قلقي كثيرًا الا انه افضل رجل في حياتي ، الا تظنين انه قد حان الوقت لكِ لكي تعثري على رجلٍ لطيف "
" همم حسنًا اعتقد انني وجدتُ رجلا لطيفًا "
" حقًا ومن يكون ؟"
"يدعى رائد تعرفت عليه في باريس قال انه يعيش في مدريد وانه يدير شركة مقاولات "
-سعال سعال -
كارما التي كانت تشرب الماء اختنقت فجأة وبدأت بالسعال ثم همّت بالضحك بشدة
" مالامر لمَ تضحكين ؟"
" لـ لاشيء تذكرت لقائي مع زوجي ، على اي حال اتمنى لكِ التوفيق ، لكن لدي سؤال "
"كلي اذان مصغية "
"هل رائد الذي تتحدثين عنه هو نفسه مدير شركة بيور بلدنق ؟"
"اجل كيف عرفتي هل تعاملتي معه سابقًا "
"كلا لكنهم قد طلبوا مني تصميم مكتب المدير التنفيذي وعندما اريتهم مجموعة تصميمات الغوا الطلب بحجة ان تصميمي غير جيد "
"حقًا هذا غريب وغير متوقع "
"اساسا شركتهم الان سيئة من حيث التصميم الداخلي ، الديكورات غير متماشية ، وهم غير متجددون في التصاميم "
سكتت ڤيونا وهي عاقدة حاجبيها بعدم استيعاب
" على اي حال دعينا نلتفت لعملنا الان "
" اجل صحيح ، لقد اخترت موقعًا مناسبًا واستأجرته ، رفض المالك بيعه ، لذا المفاوضات جارية لكن يمكننا البدأ بالتصميم "
" حسنًا هل تملكين اي افكار خاصة للتصميم الداخلي "
وانهمكت الفتاتان بالعمل
#انتهى
أنت تقرأ
Crime
Mystery / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...