الفصل الخامس: مجلس العظماء (85)

40 7 4
                                    

85
الفصل الخامس : مجلس العظماء
البارت الخامس والثمانون
حدقت في البريد الالكتروني لوهلة وخلال ثانية ادركت ان هذه شفرة ، وانتقلت عيناها لاعلى البريد حيث ان العنوان كان ( الشانزليزيه) ، تخرج ورقة وتكتب في الاعلى العنوان ، ثم تنزل لتلاحظ كلمة ( فيكتوريان) مطعم شهير في افخم فندق بالمدينة ، وتحتها تاريخ و وقت .
بعقل نادية الذكي تدرك فورًا انها دعوة للقاء سري ، اكثر ما اثار حيرتها هو الكلمات العشوائية باللغة الانجليزية اسفل الوقت
‏( Sky ،  unreal ,  inspir, teller, ability, natural)
بسرعة بدات باخذ حرفين من كل كلمة اول وثالث حرف
حتى توصلت لما يشابه المصفوفة ، تحاول استخراج الكلمة المفتاحية ، فكرت بالبداية بالزعيم ولكن اسمه كان غير متواجد بين الحروف ، ثم فكرت بالمجلس ولم يكن هناك اي اسم من افراده ، حتى لمعت الفكرة برأس نادية واخذت اول حرف من كل كلمة و وصلت لاقرب فكرة ببالها وصلت ل (Suitan) هذه حروف اسم تعرفه جيدًا لكن هناك حرف (I) بدلا من (L) لذلك عقدت حاجبيها لكنها حاولت باكثر من طريقة ولم تصل الا لاسمه ( sultan)
.
بعد اسبوع
ابتسم هتان عندما خرج من دورة المياه ووجد وسن توضب اغراضه في الحقيبة و وسام يجمع مافي الادراج .
شعر هتان بالسعادة وحدق بالمراة ليرا وجهه الذي استعاد صحته بسرعة بفضل تواجد اصدقائه بجانبه ، شعر هتان بالهدوء والتفت ليسمع وسام الذي تحدث
" لنذهب جمعنا كل شي ووقعنا الاوراق "
امسكت وسن الحقيبة وفورا ان حملتها حتى اختل توازنها من ثقلها
ضحك وسام بخفة وانتشلها منها
" لا تثقلي نفسك ، يكفيك حمل المعطف "
"انا قوية لكنك لا تعطيني فرصة لاريك قوتي العظيمة"
" اصبحتي تتحدثين كثيرًا ، لنذهب "
خرجت وسن امامهم وخلفها هتان المبتسم واخرهم وسام ، كان هتان يسير بسلاسة وكانه ليس مصاب ، جسده الصحي والعضلي اعطاه وقت شفاء اسرع مما قد يصيب احدًا اخر ، وغيبوبته ايضًا اعطته قسط كافي من الراحة ، اسبوع كان يكفيه لاستعادة صحته المفقودة .
اقترب وسام من هتان وسار بجانبه
"الم تشتق للعمل "
توسعت ابتسامة هتان بشدة
" بلى ، اشتقت له كثيرًا "
خرجوا من المشفى واستقبلهم رائد الذي ساعد وسام بالحقائب والاغراض وانطلقوا للمنزل
انزلوا وسن بالمنزل وانطلق الثلاثي الى المكتب
.
دخلت وسن المنزل وابتسمت بسعادة
كان الايام الماضية صعبة للغاية والمتها كثيرًا
موت لميس ، انهيار وسام ، موت الحارث، اصابة هتان ، موت برق ، ظهور سلطان
اثرت فيها كثيرًا لكنها دائما ما كانت تظهر بابتسامتها الحنونة لتكون هي الصامدة ، امضت حياتها صامدة
توجهت لغرفتها وبدلت ثيابها واصلحت تبرجها الخفيف
-طق طق -
"ادخل "
دخلت الخادمة وانحنت بهدوء
"سيدتي ، لقد جائت الانسة كارما "
توسعت ابتسامة وسن وقالت
" ادخليها لغرفة الجلوس ، انا في طريقي "
" حاضر "
وانصرفت الخادمة ، انهت وسن تبرجها بسرعة ونزلت لكارما التي اعتبرتها التعويض الذي اتاها عن لميس
وقفت كارما واحتضنت وسن
"اهلا بالعروس الجميلة "
" توقفي عن هذا انتِ تحرجيني "
ضحكت كارما وجلست وامامها وسن والخادمة تضع القهوة امامهما
" اتودين الخروج "
" بصراحة اود امضاء اليوم بالمنزل ، هل تودين البقاء الليلة في بيت صديقتك المتزوجة حديثًا والتي سيتأخر زوجها بالمجيء ؟"
" بالطبع لا مانع عندي ، لكني لم احضر ملابسي ، دعيني ابلغ خادمتي لترسل لي بعض الملابس المناسبة"
اومأت وسن بابتسامة وهي سعيدة باحداث اليوم الهادئة وتمتمت بامنياته بعدم وصول اخبار سيئة لها اليوم
.
في احدى الشركات الكبرى بالمكتب الواسع الذي يحوي نافذة زجاجية كبيرة تطل على المدينة البراقة وابراجها الشاهقة .
-طق طق -
التفتت للباب بعد ان كان منغمس في هاتفه
" ادخل "
دخل الحارس بخطوات متزنة هادئة
"قُل "
اومئ الحارس وقال بهدوء وهو يقف بانتصاب امام الزعيم
" سيدي ، الادعاء العام يطلبون حضور سعادتك "
عقد حاجبيه وقد ازال مقلتيه عن الهاتف
" لماذا ؟ اهناك مشكلة في اعمالنا ؟"
" حسب ما فهمته قال الادعاء العام انهم قد وجدوا اسمك في اكثر من محضر مخدرات ،لهذا طلبوك يا سيدي"
تنهد فارس والتفتت للنافذة الكبيرة خلفه و هز رأسه باسف
" حسنًا ، اعد السيارة "
وبعد دقائق اتجه فارس بهالات عينيه التي تشعرك انك لم ينم منذ شهور ركب سيارته و وصل للعنوان المذكور ودخل المبنى العادي في وسط المدينة
اتجه للاستقبال بدون حراسه وبعد التفتيش وصل للاستقال
" عذرًا "
" نعم تفضل "
ظن فارس ان الموظف كان لديه ابتسامة مشبوهة ورده السريع كان مشبوهًا اكثر
" جائني طلب استدعاء لكنني لا اعرف اين اذهب"
" ايمكنني رؤية الطلب يا سيدي ؟"
رغم ان الموظف كان لديه ابتسامة مشرقة الا ان عيونه الضاحكة كانت تحمل شيئًا من القرف والاشمئزاز كانه يشاهد فضلات مخلوق ما .
رفع فارس طلب الاستدعاء وسلمه للموظف
نظر الموظف للورق قليلًا ثم قال بذات الابتسامة الغير متزحزة
" تفضل معي يا سيدي "
سار فارس خلف الموظف حتى قاده الى مكتب المدير
طرق الموظف الباب ودخل الموظف وفارس واومأ الموظف للمدير خلسةً بدون ان يلاحظ فارس
"مرحبا يا سيدي ، انا فارس ..." وعرف عن نفسه بلقبه
وابتسم له المدير وقال
" اهلا معك المدير ، رامي "
" تشرفت بلقائك ، لقد جائني استدعاء لكنني لا ادري مالذي انا هنا لأجله "
" مرحبًا بك يا سيد فارس ، اعذرني لكن يجب علي تجهيز إجراءات نقلك لمكتب التحقيق "
" عفوًا ؟"
" اعتقد انك سمعتني ايها السيد "
وزرعت على وجهه ابتسامة تشابه ابتسامة موظف الاستقبال
" لا تقلق ، ستخرج من هناك اسرع مما تتصور "
استغرب فارس بداخله لكنه سكت وغادر مع حرس الامن العام من الباب الخلفي متوجه لمكتب التحقيق وصل لمبنى غريب ليس بجديد ولا بقديم ولكن رائحة الدهان منتشرة فيه ، جلس في غرفة وقال له الحارس
" سيأتي المحقق قريبا ، انتظر "
جلس فارس يحدق بالجدران
حتى فُتح الباب سمع فارس صوت شخصان داخلان الاول وقف امامه والثاني وقف خلفه حيث لا يمكنه رؤيته
عندما
جلس الرجل امامه
قال فارس باقتضاب
" لم افعل شيئًا "
" دعني القي السلام اولا !"
سكت فارس ثم تنهد وقال
" تفضل "
" انا ادعى هتان وانا عميل مخابرات متميز للغاية"
عقد فارس حاجبيه من الملاحظة الاخيرة والتي قالها ووجهه مبتسم ، وسمع الرجل الذي خلفه يكبت ضحكته .
" مرحبا بك انا فارس"
" اعلم ذلك "
"اذا ؟ انا اؤكد انني لم افعل "
" ان كنت لم تفعل شيئًا لماذا تدافع بهذه القوة ؟"
"لانني اشعر بالظلم!"
"اذًا تفضل اقرا هذا وقل لي رايك فيه"
امسك فارس الملف وقرأه بهدوء حتى توسعت حدقة عينيه وارتجفت مقلتيه ، كان الملف يكوي كل عملية تهريب او بيع قام بها ، كل الاسرار
قال بهدوء بعد ان انهى قراءة الملف وهو يحاول ان يسيطر على ارتجاف وجهه
"هذا كله كذب "
تنهد هتان واتكئ بمرفقيه على الطاولة وقال وهو يميل بوجهه
" اتعلم من نحن ؟ نحن الاستخبارات الوطنية ، نرى كل شيء ولكن نتدخل في الوقت المناسب الذي يعجبنا فقط"
سكت فارس تابع هتان كلامه وقال
"المخدرات ، التي تبيعها على الاطفال والشباب في المدارس ، ما امرك يا فارس ، مالذي تريد الوصول اليه "
" لم افعل شيئًا "
"هذا غير محاولات الاغتيال والاغارات وكل الجرائم الاخرى "
استرجع فارس ذكريات اليوم الذي امر فيه بمهاجمة المقهى
قرر فارس الاعتراف بشيء واحد لعله يكون من يخرجه من هذا التحقيق
"صحيح انني هاجمت احدهم في مقهى وكانت معه فتاتان"
اشتدت عيون الرجل الذي خلف فارس ولاحظ فارس اضطراب الرجل الذي امامه
"فسّر اكثر عن هذه الحادثة"
" ارسلت رجالي لمداهمة احد اعدائي ، هذا فقط ما حصل اقسم ولقد نجى بالنهاية لم يمت "
نظر هتان للرجل الذي في الخلف واومأ برأسه
قال هتان بنبرة مشمئزة
"اذا انت من قام بهذا "
وقف هتان وابتعد عنه وقال
" ليس لي حكم عليه يا وسام ، اتركه لك "
نبض قلب فارس بعنف
"وسام!؟"
التفت خلفه ليرى وسام يقف خلفه بعيون حارة يملأها الغضب والحقد
شاهد فارس قبضة قادمة لوجهه ، بعد ان اصطدمت القبضة بوجهه بصق الدماء ، شاهد وسام يرفع قدمه ويركله ، بدأ يسدد اللكمات لفارس بدون توقف ، بكل غضب ، حتى لو كان حُب لميس قد تلاشى تقريبا ، لكنه تظل عزيزةً عليه ، كان يحبها يومًا ما ، كان يعتبرها اختًا له يومًا ما ، اصبح يعتبرها فقيدته الراحلة الان ، فكيف يسمح لدمائها ان تظل على الارض مصبوبة بدون الانتقام !
شعر وسام بالقرف من نفسه لمجرد تخيلك ذلك ، ظل يضرب فارس ويضرب تحت توسلاته بالتوقف ، لم يتراجع وسام ظل يسدد لكمات اقوى واقوى حتى تقرحت اصابعه ، حتى هتان لم يوقفه وهو يشاهد بصمت وهو يود ان يبرحه هو الاخر ضربًا لكن فارس الان ضحية وسام ، هو لم يهتم بلميس ابدًا ، لكن في حسابات هتان ، وسام ووسن اهم لديه وحزنهما بالنسبة له اصبح شيئًا كبيرًا ، شاهد حالتهما خلال الايام الفائتة وشاهد تحطمها واستنزافهما هذا ما جعله يحقد على فارس اكثر .
انتهى بفارس على الارض ينزف من كل انحاء وجهه ، اصبح  مشوهًا بالكامل .
ابتعد وسام عنه بعد ان شعر انه حرر كل طاقته بوجهه ، رفع مسدسه وبدون ادنى تردد او خوف اطلق النار وهمّ بالمغادرة ، نظر لهتان وقال
" هيا بنا ايها العميل المتميز "
"لنذهب يا اكبر متميز من بين المتميزين "
ابتسم وسام على محاولات هتان في اضحاكه وبالفعل اطلق ضحكةً خفيفة
"اتغير اسمي يا هتان وتسميني متميز ؟"
" قبل قليل كنت انا العميل المتميز ولكن الان اصبحت السائق الخاص بكبير المتميزين "
.
‏8:25PM
دخلت نادية المطعم الفاخر وتناول الخادم معطفها الخفيف
" اسم الحجز يا سيدتي "
فكرت نادية قليلا ثم قالت اسمًا قديم في ذكرياتها
" سلطان "
اومأ الخادم وقال
" اتبعيني من هنا يا سيدتي "
اومأت لحارسها ليتوقف عن اتباعها وتابعت هي بدورها خلف النادل الذي دلها على طاولة بجانب النافذة التي تطل على المدينة بأكملها .
حتى لاحظت الرجل الذي وقف امامها
التقت عيونهما معًا في اجتماع بعد فراق دام لاكثر من عشرين سنة
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن