الفصل الخامس : مجلس العظماء (94)

20 4 1
                                    

94
الفصل الخامس: مجلس العظماء
البارت الرابع والتسعين
استيقظ وسام من نومه وجلس على سريره ، ثم فرك وجهه من بؤس ما رأه في حلمه ، التفت لهاتفه وامسكه ليرى رسائل كثيرة تسأل عن حاله ، من وسن وكارما واسامة و زياد وسمير فرد عليهم جميعًا ثم القى هاتفه بجانبه ووقف متجهًا لدورة المياه ليغسل وجهه ، ويبدل ثيابه ، ويخرج من غرفته وينزل من الدرج بهدوء وهو يرى البيت نظيف تمامًا ، وصناديق الهدايا في زاوية غرفة الجلوس ، رأى هتان خلفه فالتفت له
"اتريد تناول الافطار؟"
"كلا لقد سبق وان افطرت ، هل تشعر انك بخير؟"
"نعم انا بخير تمامًا "
واكمل طريقه لخارج منزله وهتان بجانبه ، وعندما خرج رأى جناد واقفًا بتأهب ، قال بدون ان ينظر لوجهه
"جناد اتبعني"
لحق جناد بوسام و ركب وسام سيارته الجديدة التي كانت هدية من رائد وسمير وزياد ، استون مارتن رابيد اس ، لم يشعر بغير الرضا من هذه السيارة التي تناسب ذوقه وشخصيته ، ركب جناد بجانب وسام ، وهتان ركب سيارته ولحق بهم وهو يجهل محطتهم وهو كان يظن انهم ذاهبون للمكتب .
لكن لاحظ هتان ان وجهتهم للمقبرة وتنهد .
توقف وسام وترجل من سيارته وخلفه جناد الذي يجهل لمَ اتوا للمقبرة .
وقف في منتصف المقبرة والتفت لجناد وقال
"انظر الى ذلك القبر ، كان لصديقي ، كان هذا الصديق وكيل هذه المدينة للمافيا ، يدعى مراد ، وذاك القبر انه ايضًا لاحد اقرب اصدقائي الشجعان يدعى وليد مات في انفجار معي ، وهذا الشخص مات فجاة يدعى حازم "
سكت جناد وهو ينظر للقبور وهو يرى وسام يسير ويتابع وهو يشير الى القبور
"هذه قبور برق والحارث الذين ماتوا في مداهمة، الحارث كان يملك مهمتك الحالية وكان اجدر من استلم هذه المهمة "
وامسك يد جناد وجره معه
"وهذا قبر والدي الذي قتلته والدتي "
ثم سحبه معه واوقفه امام قبر
"وهذا قبري "
"كيف لك قبر ؟"
"في هذا العالم سيكون ابسط شيء تقوم به هو ان تحفر قبر لنفسك "
ثم تابع وسام سيره وكأنه يتنزه ، ووقف مجددًا عند قبر
"وهذا قبر اكبر خدعة ، هذا قبر شخص يدعى اياد ، خانني وحاول قتلي وقتل اختي ومن احب ، اختلس اموالي "
"هل يعقل ان يستطيع احد فعل كل هذا لك؟"
"هذا الشخص استطاع ولكن مات ميتة بائسة "
ثم انطلق وسام مجددًا وهو ينظر للقبور وغبار الذكريات يُنثر في عقله وتجوب الافكار استار ذاكرته متخبطةً بين ذكرى وحنين ، والغضب قد القى بفكوكه في مدامع بطلنا ليجعله عاجزًا عن البكاء على صديق قد اصبح الان في عداد الخونة وليس للخونة سبيل سوا النسيان .
"هذا قبر صديقة وسن ، كانت تدعى لميس ماتت في هجوم مقهى "
تابع المشي وكأنه لا شيء وفي قلبه امرأة قد استحقت قرع جرس باب قلبه المغلق .
توقف مجددا لكن هذه المرة كان هناك رجل واقفًا امام القبر وبيده وردة بيضاء لم يعرف جناد من هو الرجل ولكنه يعلم انه كان حاضرًا لحفل ميلاد وسام ، وسمع وقتها وسام
"زياد ؟"
"وسام !"
عانق كل منهما الاخر بحرارة وسال وسام اولًا
"هل جئت للزيارة؟"
"اجل افتقدت الجميع فجئت لزيارتهم "
ابتسم وسام و ربت على كتفه والتفت لجناد وقال
"هذا جناد ، قائد الحرس الجديد ، جناد هذا زياد صديق قديم ووفي "
مد زياد يده وصافحه جناد وهو يفحص شخصيته
بعد مدة من الحديث تابع كل من وسام وجناد مسيرتهم ثم تحدث وسام عندما اقتربوا من بوابة المقبرة
"يا جناد ، انا لا الومك لعدم فهم طبيعة هذا العالم ، لكني الومك لعدم محاولة الفهم والتصرف بشكل قد يسهل للاعداء دخول منزلي ، لا اظنني سوف استطيع الثقة بك جيدًا لذا ، اعد ثقتي لمكانها الصحيح او سيكون لديك خيار واحد فقط وهو هذه المقبرة "
سكت جناد وهو بدأ يشعر بالذنب يتخلل قلبه ، بالنسبة لجناد كان وسام الذي يصغره بعدة سنوات مجرد رجل يعيش حياة خطرة بشكل متهور لكنه الان يفهم ان هذا الرجل يحسب الخطوة مئة مرة قبل التقدم .
خرج وسام من المقبرة واتجه للمكتب ودخل ثم دفع باب مكتبه ، وجلس على الكرسي وبدأ يدلك جبهته من الصداع الذي لا ينفك يلازمه ، لا يوجد برأسه غير الصداع الذي يجعله يشعر كأن هناك تصدعات مؤلمه بداخل عقله ، والقلق الذي يداهم قلبه فجاة ، يشعر بشعور غريب من الخوف والقلق والتوتر ، يشعر فجاة انه خارج جسده ويغرق في تخيلات الاسوأ ، ثم يعود لواقعه يخشى ان يفقد عقله بأي لحظة بسبب هذه المشاعر المضطربة و مشاعره مرتعبة ، ثم فجاة شعر بقلبه يسرع بنبضه فوضع يده على صدره وسحب شهيقًا وزفيرًا بمحاولة يائسة يرتجي فيها الهدوء ، العرق يتصبب من جبهته ويديه ترتجف وقلبه ينبض بشدة تجعل صدره يؤلمه ، على وشك الاختناق وكل جسده في حالة من الاضطراب ، يمر بنوبة هلع مؤلمة ، بكل يأس حاول العثور على المهدئات فلم يجدها ، تنهد ووقف ليخرج ويبحث عن هتان لعله يساعده ، لكنه فقد سيطرته على توازنه وانهار على كرسيه وهو لا يزال محتفظًا بوعيه ، وقتها دخل هتان وهو يتحدث
"وسام هناك تقا-"
صمت فجاة وهو يرى وسام يتنفس بشدة والعرق يتصبب منه وهو يتلمس رقبته وصدره وهو يهمس ويردد
"اهدأ اهدأ"
يأمر نفسه بالهدوء لعلها تخضع ، لكنها مصرة على ان تجعله يعاني من نوبة هلع غير طبيعية لم يمر بها مسبقًا ، القشعريرة سرت بجسد وسام عندما تخيل ما رأه في حلمه .
اقترب هتان من وسام وقال له
"وسام !"
مد وسام يده واتكئ على هتان ووقف ثم بدأ يتجول بالغرفة وهو يأمر نفسه بالهدوء وهو يشهق ويزفر مرارًا وتكرارًا حتى شعر ببعض الهدوء يكتسح دواخله ، بدأ يتحرك ببطئ ليمسح على شعره ويربت على صدره ويتنهد ، ثم التفت لهتان الذي سأل
"هل تحتاج المهدئات ؟"
"كلا انا بخير ، سوف اذهب لغرفة التدريب "
اومأ هتان في وسام الذي غادر بهدوء
.
كانت الساعة لا تزال الثامنة صباحًا ، ولان هذه عادته الصباحية كان اسامة يركض في الحديقة والنسيم يداعب وجهه المتعرق ، والدماء تركض وتجري في عروقه لتواكب سرعته ، شعر بقلبه ينبض بالحياة مع كل خطوة يركضها وشعر بالسعادة بسبب قطرات المطر الخفيف للغاية التي انهمرت لوهلة وتوقفت كأنما هي مواساة لما مر به هذا الشاب اللطيف .
توقف اسامة لياخذ استراحةً ويرتشف الماء ليتابع الركض ، فشعر بشيء عند اقدامه ، عندما انزل انظاره وجد قطة تتدلل وتمسح رأسها على قدمه وكأنها تطلب منه الصداقة وقليل من الماء والطعام ، فابتسم اسامة وقرفص امام القطة ثم مد يده ليداعبها و القطة سعيدة بهذا الدلال والتدليك .
ثم بمباغته شعر اسامة بشيء يضربه من الخلف ولم يعد يعي شيئًا بعدها .
.
امام كيس الرمل في غرفة التدريب ، رأى وسام في كيس الرمل اعدائه فلكمه بكل ما فيه من قوة ، كان واقفًا بدون قميص ليفرغ كل طاقته السلبية في كيس الرمل المسكين ، يلكم ويلكم ويركل ، واستمر هكذا لاكثر من نصف ساعة ، لم يتوقف بل ظل يلكم الكيس حتى يشعر بالرضا بداخله ، وهو لا يزال غير مرتاح ومتوتر بشكل عصبي .
هتان كان يراقب من الخلف وهو يشعر بالغرابة من هذا الوضع .
بعد مدة ارتدى قميصه بعد ان شعر انه تحلى بالهدوء قليلا ، رنّ هاتفه والتفت له ، امسكه ووجده رقمًا غريبًا فأجاب بهدوء
"نعم؟"
"بطل العدالة العزيز "
اعتدل وسام بوقفته وعقد حاجبيه
"من ؟"
اغلقت المكالمة وقتها و رنّ مجددًا بمكالمة فيديو رد وسام وتوسعت عيونه حينما رأى ماجد ينظر اليه ويبتسم
"الم تشتق الي؟ يا بطل العدالة العزيز"
"مالذي تريده بحق الجحيم؟"
"اتصلت لاطمئن على صديق ابنتي ، لكني لا اعتقد انك مشتاق الي بل انت مشتاق لشخص اخر "
وقلب ماجد الكاميرا ليرى وسام اسامة مقيدًا على كرسي خشبي في مستودع متهالك
"ماجد ايها اللعين اترك اخي و شأنه"
"عزيزي وسام ، انت تعلم انك قد قتلت كل رجالي المهمين صحيح؟ علي ان ارد لك قليلًا مما اذقتني اياه"
"وما دخل اخي في الامر؟"
"ابنتي في يديك "
"ليست رهينتي! "
الان فهم وسام لماذا اجتاحته نوبة القلق وزلزلت كيانه ونفضته عن واقعه لتلقي به في تخيلاته التي قادته الى هنا ، رمش مرارًا لينفي ما يحدث قلبه ينتفض من الرعب ويديه ترتجف كثيرًا ولكنه لم يظهر الضعف ، رأى وسام عيون اخيه الواثقة وكأنها تؤكد عليه الا يخضع حتى لو مات ، افنت هذه العائلة نفسها من اجل الوطن ، والقت ارواحها من اجل الا ينحني العلم ، ومن له قوة ان يترك اخوه يحترق من اجل الوطن.
"انظر يا وسام ، اخوك من اجل رجالي ونكون قد صفينا حساباتنا "
"اترك اخي والا ندمت "
لم يجب ماجد بل كانت الاجابة الوحيدة التي تلقاها وسام هي رصاصة منطلقة بسرعة البرق استقرت في رأس اخوه واغلقت المكالمة واسامة قد فارق الحياة بعد ان ابتسم بوجه هادئ وهمس بهدوء
"وداعًا "
صرخ وسام ووقتها اقترب هتان منه وهو لم يسمع المكالمة لانه كان واقفًا بعيدًا ، وعندما رأى وسام يصرخ اقترب بسرعة ، القى وسام هاتفه بالجدار وتحول فورًا لاشلاء صغيرة متناثرة .
وانهار هو جالسًا و وجهه بين يديه يكفكف الدمع ووجهه غير بادٍ لهتان ، الذي قرفص بجانبه خشية عليه
وسام كان غير مقتنع تمامًا ، تسارع تنفسه بشدة لاحظها هتان ثم بدأ يسعل وكأن الهواء اختفى من حوله لم يستطع وسام الذي انتهى بين احضان هتان غير الانهيار والبكاء على كتف هتان الذي لم يعرف مالذي يحدث ولكنه ظل يربت عليه ويهدأه
.
سلطان جالسًا في مكتبه وقلبه يزعجه ، هناك الم غريب يطعن دواخله ، يُشعره برغبة بالبكاء لكنه تجاهل مشاعره ونظر للباب الذي فُتح ودخل الباسل وخلفه امراة دخلت بخطوات رشيقة ، ذات شعر بني وعيون زرقاء مائلة للبنفسجي نادرة وساحرة الجمال ، ببشرة حنطية ميزتها عن باقي الانسات .
"سيدي ، هذه العميلة روبين "
اعتدل سلطان بجلسته وقال
"هل شرحت لها المهمة ؟"
"نعم يا سيدي مجملًا ، اخبرتها ان عليها متابعة وحماية عميل مهم للغاية "
اومأ سلطان بهدوء ثم رفع نظره لها وقال
"وسام هو عميل مهم للغاية بالنسبة لنا عليك حمايته باي ثمن "
عرفت روبين من هو العميل وسام فورًا ، اسطورة الاستخبارات بالنسبة لعالمهم ، الذي انهى مجلسي مافيا بنفس السنة بدون اضرار ، والذي عاد من الموت بمعجزة رهيبة ، وهو الذي يهابه كل رجل مافيا ، هو الذي زلزل عروش زعماء المافيا باسم العدالة ، بالنسبة لها كان وسام هو المعروف الذي لا يُعرف .
"امرك سيدي سوف ابذل جهدي في مهمتي"
اومأ سلطان ونغزات قلبه تزعجه اكثر فاكثر
"باسل تولى انت الباقي "
"امرك سيدي ، عن اذنك"
وانصرف الباسل ومعه روبين التي تسترق النظر لسلطان .
بعد خروجهم تنهد سلطان وبدأ يربت على قلبه بهدوء ليحاول ان يبعد هذا الشعور عن قلبه ، والقلق اكتسح فؤاده خشية على ابنائه الثلاثة.
.
ابتعد وسام عن هتان بعد ان هدأ وتنفسه لا يزال غير منتظم ، ورفع نظره لهتان الذي ينظر له بنظرة مشوشة ، وقال بصوت مبحوح ومرتجف
"قتلوا اسامة"
سكت هتان ولم يعد يقوى على الاجابة ، لم يعرف كيف يتصرف او ماذا يقول ، عجز عن الحديث ، طارت الكلمات من فمه ، عقله اصبح فارغًا تمامًا ، لم يعد يجيد المواساة ، لم يعد يجيد الحديث ، اكتفى بالتربيت على كتف وسام وهذه اللغة الوحيدة التي يجيد استخدامها في هذه اللحظة .
وقف وسام بعدها وقال
"اجلب لي موقع ماجد ، ايًا كان مكانه ، سوف اقتله "
اومأ هتان ، ونار الانتقام استعرت في قلوب الشابان ، لم يعد اي منهما يرى الصواب او الخطأ كل ما كانا يرونه هو طيف اسامة الذي يهمس بالوداع ، خصوصًا وسام ، الذي داهمه اقوى مخاوفه .
بدّل وسام ثيابه على عجل وخرج للمخزن الصغير المتواجد فيه كمية بسيطة من الاسلحة ، التقط وسام امشاط من الرصاص وناول هتان بعضًا منها واعطى جناد ايضًا .
لاحظ جناد احمرار عيون وسام ، و رجفة يديه المبالغ بها ، علم ان هناك شيء كبير حدث ، ولأنه لا يحمل القدر الكافي من الثقة لا يستطيع اخذ تفاصيل الموضوع .
.
‏4:00 PM
جالسًا على مكتبه وهو يهز رجله بغضب يكتسح دواخله اتى هتان ووقف امامه بعد ان اغلق مكالمة
"وصلنا لهاتف ماجد وتبين انه سوف يكون في المرسى في تمام الثامنة ، اعتقد انها افضل فرصة لنا"
اومأ وسام ثم ادخل يده في جيبه باحثًا عن هاتفه، ثم تذكر انه حطمه من شدة الغضب فرفع رأسه لهتان وقال
"سوف اتعبك لكن اتصل على الشباب ليستعدوا ويقابلونا في المرسى عند السابعة والنصف"
"حسنًا"
هز هتان رأسه بالايجاب والتفت وسام لجناد وقال
"احضر لي اي مسكن للصداع"
اومأ جناد وذهب فورًا
.
7:20
"لنخرج"
غادر وسام الشركة وخلفه كل من هتان وجناد ، استقلوا سيارة هتان ووصلوا للمرسى الذي يبعد نصف ساعة في عشر دقائق
.
7:30
وسام الذي كان جالسًا على الارض امام البحر رأى رائد وسمير وزياد الذين اتوا ، نظر وسام لرائد وقال
"ابحث عن قارب"
اومأ رائد و ركض ليحضر قاربًا ، وعاد بعد فترة
"وجدت قاربًا ، وقارب نجاة مطاطي لنقترب بسهولة "
وقف وسام ونظر لرائد وقال بنبرته الهادئة
"قد الطريق "
فسار رائد والجميع خلفه حتى وصلوا للقارب ، وقاد بهم جناد حتى وصلوا لمقربة من قارب ماجد الكبير .
.
8:00
جلس وسام على مقدمة القارب وهو ينظر لماجد من خلال المنظار ، كان ماجد قد وصل لتوه للقارب ، وكان جالسًا على السطح يحتسي الفودكا وهو يضحك .
وسام كان ينظر بالمنظار وقلبه محترق ، وعد ذاته ان يتمالك نفسه والا ينهار الان ، سيمسك قلبه وسيدوسه من اجل الانتقام ، من اجل اسامة .
كان وسام مستعدًا للمداهمة الان لكنه عندما وقف سمع صوت مروحية من خلفه ، عندما التفت وجد مروحيةً تهبط على القارب ، بعد ان تم الهبوط ، ترجلت ريناد من المروحية ، رأها وسام عبر المنظار ، وابتسم بشدة ، ضرب عصفورين بقذيفة ، هذا ما يفكر فيه وسام .
التفت لهتان وقال
"احضر قذيفة ار بي جي "
اومأ هتان بدون سؤال و ربت على كتف جناد ليتبعه وغادروا بالقارب المطاطي .
عاد وسام للنظر من خلال منظاره وهو واقف على مقدمة القارب الصغير ، لا وجود لذرة خوف ، ولم يكن يمانع الموت ، غايته القصوى هي قتل هذا الرجل ، ولن تهمه العواقب .
.
التفت ماجد لريناد التي جلست بجانبه وقالت
"لقد وصلت "
"ارى ذلك يا حبيبتي "
التفتت ريناد لماجد وابتسمت له بود ثم اخذت كاس الفودكا من الحارس وقالت
"الن تعود ابنتك لفرنسا ؟ انها تزعجني هنا "
"انها تزعجني لسبب اخر ، سوف اقنعها بالعودة لا تقلقِ"
"ماذا فعلت ؟ لا اظنها نوع الشخصية الذي قد يتدخل في عملنا "
"انها تتسكع مع بطل العدالة ذاك "
عبست ريناد واقتربت من ماجد
"دعنا منهما الان "
ابتسم ماجد وقبّل رأس ريناد وتابع تناول الفودكا
.
بعد نصف ساعة عاد هتان وبيده صندوق رمادي ، وفي ذات اللحظة كانت المروحية على وشك الاقلاع ، امسك وسام القذيفة بسرعة واطلقها على المروحية ، فسقطت مروحية ريناد على القارب لتنفجر عليه ، وقتها صرخ وسام
"اقترب فورًا "
وتحرك القارب في ذات اللحظة ليقترب من القارب الكبير ، لم ينجو احد ، اكد وسام موت ماجد و رأه بعينيه مصابًا وبدون تنفس او نبض ، شعر بأن الغضب ينجلي من قلبه ، بل استولى على قلبه حزن مرير والم شديد ، شعر بالغصة تضايق حلقه ، شعر بالعالم يتدمر ، شعر بالشوق وعدم التصديق ، تمنى انه لم يعش ليرى هذه اللحظة ، تمنى ان يموت قبل ان يرى ما رأه ، تمنى ان يعود الزمن ليحبس اخوه بجانبه ، ارتجف قلبه مرارًا ، تقشعر جسده كثيرًا ، وانزل رأسه خائرًا ، وشعر بجسده يرتمي بين احضان صديقيه ، كان كل من هتان ورائد يعانق وسام ليخفف عنه ، وزياد كان يربت على ظهر وسام ، الحزن استولى على الاجواء .
.
ركضت الخادمة على طول الممر ودخلت الغرفة بعد ان طرقته مرتين
"انستي انستي استيقظي"
فتحت كارما عينيه بنعاس ونظرت للخادمة المرعوبة بعدم فهم
"ماذا ؟"
"السيد ماجد !"
"ابي؟ مابه ؟"
"لقد تفجّر القارب الذي كان فيه "
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن