الفصل الخامس : مجلس العظماء (81)

40 7 0
                                    

81
الفصل الخامس : مجلس العظماء
البارت الواحد والثمانون
ابتسم وسام وهو يتناول كأس الشامبانيا من كارما التي قرعت كأسها بكأسه
" نخبك "
رفع وسام كأس باشارة لقبول النخب وابتلع رشفة من الشامبانيا ، وسام ليس من محبين الخمور ولا يتناولها الا بالمناسبات المهمة ، تقريبًا هذا اول كأس منذ سنوات .
عقد حاجبيه وهو يرى احد حراسه المقربين يتلفت وكأنه يبحث عن احد ، اعطى النادل كأسه و ذهب للحارس وكارما تنظر اليه باستغراب .
لمس كتف الحارس الذي التفت اليه وقال
" سيدي "
" مالامر ؟"
اقترب الحارس من اذن وسام وهمس
"فشل هجوم سيدي هتان واصيب "
توسعت عيون وسام ونظر حوله ليرى وسن ترقص بسعادة الفالس مع سمير .
يسحب الحارس ويخرج من القاعة
"كيف هو ؟"
" نُقل للمشفى هو وسيدي الحارث لكن -"
" لكن ماذا ؟"
"برق فارق الحياة يا سيدي "
سكت وسام لوهلة ، تحكم بنفسه وبأعصابه وقال
" احضر رائد واسامة وزياد والياس ، دعوهم يلاقوني في المواقف "
" امرك سيدي "
جرى الحارس لينفذ امر سيده .
الباسل الذي كان حاضرًا عقد حاجبيه بشك من خروج وسام و ركض الحارس الذي يتلفت حوله يبحث عن اصدقائنا .
.
"مالذي يحدث يا وسام "
قال رائد الذي اتى ركضًا والعرق يسيل على جبينه
"هتان اصيب "
" عفوا ؟"
" لا وقت لدينا ، رائد اتصل بفرقة الحطام واخبرهم ان يتجهزوا لعملية ، انا وانت والياس والحُطام "
" حسنًا "
" زياد اسامة انتم اتجهوا للمشفى وابلغوني بوضع الحارث وهتان "
اومأ زياد و اسامة و رفع وسام هاتفه
" نعم اريد موقع الحادثة ، حسنًا ، شكرا لك "
عرف رائد ان وسام اتصل بالاستخبارات ، لاحظ رائد بريق الغضب في عينيه ، وخشي ان ينتكس وسام بعد ان ظنوا انه تعافى اخيرًا ، لكنه لم يظهر اي علامة على سوء الحالة .
ركب اسامة وزياد سيارة اسامة وانطلقوا للمشفى التي سبق واعطاهم اسمها الحارس .
وبعد ثواني يرن هاتف وسام معلنًا وصول رسالة ، الموقع اتى ، ركب وسام سيارته وبجانبه رائد والياس .
القى هاتفه لرائد وقال
" ارسل الموقع لفرقة الحطام ليلاقونا هناك "
اومأ رائد ونفذ بسرعة وهو يرى قيادة وسام السريعة والمتهورة .
.
ركض كل من زياد واسامة في ممرات المشفى والخوف يعتلي وجوههم وبعد سؤال الاستقبال يتجهون لغرفة العمليات التي فيها هتان وبنفس اللحظة يخرج الطبيب وينظر اليهم
" هل انتم اوصيائه ؟"
" نعم نحن اخوته "
" يؤسفني قول ذلك ولكنه وصلنا بعد مرور اربع او خمس ساعات من الاصابة ، لا استطيع ان اعطيكم املًا مزيفًا بأنه سوف ينجو ، حاليًا جسده في صدمة من خسارة الدماء لذلك دخل في غيبوبة من الصعب تحديد وقت لاستيقاظه ، اصيب باربع رصاصات بأمكان مختلفة "
سكت الرجلان بصدمة لكن اسامة نظر لزياد بعد مغادرة الطبيب
" اذهب وانظر لحال الحارث لنبلغ وسام "
اومأ زياد و ركض للعناية المركزة
.
يتوقف وسام امام اثار الانفجار ويرى الدماء التي جفت على غصن الشجرة والارض وخراطيش الرصاص الفارغة .
تتوقف سيارة فرقة الحطام بجانب سيارة وسام وتنزل الفرقة المكونة من عشر اشخاص مدربين بقسوة .
" القائد "
اقترب احد اعضاء الفرقة من رائد
" دعونا ندخل الفيلا "
قال وسام وهو يشد الدرع الواقي من الرصاص على جسده ، اومأ رائد والياس الذين فعلوا المثل وانطلقوا للفيلا ، لم يكن هناك اي حرس او مقاومة ، كانت الفيلا مظلمة يدخل وسام ورجاله جميع الغرف حتى يدخل غرفة المكتب تمتم وسام وهو ينظر حول الغرفة
" فهد غبي حقًا "
قال ذلك وهو يحدق بلوحة الخطط بالتحديد ، وهناك طاولة عليها تقارير جميع اجهزة الحماية وطرق تعطيلها وتشغيلها في جميع مخابئه ، واغبى ما رأه وسام كان الخطة باء التي تتوسط لوحة الخطط .
" وسام لم نجد شيء "
" بالطبع لن نجد شيء ؛ لان هذا الفأر الجبان هرب "
" اين ؟"
"مصنع الخمور في المستودعات شمال المدينة "
" انذهب ؟"
" هل هذا سؤال يُسأل حتى ؟"
رنّ هاتف وسام فأجاب بسرعة
" مالامر ؟"
رد زياد على سؤاله بصوت متحشرج
" احمم هتان في العناية انه بمرحلة الخطر و الحارث لم يشأ ان يترك برق وحيدًا "
سكت وسام وقال
" لا تخبر اي من وسن او سمير بشيء واجعل اسامة يعود للزفاف وكأن شيء لم يكن "
واغلق الهاتف وهو يقرا تقارير اجهزة الحماية بسرعة ليحفظها في عقله الذكي ويغادر
" يقتل رجالي وينتظر مني ان اتركه وشأنه ؟ ، هيا بنا يا رجال "
.
تنظر كارما حولها بتوتر اختفى هؤلاء الرجال الغريبين ، اتجهت نظراتها لوسن التي تأكل الكعكة مع سمير وهي غير ملاحظة لاضطراب الجو ، كارما ، التي فهمت طبيعة عمل وسام عندما لاحظت المسدس الذي بحزامه والرجال المنتشرين ، رأت هذه الاجواء في مناسباتها العائلة ، تركت كارما الشامبانيا التي معها على الطاولة واتجهت لوسن وقالت
" هذه اول مرة ارى عروسًا لا ترقص "
ضحكت وسن و وقفت وقالت
" اذا كنتِ شريكتي بالرقصة فأنا موافقة "
وسن ليست غبية لكيلا تلاحظ تغير الاجواء واختفاء وسام والبقية ، هي لاحظت حتى سمير لاحظ لكنهم عرفو ان وسام لم يكن يريدهم ان يقلقوا ولذلك لم يخبرهم لذلك احتفظوا بهدوئهم وعقلانيتهم وتابعوا الحفل كما هو مخطط .
.
"الحُطام ، اربعة بالبنادق القناصة ، اربعة بالرشاشات الخفيفة واثنين بالرشاشات الخفيفة ، رائد انا وانت في المقدمة بأسلحتنا والياس رشاش خفيف "
اومأ الجميع وتمركزوا في اماكنهم
همس وسام في اللاسلكي
" عند اشارتي نبدأ "
رفع وسام مسدسه و صوب نحو الحارس الذي امام البوابة ، الغضب بداخله يتأجج مثل التهام النار للخشب ، يكاد الشرر يظهر في عينيه الرمادية المظلمة .
اطلق رصاصته التي سارت بسرعتها الخارقة لتخترق جمجمة الحارس ، وهذه كانت اشارة وسام ، بدأ الاشتباك ، تم اختراق انظمة امان الفيلا من قبل المخابرات الذي اتصل بهم وسام قبل مجيئه ، ومن خلال البنادق القناصة تم انهاء الرجال المتحكمين بالرشاشات الالية ، وبالرشاشات الخفيفة سقط حراس الابواب والشُرف وبثقة سار وسام و رائد من خلال الاشتباك الذي اصبح من جهة واحدة دخلا الفيلا و داهماها مع فرقة الحُطام حتى وصلو لفهد الذي يحاول حشو مسدسه بالرصاص ابتسم وسام في وجهه
" لا تقتلني ارجوك ؟"
" من قال اني سوف افعل ؟"
" حقًا لن تفعل "
" موتك برصاصة رحيم جدًا وانا لست بتلك الرحمة "
امسك اعضاء الحطام بفهد و جروه للسيارة بعدما افقدوه الوعي .
" اذهبو به لمستودعنا واربطوه جيدًا واحرسوه حتى لا يهرب "
" كما تأمر يا سيدي "
نظر وسام لرائد وقال بهدوء
" دعنا نذهب للمشفى الان "
.
يقف امام العناية المركزة وهو ينظر لجسد ظله النائم بهدوء .
وسام وعد نفسه انه لن يبكي مجددًا ، لكن قلبه مثقل بالحزن ، لم تعد الافكار الانتحارية تراوده لكنه لا يزال حزينًا للغاية على من غادر ومن هو في مفترق طرق هل يغادر ام يبقى .
" وسن وسمير غادرا للفندق بأمان "
اومأ وسام لرائد وهو لا يزال يحدق بهتان عبر الزجاج
" يقولون ان عملية الحارث نجحت وكان بخير تمامًا حتى ان وضعه كان اقل خطورة من هتان ، لكنه مات فجأة "
" يبدو انه قرر الرحيل "
ربت رائد على كتف وسام
" يجب عليك ان ترتاح "
" لا بأس انا بخير "
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن