93
الفصل الخامس: مجلس العظماء
البارت الثالث والتسعين
نهض رائد واخرج خنجره وقطع الحبال التي تقيد جناد وقال بجدية تامة واضحة بصوته وملامحه
"استمع لي جيدًا يا جناد ، ربما يعفو وسام مرة او اثنين لكن عندما تقع الثالثة سيبدأ يغضب "
وبعد ان انتهى من تقطيع الحبال جلس امام جناد مجددًا وتابع
"في المرة الاولى لعبت البوكر ودخنت السجائر في شركته ، ولم يقل شيئًا وانتهى الامر بتحذير ، والمرة الثانية دخنت السجائر في نفس السيارة التي هو فيها واعطاك فرصة ، لكنك تجاوزت حدودك بالثالثة "
"انا اعلم ، لكني لا اعرف كيف اعتذر منه"
"وسام لا يقبل اعتذارات ، عليك فقط ان تفعل ما تؤمر لتعود مكانتك كالسابق "
تذكر رائد كيف كان وليد حينما غضب منه وسام لانه تقاتل مع اياد في وقت حرج ، وقتها كان وليد متوترًا لفكرة ان وسام طرده لكنه استوعب انه فقط عليه العمل بجد لتعود مكانته ، ومات في ذات اليوم ، ابتسم رائد بحزن و
وقف ثم نفض ثيابه التي تجعدت وسقط عليها الغبار
"عملنا هنا ليس مجرد مزحة ، وكل الموجودين هنا ليسوا مجرد مافيا ، وهناك الكثير مما تجهله يا جناد عني وعن وسام وعن هذا العمل ، معرفتك بالامر قد تساوي واحد بالمئة من القضايا الحاصلة "
ثم اقترب من الباب ولكنه لم يصمت بل تابع حديثه
"كونك صرت قائدًا للحرس فكن لائقًا بمهمتك والا ستلقى عقابًا شنيعًا يشابه لما حدث لمن سبقك ، وعدم تقبلك للاوامر في منزلة الخيانة "
"انا لا اكن الولاء لاخون"
"عندما تعمل مع وسام سلطان لا احد يهتم بولائك المهم هنا هو ان تحافظ على صمتك وتتبع الاوامر ، الحرب على وشك البدأ ، وقد فقدنا الكثير في الطريق ، اتريد ان تتخذ مقعدًا بجوارهم في المقبرة؟"
ثم غادر وكانت هذه اخر كلمات يقولها لجناد الذي ظل يفكر ويقلب كلام رائد يمنة ويسرة في رأسه
من وجهة نظر جناد كانت حياته عادية ومثل حياة اي رجل شوارع ، هو ظن ان رائد ووسام لهم نفس عقليته لكن الان جناد بدأ يفكر ما اذا كان نهج حياته سليمًا هل ربما يجب ان يتبع وسام كزعيم قلبًا وقالبًا ام يحتفظ بسلوكياته التي قد تودي به للقبر ، و ظن ايضًا ان ما قاله رائد هو تعريف الولاء الحقيقي ، طالما بحث جناد عن شخص يستحق ان يعطيه ولائه و ربما قد وجده الان .
.
حدق وسام في تاريخ اليوم بسرحان كان يشير الى التاسع من شهر مارس ، تنهد وسام ثم التفت لهتان وقال
"اليوم يوم ميلاد وسن "
"تتحدث كانه ليس يوم ميلادك"
ضحك وسام وقال وهو يقف
"كلا انا ولدت في الساعة 11:56 ، وهي ولدت في الساعة 12:7، هناك عشر دقائق فرق بيننا ، لهذا يوم ميلادي يكون البارحة "
"يوم ميلاد سعيد "
"شكرا لك ، اه صحيح يجب علي احضار هدية لوسن "
سكت وسام قليلًا مفكرًا
"ماذا عن احضار فستان ؟"
نظر وسام في هتان وقال
"لديها خزانة كاملة فأي فستان بذوقي سيفوز على كل مافي خزانتها ؟ "
ابتسم هتان وقال بهدوء
"لم لا تستشير احدًا اذن ، ربما انثى اخرى؟"
سكت وسام قليلا وعاد للجلوس خلف مكتبه ثم امسك بهاتفه وبدا يقلب فيه حتى رفعه لاذنه ووصله صوت الجهة الاخرى
"مرحبًا ؟"
"مرحبا انسة كارما ، هل يمكننا الالتقاء اليوم؟"
"اوه وسام ، بالطبع يمكننا لكن لأي سبب؟"
ضحك وسام بورطة
"اليوم يوم ميلاد وسن وانا لا اعرف حقًا ماذا يجب ان احضر لها ، ظننت انه ربما يمكنك مساعدتي ، كونك قريبة منها "
"هذا لطيف للغاية ، بالطبع سوف اساعد ، التقي بي بالمجمع التجاري وسط المدينة بعد ساعتين "
"هل اقلك؟"
" لا سوف اتي بسيارتي "
"حسنًا هذا جيد ، قودي بحذر "
سكتت كارما قليلا ثم ردت بصوت خفيف
" شكرا "
واغلقت الخط
انزل وسام هاتفه وظل محدقًا فيه بصمت وهو يفكر ، هناك زاوية في قلب وسام اصبحت تنبض لرؤية كارما ، وتتحمس وتشتاق لرؤيتها ، وتشعر باعجاب يحرر قيودها ، ولكن هناك ايضًا زاوية اخرى خائفة من ان تحب فتخسر ، خائفة من ان تفتح ابوابها لتمتلكه امرأة اخرى فتتحطم تمامًا ، ليس كسرًا بل فقدًا ، يخشى الفقد اكثر من انتهاء العلاقة ، هو يخاف على هذه الانسة ، ويخشى ان تتأذى ، ويريد ان يكون لها بطلا وحاميًا ، لكنه ايضًا خائف عليها منه ، ويخاف ان يجبرها عليه ويفرض نفسه عليها ، وسام مُعجب تمامًا بكارما .
لاحظ هتان احمرار اذن وخدي وسام بعد المكالمة وابتسم واستمر في ترتيب الوثائق المعلوماتية ، وهو سعيد لفكرة ان وسام يحاول التخطي ، يشعر هتان ان اخوه الصغير في مرحلة رائعة من التحسن .
.
دخل رائد المحل ونظر للموظف وقال
"طلبية باسم رائد محمد ، هذا الايصال "
واخرج ايصالًا من جيب سترته واعطاها للموظف الذي قال
"انتظر للحظة يا سيدي "
ودخل لغرفة جانبية في المحل ، وظل رائد يقلب انظاره في انحاء المتجر ، الذي يبيع انواع مختلفة من الاسلحة المزخرفة القوية والتي هي ايضًا غالية الثمن ، المسدسات والخناجر والسيوف وحتى الاسلحة الخفية كالعصا التي تُخبئ في السيف .
عاد الموظف بعد ثوانٍ ليناول رائد صندوقًا اسودًا بدون زخارف بل فخامته تكمن في صمته وخلوه من اي زخارف .
فتحه رائد ونظر لمحتواه وتوسعت ابتسامته بشدة
وحمله بيديه خشية ان يقع ما بداخل الصندوق او يتعطل
"شكرا لكم "
وغادر المحل والزهور منتشرة من حوله
.
وقف وسام في مواقف المجمع التجاري وكان يقود سيارة رائد التي استعارها ( grand cherokee) ثم نزل من سيارته وكان متجه للداخل ، حتى رأى سيارة قادمة من الجهة الاخرى وكانت من نوع ( Cadillac Escalade sport) سيارة كبيرة وجذابة ، ورأها تتوقف في اقرب مواقف للبوابة ، وعندما كانت الكاديلاك تدخل للموقف جاء شخص من الجهة الاخرى وحاول الدخول للموقف ، فداسته الكاديلاك وصدمت السيارة التي حاولت الدخول ، بل ودخلت في الموقف ، ونزلت كارما من الكاديلاك وابتسمت بوجه سائق السيارة الاخرى باشراق واعطته بطاقة عمل وقالت
"رقم مساعدي اتصل عليه ليعطيك تكلفة الاصلاحات "
ومشت بدون اهتمام وكان كل هذا تحت انظار وسام الذي ابتسم وضحك لفعلتها وهز رأسه باسف ، وشعر بهاتفه يرن فرفع الهاتف واذ هي كارما وبدون ان يرد اتجه وسام اليها وقال
"انسة كارما "
"انت هنا "
اغلقت كارما الهاتف ووضعته في حقيبتها وقالت
"اعتذر على التأخير "
"كلا لا بأس لا يوجد اي تأخير هل ننطلق ؟"
"نعم بالطبع "
ساروا معًا الى داخل المجمع التجاري ثم سالت كارما بتفكير
"ماذا تود ان تجلب ؟ الديك فكرة اولية ؟"
"افكر في شيء من المجوهرات ، الماس ذهب ، شيء كهذا"
ردت كارما بحماس
"انا ارى ، هناك محل يبيع قطع الماس رائعة هنا ، لنذهب له "
وبلاوعي امسكت يد وسام وجرته معها ثم استوعبت بمنتصف الطريق وكانت ستترك يده وتعتذر لكنه امسك يدها ومنعها من الافلات ، فأبطئت من سرعتها وساروا بجانب بعضهم ، لم تحاول كارما افلات يدها مجددًا ، بدون كذب هي كانت سعيدة لانه امسك يدها ، لكنها شعرت بالاحراج واحمر وجهها ، وهي لاحظت ايضًا احمرار اذن وسام ورقبته من الاحراج ، لكن لم يحاول اي الطرفين افلات الاخر .
وصلوا للمحل ودخلوا
"اهلا سيدي و انستي ، بماذا يمكنني ان اساعدكم ؟"
لاحظت الموظفة يد وسام وكارما ثم قال بابتسامة
"هل خواتم زواج ؟"
"ماذا ؟ كلا ليس كذلك "
ردت كارما بسرعة ثم قالت بهدوء
"نحن نبحث عن هدية يوم ميلاد مميزة "
هنا فصل كل من كارما ووسام يديهما وبدأ يبحثان بحماس عن قطع مميزة ، ثم رأى وسام طقم الماس ناعم ، له الماس اصفر ويحوي الكثير من الالماس العادي كقطع صغيرة
"كارما ما رأيكِ بهذا ؟"
جائت كارما وقالت وهي تنظر بانبهار
"مُبهر ، صُنع من اجل وسن "
اومأ وسام وهو يتأمل الطقم وقال
"اريد منك تغليف هذا الطقم يا انسة "
"حاضر سيدي "
وبدأت الموظفة بالعمل على تغليف الطقم ، كانت كارما في جهة اكسسوارات الرجال ، ثم بدون ان ينتبه وسام اشترت شيئًا ووضعته بحقيبتها بدون تغليفه .
اخذ وسام كيس الهدية من الموظفة ومد يده لكارما التي وضعت يدها بيده وغادروا المحل وقال وهو ينظر اليها
"اتريدين شراء شيء ؟"
"لا ، لكن دعنا نتجول قليلا "
قالتها باحراج خشية ان يرفض ولكنه قال
"حسنًا ، كما تريدين "
وساروا في ارجاء المجمع ، وبعد مدة قرروا الجلوس في مقهى لاخذ استراحة ثم العودة
"هناك سؤال يراودني "
قالت كارما وهي تحضر كوب القهوة الامريكية لفمها
"اسالي "
"هل تفضل السيارات العالية ؟ اراك تتجول بسيارة (grand cherokee) عالية "
"كلا لا افضلها انها لا تناسب شخصيتي ، انا افضل المنخفضة لكني لا اجد وقتًا لابدل السيارة "
"انا ارى "
وحدقت كارما بوسام الذي يتناول قهوة مثلجة محلاة ، لاحظت كارما ان وسام يحب تناول السكريات كثيرًا ، كما انه يكره المشروبات الغازية ، وسام يفتقر للنوم الجيد فهناك هالات متجمعة تحت عينيه ، ولكنه قوي البنية ، ولاحظت كارما في نفسها انها عندما تُعجب تحدق في التفاصيل فسالت بلا وعي
"اذا أُعجبت بك امراة ، ماذا ستفعل ؟"
ابتسم وسام ورفع رأسه لها وقال
"هذا يعتمد على من تكون المراة "
"وان كانت انا ؟"
سكت وسام قليلا ثم قال
"ساقول لها كيف لكِ ان تنطقي بما يتحدث به قلبي ؟"
احمرت فورًا كارما بخجل ونظرت للجهة الاخرى
"انذهب ؟"
"نعم "
هذه المرة كانت كارما من مدت يدها ، وامسك بها وسام بكل سرور وسعادة .
هنا بدات كارما تنظر ليد وسام ، هناك ندبة واضحة ، ولكن عروق يده جميلة بنظرها ، يده ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة ، اظافره مقصوصة باهتمام وليس بعشوائية ، ثم نظرت له لوهلة ، شعره المجعد قليلا والفوضوي ، وبشرته البيضاء التي مالت للاسمرار ، وعينيه الحادة والرمادية اللامعة ، رقبته التي تشع بندبة واضحة كوضوح الشمس قالت لها وسن مرة ان هذه الندوب هي علامة العودة من الموت
ودع وسام كارما وعاد هو بدوره للمكتب
، ومن المكتب انطلق لمنزله وعندما فتح الباب ، دخل للصالة الداخلية الكبيرة كونه يود تناول العشاء اولا ، وعند وصوله صرخ الجميع
"يوم ميلاد سعيد"
تفاجئ وسام ونظر للجميع ، الجميع هنا ، وكانت وسن بجانبه بطريقة ما متفاجئة من الذي تراه ، هتان و رائد وسمير وزياد واسامة ، وكارما ، وهناك صور لمن رحلوا على طاولة في الزاوية ، للحارث وبرق ووليد ومراد ، ابتسم وسام وقال
"غير متوقع ، لكن للاسف يوم ميلادي كان البارحة "
تنهدت وسن وامسكت رأسها وقالت
"والان سيبدأ يتحدث عن العشر دقائق التي تفصل بيني وبينه "
ضحك وسام و ربت على رأسها بحُب
امسكت وسن يده وسحبت ليقف امام الكعكة
"يوم ميلادنا يا توأمي العزيز "
اومأ وسام وقال
"صحيح يا اختي الصغيرة انه يوم ميلادنا "
نظرت وسن حولها بسعادة وفي عيونها شكر عميق لكل الموجودين ، وبالنسبة لها كل من هنا هو اخٌ بالنسبة لها ، ثم قالت
"جناد بالخارج ، يجب علينا احضاره "
امسكها وسام وقال
"كلا اتركيه انه معاقب لقد انزلت رتبته لحارس باب اليوم "
"انا ارى ، اذا لنبدأ"
قطع كل من وسام ووسن الكعكة التي كانت بلون رمادي وهناك حبيبات لؤلؤ عليها ، وكانت بنكهة الفانيلا والكريمة ، امسك وسام الشوكة وناول قطعة الكعك لوسن لتأكل من يده ، وتفعل هي ذات الشيء معه ثم مع اسامة وتقول فجاة
"لحظة لحظة ، نار الغيرة تحرق زوجي دعوه ياكل ايضًا "
واطعمت وسن سمير الكعك بيدها
وتناول الجميع قليل من الكعك هكذا ، حتى كارما اكلت لقمة من يد وسن ولقمة اخرى من يد وسام وهي تكاد تموت احراجًا .
ثم احمر وجهها حين تذكرت ما اخبرها به وسام اليوم
'ساقول لها كيف لكِ ان تنطقي بما يتحدث به قلبي ؟'
ونظرت اليه وهو يحاول اطعام رائد الذي يرفض ذلك ، الضحك والسرور كان يعم هذه الاجواء
"انتهينا من الكعك ، الم يحن الوقت للهدايا "
"انت محق "
قال رائد وهو يمضغ الكعك الذي اطعمه اياه وسام رغمًا عنه
"امضغ ما بفمك اولًا ثم تحدث يا اخي رائد "
ربتت وسن على كتف رائد ، الذي بدوره وضع يده حول اكتافها وقال
"لكِ ذلك يا اختي الصغيرة ، ثم هل يمكنك قبول هذه الهدية مني ؟"
ورفع لها صندوقًا كبيرًا كان موضوعًا بالزاوية وقال
"هذا ما استطاع رائد الجاهل بالنساء احضاره "
احتضنت وسن رائد
"شكرًا لك يا اخي "
وتقدم هتان و مد لها كأس حليب ، فضحكت وسن واخذته وابتلعته
"شكرا على الهدية الغنية بالكالسيوم "
ضحك هتان ايضًا ثم اخرج من جيبه علبة صغيرًا فيها عقد من الذهب الخالص والتي تشكل شكل جناحين لطيفين ، ابتسمت وسن واحتضنت هتان
"شكرا لك اخي هتان "
"لا داعي لشكري "
ثم اتى زياد ومد لها هدية مستطيلة الشكل عندما فتحتها وجدت كتاب طبخ
"هذا يجرح مشاعري كأنثى لكن شكرًا لك اخي زياد "
فقال زياد
"لو كنتِ غضبتي مني كنت سوف احرمك من الهدية الحقيقية "
ومد لها علبة صغيرة ومن وزنها عرفت وسن انها عطر
اما كارما فقالت
"بما اني الان اعتبرك اختي الكبرى يا اختي وسن ، فهذه عهد بيننا "
واعطتها عقد فيه نصف قلب والنصف الاخر لدى كارما ، كان من الذهب الخالص وعليه حجر كهرمان صغير لامع ، وفورًا ارتدت وسن القلادة وسالت سمير
"اهو جميل "
"كل ما ترتدينه جميل "
واقترب سمير وفتح لها علبة بيده ، خاتم الماسي جذّاب يخطف العيون ، والبسها اياه ثم قبل يدها فقال رائد
"ارجوكم توقفوا انا لا افضل مشاهدة هذا "
فضحك سمير وابتعد ، ثم تقدم وسام واعطى وسن الطقم الذي اشتراه مع كارما ، فدمعت عينيها واحتضنته بسعادة .
ثم تنهد وسام وقال بعد ان ابتعد عن وسن
"والان انتهينا من الهدايا "
ضحك رائد وقال
" ومن اخبرك اننا انتهينا ؟"
هنا تقدم اسامة ومد لكل من اخويه هدية لوسام ساعة ولوسن قلادة ، وكلاهما بنفس التصميم وبنفس الجوهرة الزرقاء ونفس الاسم المنقوش كان اسم سلطان متألقًا على كل من القلادة والساعة فابتسم وسام وعانق وسن واسامة مرة واحدة ، وطال عناقهم قليلا حتى ابتعدوا
"اوه صحيح "
وذهبت وسن قليلا وعادت لتسلم وسام صندوقًا صغيرًا فيجد شالًا بنيًا هو يعلم ان وسن حاكته بيديها ، فقبل رأس اخته بحب وشكرها على الهدية ، وشعر بتربيت على كتفه وعندما التفت رأى هتان واقفًا مبتسمًا
"هديتي انني تركتك وشأنك اليوم "
"صدقني هذه اعظم هدية "
طوال اليوم لم يلاحق هتان وسام ابدًا ، وكان فقط جالسًا مع رائد وجناد .
ثم ضحك هتان واخرج من جيب سترته الداخلي علبة فاخرة فيها خاتم مزين بحجر كريم رائع بلونٍ ازرق غامق كانه بحر عميق ، فابتسم وسام وارتداه فورًا وعانق هتان .
واقتربت كارما منه ومدت له علبة فيها قلم رائع بريشة صغيرة ومزخرف بشكل مبهر ، عليه فصوص من الالماس الصغير ، فوضعه فورًا في جيب سترته الخارجي وابتسم لها وقال
"شكرًا يا كارما "
خشي وسام ان يحتضنها فترفض فلم يتقدم لكن هي من احتضنته اولًا وبادلها هو وبعد ان ابتعدت وحركت شعرها بخجل اقترب رائد وقال
"هذه هديتي اتمنى ان تعجبك "
ومد علبة صغيرة وعندما فتحها وسام وجد خاتم الزمرد الاسود ، فضحك وسام قليلا
"اتعيد الامانة وتسميها هدية "
ضحك رائد وقال
"هذا ما لدي ماذا الم يعجبك ؟"
"كلا بل هذا جيد "
ووضع الخاتم في جيب سترته الداخلي و رأى رائد لا يزال واقفًا امامه وقال
"ماذا ايضًا ؟"
لم يستطع رائد تمالك نفسه وانفجر بالضحك ثم وقف بعد ان احمر وجهه وادمعت عيناه من الضحك ، ومد لوسام صندوقًا اسود بدون زخارف ، فتحه وسام ليجد مسدسًا خلابًا بلون اسود ، واجزائه الصغيرة بلون ذهبي ، مقبضه ابيض عليه زخارف سوداء ، وفوهة و زر اطلاق و زر امان باللون الذهبي
عانق وسام رائد وفورًا جهّز السلاح ووضعه على خصره ليسحبه حين يدب الخطر .
ثم قال رائد
"وهناك شيء اخير لكنه ليس مني فقط ، بل كل من سمير و زياد معي فيه "
عقد وسام حاجبيه باستغراب ثم رأى علبة شفافة في وسطها مفتاح سيارة (aston martin rapide S) يتفاجئ وسام ويأخذ المفتاح بسعادة وسرور .
ويتناول الجميع عشائهم في غرفة الطعام ، ويعودون لغرفة الجلوس ليتحدثوا معًا
وقفت وسن وقالت
"دعنا نرقص "
"نرقص؟"
شغلت وسن موسيقى رقص كلاسيكي وسحبت سمير فورًا ليرقصوا معًا بتناغم .
وظل الجميع يشاهدهم حتى وقف وسام ومد يده لكارما
"اتسمحين بهذه الرقصة يا انسة "
"هذا شرف لي ايها السيد "
ومدت يدها لوسام وانضموا للرقص ، قال رائد وهو ينظر لهم
"ما هذا بحق الجحيم "
مد هتان يده له وقال
"اتريد الرقص "
ضحك رائد بصدمة ودفع يد هتان الذي ضحك ايضًا وظل يشاهد هؤلاء .
يد وسام على خصر كارما واليد الاخرى تمسك يدها ، هي بدورها تضع يدها على كتفه وبتناغم شديد يرقصان بهدوء ، فيهمس وسام لها ويقول
"ان أُعجب بكِ رجل ، ماذا ستفعلين؟"
"ساقول له كيف لك ان تنطق بما يتحدث به قلبي ؟"
ابتسم وسام واستمر بالكلام بهمس
"انا مُعجب بكِ "
خجلت كارما وانزلت رأسها على كتفه وقال بهمس
"انا ايضًا "
"انتِ ايضًا ماذا ؟"
"انا معجبة بك "
انتهت الاغنية هنا وابتعد وسام عنها وفي غفلة من الجميع امسك بيدها واخذها لغرفة الجلوس المقابلة ، ومد لها صندوقًا كان به طقم الماس ناعمًا ، بلون بنفسجي فاتح وفصوص فضية وذهبية
"وسام ! شكرًا لك "
"اعتبريها هدية معجب "
ضحكت كارما بخجل ثم قالت
"اتساعدني بارتدائه ؟"
اومأ وسام وساعدها بارتداء العقد ووضعت هي باقي الطقم في حقيبتها وعادوا للجميع فوقف سمير بعد ان جلسوا وقال
"وختامًا دعونا نرفع نخب "
رفع الجميع كؤوسهم المعبأة بالعصير وهم يضحكون فقال سمير
"نخب وسام ، اخًا وزعيم ، ونخب وسن ، اختًا و زوجة "
طرق الجميع كؤوسهم وابتلعوا مافي مشروباتهم ، وبعد برهة كان الجميع سيهم بالعودة لمنزله وكان وسام واقفًا ليودعهم ، وكارما بجانبه ، سعل وسام مرتين بخفة
"انت بخير ؟"
سأل هتان فورًا
اومأ وسام وقال
"لا بد انه بسبب روائح العطور "
نظر له هتان بشك وعاد لينظر للجميع وهم يتحدثون امام باب المنزل وعادت انظاره لوسام الذي عاد يسعل ، لكنه اصبح يسعل بقوة شديدة استغربها الجميع ونظروا له فاختل توازن وسام لوهلة وتمسك بكارما التي كانت الاقرب له ، لكنها عجزت عن دعمه فساعدها هتان
"اخي ؟ انت بخير ؟"
اومأ وسام وابتعد عنهم بسرعة ركضًا لدورة المياه ، لحق به هتان اما الجميع عاد لغرفة الجلوس بقلق ، سمع هتان صوت وسام يتقيأ وعندما خرج وسام وهو يترنح دعمه هتان واجلسه على اقرب مقعد ثم ساله
"بماذا تشعر؟ "
"هناك ضيق في تنفسي ، وتقلبات بمعدتي ، كما انني تقيأت ، هناك شيء مسمم "
"لا تقلق انت وارتح ، هل تحتاج للمشفى ؟"
"كلا سوف اتناول بعض الادوية فقط ، دعنا نعود لهم "
"اتستطيع الذهاب ؟"
"لا تقلق ، لم اتاثر كثيرًا ، يبدو انني لم اشرب كثيرًا "
فكر هتان قليلا ولاحظ وسام الذي وقف وعاد للتقيؤ ورفع صوته ليسمعه وسام
"لا تعد اذهب لغرفتك واسترح"
ثم عاد لغرفة الجلوس وقفت وسن بسرعة عندما رأته
"كيف حال اخي ؟"
ابتسم هتان وربت على رأسها
"انه بخير "
ثم نظر لرائد وقال بنظره حادة
"لكن يبدو ان هناك دخيل بيننا "
تبدلت نظرات رائد ووقف ليقترب منه هتان ويهمس بالامر باذنه فينظر رائد حوله ويحدق بكأس العصير الذي لم يشرب منه وسام غير رشفتين
"ان السم في كأس العصير ، لا يمكن ان يكون في الكعك او العشاء ، لاننا اكلنا جميعًا من الكعك ، واكلت وسن من شريحة اللحم الخاصة بوسام "
"انت محق "
"بماذا انتما تتهامسان ؟"
سالت وسن بشك فقال هتان بهدوء
" لا شيء ، عودي الان يا وسن مع سمير "
"لكن اخي !"
" هو قد خلد للنوم ، لا تقلقي ، ان كان بحالة سيئة لن تجديني مرتاحًا هكذا "
اومأت وسن وغادرت وغادر زياد ايضًا واقترب اسامة من هتان و رائد
وقال
" ابلغوني بالقضية لاحقًا ولا تنسى التقرير "
لم يبقى الان غير كارما و هتان و رائد
اقتربت كارما من هتان وسألت بهدوء
" ايمكنني رؤيته ؟"
علم هتان ان كارما قد فهمت جُل القضية علم ذلك لانها كانت اول من دعم وسام ، وكانت تحدق بكأس العصير طوال فترة جلوسها ، اومأ هتان وقال
" غرفته في الاعل-"
"اعرف مكانها لا تقلق "
سكت هتان بعدم فهم
ومشت هي وفي منتصف الطريق
" لا تفهم خطأ وسن اخذتني في جولة في كامل المنزل "
وذهبت كارما لغرفة وسام ، طرقت الباب ودخلت وحين دخولها رأته يرتدي قميصًا خفيفًا بوجه متعب للغاية
لكنها رأت جسده المغطى بالندوب قبل ان يغطيه بالقميص ، شعرت بالتردد والخجل لكنها تشجعت وقالت
"ايمكنني الدخول ؟"
ضحك وسام والتفت لها
"لقد دخلتي اصلا "
دخلت كارما واغلقت الباب خلفها وشاهدته يجلس على سريره ويتناول ادوية ما .
جلست بجانبه وسالت
" انت بخير ؟"
" نعم مثل هذه الحالات تحدث كثيرًا "
اومأت كارما
" انت محق "
ثم سكتت قليلا والتفتت له تريد ان تسأل سؤالًا لكنها وجدته يمسك رأسه ويبدو انه يقاوم النعاس
فابتسمت ووقفت وشاهدته يقف ويقول بوجه متعب ونعس
"اعتذر يا كارما ، دمرت الحفل "
"مالذي تقوله انها حفلتك ، نم ولا تقلق على شيء "
ابتسم وسام وربت على رأسها بعفوية
"عودي بامان "
اومات كارما وغادرت غرفة وسام بعد ان اطفات الاضواء وشاهدته يستلقي ويدفن نفسه في فراشه
#انتهى
أنت تقرأ
Crime
Tajemnica / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...