الفصل الرابع : الملف الاسود (74)

27 10 0
                                    

74
الفصل الرابع : الملف الاسود
الفصل الرابع والسبعون
سرعان ما سحب بيده اليمنى لميس وانزلها لتحت الطاولة وبيده اليسرى اخرج مسدسه ، ونظر لوسن التي اخرجت مسدسها من بنطالها و وقفت الى جانبه ، ثم نظر الى هتان وبرق الذان وقفا امامه وقال هتان بابتسامة
" لا نريد ان يصبح لديك ثقب جديد على كتفك يا وسام"
" سيدي ، اشك انه عندما تسبح يتسرب الماء من كتفك من كثرة الحفر فيه "
ضحك وسام بشدة ثم توقف عندما بدأ وابل الرصاص ينهمر واختبئو في اماكن معينة .
نظر وسام حوله و رأى صاحب المقهى العجوز يحاول الابتعاد عن الرصاص ، يسحب كتف هتان للخلف ويركض للعجوز ليسحبه ويدخله المخزن ويصرخ باتجاه الباقين
" وسن احضري لميس هنا "
يقف برق امام وسن ليغطي عليها ويطلق رصاصات متتالية في اي طيف للاعداء
تمسك وسن يد لميس وتسحبها وترمي جسدها لهتان الذي بدوره يدفعها بطرف اصابعه لوسام ، تتعثر لميس وتسقط ارضًا فيركض وسام لها قبل ان تصل لها رصاصة مجنونة ، سبقه الياس الذي ساعدها بسرعة واوصلها لوسام وبين كل خطوة وخطوة يطلق رصاصات متالية
يمسك وسام بيد لميس بسرعة و تغدره رصاصة وتصطدم بجسد لميس ، لا يتحكم باعصابه ويصرخ
" لميس!"
سحبها بسرعة واخذ شرشف الطاولة بجانبه و وضعها على الجرح
" سيدي اعتني بها رجاءً"
اومأ العجوز بسرعة وامسك بالشرشف على الجرح
ابتعد وسام والشرر ينطلق من عيونه
" هتان ، كم شخص هناك ؟"
" في الغالب عشرون ، لن نستطيع المتابعة هكذا ، سننتهي ، خلال ربع ساعة تنفذ ذخيرتنا وسنصمد بعدها ربع ساعة اخرى على الارجح ، والسيدة لميس مع جسدها هذا ستصمد فقط لربع ساعة ، لذا سيدي انت تمتلك 15 دقيقة لانقاذ السيدة لميس و 30 لانقاذنا وانقاذ انفسنا "
" كم من الوقت سيأخذ وصول رجالنا لهنا؟ "
" خمس دقائق اذا وصلهم الخبر الان ، احسب دقيقتين اخرى لتجهيز السلاح فقط 8 دقائق "
صرخ وعروق رقبته تبرز
" تبًا "
" وسام ، اهدأ ، لميس ستكون بخير "
نظر وسام لوسن التي وضعت مشط رصاص اخر في المسدس وتطلق على احد الرجال الذين حاولو طرح اخيها
" لا تتباطئ الان ، دعنا ننهي هذا القرف "
اومأ بهدوء وتابع الاشتباك بتوتر
.
في ذات الوقت
نزل الرجل المغلف بالاسود من السيارة ، رداء فرقة التدخل السريع الاستخباراتية ، يبتسم المجهول من خلف القناع
" هيا يا رجال ، سننهي هذا اليوم "
تحمس الرجال من خلف المقنع وانتشرو في الموقع
كأطياف الموت يحيطون بالفيلا المتواجدة بجبلٍ ما ، من حُلكة ملابسهم لا تميزهم في ظلام ليلة قمرها مُحاق
داهمو الفيلا بسرعة الفهود ، يتنقلون بخفة بين الحواجز وبسرعة يطلقون على الرجال ، حتى يدخل المقنع المجهول للفيلا ويبتسم يدخل كل غرفة وهو يدندن باغنية شعبية ، وعيونه المشرقة تلمع في الظلام
حتى دخل حجرة المكتب و رأى محمد يحاول حشو المسدس بالرصاصة بيديه التي ترتجف بهيستيرية، نظر له وابتسم بشدة وقال
" اهلا وسهلا ايها الافعى "
نظر محمد في عيونه الكهرمانية المشرقة وقال
" رائد حسنًا دعنا نتفق سوف اعطيك المال "
" حقًا وكم ستعطيني ؟"
" كم تريد ؟ ساعطيك كل ما تريد ايًا كان "
" حسنًا اذا اريد حياتك"
" ا ا انتظر لدي عرض افضل "
" كُلي اذان صاغية "
قالها بمرح وهو يفرغ مخزون مسدسه ويحشو رصاصة ذهبية محفور عليها حرف (M)
" ماذا اعطاك وسام سوف اعطيك اكثر "
ابتسم رائد وقال
" وسام اعطاني رائد ، ماذا يمكنك ان تعطيني ؟"
" المال ! كل ما تريد من جاه ومال وقوة "
" للاسف عرضك لم يغرني ، فقدت فرصتك ، اتذكُر ما وعدك به وسام سابقًا ؟ سيقتلك بهذه الرصاصة المنقوش عليها حرفك ، لم يخلف وسام وعدًا لي قط لذا قررت ان احذو حذوه وانفذ وعده بدلًا منه "
ورفع المسدس واطلق على محمد الذي كان يتوسل من اجل حياته مثل دجاجة خائفة
رفع رائد هاتفه والتقط صورة للجثة وارسلها لوسام ثم ابتسم بانتعاش وغادر الفيلا مع جماعته
.
رنّ هاتف وسام معلنًا عن وصول رسالة
لكنه لم يكن وقت تفقد الرسائل
" هل انت متاكد انها ستصمد لربع ساعة فقط؟"
" ربما اكثر بدقائق ليس اكثر من 20 دقيقة"
" اين هؤلاء؟ "
تأفف هتان وتابع الاطلاق وهو منزعج من توتر وسام
" كُن رجلًا وتوقف عن الصراخ "
نظر وسام في هتان الذي بدأ يهذي بصدمة وقال بعد ان خُدش خده برصاصة
" أأنت مجنون ، الا ت-"
ثم لاحظ ازدياد عدد اصوات الاسلحة
" اللعنة هل جائتهم تعزيزات ؟"
شتم هتان بداخله و وقف امام وسام وقال
" اصمت وابقى في الخلف ايها المجنون "
تجاهل وسام هتان واصبح ينظر حوله ليبحث عن حل
حتى توقف صوت الاسلحة و رُكل باب المقهى ودخل ، رفع كل من وسام وهتان و وسن وبرق والياس اسلحتهم تجاهه
" اهدأو هذا انا "
اخفض الجميع اسلحتهم منذ كان القادم زياد وخلفه الحارث وعدد من الرجال
صرخ وسام وقال
" الاسعاف ! سيارة خذ لميس للمشفى بسرعة "
ثم استوعب ان الجميع ينظر له وهو يهذي حتى وضع يده على رأسه وركض ليحمل لميس بين ذراعيه وركض لاقرب سيارة وانطلق لاقرب مشفى
.
في المشفى
سحب الاطباء السرير لغرفة الطوارئ ، وانهارت ساقيه امام الباب ، كان يرتجف مثل مجنون في باله ملايين الذكريات لاشخاص غادرو هكذا ، فجأة ، بدون ادني سبب لعين ، تحطم قلبه مرارًا ، ذكريات موت والده ومراد وليد و بعض فتية دار الايتام ، اصبح يخشى ان يسلم على احدٍ صباحًا ويُقتل بسببه ، كان مثل فيلم مرعب هو بطله .
حتى رأى رداء ابيض يقف امامه ويقول
" سيد وسام "
يرفع وسام رأسه ببطئ ، عيونه محمرة ويديه ترتجف
" خالص تعازيي "
توسعت عيونه ونظر للطبيب بعدم تصديق
" كُن قويًا "
فجأة انهار عالمه ، تحطم كيانه ، تزعزع امانه
ذهبت ! غادرت بدون وداع
للحظة عادت ذكرياته ليوم الانفجار وما حدث
تخيل اللحظة التي اخبرو بها احبائه انه غادر
" سيد وسام انت بخير؟ "
نظر وسام للطبيب الذي كان يشده من ذراعه
" اتريد الذهاب والراحة؟"
هز وسام رأسه بالنفي و وقف بترنح وغادر المشفى
تائه مثل رجل ضاع بالصحراء ومعه بوصلة معطلة.
ركب السيارة وانطلق للبحر ، هو لا يدري لماذا لكنه ذهب للبحر
وصل ونزل من سيارته وجلس على المقعد امام البحر وانهار جسده عليه ، حدق بالبحر بشرود ، كان الوقت متأخر لذلك لم يتواجد صوت غير صوت الامواج العاتية شعر بشخص يجلس بجانبه لم يكلف على نفسه عناء النظر اليه وقال بصوت مبحوح
" الم اخبرك الا تعود الي الا بعد ان تقتُل محمد "
قال رائد وهو يحدق بالبحر معه
" لقد تم انتقامك يا اخي ، قتلته برصاصتك "
اومأ وسام وقال
" اذا لم يكن محمد وليس فهد ايضًا ، لابد انه اعلى منهما"
" دعك من هذا ، انت بخير ؟"
" انهم يرحلون يا رائد "
سكت رائد ولف وجهه لينظر لوسام ، عينيه محمرة وجسده يرتجف ، صوته مبحوح مهتز ، وبريق عينيه اختفى
شعر وسام بشخص اخر يجلس بجانبه
" اين كنت يا ظلي ؟"
" احاول اللحاق بك "
حدق هتان بوسام ثم نظر لرائد الذي بادله النظرات
نظرات قلة الحيلة
وقف كلٌ من الحارث و برق خلفهم
" هيا يا وسام ، دعنا نذهب لزياد "
اومأ وسام لكنه لم يظهر بادرة القيام والذهاب
" توقف عن هذا ، كُن قويًا كما عهدناك "
" رُبما كل هذا حصل بسبب قوتي ، ربما لو كُنت ضعيفًا كان كل هذا انتهى ، ربما انا المخطئ لسعيي وراء العدالة "
" انت لا تسعى وراء العدالة ، انت شخص مجبر على التعايش ، وهؤلاء الانذال هم السبب ، نحن لا نستطيع اعادة لميس ولا يمكننا اعادة الوقت ، وسام نحن علينا المضي قدمًا "
نظر وسام لرائد الذي كان يتكلم بجدية
" لا تستسلم الان ، ربما في اي لحظة قد يغادر احدٌ منا ، في كل مرة هل ستقيم ذات هذا الحِداد ؟"
قال هتان بجدية وهو يشد على كتف وسام بيده
" مات الكثيرون ولم اقم حِدادًا ، دعوني احزن الان عليهم جميعًا، على كل من غادرني وتركني وحيدًا"
" نحن لا زالنا موجودين ، عندما يختفي كل واحد منا قل هذا الكلام ، انك تُركت وحيدًا"
قال سمير وهو يقرفص امام وسام ويمسك يديه
نظر لهم وهم حوله مجتمعون ، يحدقون به يحاولون اعادة بريق الامل لعينيه
" انا لا املك املًا ولكن يقين يا وسام ، انك انت من ستنهي هذا الجحيم"
" هذا الجحيم لا ينتهي "
" على الاقل ستكون انت من ينهي هذا الجيل "
شد سمير يدي وسام و سحبه ليقف وقال
" دعنا نذهب لزياد "
وقف معهم الجميع وغادروا لزياد
.
#في_الصباح
يحدق بالجثة الملفوفة بالكفن التي تنزل للقبر بهدوء
والناس يقذفون التراب من حوله ، والحزن سائد على جو المكان ، لكنه صامد واقف مثل جبل راسخ ، الاحمرار الخفيف تحت عينيه من البكاء لا يستطيع اخفائه ورجفة يديه الغير مسيطر عليها ايضًا كانت شيء خارج عن ارداته لكنه الان يدرك ، الناس من حوله يتساقطون كالدومينو
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن