الفصل السادس: بزوغ الفجر(103)

16 3 1
                                    

103
الفصل السادس:بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت الثالث بعد المئة
دخلت الشركة الكبيرة ، والقت التحية على السكرتيرة ثم دفعت باب المكتب ، وضعت حقيبتها ثم التفتت للطاولة ووجدت كومة اوراق ، اقتربت منها لتنهي عملها وتعود للمنزل بسرعة خشية من بقاء وسام وحده .
وجدت ظرف على المكتب ، بلونٍ ذهبي براق ، امسكته وفتحته وقرأت ما فيه
{ عزيزتنا الانسة كارما
يشرفنا دعوتك لحفل تدشين اعمال شركة برايت
المقام في يوم الاربعاء القادم
نتمنى حضورك مع من تحبين }
شركة برايت كانت شركة تمويل طالما تعاملت معهم كارما وحضرت حفلاتهم بل و اشترت اسهمًا للشركة ،
عرفت كارما ان اخبار زواجها لم تصل لفرنسا بعد حيث ان كل الدعوات والبطاقات والتهنئات تأتي باسم الانسة كارما .
وضعت الدعوة في حقيبتها وانشغلت مع الاوراق
.
يدخل المبنى وهو يحدق في الارجاء ، يفحص زوايا المبنى والموظفين المشغولين ، واصوات المكالمات وتقليب الورق والركض ، اتجه مباشرة لمكتب المدير ، طرق الباب ، وكونه اول لقاء ، اتسم بحسن هندامه ، وبترتيب شعره ، حتى وجهه بدا اكثر اشراقًا ، بعد ان سمع اذن الدخول دفع الباب ، وشاهد رجلا جالسًا على مكتب يراقب الاوراق ويوقعها ويراجعها بسرعة كبيرة ، ويرتدي نظارة مربعة ، كان الرجل بعمر سلطان ، لكنه مختلف ، هالته مختلفة ، رغم انه كان يبدو مهيبًا الا انه كان يبدو حنونًا ، شاهد رائد صورة في زاوية المكتب ، شاهد صورة ثلاث اطفال يحضنون هذا الرجل ، ابتسم رائد وعبس حين تذكر سلطان مع وسام ، وكيف كانت معاملته جافية بدون شعور
"اهلا بك يا رائد "
" مرحبًا بك يا سيدي "
"اجلس "
"كلا انا مرتاح هكذا "
" هل يعلمكم سلطان رفض الاوامر ؟ قلت لك اجلس"
تذكر رائد عندما حادثه سلطان بحدة عندما رفض الجلوس ، تذكر ذلك ودفع تلك الذكرى الى زواية عقله وجلس باستقامة وهو ينظر للرجل
" انا ادعى صقر ، سوف اكون المسؤول عنك او مديرك"
"حسنًا سيدي "
"لا داعي لان تكون متصلبًا هكذا ، سمعت انك صديق لابن سلطان "
اومأ رائد
"نعم لكن هل لي ان اسأل بما يفيدك ذلك"
"لا شيء لا داعي لان تقلق ، لكن اريد ان اعرف بضع اشياء عن ابن سلطان ، هو يدعى ؟"
" وسام سيدي "
" اجل وسام ! هل انتهت تجربته مع الاستخبارات؟"
"انهاها الرئيس سلطان "
" ارى ، اذا رائد اتمنى ان ننسجم جيدًا ، لازالت الشركة تحت مسؤوليتك ، لكننا نحن من سنتقلى التقارير بدلا من الاستخبارات"
" هل لي ان اعرف ما سبب نقلي ؟"
" لا استطيع اخبارك بكل شيء حاليًا ، لكن كل ما يمكنني قوله هو اننا نستعد لمهمة جديدة ، وانت الخطوة الاولى"
"انا ارى ، اذا سيدي شكرا لك على حسن الاستقبال "
.
شاهدها تدخل وتضع حقيبتها على الطاولة
" مرحبا بعودتك "
" اهلا عزيزي ، هل تناولت طعامك؟"
" كلا كنت انتظرك "
" اذا دعنا ناكل "
وقف وسام وسار معها الى غرفة الطعام والخادمة تضع الطعام امامهم
" هل خرجت؟"
"كلا لقد استيقظت لتوي "
" اصبحت تنام كثيرا "
" لا يوجد شيء لفعله غير النوم ، انا متقاعد في العشرين "
ضحكت كارما ثم قالت
" نعم صحيح ، لقد اتتني دعوة لحضور حفل في فرنسا"
" فرنسا ؟ اهو مهم ؟"
" اجل انه لشركة اعرفها ولي اسهم فيها ، علي الذهاب"
رأت كارما وجهه الذي هدأ وهو يحضر اللحم لفمه
"انه مهم للغ-"
"لنذهب معا "
" عذرًا ؟"
" دعينا نحضر معا ، اخبار زواجنا لم تصل لفرنسا بعد اليس كذلك؟"
" اجل "
"اذا دعينا نحضر مع بعضنا البعض "
اشرق وجه كارما ولمعت عينيها بسعادة كبيرة لسماعه يعرض المجيئ معها
" في النهاية ست اشهر عسل لا تكفيني "
سمعته واحمر وجهها
" توقف عن ذلك "
" عن ماذا ؟ لو بقيت معك ست قرون فهي لا تكفيني "
"انت تتعمد مضايقتي اليس كذلك؟"
امسك وسام يدها وقبلها
" ماذا لو كنت كذلك"
"لا استطيع انكار انني احب هذا ، كُل هذه"
مدت كارما الشوكة لوجه وسام الذي تفاجئ ، وضحك و اكل اللحم ثم جلس يحدق في كارما التي تتحدث معه وتاكل بسعادة غامرة .
.
اشارت المضيفة لمقعده ، وشاهد شخصًا بجانب النافذة ينظر اليها بسرحان ويديه مخدوشة
" يالهي ، هتان !"
التفت الجالس اليه وقال بصدمة
" زياد ! مالذي تفعله هنا "
اجاب زياد بضحكة وهو يجلس بجانب هتان ويربط حزامه
" اعود للوطن "
"لم اكن اعلم انك في الولايات المتحدة "
"ولا انا كنت اعلم عنك ، هذه حقا صدفة جميلة "
" اجل انها بالتاكيد كذلك ، اتعرف اخبار البقية؟"
" رائد مشغول بالشركة ، وسن وسمير ينتظرون بترقب مولودهم ، من ايضًا ؟"
قال هتان بضحكة مرحة
" الاهم "
" اجل الاهم ، وسام يقضي ايامه نائما في بيته ، هذا ما اخبرني به جناد "
ابتسم هتان بحزن وحدق في المضيفة التي تسرد اجرائات السلامة
"انا ارى ، حتى لو حاول لا يمكنه العودة"
"انا اشعر ان وسام لا يمكنه انهاء الامر هنا "
" ماذا تعني؟"
" انظر ربما لا استطيع فهم مشاعر وسام جيدا الا انه سيظن انه مُطالب بالعودة بطريقة او باخرى"
"انا اعلم لكنني لا اريده ان يعود ، اعتقد انه سيتدمر ان عاد"
" لا اظن ذلك ، اه صحيح ، ارأيت تلك التقنية الجديدة"
.
هبطت الطائرة القادمة من الولايات المتحدة ، واقلعت الطائرة المتجهة الى فرنسا
" اعزائي الركاب ، الرجاء ربط احزمة الامان استعدادًا للاقلاع"
"اعزائي الركاب يرجى عدم خلع حزام الامان حتى تتوقف الطائرة تماما "
.
*مساء يوم الاربعاء
"هل انتِ جاهزة "
" اجل لا اعتقد انه من المهم ان اتزيين كثيرا "
"سوف اغضب اذا فكرتي بالتزيين "
تمسكت بذراعه وقالت بمرح
" اتغار علي؟"
" اجل انا افعل"
جفلت كارما من تصريحه وحدقت به وهو يربط ربطة عنقه
" احبك انت وغيرتك اللطيفة"
ابتسم وربت على ربطة عنقه والتفت لها
" هل انتِ متاكدة انها لطيفة"
" هل ستقتل شخصًا ؟"
" هل تعتقدين انني لن افعل؟ "
" اجل لن تفعل ، وسام الرجل الذي احببته لن يفعل ذلك "
ربت وسام رأسها
" لنذهب ، سنرى ان كنت سافعل ام لا عندما يحاول احدهم مغازلتك ، صدقيني سرف ارسل له جناد وهو نائم"
تعالت ضحكة كارما عندما سارت الى جانبه خارجين من جناحهما في الفندق الفاخر في ارقى احياء باريس .
.
وصلت السيارة وفتح الخادم الباب ، نزل وسام اولا وامسك يد كارما ودخلا للحفل بعد التحقق من الدعوة .
بفستانها الطويل الازرق الفاتح الذي ينسدل على جسدها بخامة تشابه الحرير. ومجوهراتها الالماسية اللامعة وشعرها الذي طال واصبح يتعدى كتفيها والذي صففته بإتقان بشكل مموج .
اما وسام فقد كان الصورة المثالية لأي رجلٍ مهذب ، بشعره المرتب بدقه وبدلته الرمادية و ربطة عنقه والمناديل بلونها الاحمر الباهي ، بابتسامة جعلته مشرقًا للغاية كانا ثنائي مثالي .
"مرحبا بك انسة كارما "
" اهلا بك ايها السيد جوهانس "
" من هذا الرجل بجانبك ، هذه المرة الاولى التي اقابله فيها "
"انا زوجها "
قالها بابتسامة جعلته واثقًا مشرقًا جعلها تحمر .
"اهلا بك يا سيدي ، انا ادعى جوهانس ستيفان ، مدير الموارد البشرية لشركة برايت "
"لقد سررت بمعرفتك، انا وسام سلطان"
تصافحا بابتسامة على وجه كل منهما
التفتت كارما حولها وقالت بنبرة تفاجؤ
" اوه يالهي ، السيدة ليان هنا"
رفع وسام نظراته الى حيث كانت تشير كارما بعينها والتقت عيونه بعيون ليان، التي ابتسمت لهم واقتربت منهم .
"من الجيد رؤيتكم مجددًا"
"انه لمن الرائع لقائك هنا يا ليان؟ كيف تسير امورك؟"
لاحظت ليان نظرة وسام الباردة وهي تعلم انه ليس ساخطًا عليها لكنه لا يستطيع تقبل شيء من طرف سلطان
"انا في حال جيدة ، ماذا عنكم؟ كيف كانت رحلتكم؟"
"كانت مليئة بالمغامرات "
"حقًا كنت افكر في السفر مع زوجي لكني لست واثقة من الوجهة"
"اعتقد ان المالديف ستكون مكانًا رائعًا للاستجمام"
"سوف اضع الخطة قيد التدقيق"
ضحكت كارما في ملاحظة ليان الساخرة
" بالمناسبة ، السيد الياس متواجد ان كنتِ تريدين القاء التحية عليه "
" انا ارى ، يجب علي ذلك "
وامسكت كارما بعضد وسام وذهبوا الى حيث ارشدتهم ليان
" سيد الياس"
" اوه انس- اعني سيدة كارما ، كيف كان حالك؟"
" على خير ما يرام ، وانت يا سيدي؟"
" كنت في حال جيدة ، اهذا زوجك ؟"
" اجل ، انها لفرصة رائعة ان تتعرفوا على بعضكم البعض"
بصراحة كانت كارما تشعر بالضيق من الياس لذا كانت تحاول انهاء المحادثة بسرعة
" انا وسام ، من الجيد لقائك سيد الياس"
لاحظ وسام طرف ابتسامة على شفتي الياس الذي ارتشف من الشامبانيا خاصته ليخفي ابتسامته .
شعر وسام بإهتزازٍ في جيبه
" المعذرة على الرد على هذه المكالمة "
"خذ راحتك ايها السيد المحترم"
اومأ وسام بابتسامة وغادر ليرد على مكالمته ، خلال الفترة السابقة بدأ وسام في انشاء مكتب مقاولات كونه يعلم القليل عن هذا المجال ، واستطاع التواصل مع احد موظفي الشركة السابقين ليساعده في مشروعه .
ابتسمت كارما وهي تحدق في ظهر وسام الذي كان يرد على مكالمته والجدية بادية على ملامحه .
"سيدة كارما "
" اجل ؟"
" كنت اود ان اتحدث معكِ في امر ما "
"تفضل ؟"
"ايمكننا التحدث بمفردنا اذا لم تكونين تمانعين ؟"
شعرت كارما بالغرابة لكنها وافقت وتبعته الى غرفة جانبيه وفي قلبها كانت تخشى ان يعود وسام ولا يجدها فيقلق
"سيدة كارما ، كما تعلمين السيد ماجد كان زعيم مجلس العظماء ، المجلس الذي يدير اعمال المافيا في وطننا ، وغادرنا السيد ماجد ، لذا كبار المافيا يطلبون منك اخذ مكان والدك ، حيث ان الوراثة لها الاولوية في المناصب "
ابتسمت كارما بسخرية ونظرت له وهو يتحدث بجدية ، ثم تنهدت وقالت بهدوء وفي نظرتها ثقة
"انا لم ولن اشارك في اي اعمال اجرامية ، وانا لست شاكرة لهذا العرض ، وارفضه بكل احترام"
" هذا لا يبدو مثل رفض محترم "
"هذا ما تراه يا سيدي لكن هذا اكثر رفض مهذب استطيع طرحه ، الى اللقاء"
وخرجت من الغرفة بخطوات غاضبة متوترة ، وشاهدت وسام يعود للقاعة .
امسكت يده
" دعنا نغادر "
" ماذا ؟ هل حصل شيء؟"
" وسام ، ارجوك دعنا نغادر"
شعر وسام بالقلق ونظر لوجهها الغاضب والحزين في ذات الوقت ، فامسك يدها وخرجوا لردهة الاستقبال ، وخلع معطفه و وضعه على كتفيها ، وامسك وجهها بحنان
" اخبريني ماذا حدث "
"لنذهب سوف اخبرك في الطريق"
" كما تريدين "
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن