الفصل الرابع : الملف الاسود (80)

39 7 6
                                    

80
الفصل الرابع : الملف الاسود
البارت الثمانون
ركبت وسن السيارة بجانب كارما وعبست بعد ان نظرت في المرأة
" الكثير من الحرس ، كيف تتحملين ملاحقتهم لكِ؟ "
قادت كارما بهدوء واجابت بابتسامة
"انا لا افعل حتى وان رفضت قدومهم معي والدي سوف يرسلهم خلفي ، اليس هذا الوضع مشابه معك ؟ يبدو ان اخوكِ يعمل في شيء خطر "
ابتسمت وسن بثقة وهي تنظر للامام
" لا احتاجهم "
توقفت كارما عند الاشارة والتفتت لوسن
"مالذي تعنينه ؟"
"اخي يعلم انني لست ضعيفة لدرجة ان يضع اشخاصًا يلاحقونني ، لم يحدث اي موقف اضطره لذلك "
وتابعت وسن التي اعتدلت بجلستها ورتبت شعرها
" كما ان اسم اخي يكفي ليجعل اي احد يحاول لمسي يهرب بعيدًا ، انا وسن سلطان بالنهاية "
ابتسمت كارما وهي تقول في نفسها
' لو تعلمين من يكون والدي لما قلتي هذا '
" لم تخبريني يا كارما ، من هو والدك؟"
انطلقت كارما باتجاه المركز التجاري واجابت
" مجرد رجل اعمال عادي "
" انا ارى ، اوه صحيح دعينا نتوقف عند محل الاحذية بالطابق الثاني هناك حذاء يناسب فكرة الفستان التي ببالي "
.
"ما رأيك اذا ، زرقاء؟ ام سوداء "
" الزرقاء مناسبة "
اجاب وسام بهدوء
اردف رائد برأيه وهو يجلس
" اليس الابيض هو لون الزفاف ؟"
"انه لا يليق بي فقط ، كما كنت اظن الازرق افضل "
ذهب سمير ومعه عينة القماش الزرقاء
"ما اخر الاخبار ؟"
" فهد اتى ، اخبرني انه لا علاقة له بما يجري "
" وهل انت تثق به ؟"
" بالطبع لا ، ارسلت هتان وبرق خلفه ، بالمناسبة ، لماذا اتيت ؟"
"اوه صحيح ، جمعت معلومات عن المدعو فارس "
اخرج حزمة اوراق من جيب سترته الداخلي وناولها لوسام وهو يتحدث بإيجاز
"اسمه فارس احمد ، عمره ٣٥ هو المسؤول عن المخدرات بالمجلس "
" انا اعلم هذا بالفعل "
"عندما فجرنا المستودع ذلك اليوم كانت ابرز البضاعة من المخدرات لذلك هو الاكثر تأثرًا من هجومنا ذاك ، اجرى صفقة قبل اسبوع مع عصابة المانية ، يبيع المورفين "
" مورفين ؟ كنت اتوقع بضاعة اقوى"
ابتسم رائد وقال
" لقد فجرنا اكوام الاكستاسي خاصته ، انه غير متوزج ، بالاحرى لقد قتل زوجته لانه ظن انها تخونه ، لديه طفل لكنه يُربى في دار ايتام باسم اب مزيف ، وهاهي المعلومة المضحكة ، تخيل ماهو اكبر مخاوفه ؟"
" ماذا يكون ؟"
"الاضائات الحمراء والزرقاء على سيارات الشرطة ، مرّ بصدمة عندما كان طفلًا واصبحت عقدة نفسية "
ارتفعت زوايا شفاه وسام مكونة ابتسامة
'يمكننا الاستفادة من هذا جيدًا '
اردف رائد بعد ان سكت قليلًا ليستذكر ما فاته من معلومات
" لديه ثلاث فيلل ، معرض سيارات مصنع خمور ، و ثلاث ورش صيانة سيارات "
" ورش صيانة ؟؟"
" انه غطاء ، لعقد صفقات المخدرات "
" انا ارى ، حسنًا عمل جيد رائد هذه معلومات مهمة وجيدة حقًا "
رفع رائد ابهامه وابتسم
" يمكنك دائمًا الاعتماد علي يا صديقي "
توسعت ابتسامة وسام و ربت على كتف رائد بهدوء
.
بعد اسبوعين
في صباح يوم الاربعاء
تحركت كارما من فراشها وابتسمت بسعادة
غسلت اسنانها و وجهها وارتدت ملابس بسيطة وانطلقت لفيلا ابطالنا
طرقت الباب وفتحت الخادمة
" السيدة وسن سوف تنزل بعد قليل "
اومأت كارما وهي تتناول القهوة السوداء من الخادمة وترتشف منها بهدوء.
خلال هذه الايام لاحظت كارما العديد من الاشياء
وسن تفضل الشاي على القهوة ، علاقة وسن واخوها اقوى من اي اخوة رأتهم من قبل ، و اخيرًا ، هذا البيت دافئ للغاية بشكل غريب .
نظرت كارما لوسن التي جلست بجانبها بتوتر
" هل نذهب لصالون التجميل ام لازال الوقت مبكرًا ؟"
"اعتقد انه يجدر بنا الذهاب "
امسكت كارما بيد وسن وغادرتا المنزل متجهين للصالون الفخم الذي تمتلكه كارما .
.
اقترب الياس وناول وسام الاوراق
" اخبرتك يا سيدي الا تستهين بمعلومات المشردين والفقراء"
ابتسم وسام واومأ لالياس
" اسمه فاهد صقر ، ٣٨ سنة ، مسؤول عن الاسلحة "
نظر وسام لالياس ينتظر المعلومات الجديدة
"لديه قصر وفيلاتين ، مصنع اسمنت ومطعم ، وثلاث مستودعات ، اعزب لم يتزوج قط ، مهتم بجمع التحف القديمة التاريخية ، عُرف بقتل ضحاياه من خلال خنقهم حتى الموت ، يقضى وقت فراغة في فندق ماري روز الفاخر حيث يلعب القمار ويلهو مع النساء "
لاحظ الياس وجه وسام المتفاجئ من كمية المعلومات التي اتى بها .
"حقًا يا الياس فجائتي بكمية المعلومات التي اتيت بها "
ضحك الياس بمرح واجاب
"فرقة المشردين تريد كرمك "
ارتفعت ضحكة وسام واومأ
"اطلب ذلك من هتان عندما يعود وقل له انها اوامري "
اومأ الياس بقوة وغادر
ضحك وسام وهز رأسه باسف وارتشف كأس الماء الذي امامه حتى لاحظ سمير الذي وقف امامه وبيده حقيبة صغيرة
" يجب على العريس ان يهتم بنفسه فقط "
قال وسام وهو يرفع رأسه للاعلى
" علي على الاقل ان اهتم بأخ زوجتي "
" ياله من زمان ، بالامس كنت اخوك واليوم اخ زوجتك "
اعطى سمير وسام الحقيبة وقال
" يا صديقي لقل مقام مقال "
ضحك وسام بحيوية
" ما علاقة هذا ؟"
"لا ادري "
اخرج وسام الادوية من الحقيبة وحدق بالحبوب التي فوق يده ، ياللسخرية وسام القوي الصامد المعروف ببروده وجموده يتناول مضادات اكتئاب وهلوسة .
ابتلعها بهدوء ثم وقف
" اليست تلك الحبوب تسبب الدوار ؟"
" كلا انا بخير ، دعنا نجهزك ، انت العريس ايها الوسيم "
ضحك سمير بتوتر ومشى معه للخارج
.
"لا ادري هل بالغت بالتسريحة ؟"
نظرت لها كارما ، كارما تعترف الان وسن جميلة للغاية ، شعرها المجعد قليلًا ذو اللون الاشقر الباهت كما لو انه قمح ، عيونها المرسومة بلون البحر الفاتح ، وبشرتها البيضاء الفاتحة ، انفها المستقيم وشفاهها الصغيرة.
" ابدًا انها مناسبة ، يا فتاة حرفيًا كل ما فعلته وضعت بعض الورد على شعرك"
" اعتقد انك محقة ، هل انتهيتِ؟"
نظرت كارما لنفسها رفعت شعرها بخفة لتنسدل خصلتين على عينيها مساحيق التجميل الخفيفة التي برزت عند مدمع عينها .
" نعم انتهيت ، انغادر ؟"
"نعم ليس هناك وقت ، تبدلي ثيابك ونتناول الطعام ونتجه لموقع الحفل "
" من سيقلنا "
" اخي قال انه سيأتي-"
رن هاتف وسن وابتسمت عندما تابعت
" بذكر الاسد ، يبدو انه وصل "
خرجت وسن و كارما ، ركبو السيارة
" هتان ليس معك هذا غريب "
ابتسم وسام وهو ينطلق
" مالغريب ؟"
" انه دائمًا ما يكون ملتصق بك كالظل "
" ارسلته في مهمة ، لن يكون متواجد اليوم "
" هذا محزن بعض الشيء ، هل تناولت طعامك "
" نعم تناولت غدائي مع سمير و رائد ، وانتم ؟"
" لم نستطع "
"المنزل ؟"
" نعم بسرعة "
اومأ وسام وباله في مكان اخر تمامًا
.
نزل هتان و رفع المنظار
" نعم اعتقد انه هنا "
" هل نخبر الرئيس اولًا ؟"
" الرئيس؟ "
توتر برق وابتسم
" انها عادة "
"على كلٍ ، لا ، لنداهم هو قال عندما تجده صفيه ، لم يقل اخبرني "
" اذا هيا بنا ؟"
نظر الحارث لهتان الذي اجاب
" دعنا نقترب بالسيارة اولا"
.
ابتسم وسام عندما نظر لجانبه رأى وسن تحادث كارما التي ترتب فستانها .
" هل تظنين انه مجعد قليلًا من الجانب "
نظرت كارما الى حيث تشير وسن
" كلا انتِ متوترة قليلًا "
" حقًا ، انه نعم المزهريات ا-"
" اخبرتهم ، ثلاث وردات بيضاء وردة فضية صناعية "
"نعم نعم صحيح ، وسمير "
" انسيتي ، انتِ اخبرتيه ان يقف امام الدرج ليستلم يدك من وسام"
"اوه انا متوترة جدًا ولا اعرف ما اقول "
توسعت ابتسامة وسام وهو يستند على الجدار ، لم يستطع تخطي وفاة اولائك الاشخاص ، وبدأ يتخيل وجودهم بهذه الغرفة ، لميس تساعد وسن بالفستان ، وليد يربط لسمير ربطة عنقه ، مراد يصافح وسام ويهنئه.
تنهد تنهيدة طويلة ثم نظر لوسن التي تناديه
" مالامر؟"
" انه الوقت ، هيا "
نظر وسام للمرأة ورتب شعره وربطة عنقه ، ولاحظ كارما التي تحادث وسن وانعكاسها على المرأة ، بفستانها الاحمر الحريري الذي يصل لاسفل ركبتها وكعبها العالي الابيض مجوهراتها الذهبية .
اعاد وسام نظراته للوسن
" هيا بنا "
وقف بجانبها ونظر للامام و زرع ابتسامة على وجهه وفُتح الباب وبدأ يواكب خطوات وسن حتى وصل لسمير وسلمه يدها وهو يهمس له باذنه
" في امانتك "
ابتسم سمير وعانقه وابتعد وسام ليقف في الجانب بجانب كارما التي كانت تصفق بسعادة
.
"اقتربنا كفاية ، لنبدأ "
ينزلو من السيارة ويجهزو اسلحتهم
"بر-"
يقاطع هتان الانفجار الذي سقط على السيارة وقذفهم بعيدًا
-سعال سعال -
" هل انتم بخير ؟ حارث برق "
وقف هتان بترنح صرخ حتى برزت اوردة عنقه
" حارث ، برق "
انقشع الدخان رويدًا رويدًا حتى تجمد هتان بمكانه من الصدمة وصرخ بشتائمه واللعنات
رأى جسد برق معلق على غصن مدبب ، مطعون من ظهره وخرج الغصن من صدره ، الفتى مات ميتة شنيعة .
" برق ، برق "
نظر هتان لكتفه الذي بنزف بشدة وتذكر اصابات وسام المتكررة بكتفه ، كاد يبتسم وما اوقفه كان صراخ الحارث خلفه
" هتان ، احذر "
اختبئ هتان خلف اقرب شجرة و رأى الحارس فوق سطح القصر يطلق بالرشاش الالي يدويًا عليه وعلى الحارث
" انت بخير "
" انا كذلك ، ماذا عن برق "
سكت هتان قليلًا ثم قال
" لننهي هذا القرف وندفنه بشكل لائق "
نظر هتان للحارث بجانبه وقال
" لدينا ٢٤ رصاصة فقط "
اجاب الحارث الذي بدل مشطه "
" مخطئ ، ١٢ رصاصة لكل واحد "
" لندخل بوجوههم"
جرى الحارث للساحة وبيده مسدسه
" ايها المجنون هذا رشاش آلي "
حتى توسعت عيونه حينما رأى جسد الحارث يبتلع الرصاص .
" حارث !!"
صرخ هتان وخرج من مخبأه
" حا-"
اخترقت رصاصة صدره ، بطنه ، كتفه ، جانب جسده .
رفع عيونه للسماء بعيون دموية وهو يتمتم باللشتائم
"لا - سعال - اريد الموت هـ هنا "
واغمض عينيه
#انتهى

رفع عيونه للسماء بعيون دموية وهو يتمتم باللشتائم"لا - سعال - اريد الموت هـ هنا "واغمض عينيه #انتهى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن