الفصل السابع : العاصفة(128)

16 0 0
                                    

128
الفصل السابع : العاصفة
الموسم الثاني
البارت الثامن والعشرون بعد المئة
خطى خطواته خارج المشفى بعد ان انهى ازالة الجبيرة ، بعد مرور اسبوعين من العيش في جحيم عدم المقدرة والالم وسام قرر ان يمتنع عن كسر اطرافه مجددًا لانه مرهق ، الان وقد عادت له يده ، واستعاد كامل حيوية جسده ، قرر العودة للعمل وانهاء اجازته الاجبارية بنفسه ، التفت لنيار وعقد حاجبيه بانزعاج
"سكار ارجوك توقف عن المشي خلفي ، هذا يشعرني بالانزعاج ، اذا كنت تصر على مراقبتي فامشي بجانبي "
كان وسام لا يزال يكره ملاحقة احد له ، كان يكره كونه مراقب لذا دائمًا ما كان يجبر نيار على المشي بجانبه بدلا من اتباعه من الخلف ...
شعر بهزة هاتفه في جيب سترته الداخلي فمد يده ليجيب على المكالمة
"اجل ؟"
[اين انت ؟]
ابتسم وسام الذي كان يكره اللف والدوران ، لذا كان اسلوب جده العجوز الافضل
"خرجت لتوي من المشفى وكنت متجهًا للمكتب "
[سوف ارسل لك عنوانًا ، اذهب الى هناك ]
"كما تريد يا جدي "
اغلق المكالمة والتفت لنيار وقال
"اعلم انك مرهق لكن يجب علينا الذهاب لمكانٍ ما قبل الذهاب للمكتب "
"كما تامر ايها الزعيم "
.

انهى ديمون المكالمة بابتسامة ثم عبس وهو ينظر للزائر الغير مرحب به ، جلس في مقعده في الفيلا خاصته ، ممسكًا بعصاه الذهبية وقدح شاي الليمون امامه والبخار يتصاعد منه ببطئ ، كانت تنبعث من حوله هالة قوية تسيطر على خصمه ..
نظر للشخص الذي دخل منذ برهة و القى التحية بما يملك من احترام ثم جلس بمقعده ، بعينيه الاسيوية الواضحة وشعره الاسود ، كان يبدو عليه كبر السن لكن كان من الواضح انه كان وسيمًا للغاية حينما كان شابًا ، له بشرة تميل للبياض لكن جسد عضلي قوي حتى مع تقدمه بالسن
"مرحبًا ايها الزعيم ديمون "
"اجلس يا هيروشي"
جلس بظهر مستقيم ثم سمع صوت ديمون
"مالذي زرتني لاجله ؟"
تنهد هيروشي وقال بنبرته التي تحاول السيطرة على هدوئها
"انا اتسائل لم قتلت الثور وانا من اقسمت على قتله بيدي ، لقد سرقت مني انتقامي ايها الزعيم ، اتمنى ان تجد لي حلًا لمشكلتي "
ابتسم ديمون ابتسامة ساخرة ثم قال بعيونه الحادة
"انت بالتاكيد تعرف ما فعلته البقرة التي تدعي كونها ثورًا"
"جُل ما اعرفه انه امسك ببطل العدالة الذي يقال انه حفيدك ، لكن الثور كان دائمًا ما يشكو من بطل العدالة الذي يدمر مجالسه يمنة ويسرى ، انه يعمل مع الحكومة! هذا وحده يجعله عدونا جميعًا"
"اولًا بطل العدالة هو حفيدي ابن ابنتي ومن دمي ، و اهم معلومة يجب ان تصلك هي انه تحت حمايتي المطلقة ، كون الثور اختطفه وعذبه اشد تعذيب هذا يعني ان السويسري يعلم بذلك ، وسمح بذلك ، انا لن اسمح بأي مساس لاحفادي ، والجميع يعلم بذلك ، انا اوضح ذلك لك لتعلم اني لم اقصد المساس بطرديتك عنوة ، لكن يا هيروشي عندما تأتي البقرة وتهز ذيلها امام الاسد هل تتوقع ان الاسد سيتجاهلها ؟ "
سكت هيروشي ثم اطلق تنهد عالي ومسح على وجهه وقال
"ايها الزعيم انا لن اسكت عن ذلك ، ومن كان السبب في هروب الثور من يدي سيلقى حتفه ، لانه وقف بيني و بين انتقامي لاختي التي راحت ضحية ذاك الثور الهائج "
نظر ديمون لهيروشي الذي كان منفعلًا ، ثم تذكر قصة هذا الرجل ...
من اجل التحالف بين المافيا اليابانية والاسبانية ، تزوجت اخت هيروشي والتي تدعى شيري بالياس المعروف باكس او الثور ، لكنه في نوبة هيجان بسبب تعاطي المخدرات انهى حياتها فجأة هي وطفلها الوحيد ، واقسم بعدها هيروشي بالانتقام وقتله شر قتلة.
اردف ديمون الذي لم يكن يهتم لان هذه القصة لا تعنيه ولا تمد له بصلة ، كل ما يهم هذا العجوز هو حماية ما تبقى له من ابنته
"حفيدي كان سيذهب ضحية ، والبقرة استحقت ما هزت ذيلها لاجله ، هذا ما لدي من اجلك ، اه ايضًا اخبر رئيسك انني اريد مقابلته باقرب وقت ، اعني السويسري "
وقف هيروشي وقال ويده ترتجف من شدة الغضب
"سيدفع حفيدك الثمن لانه حال بيني وبين انتقامي "
وخرج غاضبًا ، طُرق الباب ودخل انجيلو الذي كان له تعبير هادئ و عيون حادة جاهزة للركض والامساك برقبة هيروشي
"مابه زعيم المافيا اليابانية ؟"
"لا ادري انه مختل "
"ايجب ان اقضي عليه قبل ان يمس السيد الصغير "
"كلا اتركه ، سينتهي مثل البقرة المعتوهة في نهاية المطاف"
اومأ انجيلو بابتسامة على وجهه
.
وضع قدح الشاي الاسود على الطاولة برقي ، ثم رسم توقيعه على تلك الوثيقة المملوء بالبندود ، سمع طرق الباب فرفع رأسه ليسمع حارس الباب يتحدث بنبرة هادئة
"سيدي ، ان السيد الشاب وسام يود لقائك "
"ادخله بسرعة "
بعد دقائق دخل كل من وسام ونيار خلفه الذي كان مستعدًا للهجوم لحماية زعيمه ، لكن لم يكن هناك داعٍ لذلك اساسا.
مد وسام يده لدانيال اولًا ، كان وسام يعلم انه ادنى مرتبة من دانيال لذا تنص الاخلاق الصحيحة على انه يجب عليه هو ان يمد يده اولًا .
قبل دانيال تلك المصافحة وابتسم مرحبًا
"اهلا بك ايها السيد الشاب وسام "
"شرف لي لقائك ايها الزعيم دانيال "
"ارجوك خذ مقعدًا "
كانوا يتحدثون بنبرة راقية ومنمقة ، تخرج من النبلاء الارستقراطيين فقط ، لكنهم كانوا محتفظين باداب ومواقف دلت على صدق احترامهم لبعضهم البعض
"ماذا تود ان تشرب ايها السيد الشاب "
"شاي الايرل غراي يبدو جيدًا ، كما انه يمكنك مناداتي بدون رسمية ايها الزعيم دانيال "
ضحك دانيال الذي قال
"سنكون قريبين من بعضنا البعض يا وسام ، افضل ان تنادني بالعم بدلًا من الزعيم "
ابتسم وسام ثم لفت انتباهه اقداح الشاي البيضاء التي وضعت امامه ، والسكرتير الذي يصب الشاي بسلاسة في الاقداح ...
"يمكننا التحدث الان بسلاسة "
"من فضلك ابدا "
اومأ دانيال ووضع رزمة من الاوراق امام وسام
" لتدخل مجلس كبار المافيا ، عليك اولا السيطرة على كل الاعمال الاجرامية في البلاد ، لا شيء يدخل او يخرج او يوزع او يمنع بغير اذنك انت ، هذا ما يعنيه ان تكون مسيطرًا ، كل خائن ، متمرد ، متطرف ، معتوه يُقتل ، عليك ان تكون بارد القلب ، وهادئ الطباع ، كما لو انك ذئب ، لكن من المهم ايضًا ان تغدو قويًا "
رفع دانيال اصبعيه لمقدمة رأسه وكانما هو يشرح لوسام كلامه بالافعال
"انت الثور القادم لذا عليك احيانا ان تصبح هائج وتنطح عدوك بتلك القرون المؤذية اعلى رأسك "
اومأ وسام ثم سأل بفضول
"اعذرني على السؤال لكن ما هو سبب تسمية كل فرد بلقب في المجلس "
"قد يكون اهم سبب هو ابقاء هوية الزعماء سرية لكيلا يسبب وجودهم محاولات اغتيال مؤذية ومضيعة للوقت ، لكننا استخدمنا القابنا كطريقة للتعريف عن انفسنا ، على سبيل المثال النمر الصياد لم يكن لقب الرئيس ديمون ، كان اسم جديد وضعته لنفسي لاني مؤمن ان الرئيس ديمون وحده من يستحق اللقب القديم ، النمر الصياد هو انا ، من يتسلى بالعدو ويراقب وهو مختبئ حتى تحين اللحظة لينقض على الطريدة ويغرس انيابه في رقبتها "
نظرة وسام كانت مركزة وهو يحتسي الشاي ويستمع لحديث العجوز الجالس امامه ثم فتح فمه بسوال اخر
"ما كان لقب جدي "
ابتسم دانيال وكأنه يرى ديمون في هذا الشاب الواعد
" كان ذئبًا ، ذئًبا وحيدًا "
لم يستطع وسام الذي ارتعشت زوايا شفتيه غير نشر ابتسامة واسعة على شفتيه
"على اي حال ، اطلع على هذه المعلومات ، انها الاماكن الرئيسية التي يجب عليك السيطرة عليها "
"استميحك عذرًا ايها العم دانيال ، ايمكنك اخباري بمعنى لقب كل من في المجلس؟ "
"همم ؟ هذا ليس صعبًا لكن لماذا تسال عن ذلك؟ "
ابتسم وسام وقال بنبرة خبيثة تتخلل صوته الذي لطالما كان هادئًا ويخطط برفق
"نقطة القوة هي نقطة ضعف عليك استخدامها بالجهة المعاكسة "
لم يستطع دانيال الا ان يضحك وهو مصدوم من جرأة هذا الشاب ثم قال بعد ان هز رأسه ليوقف الافكار عديمة الفائدة
"الملوك السويسرين ، رافييل سيطر جده على سويسرا بقوة المال ، لذا فهو عنجهي ونرجسي بعض الشيء ، ثم لديك العاشقين اللبنانيون ، ومن اسمهم هم يتمتعون باسلوب شاعري و رومانسي ، الثعالب الروسية المكارة ، انهم مخادعين ويحصلون على كل شي بهز ذيولهم وجر الناس لفخاخ مجهولة ، السيوف الهندية ، انهم اقوياء للغاية كما يوحي لقبهم ، انهم كالمعدن الذي لا ينصهر ولا ينثني ، غير قابل للطرق والسحب "
ابتلع دانيال اخر رشفة من الايرل غراي قبل ان يتابع بنبرة هادئة
" الثيران الاسبانية هادئة وحكيمة لكنها سوف تنطحك عندما تستفزها ، الذئاب الايطالية حازمة وصارمة ومتحلية بالاخلاق ، تهاجم في جماعات وهم اقوياء للغاية بالضبط كما النمور الصيادة ، الليتش الياباني ، مثل الزومبي الذي لا يموت فهم متأصلين من جذور الياكوزا اليابانية ، انهم اقوياء ومتوحشين ، المقصلات الامريكية ، يتعاملون بقطع الاطراف و الرؤوس فقط ، يسيطرون بقوة القبضة والاسلحة البيضاء ، واخيرًا التنانين الصينية ، انهم مثل الاساطير المخيفة التي تروى للاطفال قبل النوم ، يستطيعون فعل كل شيء عديم اخلاق ومتوحش في العالم "
كانت هذه المعلومات مفيدة بالفعل ، لذا اومأ وسام ثم مد يده ليصافح دانيال ويغادر وهو بمزاج رائع
.
عبست كارما التي شعرت بالم الركل ، لكنها سرعان ما ابتسمت لان طفلها شديد الحيوية والحماس ، الان هي في الاسبوع الثاني والعشرين اي انها في الشهر السادس ، سمعت من طبيبتها ان صوتها الذي تُحدث به طفلها قد يساعد على تهدئته بعد الولادة لذا بدأت تغني تهويدة عشوائيه وهي تمسح على بطنها بسلام ، جالسةً على كرسي هزاز امام نافذة كبيرة تطل على حديقة الفيلا ، ببركة السباحة الكبيرة واحواض الزهور الخضراء والوردية المذهلة ، كانت تشعر بالهدوء ، حتى شعرت بحركة خلفها وابتسمت عندما شاهدت طفلًا يحبو اليها ، كان يبلغ هذا الطفل اللطيف من عمره سبعة اشهر ، امسكته كارما و رفعته
"اين امك يا سراج ؟"
بالطبع كان الطفل يتفوه بحروف لا معنا لها وهو يضحك وكانما هو سعيد برؤية كارما ، خرجت من غرفتها لتجد وسن في المطبخ تعد قنينات الحليب لاطفالها وهي تغني ، والمربية تمسك بوهج لتلاعبها في غرفة الجلوس
"وسن ابنكِ هرب ولم تلاحظي ؟"
التفتت وسن و ابتسمت لتقترب من كارما
"شاهدته يدخل غرفة الطفل وعرفت انكِ هناك لذا لم يكن هناك داعٍ من القلق ، اراد ابني اللطيف القاء التحية على ابن خاله "
ابتسمت كارما وهي تناول سراج لوسن ثم التفتت عندما سمعت صوت باب المنزل ، خرجت بهدوء لترى زوجها والجد يدخلون وهم يتحدثون بابتسامة
"مرحبا بعودتك "
"اهلا بكِ يابنتي "
اقترب منها وسام وقبل رأسها ثم لمس بطنها المنتفخ ليسأل بابتسامة
"كيف حال البطل الصغير ؟"
"مثل ابيه بالضبط ، والده يحب ركل الكره ، وهو يحب ركل امه "
ضحك الجد من التشبيه وابتسم حينما سمع حفيده يخاطب ابنه
"استمع يا بني لا تزعج امك كثيرًا ، ولا تتعبها ، لاني ساغضب ان ازعجت حبيبتي "
"توقف عن هذا ، ادخل واستحم ، سينضم لنا ابي لتناول الغداء معًا "
اومأ وسام ثم التفت لوسن التي اقتربت وهي تحمل وهج التي مالت لخالها وكانها اشتاقت له ، حملها الخال المحب الذي يشعر وكانه يمزاج مذهل لليوم
"كيف حال الاميرة "
"الاميرة هادئة ولطيفة ، لكن الامير الشقي الذي خلد للنوم اهلكني "
قبل وسام وهج ولاعبها قليلا بعدها دخل ليستحم ويبدل ثيابه ، خرج من غرفته بعد ان جفف شعره وشاهد وسن وكارما جالسين في غرفة الجلوس ويتفحصون البوم صور قديم ، ابتسم و جلس بجانبهم لينظر للصورة ، في حفل التخرج من الجامعة ، كان كل من سمير واياد وزياد ووسام يقفون معًا مبتسمين تجاه الكاميرا ، تنهد وسام ثم ابتسم بحنين ثم عبس ، عبس عندما تذكر مرارة الخيانة والم الفراق ، ثم شاهد صورة لعيد ميلاد رائد ، احتفل به كل من وسام وسمير وحدهم لان رائد لم يكن يحب هذه الاشياء ، الصورة التالية كانت لوسن في اميركا مع لميس ، عبست كارما وقلبت الصفحة بسرعة لتنظر لزوجها الذي كان يمسح وجهه وكانما هو لا يريد تذكر امر ما ، شعرت بالضيق لذلك سرعان ما قلبت الصفحات لتصل لصورٍ جديدة ، زفاف وسن ، عيد ميلاد وسام ووسن السابق ، خطوبة وسام وكارما ، المناسبات السعيدة ، وعبست مجددا عندما رأت صورة ملقاة ، رفعتها لتجد ثلاث اطفال جميلين ، تعرفت عليهم على الفور ، وسام وهتان واسامة ، كانت صورة اجبرتها على العبوس واغلاق الالبوم ونظرت لوسن ووسام لتتاكد انهم ليسوا حزينين او متاثرين ، وتفاجئت من رؤية ابتساماتهم الهادئة والمسالمة وسمعت صوت وسن وهي تقص ذكرى لطيفة مع اسامة ، ومر الوقت وهم يتبادلون القصص بهدوء وانس ...
.
على طاولة الغداء ، يجلس الجميع بسلام تام
كانت وهج على كرسي الاطفال بجانب وسن ، وسراج بكرسي الاطفال الذي بجانب سمير ، كانوا يركزون على اطعام اطفالهم اكثر من اطعام انفسهم ، وسط الاجواء العائلية اللطيفة ، ارتفع صوت لطيف من فم لم يكن فيه الا سن واحد صغير امامي
"ما ـ ما "
اسقطت وسن الملعقة بتفاجؤ ونظرت لابنتها بنظرة حانية
"ماما هنا يا وهج "
ابتسم الجميع من هذا الموقف ، كانت هذه اول مرة تنادي وهج امها ، لذا كانت لحظة مؤثرة وسرعان ما عاد الجو للطف والسلام بين تناول الطعام والقاء النكات والمناقشات الطبيعية
"بماذا اخبرك الطبيب يا وسام "
"ليس بالشيء المهم ، اخبرني ان ذراعي شفيت تمامًا ولكن علي ان اخضع لبعض التمارين قبل ان اعود لنشاطي البدني السابق "
"هذا جيد "
التفت سلطان للفتيات وسأل
" اتحتجن شيئًا يا فتيات ؟"
ابتسمت الفتاتان وهزتا رأسيهما بالنفي ليسأل الجد
"ابي اتعلم ، لقد خطى سراج خطواته الاولى البارحة ؟"
"حقا ؟ هذا مذهل ، اعتقد اننا يجب ان نحتفل بهذا "
قالت كارما التي نظرت لوسام الذي وضع قطعة من اللحم والخضار في صحنها قبل ان يعود لتقطيع شريحة اللحم امامه
"ماذا عن تأجيل الاحتفال ؟"
"لماذا هل هناك مشكلة ؟"
"اريد زيارة خالتي وجدتي لمدة لان جدتي مريضة ، لذا لا اظن انني استطيع تنظيم حفل خلال الفترة الراهنة "
ابتسمت وسن وقالت بتبرير
" لا ، لن نقيم حفلا ، سوف نخرج انا وكنوزي الثمينة للتنزه بدلا من الاحتفال ، كما انهما لا يزالان صغيران على الازعاج من الجيد الاحتفال ببساطة مع بعضنا البعض كعائلة"
"انتي محقة يا وسن ، كم انتي حكيمة"
ابتسمت وسن التي امتدحها جدها باشراق
التفت وسام لكارما وسال
" متى ستذهبين للخالة جينا ؟"
"في اقرب وقت "
اومأ وسام وقال وهو يرتشف من عصير الليمون والنعناع الموضوع امامه
"خذي معك بعض الحرس "
" لا داعي للقلق "
.
‏9:00PM
خرج من المنزل وقرر القيام بمداهمة مفاجئة ، ابتسم بسعادة ومكر وركب سيارته الاستون مارتن ، وقاد حتى وصل لشقة فاخرة في مبنى شاهق يبعد عن منزله حوالي ٢٠ دقيقة ..
صعد للدور السادس عشر وطرق باب الشقة الرابعة والثلاثون ، وفتحت له تلك الانسة بشعر بني وعيون بنفسجية وبشرة تميل للسمار
"يالهي !"
اسقطت الانسة الحلوى التي كانت بيدها وسمعت صوت ذلك الرجل امامها
"مرحبا روبين ، هل هتان بالمنزل ؟"
"ايها القائد ؟"
"يا رفاق كنت اعلم ان علاقة غير عادية تجمعكم لكن هذا كثير ، هل اكون اطلب شيئًا كبيرًا لو طالبت بتوضيح؟ "
"وسام..؟ "
خرج هتان من غرفة النوم وهو متفاجئ من رؤية وسام امام الباب
"ايمكنني الدخول ؟"
افسحت له روبين واتجه هو بشكل طبيعي وجلس على الاريكة وكانه منزله ثم نظر اليهم وقال بهدوء وهو يشير باصبعه على الاريكة التي امامه
"اجلسا "
نظرا لبعضهما البعض ثم جلسا امامه وقال هو بهدوء شديد وهو يتناول قطعة حلوى من المجموعة التي كانت موضوعة على الطاولة
"اشرحا "
نظرت روبين لهتان الذي تنهد وهو يشعر بنظرتها
"عندما كنت انت في المصحة اخر مرة ، قررت ان اعتزل واعيش حياتي بهدوء ، لذا تزوجنا وقررنا اخفاء الامر قدر ما نستطيع "
"لذا انتما متزوجان ؟"
"اجل "
"انا اكره هذا حقا "
عقد هتان عاجبيه بعصبية من طريقة صديقه الجديدة في الكلام
" مالذي لا يعجبك ؟ "
"انك لم تخبرني ؟ انك لم تطلب مني الحضور لاشهد زواجك ؟ وانه يجب علي اخبارك بكل شيء لكنك لا اخبرني باي شيء ، انا حقا غاضب "
"انت تعلم انك تبدو كالطفل الان؟ "
"من الجيد التصرف هكذا احيانا ، لذا انا قررت انني لن اخبرك باي شيء منذ الان فصاعدا ، وفي مهمة الفجر اذهبا وحدكما ولا تقتربا مني لاني منزعج منكما "
"انت تدرك اننا اكبر منك وعليك احترامنا صحيح"
رفع حاجبه وقال بنبرة تحدي ساخرة
"وانا اعلى منكما رتبة "
وقف من كرسيه وقال وهو يغادر
"لم يكن هناك احد سيعارض علاقتكما ، انتما فقط زوجان من الكناري المختبئين وهذا مزعج لانكما تلتصقان بي طالبين مني ان اخبركما بكل تفصيل في حياتي ، لكن من الان فصاعدا لن اخبرك انت او اي احد اخر باي شيء "
وغادر بهدوء بدون كلمة اخرى ، نظرت روبين لهتان وقالت بهدوء شديد وهي تشير باصبعه على الباب الذي خرج منه وسام لتوه
"ما امره؟"
"اتساءل ...؟ حتى انا لا اعلم "
نظرا لبعضهما البعض بحيرة ثم تجاهلا الامر وقررا الخروج لتناول العشاء

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن