الفصل السادس: بزوغ الفجر (118)

15 2 0
                                    

118
الفصل السادس : بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت الثامن عشر بعد المئة
نظر حوله ليشهد مكانًا مظلمًا وحالك الظلام ، نظر للاسفل فأذ به يرى اكوامًا من العظام اسفل قدمه ، جماجم مكومة بشكل مثير للرعب ، ينظر وسام ليديه فيجد عظامه تتحرك وجلده يذوب ، تفاجئ للغاية من الرعب ثم نظر حوله مجددا ليشهد على نيران تشتعل بالارجاء ، وعظام يديه بدأت تتساقط وتذوب في الارض ، صرخ وسام من الرعب ، وبدأ يركض بحثًا عن مخرج لكن مهما ركض وسام ؛ هو يشعر بأنه بطيئ للغاية وكأن الوقت يتباطئ عمدًا ليمنعه عن الهروب ، وصراخه مكبوت لا يُسمع .
لم يستطع وسام الا السقوط ؛ حينما بدأت عظام ساقيه بالذوبان ...
حتى انتهى الامر بسقوط الجزء العلوي من جسده وذوبان اضلاعه
.
" ــام ـسام وسام !"
فتح عينيه بشدة وتنفسه سريع للغاية ، كان يقبض يده على صدره ، جلس وهو يسعل وهو يتفقد عظامه ، ثم التفت لكارما التي كانت تربت عليه والقلق بادٍ في عيونها ، كان وسام نائمًا في الاريكة في غرفة الجلوس ، جهاز التكييف كان على برودة قارسة والغرفة كانت مظلمة تقريبًا ، جلس وسام ثم وضع رأسه بين كفيه و تنهد بقوة ، مدت له كارما كأس ماء ، شربه دفعه واحدة ثم سعل مرتين ...
بعد ان هدأ قليلا عقد حاجبيه ثم نظر لكارما باستغراب
" انتِ الم تكونِ غاضبة ؟"
" مهما كنتُ غاضبة هذا لا يجعلني اتركك تعاني ، بالنهاية انتَ اكثر شخص مُهم بالنسبةِ لي ، وانا كنتُ غاضبة لانكَ اهم شخص بالنسبة لي ، ولانكَ اهمُ شخصٍ بالنسبة إلي انا موافقة على ان اذهب لرئيسك "
كانت مقدمة طويلة للغاية لكن لاحظ وسام احمرار رقبة كارما ، فسحبها من رسغها بلطف واجلسها بجانبه ، وعانقها وارتخى للخلف
" زوجتي مطيعة لكنها مشاغبة "
رفعت كارما حاجبها وهي تستلطف عناقه
"زوجي متهور لكني احبه "
ضحك وسام ثم شد على عناق كارما التي خافت الضغط على جراح وسام ، قبّل وسام رأسها وقال بعد ان اغمض عينيه
"شكرًا لانكِ موجودة بجانبي "
دفنت كارما وجهها بصدر وسام ثم قالت
" لا تشكرني على شيء بديهي، انت ملكي لذا ستظل دائما بقربي، يا رجلي "
ضحك وسام واومأ ثم رفع رأسه وتحدث
"استعدي سنغادر بعد ساعة يا فتاتي "
" حاااضررر"
.
دخل وسام مبنى المكتب ، الذي يبدو كمبنى عادي لا يقيم شركة بأي مجال معين ..
اتجه لمكتبه الواسع وخلفه كارما التي كانت تتبعه بهدوء بابتسامة هادئة وهي تراقب خطواته الواثقة .
وصل لمكتبه وفتح الباب ليجعل كارما تدخل ويقول
" انتظري سوف أُحدث الرئيس ثم آتيك "
اومأت كارما لتجلس على الكرسي مقابل المكتب وتنظر حولها ، لترى اطار صورة صغير مخبئ بين الاشياء الموضوعة على المكتب ، تعقد حاجبيها وتقف لتمسك الاطار والفضول يغمرها ويأمرها بأن ترا ما بداخله
"هذا ..!"
رأت كارما صورة لهما في يوم الزفاف ، شعرت كارما بشكل غريب باللطف والدفء ، دائمًا ما تستلطف كارما مشاعر وسام وافعاله ، هي تحبه وهو يبرز حبهُ لها هكذا ، هي تحبه بهذه الطريقة المتناغمة ...
رفعت كارما رأسها عندما شاهدت الباب يطرق ثم يفتح
" اوه كارما هنا !"
" اهلا بك يا اخي هتان "
ابتسم هتان واومأ لها ثم نظر حوله
"المعذرة هل لي ان اسأل اين وسام ؟"
" قال انه سيكلم رئيسكم"
" اجل انا ارى ، اذا اتحتاجين شيئًا يا سيدة؟"
" شكرا لك انا بخير تمامًا "
" ان احتجتِ شيء لا تتردي بالسؤال "
ثم غادر وعن طريق الخطأ ترك هتان الباب مفتوح ، جلست كارما في مقعدها وهي تحدق بالمارة ، هتان الذي يمشي بخطوات مرنة ومتزنة ، جناد الذي يسحب خطواته من ثقل النوم ، نيّار الذي شاهدته كثيرًا اثناء اصابة وسام كان يملك خطوات نشيطة تملؤها الطاقة ، كان مكتبهم هادئ للغاية ويعمه السلام ، والمحادثات المشرقة بينهم لطيفة ومازحة ..
شاهدت كارما امرأة تدخل المكتب ، رفعت حاجبها باستغراب ثم لاحظت انها اوركيد ، التي منذ لحظة دخولها القت التحية على هتان واتجهت لمكتب وسام
طرقت الباب وهي لم تلاحظ تواجد كارما التي كانت جالسة بمقعد وسام
" المعذرة ايها القائ.. اوه كارما انتِ هنا "
" اجل مرحبا اوركيد ، هل انت معهم في مهمتهم ؟"
ارتبك وجه اوركيد ثم كانت ستبدأ بالانكار
" حين دخولك قلتي القائد ولا احد ينادي وسام القائد في هذا المكان غير نيار ، اذا انتِ تعملين معهم ، لا داعي للانكار فأنا اعرف كل شيء "
اومأت اوركيد التي حركت شعرها البني الذي قصته مؤخرًا ليصل الى نهاية كتفيها ، وجلست امام كارما
"اين القائد اذا ؟"
"يحدث الرئيس ، لم الجميع يرتبك عندما يختفي وسام لوهلة ؟"
" ربما لانني يجب ان اسلمه امر النقل ؟ او ربما لانه القائد ؟ وربما لانه فقط وسام الذي يُعتمد عليه "
سكتت كارما وهي تعلم ان اوركيد محقة بما تقوله تمامًا ، بعد دقائق دخل وسام المكتب ، ورأى اوركيد
" اوه نعم روبين انتي هنا ، اخبرني سياف بخصوص امرك ، لا داعي للتوتر في اول يوم ، دعي هتان يخبرك بتفاصيل المهمة "
بالطبع عندما وصل خبر نقل روبين لوسام كان متفاجئ ، لكنه تقبل الامر رغما عنه ، فيجب عليه التصرف كقائد جدير في مثل هذه الظروف
اومأ اوركيد وقالت
" امل ان نعمل جيدًا معا ايها القائد "
اومأ وسام لاوركيد وابتسم ثم سمح لها بالانصراف والتفت لكارما
" سياف بالطريق ايمكنك الانتظار ؟"
" اخبرت سكرتيرتي انني لن اتي للعمل اليوم لذا لا توجد مشكلة "
.
دخلت مكتبها الجديد ونظمت اغراضها ، كان وجهها شاحبًا بعد علمها بالامور التي حدثت ، زوجها مات لانه كان خائنًا ، كانت تعيش تحت سقف واحد مع خائن ! كانت تنام وتأكل وتضحك مع خائن ، هذه الحقيقة المتها ، عدم معرفتها بخيانة الباسل المتها ، الباسل قبل ان يخون الوطن قد خان ثقة ليان التي وثقت به ثقة شبه عمياء ، قرار تعيينها مكان الباسل جعلها تملك مقدار من المسؤولية يجعلها قادرة على العمل كالمجنونة لثلاث ايام متواصلة ..
.
طرق الباب ثم فتحه ليشاهد كارما تقلب بهاتفها و وسام ينظر معها بملل
" لم اطلب منك التكاسل يا وسام "
رفع وسام عينه لسياف وهو كان يظن ان هتان من جاء ، فوقف بدون احترام شديد
"ولم تطلب مني العمل على اللاشيء ، ليس لدينا خطة للسير عليها ، السنا هنا لوضع خطة بالمقام الاول "
ضحك سياف واومأ بابتسامة
" انت تعامل رئيسك هكذا؟"
سألت كارما بهمس واستغراب وهي تعرف سياف فقد قابلته في يوم اصابة وسام ..
" قبل ان يكون رئيسي فهو صديق اخي ، يمكنك اعتباره اخ"
اومأ سياف الذي اقترب والقى التحية على كارما وصافحها
" مرحبا بكِ يا سيدة كارما ، انا مساعد رئيس الامن القومي ورئيس وسام المباشر والمسؤول عنه خلال هذه المهمة"
" سررت بلقائك انا كارما "
كانت كارما تعرف ان سياف يعلم كل شيء عنها لذا لم تبالغ بالتعريف عن نفسها وجلسوا معًا
" كما تعلمين يا كارما اكتشفنا قريبا ان اكس يكون رئيس شركة برايت التي لكِ اسهم وشراكات فيها ، وبصراحة ستكونين المسار الاسهل للمعلومات "
"لن افيدكم كثيرًا فعلوماتي سطحية عنه "
" كما اننا نطلب منكِ مساعدة في التخطيط العام للخطط القادمة ، كمتعاونة مع الامن القومي ، ومستشارة لقائد فريق فرسان العدالة "
ومد اصبعه ليشير لوسام
" هذا منصب زوجك ، قائد فريق قوات خاصة في الامن القومي "
اومأت كارما التي كانت غير متفاجئة كثيرًا بمنصب وسام ، لكنها نظرت في عيون وسام تسأله بمقلتيها بماذا تجيب
تنهد وسام وهمس لها
" انتِ حرة قومي بفعل ما تريدين سأدعمك واكون بجانبك "
سكتت كارما للتفكير قليلا ثم اومأت في سياف وقالت
" حسنًا انا موافقة "
" ممتاز ، وقعي على وثيقة حفظ السرية من فضلك "
تناولت كارما القلم من وسام ووقعت توقيعها الانيق ثم سمعت صوت سياف
" اذا اخبرينا بما تعرفينه "
سكتت كارما واغمضت عينيها لتفكير
" همم ، اسمه المعروف الياس ، شركة برايت تعمل على تمويل العقارات العامة في باريس ومدريد ولوس انجلوس ، كما انهم يملكون اسهمًا عديدة وحصصًا في اكبر شركات فرنسا مما اكسبهم ثروة وشهرة واسعة ، هناك اشاعات انهم يعملون باشياء غير قانونية لكن هذا غير مؤكد ، الياس في الاربعينات من عمره ، قابله وسام معي بالحفل ، هناك عرض علي قيادة مجلس مافيا ورفضته ، ماذا ايضًا ، اجل انهم يتعاونون مع شركات صغيرة للغاية ، الياس يُعرف بحبه للموالين له ، بمعنى انه يعطي الثقة بسرعة ، هذه اشاعات غير مؤكدة انا غير متأكد من صحتها"
.
نظر رائد بالمرآة وهو متأنق ، ورائحة عطرٍ جديد اشتراه تفوح في كل مكان ، التفتت ليخرج من دورة المياه ويتجه للطاولة التي حجزها بأرقى فندق وقد كان تقييمه سبع نجوم ...
تصل ڤيونا التي كانت ترتدي بنطال اسود وقميص داخلي اطرافه من الدانتيل الابيض و معطف طويل لنصف الفخذ باللون الاسود على اطرافه لؤلؤ وكريستالات جميلة ، ظن رائد ان شعر ڤيونا الطويل جميل للغاية وهو يتحرك يمنة وشمالا وهي تسير بكعبها المتوسط الطول ..
تفاجئت لوهلة عندما رأت رائد يرفع يده ...
اقتربت وصافحته وجلست بعد ان سأل رائد عن حالها و اوضاعها
"ماذا تودين ان تأكلي ؟"
سكتت ڤيونا قليلا ثم قالت
" بصراحة يا سيد رائد كنت اتوقع قدوم السيدة كارما اليوم "
سكت رائد الذي قوبل بجفاء ڤيونا للمرة الاولى اليوم ثم قال بإحراج
"كارما تكون اختي "
تفاجئت ڤيونا وعقدت حاجبيها
" كيف ؟ معرفتي بكارما تقول انه ليس لديها اخوة "
" بشكل ادق كارما زوجة اخي ، اعتقد ان هذا لا يهم كثيرًا"
سكتت ڤيونا ثم نظرت للجانب وهي منزعجة قليلا من كذب رائد عليها لكنها سمعت صوت رائد يتحدث
" على اي حال ، ماذا تريدين ان تأكلي ؟"
سكتت قليلا لكنها قالت بنبرة مقتضبة
"اريد سمك سالمون وعصير ليمون ونعناع ، اريد التحلية ان تكون كعكة لوتس ، والسلطة اريد سلطة الخس "
لم يستطع رائد الا الابتسام من طريقتها اللطيفة بمعاقبته ، ان تطلب الكثير من الاشياء ، والتي يراها رائد رخيصة لكنه لم يتحدث والتفت للنادل وطلب ما قالته ڤيونا واضاف اليها حساء السمك ...
ثم وبعد مدة من وصول الطعام وتناوله
" هناك امر اريد اخباركِ به "
"ماهو ؟"
رفع رائد مجموعة من الاوراق في ملف صغير وناولها لڤيونا
" اخبرني احدهم انكِ تحتاجين لصالة عرض ، اعتبري هذه هدية مني "
توسعت عيون ڤيونا وغمرتها الفرحة ، حتى كادت ان تقف لتعانق رائد ، لكنها امسكت بزمام الامور في اللحظة الاخيرة لتسيطر على نفسها ثم رفعت
" اشكرك بصدق على هذه الهدية القيمة ، لقد سامحتك على خداعي ،ويجب علي سؤالك قليلا عن علاقاتك "
"احمم تفضلي "
" اذا كارما تكون زوجة اخيك ، اهو الذي كان مريضًا ؟"
" انتِ محقة "
" واختك التي ستنجب طفلا هي كارما ؟"
" صحيح"
"و وسن تكون اخت زوج كارما ؟"
" من المذهل انكِ اكتشفتي هذا "
تنهدت ڤيونا بصوت عالي وقالت
" اذا لقد كنتم كلكم تعرفون بعضكم ولم تخبروني "
" انا اسف ظننت انه لا داعي لاخبارك"
"بقي شخص واحد لم اتعرف عليه ، الشخص الذي جمعكم جميعًا حوله ، زوج كارما ، ايستحق كل هذا الاهتمام "
خشي رائد لوهلة ان يتحدث عن وسام لكنه نظر حوله بطرف عينه وقال
" انه شخص لن تعرفي مقدار كاريزمته حتى تلتقيه وتتعاملي معه"
" ويبدو لي ان اللقاء سيكون بعيدًا"
"لا اعلم حقًا ، بسبب الظررف الحالية؛ فأنا لا استطيع لقائه كثيرًا "
تنهدت ڤيونا ثم تجاهلت كل هذا الامر ونظرت للملف بسعادة غامرة .
.
وقف كل من كارما ووسام بعد مغادرة سياف وبضعة محادثات جانبية
"ستعودين للمنزل ؟"
"نعم ليس هناك داعٍ للذهاب الى المكتب الان"
اومأ وسام و ربت على رأسها وقال
"احذري في طريق عودتك"
"انت ايضًا انتبه لنفسك"
فتح وسام باب المكتب ونادى بصوت عالٍ تقريبا
"نيّار "
خرج نيّار من غرفة الاستراحة وبيده كوب قهوة
"امرك ايها الزعيم؟"
"رافق السيدة الى المنزل ، ثم توجه للقيادة "
اومأ نيّار وغادر مع كارما التي ابتسمت من اهتمام وسام ، ثم التفت وسام للبقية وقال
"علينا التجهيز للخطوة القادمة لذا سنكون منشغلين قليلا خلال الايام القادمة ، استعدوا جيدًا ولا تغفلوا وتتخلوا عن حذركم ، لا نعلم متى سيباغتنا الاعداء"
سمع وسام صوت خطوات قادمة من المصعد والتفت ليرى والده الذي اومئ برأسه للجميع الذين تحلوا بالاحترام الا وسام الذي لم يتحرك وتنهد بهدوء ثم التفت للجميع
"انصرفوا "
اومئ الثلاثة منهم و انتشروا ، ودخل سلطان ووسام المكتب بتوتر مشحون في الجو
" تفضل بالجلوس ايها الرئيس "
جلس سلطان وقال بهدوء شديد
" وسام ، بُني ،انا اعلم اني ادين لك بالكثير من الاعتذارات ، وكل منها لسبب ، وانا اعلم انك ربما تكرهني ولا تطيق رؤيتي ، انا ادين باعتذار لكل من اختك ، واخوك ، وامك ، وحتى ام اسامة ، اخطأت بحقكم جميعًا وخسرت عائلتي "
كان وسام يستمع بهدوء لاعتذار والده
"انظر ، انا لا اعلم كيف سوف تسامحني ، ولا اعلم بأي طريقة علي الاعتذار لكن يا ولدي كل ما اريد منك ان تعرفه هو "
سكت سلطان قليلا ثم رفع رأسه لعيون وسام الذي كان يستمع لاعتذار ابيه وهو يجمع يديه
"كل ما اريدك ان تعرفه هو انني اسف ، لن اطلب منك قبول اعتذاري لكني اسف ، وآسف على الوقت الذي تركتكم فيه ، وآسف على اللحظات التي لم نعشها معا ، وآسف على الذكريات التي لم نبنها معًا "
اومأ وسام وقال
" شكرا لك على اعتذارك الصادق يا ابي ، وكل ما فات يمكن ان يعوض ، وكل ذكرى نستطيع ان نبنيها مجددًا ، لكننا لن نعيد الماضي ، والجرح لن يشفى بالاسف ، انا اسامحك لكني لا استطيع نسيان ندوب الماضي "
ابتسم سلطان بفرحة ، ثم تذكر امرًا وقال
" هناك امر اخر "
"ماهو؟"
"انت تعلم ان كل من نادية وسامية اخوات وقد كانوا يعيشون في ايطاليا ، بالطبع اسم امك الحقيقي كان فينيسا لكني لا اعلم عن اسم خالتك، والدهما ، الذي يكون جدك "
استغرب وسام من طرح امر عائلة امه
" انه يدعى ديمون ، ينادونه بـ المُسيطر ، لانه يحكم سيطرته على جميع عوالم المافيا ، و قد كان عضوًا بالمجلس سابقًا لكنه تراجع الان وتقاعد وظل حابسًا نفسه في قصره بعد موت نادية ، الذي ظنناه نحن موت سامية "
"اذا جدي على قيد الحياة ؟"
"اجل جدك من جهة امك حيٌ يرزق وهو ينتظرك ، ينتظرك منذ عشرين سنة "
"اخبرني الباسل عن جدي ، لكنه رفض اخباري بعنوانه وقال لي ان جدي سيجدني بنفسه "
ناول سلطان وسام ورقة فيها العنوان
"في الحقيقة خادم جدك كان يراسلني كثيرًا لكني رفضت ان تلتقيه ، عندما تذهب لجدك سوف تعرف الكثير من الاسرار ، لا تقلق انه رجل صالح لكنه يكرهني لاني ابعدتك انت واختك عنه "
اومأ وسام و وقف سلطان واتجه لولده وسحبه ليعانقه ويربت على ظهره .
" لقد مررت بالكثير لكني اثق بانك لن تخذلني ولن تخذل اخوك ، لا ترهق نفسك بالعمل واعتني بزوجتك جيدًا"
اومأ وسام وغادر سلطان وبقي وسام يفكر بموضوع جده ويحدق بالورقة المكتوب بها عنوان بيت جده ...
.
#في الليل
دخل هتان المكتب لانه كان قد تذكر انه نسي مستندات مهمة فيه ، نظر حوله فقد كان المكان مظلم للغاية لكنه سمع صوت اغنية رومانسية و صوت احد يغني مع الاغنية، عقد هتان حاجبيه وخشي انه يهلوس وتجاهل الصوت ، حتى شعر ان الصوت يصرخ وهو يغني وظن انه عرف صاحب الصوت ، لذا اقترب من غرفة الاستراحة وشاهد هتان ما توقعه..
جناد جالس على الاريكة وهو يغني ويحتسي الرام بكميات كبيرة ، تنهد هتان وضرب جبهته ثم جلس وقال
" مالذي تفعله ايها المعاق عقليًا "
"اووه ذو الدم الجليدي هنا ، مرحبا مرحبا اتريد كأسًا "
مد هتان يده وصب لنفسه ربع كأس او اقل وتجّرعه بالكامل ...
ثم التفت لجناد وصفعه بقوة
" ما امرك؟"
" انت مزعج"
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن