الفصل السادس: بزوغ الفجر (106)

23 3 0
                                    

106
الفصل السادس: بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت السادس بعد المئة
"لقد استدعيتني يا سيدي"
ربما هذا حدث خلال هذه الايام ، لكن حتى هتان لم يعد يشعر بالراحة في حضور سلطان ، اصبح الجميع يشعر ان سلطان تنبعث منه هالة مشؤومة وعندما يرون وجهه لا يستطيعون غير تذكر الكثير من الاحداث المؤلمة.
"اجل اجلس يا هتان "
جلس هتان باستقامة واعتدال ، واقصى امنياته الخروج من هذا المكتب حالًا
" لقد عينتك في مهمة جديدة ، ظننت انك لن تعارض"
"هل يمكنني ان اعرف التفاصيل؟"
"سوف يتم تشكيل فرقة من اعضاء مؤسسات الامن العام، انت ستكون من مؤسستنا ، و هناك رائد من مؤسسة الشرطة السرية ، اما باقي الممثلين لم يتحددوا ، هل لديك مانع؟"
" كلا سيدي ، لست من يرفض الاوامر "
" جيد ، يمكنك الانصراف"
اومأ هتان وبادر بالخروج ثم سمع صوت سلطان
" هل هو بخير ؟"
كان سؤال سلطان بوضوح يتحدث عن شخص واحد ، شخص انكر وجود سلطان ودفنه في حياته ، في رأي سلطان كان وسام يبالغ وعليه تخطي الامر لانهم في كل الحالات عائلة .
" انه بالتأكيد احسن حالًا"
اجاب هتان وغادر بدون تفاصيل ، اسرع بالمغادرة كأنه يهرب ...
.
ترجل من سيارته الجميلة، ونظر في الورقة ليتأكد من العنوان ، مبنى شركة صغيرة ، مبنى مُجدد ، يبدو انه مخصص للمكاتب او الشركات الصغيرة .
يدخل المبنى وينظر حوله ، هناك استقبال لكنه لا يعرف مالذي يجب ان يسأل عنه ، ثم قرر ان يسأل عن اسم اخوه لربما يصل لشيء ما .
" المعذرة "
" اجل سيدي "
" هل اسامة سلطان كان يعمل هنا "
احتدت نظرة موظف الاستقبال وحدق في عيون وسام
" انت تكون السيد وسام ؟"
تفاجئ وسام وحدق بعيون غير مستوعبة في موظف الاستقبال
" اجل ، لكن كيف عرفت ؟"
" اتبعني من فضلك "
سار موظف الاستقبال الى المصعد ثم للطابق الرابع ومنه الى مكتب المدير ، طرق الباب ثم دخل وسام .
وقف المدير في تحية وسام ومد له يده من اجل مصافحته
" مرحبا بك يا سيد وسام "
" اهلا بك ، هل لي ان اعرف من انت ؟"
" ادعى سيّاف ، واكون مساعد مدير المؤسسة ، تفضل خذ مقعدًا "
جلس وسام وهو يكاد لا يفهم حرفًا من كلام الشخص الموجود امامه
" هل تمانع ان توضح لي علاقة اخي اسامة بهذه الشركة "
" اسامة كان موظف في هذه المؤسسة "
"قد ترك لي رسالة مع عنوان هذا المبنى قائلا ان هذا المكان سيجيب عن تساؤلاتي ، ايمكنني السؤال ؟"
" سوف اجيب باقصى استطاعتي ، لكن قبل ذلك ، ماذا تشرب؟"
" اوه شاي من فضلك بدون سكر "
اومأ سيّاف و رفع الهاتف ليحادث السيكرتير
.
"اهلا بك يا زياد "
" مرحبا يا سيدي "
" لا بد انك لا تعلم من اكون "
" اعذرني يا سيدي لكنك محق ليس لدي فكرة عن هويتك"
" لا بأس ، انا ليث واكون رئيس مؤسسة المباحث العامة "
تفاجئ زياد قليلا ، جائه استدعاء من قبل الاستخبارات لكن الموقع المرسل كان هذا المبنى .
"سعدت بلقائك يا سيدي ، هل لي ان اعرف ما عملي هنا ؟"
"بعد موافقتك بالطبع ، نريد منك ان تكون ممثلا لمؤسستنا في مهمة مشتركة بين مؤسسات الامن العام "
كانت لدا ليث ابتسامة مريحة وهادئة ، ولهجة محترمة رغم فرق السن والرتبة ، كان ليث متزنًا في حديثه بدون ان يتعالى او يتسلط .
"ايمكنني الحصول على تفاصيل ؟"
"هذا هو ملف المهمة و اتمنى ان تفكر بالامر جيدًا "
اومأ زياد واخذ الملف وبدأ يقرأه بتأني
" لدي سؤال ، هل يمكنني معرفة ممثلي المؤسسات الاخرى"
" كلا لم يتم تحديد جميع الممثلين بعد ، لذا موافقتك ستضمن لنا وقتًا اقل للبدأ في العمل والتحرك"
" انا موافق "
مد ليث يده وصافح زياد وقال بابتسامة فخورة ومتزنة
"اتمنى ان ننسجم معًا جيدًا يا زياد ، سوف اكون رئيسك المباشر "
اومأ زياد في ارتياح ؛ بدا له ان العمل مع ليث سيكون سهلًا
.
"ماذا كان يعمل اخي هنا بالضبط "
" هذا سؤال قوي لنبدأ به لكني سوف اجيب بما استطيع ، اسامة كان عميلًا لمؤسستنا "
"عميل؟ استخباراتي؟"
" كلا ، نحن لسنا مؤسسة استخباراتية يا وسام "
" اذا ؟"
" هذه معلومة لا استطيع الكشف عنها "
تنهد وسام ثم ارتشف من كوب الشاي وقال بعد تفكير
" ثم ايمكنك اخباري بأي معلومة ، اي شيء يساعدني على تصديقك "
" سوف اخبرك بما طلب مني اسامة ان اخبرك به "
اومأ وسام واعتدل بجسده ، رغبة منه في معرفة كل الاسرار
"نادية ، المجرمة المتصدرة لقائمة المطلوبين في دولتنا"
جفل وسام اثناء شربه للشاي ونظر في سيّاف بنظرة غير مفهومة
"ليست والدتك"
" عفوًا ؟"
" انا اعني ، ان نادية ، الامرآة القاسية والباردة ليست والدتك "
"عميلة ؟"
" كلا ، والدتك الحقيقية تدعى نادية احمد من عائلة فانسيا الايطالية ، هذه المرآة التي تنتحل شخصيتها تدعى سامية ، اختها التوأم "
" انتظر انا لا افهم شيئًا ، اذا كانت هذا المرأة ليست والدتي ، لماذا كانت تلتصق بي قائلًا انني ابنها "
" هذه قصة عمرها ٢٨ عامًا "
"قل ارجوك "
اومأ سياف الذي لاحظ توتر وسام
"هذه معلومات سرية لذا ارجو منك عدم اخبار احد ، وستوقع على ميثاق سري ؛ عندما ولدت انت والسيدة وسن قبل ٢٨ عامًا ، نادية التي حاولت افشال حملها بكل الطرق شعرت بالرأفة بكم ، وارادت ان تصبح امًا افضل وقررت ان تعيش من اجلك واختك كانت مستعدة للتخلي عن ثروتها ومكانتها في سبيل سعادتك انت والسيدة وسن بالطبع، لكن عندما اخبرت اختها سامية بقرارها هذا ، تم قتلها واغتيالها بالسم، لكي لا تتدمر خطة المافيا بتدمير جهاز الاستخبارات الذي كان يديره الرئيس سلطان "
شعر وسام بالصداع ، شعر بأن عقله يتعقد و رأسه يدور ، كل يوم يكتشف ان يعيش في كذبة اكبر من سابقتها ، في كل مرة يجد انه دمية يتم التلاعب بها منذ كان في رحم والدته .
"ثم تم ادخال سامية التي كانت تطابق نادية في كل شيء ، لبيت الرئيس سلطان ، ونشأت كذبة موت الرئيس ، لتعيش انت والسيدة وسن في رعاية خالتكم التي تمثل انها والدتكم لتعيشكم عذابًا شديد "
"هل كان الرئيس سلطان على دراية بأن نادية هي في الحقيقة سامية ؟"
" بصراحة انا لا اعلم ، لكني ارجح انه لا يعلم ، حيث انه يهدد سامية ويحادثها ويطالب بسجنها باسم نادية ، الرئيس سلطان كان غير مهتم بنادية لذلك لم يلاحظ الاختلاف بين الاختين"
سكت وسام قليلا ووضع رأسه بين كفيه ثم رفع رأسه بعد دقائق
" لماذا يجب ان اصدقك ؟"
" هذا ملف يحوي تحاليل DNA لكل منك ونادية وسامية والسيدة وسن ، وهذا موقع قبر سامية"
اخذ وسام الملف وبدأ يقرأه ثم قال بسخرية
" اخشى ان اصل لليوم الذي يخبروني فيه ان سلطان ليس ابي و وسن ليست اختي "
قال سياف بممازحة
" اتريد ان نقوم بتحليل DNA لكن منهما ؟"
ابتسم وسام في دعابة سياف ثم سأل
"هل هناك حقائق اخرى ؟"
" اجل ، الكثير ، لكني لا استطيع اخبارك حاليا ، سوف تعلم مستقبلا "
" اذا ماهي الجهة التي تعمل عندها ؟"
"هذه احد الحقائق التي سوف تكتشفها قريبا ، نعم تذكرت ، هناك شيء تركه اسامة من اجلك "
فتح سياف الدرج واخرج منه ظرف ابيض بدون كتابات اخذه وسام وفتحه وبدأ بقرأة ثاني رسائل اسامة الصادمة
{اذا كنت تقرأ هذه الرسالة ، فهذا يعني انك عرفت الحقيقة ، اعلم انها مؤلمة ، لكني اطلب منك القتال ، لا تستلم ؛ لربما هذه الحقيقة ستكون من تدفعك ، اجتهد يا اخي واخلفني ، وعد لساحة القتال قويًا كما عهدتك ، ان اكتشاف الاسرار دفعة واحدة سيؤدي للفشل ، انتظر حتى تنكشف اللعبة امام عينيك ، وانجو بأي ثمن كما فعلت ، اخي الصغير ، انت تستطيع فعل الكثير انا واثق بك}
وضع وسام الرسالة في جيبه ووقف وصافح سياف وقال
" شكرا لك يا سيد سياف "
"لا داعي لشكري ، فعلت ما طُلب مني ، ولا تقلق كثيرًا ستعرف اي جهةٍ نحن قريبًا "
"اتمنى ان لا تكون اخي الضائع بالصدفة"
ضحك سياف كثيرًا وودع وسام
.
دخلت كارما لغرفة الجلوس
" اعتذر لتأخري يا فتيات ، المكتب كان مزدحمًا اليوم "
" لا بأس ، اوركيد لم تأتي بعد ايضًا "
جلست كارما بعد ان سلمت على وسن و جيهان
"كيف حالك يا كارما ؟"
" بأحسن حال ، كيف حال حفيد العائلة الاول ؟"
" بخير تمامًا ، ارجو ان احتضنه بيدي وهو بعافية وسلامة"
"لا تقلقي كثيرًا "
اومأت وسن واخذت العصير الذي احضرته الخادمة
"كيف حال وسام ؟"
سكتت كارما بعدما شاهدت حاله بعد رسالة اسامة ، كان مضطربًا .
" انه بخير ويرسل سلامه اليكِ "
دخلت اوركيد بعد دقائق من الحديث
"انا اسفة حقًا حقًا ، كان لدي عمل مهم "
"عمل مهم ام قابلتي اخي هتان عند البوابة "
"مالذي تقولينه يا وسن بحق الجحيم ، هتان مجرد صديق لماذا تصرون على هذا "
" من الممتع رؤية وجوهكم المضطربة "
"دعونا نتحدث بجدية "
"الجدية تعني مراكز التسوق في قاموس كارما ، لكن تفضلي يا سيدة ، لا احد احق منكِ بالحديث "
.
" سيدي ، وسام يطلب الدخول "
" مالذي يريده ؟"
" لم يخبرني ، قال انه يود لقائك فقط "
" دعه يدخل "
بعد دقائق ، طُرق الباب ودخل وسام وقف امام سلطان
" اعتذر على الازعاج ايها الرئيس "
لهجة رسمية ، لهجة موظف ومديره ، لهجة ليست متوقعة من ابنه ، شعر سلطان بالضيق قليلا
" مالذي تريده ؟"
" اود طلب شيء منك "
" قل "
" اعدني للمهمة "
" مرفوض "
"لماذا ترفض عودتي؟"
وقف سلطان ونظر في وسام الصارم والغير متأثر بلهجته الباردة
"ايها العميل وسام انت منتهي استخباراتيًا ، عاجز جاسوسيًا ، انت مندفع ومتسرع وتفتقر لحس اتخاذ القرار السليم ، كما انك غير قادر على استلام مهمة قد استلمها شخص اخر بالفعل ، اذا انتهيت يمكنك الخروج "
سكت وسام ثم قال
" شكرا لك على سماع طلبي السخيف ايها الرئيس "
وهم بالخروج بدون كلمة ، كان سلطان يحدق فيه وهو يغادر المكتب ثم حين اغلق الباب تنهد سلطان
" يقولون اني اجحده وهم لا يرونه يعاملني كغريب"
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن