الفصل السادس: بزوغ الفجر(104)

30 3 2
                                    

104
الفصل السادس: بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت الرابع بعد المئة
جمع يديه تحت ذقنه ، ونظراته تتملكها الحدة
"قل ما عندك "
"رفضت ابنة ماجد الانضمام للمجلس"
"اذا ليس لديك اتباع؟"
سكت بدون اجابة وانزل رأسه
"لا وقت لدينا ، جهز مجلسًا جديدًا قبل ان نركلك للخارج"
.
خرجوا من المطار ..
وسام يسحب حقيبتهم والاجواء حولهم وردية ، ما حدث في الحفل لم يؤثر فيهم كثيرًا.
اتسعت ابتسامة وسام
" سمير !"
التفت له سمير الذي كان ينتظره
" مرحبا بعودتك "
" مرحبا بك "
"اهلا بك يا كارما"
" كيف كان حالك يا سمير ؟"
" انا بخير ، لنذهب"
غادروا المطار حتى وصلوا لفيلا وسن ، نزلوا من السيارة
ليدخلوا الفيلا وتستقبلهم وسن ، احتضنها وسام وقبّل راسها
" كيف حالكِ؟"
" انا بخير ، اذا تناسيت اعراض الحمل المؤذية"
"لا بأس ، سيمضي وستشعرين بتحسن قريبا "
اومأت وسن والتفتت لتسلم على كارما ثم دعتهم للدخول والجلوس ...
"كيف كانت رحلتكم لباريس؟"
كارما كانت تتناول فنجان القهوة من الخادمة
ثم التفتت لوسام لتتاكد انه لم يأخذ قهوة بل طلب الشاي بدلا من ذلك فابتسمت بارتياح واجابت على وسن
"كانت جيدة ، الجو هناك مذهل "
"يبدو ممتعًا ، سوف اذهب للاستجمام بعد ولادتي "
" انا متأكدة انها ستكون رحلة مسلية "
اومأت وسن بابتسامة مرحة ، رغم شحوب وجهها من الحمل وظهور معالم الالم على وجهها ..
"وسام اتاخذ ادويتك ؟"
" اجل اخذها بانتظام لا تقلقي علي ، بل بالعكس هل انتِ تاخذين ادويتك ؟"
" انا اخذها بانتظام اكثر منك ايها الطفل الكبير"
" من الذي تنعتينه بالطفل ؟"
"انت"
عندما جاء وسام يرد دخلت الخادمة وقالت
"سيدتي هناك ضيف يريد الدخول "
" من؟"
" السيد هتان "
" ادخليه بسرعة"
عندما سمع اسمه رفع رأسه بسرعة ، لقد اشتاق لصديقه بل لاخوه ، مرت اكثر من ست شهور على اخر لقاء ، كم اشتاق وسام لملاحقة هتان له ، واشتاق لتأنيبه ، واشتاق لقلقه المفرط ، واشتاق لكل شيء يقومان به معًا .
دخل هتان وتفاجئ عندما رأى وسام وقال
" انت هنا؟! كنت سوف ازورك بعد وسن "
" لقد عدت لتوي من باريس"
"من الجيد رؤيتكم جميعًا مرة اخرى"
وبدأ هتان يلقي التحية على الجميع ، فعانق وسن بخفة و ربت على رأسها برفق ، وهو يرى ملامح التعب والارهاق على وجهها فامرها بالجلوس ، وعانق سمير بابتسامة ، وصافح كارما التي لم يكن متعودًا عليها بعد ، وعانق وسام ، عناقًا طويلا ، اخويًا ، وهم مشتاقون للبقاء معًا ، والمحاربة معًا ، كونهم رفقاء في السلاح جعلهم متعلقين كثيرًا ببعضهم البعض .
جلس هتان وجائت الخادمة وقدمت له كوبا من الحليب بأمر وسن ، ابتسم هتان وتناول الكوب بكل سرور.
"كما توقعت الحليب في بيت وسن طعمه مختلف"
ضحكت وسن وقالت
"كوب الحليب هذا هو رمزية تعارفنا"
"انتِ محقة"
"كيف كان حالك يا هتان؟"
سأل وسام بفضول واجاب هتان بهدوء والابتسامة لم تفارق ثنايا ثغره
"كنت بخير ، القيام بالعمليات يشغلني كثيرا لذلك هذا سهل"
كان يكذب ، بوضوح وعلم الجميع انه يكذب ، لان وجهه كان مرهقًا وكأنه يعاني من صعوبات في النوم ويجهد نفسه كثيرًا.
وضعت كارما فنجان القهوة خاصتها على الطاولة ثم قالت
"كيف هو حال اوركيد يا اخي هتان"
رفع هتان رأسه بعدم فهم ولم يكن هناك اشخاص يضحكون ويبتسمون غير وسن وكارما
"المعذرة يا زوجة اخي لم افهمك"
"اسقط الالقاب يا اخي ، اليس لديك خطط اخرى غير العمليات؟"
" انا لا افهم"
ضحكت كارما حتى احمر وجهها والتفت لها وسام وناولها كوب الماء وقال
"لن يفهم حتى يقع"
"صحيح "
"بالمناسبة"
قالت وسن وهي تأمر الخادمة بأن تأخذ الكؤوس والاكواب لتغسلها
" لم اسمع من قبل من قبل عن علاقتكم ، من اعترف اولا؟"
"اتريدين سماع القصة ؟ انها مملة"
قالت كارما مجيبة على وسن التي سألت فجاة عن قصة حبها
" اجل اود سماعها ريثما ينتهي اعداد الطعام"
"حسنًا ، بعد عدة لقاءات دارت بيننا بينما كنت ازوركِ ، انتهى الامر بوسام ان يكتشف ، اني ابنة رجل اعمال شهير ، فدعاني لمكتبه لربما استطيع مساعدته ، وهناك رأيت خطةً لمداهمة فأضفت لها بعض التعديلات كوني مهندسة و اجيد قراءة المخططات ، بعدها دعاني لتناول العشاء ، وفي ذلك العشاء أُعجبت به لاول مرة ، اردت التعرف عليه اكثر ، واردت البقاء معه اكثر ، شعرت بداخلي ان هذا الرجل سيكون اهم شخص في حياتي ، ثم هوجمنا في المقهى واصيب وهو يحميني ، هنا ايقنت ان هذا الرجل سيحميني حتى وان كانت حياته الثمن "
كان الكل يستمع للقصة بابتسامة الا وسام الذي كان يحدق بالفراغ واذنه شديدة الاحمرار علم الجميع انه يشعر بالخجل فتابعت كارما وهي تنظر اليه اثناء حديثها
"بعدها ظللت افكر كثيرًا فيه ، وبتواجده بجانبي ، اردت ان اعترف باعجابي لكني لم ارد ان اتسرع ويتحطم قلبي ان لم يكن يبادلني ، ثم طلب مني الذهاب معه لانتقاء هدية لكِ في يوم ميلادك ، ووافقت لمجرد فكرة اني ساستطيع التسكع معه ، وكانت فكرة انتقاء هدية لكِ معه لطيفة جدا ، ثم سالته ان اعجبت به امراة ماذا سيفعل فالجمني برده وهو ما جعلني اظن انه يبادلني الاعجاب ، ثم اعترف لي باعجابه في حفلة يوم ميلادكما ، وبادلته الاعتراف في ذات الوقت ، وعندما كان نخطط لبدأ مواعدتنا ، حصلت الكارثة ، وتوفي اخي اسامة ، وانهار وسام كما تعلمون ، اتذكر انه اعترف لي بحبه وهو مخدر في المصحة، وكانت مواعدتنا تقتصر على حديقة المصحة وبما انها كانت معه كنت سعيدة ومكتفية ، بعد شهر ربما وحين خرج من المصحة فاجئني في مكتبي وهناك طلب مني تناول العشاء معه و وافقت بدون تفكير ،ولم اتوقع ولو لواحد بالمئة انه سيطلب مني الزواج ، وباقي القصة تعرفونها ، انه مثل ايجاد توأم روحك ونصفك الثاني ، لعل اكثر ما كان يزعجني بالبداية هو ظنوني بانه كان يكن مشاعرًا للميس لذا حاولت التحكم بمشاعري ، لذا عندما رأيته يتناسى امرها و يصر على انه كان لا يحبها آمنت بأن هذا الرجل هو رجلي "
"هذه حقًا قصة ممتعة لم اشعر بالملل ولا لواحد بالمئة"
قالت وسن والابتسامة الكبيرة على وجهها بادية لا يمكن ان يخفيها شيء ، حدقت في وسام الذي كان ينزل رأسه و وجهه اصبح محمرًا تمامًا .
"الشيء الذي لم افهمه هو علاقة اوركيد بكل هذا "
سأل هتان بعدم فهم ظاهر على عينيه
" انت حقًا بطيء الفهم في الامور العاطفية "
.
طرق الباب ودخل جناد عند رائد المنهك من كثرة العمل رغم انه خف كثيرًا اثناء نقله من الاستخبارات للشرطة السرية
"رائد هناك رجل في الخارج يريد لقائك"
"من يكون ؟"
" لم يقل ، هل ادخله ؟"
" اجل دعه يدخل لنرى ما امره "
اومأ جناد الذي اصبح منضبطًا ، اصبح اكثر تعقلًا رغم انه هناك جنون لا يفارقه ، لعل اكثر ما يميز شخصية جناد جنونه المفاجئ .
طُرق الباب ودخل رجل يتسم بحسن الهندام ، مظهره عادي ، لكن كان لديه كاريزما ، وكما يقول جناد ؛ رائحة المال تفوح منه .
"مرحبا يا سيد رائد "
" اهلا ، ايمكنني ان اعرف من انت؟ "
ابتسم الرجل ومد بطاقة عمله ، شعر رائد ان ابتسامة الرجل مثيرة للريبة والقلق لكنه استمع بهدوء
"انا ادعى صافي ، وانا وكيل كبار العالم المظلم في هذه المدينة "
العالم المظلم او العالم السفلي ، هو عالم كبار المافيا ، العالم الخسيس والقذر الذي كان وسام يحارب لانهاء امره في هذه الدولة .
"وماذا تريد مني ؟"
"رئيسي ، السيد اكس ، يود منك ان تصبح زعيم المافيا في هذا البلد ، لتتولى مكان الراحل ماجد "
"اخرج"
"عفوًا؟"
"لماذا تظن انني سوف اقبل هذا العرض القذر؟"
"اذا قبلت ، ثلاثة مليار دولار ستكون في حسابك في سويسرا ، وهذا فقط عربون المحبة ، ثلاث باخرات محملة بالاسلحة والمخدرات وكل ما يمكن التجارة به ، ثلاث اماكن تشغلها كيفما تشاء كغطاء لبيع الممنوعات او للتجارة ، انت حر "
" انا ارفض هذا العرض اخرج من مكتبي قبل ان اجرجرك للخارج "
سكت صافي ووقف وقال بنبرة غاضبة
"لن نعتبر هذا جوابًا نهائيًا ، وسيكون لنا تواصل اخر ، اتمنى ان تفكر مليًا بالامر"
.
مد الورقة لسلطان وقال
" هذه المعلومات التي تم جمعها من عملائنا عن المجلس الجديد "
امسك سلطان الورقة وقرأها بسرعة وقال
"حسب المعلومات التي جائت من جواسيسي ذهب كل من العميل السابق وسام وزوجته لفرنسا وقابلوا اكس"
"لماذا ؟"
" الشركة التي اكس شريك فيها ، لزوجة العميل وسام اسهم فيها "
"اذا ماذا عن الفرقة الجديدة ؟ هل لديك اقتراحات "
"انا ارى ان رائد هو افضل شخص من الشرطة السرية ايها الرئيس صقر ، اما بالنسبة لجهتنا الاستخبارات الوطنية ، فأنا سوف ارشح هتان "
" الامن القومي و المباحث يطلبون اسماء لنعيرهم اياهم ، لكن ماذا عن العميل وسام ؟ الن يكون من الجيد اعارته لاحد الجهتين"
" كلا مستحيل ، العميل وسام منتهي جاسوسيًا ، سوف ارشح عددًا من الاسماء غيره "
" سلطان ، انت تعلم ان وسام عنصر مهم وثمين ادى الكثير من المهمات و الواجبات على اكمل وجه ويجب علينا توظيفه لكي لا يتم اهداره ، انا اعلم انه ابنك ، لكنك تبالغ في جحده "
" انا لا اجحده ، فعلت كل هذا من اجل الوطن "
" ايها الرئيس سلطان ، الوطن لا يحتاج دموع ودم ابنك ، بل يحتاج ولائه ، يحتاج قوته وعزمه ، مالذي سيفعله الوطن بابنك بعد ان دمرته؟"
" انا دمرته؟ صقر انت ليس لك علاقة في ابني ولا تجرؤ على التدخل في رجالي "
" العميل وسام لم يعد تابعًا لك ايها الرئيس سلطان ، لهذا انا املك الحرية في توظيف من اشاء في اي وقت اشاء"
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن