88
الفصل الخامس: مجلس العظماء
البارت الثامن والثمانون
توقف عن السعال ونظر لها بتفاجؤ
" مالذي احضرك الى هنا؟"
"لقد دعوتني البارحة الا تتذكر ؟"
'زوريني بالمكتب لربما نستطيع التعاون في عمل ما '
تذكر وسام ما اخبرها به كمزحة ثم ابتسم
" تفضلي يا انسة ، المكتب من هنا "
سارت امامه بابتسامة وهي تنظر حولها ، بالموظفين المشغولين والحرس الذي يملئون المكان ،واكثر ما لفت انتباهها هو الديكور الجميل للشركة
فتح وسام لها باب المكتب ودخلت بهدوء ، وتوقفت عيونها على لوحة الخطط في زاوية المكتب ، جلست امام المكتب وهي تحدق بوسام
" ماذا تريدين ان تشربي ؟"
" قهوة امريكية بلا سكر لو سمحت "
رفع وسام الهاتف وطلب من السكرتير ما قالته كارما
ثم بعد ان دخل الحارس ووضع القهوة وغادر ، ابتسم وسام لكارما وهو يجمع يديه تحت ذقنه ويتكئ بمرفقيه على مرافق الكرسي .
" سمعت ان والدك رجل اعمال مشهور "
ضحكت كارما عندما سمعت هذا التعليق ووضعت القهوة على الطاولة
" عندما طلبت مني المجيئ للمكتب بنبرة مازحة ايقنت انك تعلم من هو ابي"
"بما انكِ تعرفين ما سوف اتحدث عنه فسوف اتوقف عن الدوران وساتكلم مباشرة "
" انا افضل ان يكون حديثك مباشرًا وكلي اذان صاغية "
" عندما اتيتِ لمنزلي في يوم وفاة لميس، اكنتِ حقًا قادمة لتقديم التعازي ام من اجل التقرب مني واختي؟"
"عندما تقولها هكذا فيبدو انك لست على وفاق مع والدي ، لذا دعني اكون صريحة بدوري ، انا لم اكن يومًا منتمية لابي ، واتيت لمنزلك لاقدم تعازيي لان لميس كانت شخص قريب مني ، ولاشرح الوضع ، ابي كما تعلم يعمل في الامور الغير قانونية بستار التجارة والاعمال ، انا اكره هذا ، خصوصًا انه ارسلني مع امي لبلدها الام ، اعادها وانا معها لفرنسا لنقضي حياتنا هناك وهو يرسل لنا الاموال "
اومأ وسام وقال
" سوف اصدقك ، وانا اؤمن انك صديقة لاختي لا اكثر ولا اقل ، وسوف اتجاهل انك ابنة عدوي "
" انا بدوري لدي سؤال لك يا سيد وسام "
" تفضلي "
" وسن لم تخبرني لذا انا اسالك ، من تكون لميس بالنسبة لك ؟"
ابتسم وسام ولف وجهه للنافذة الكبيرة خلف المكتب وقال بهدوء
" بصدق ، احببتها مرةً ، وددت لو ابقيتها بجانبي وخبأتها عن العالم "
ابتسمت كارما بحزن لكنها شعرت بغرابة لان صوته كان يخلو من ملامح الحزن والفراق
" لكن في مرحلة ما ، تلاشى حبها من قلبي كما لم يكن موجودًا ، اصبحت مجرد صديقة ، وعندما تعرضت للطعن بظهري من قبل اخوها ، بلا انكار شعرت انني لم اعد اطيق الجلوس معها ، ثم عند موتها شعرت انني ارتحت لكن فجأة راودني ذلك الشعور المهيب ، الشعور الذي همس باذني ان كل من يبقى معي سيموت ميتة بائسة كهذه ، وشعرت بالحزن لهذه الفكرة ، حزنت عليها لانني ظللت اذكر نفسي انني احببتها مرة ، ولكن الان يا انسة انا_، لم اعد افهم الحب "
نظرت كارما فيه وهو يتحدث بصدق ، كانت هذه اول محادثة طويلة معه ، لكنها شعرت ان هذا الرجل يحمل بقلبه جبالا من الهموم والاسى ، ولكنه يحبسها بداخله ، بدات تحرك عينيها في ارجاء الغرفة وسقطت مقلتيها على علبة المهدئات بزاوية المكتب ، لم يحاول وسام تخبئتها بل عندما لاحظ ان كارما رأتها امسكها وابتلع حبة منها ، تذكرت كارما عندما شاهدت وسام يعود للمنزل بعد غياب ثلاثين يومًا وعلمت بعدها انه كان بالمشفى لانه كان مصابًا بالانهيار العصبي ، شعرت بداخلها بقليل من الشفقة تجاه هذا الرجل لكنها صمتت و حولت نظرها للوحة الخطط وعقدت حاجبيها ، ثم وقفت واتجهت لها ووقفت قريبًا منها ، امسكت قلم الرصاص بجانبيها وبدات برسم خطوط على الخطة التي بالمنتصف ، شعرت بوسام يقف بجانبها فقالت
" هذه الخطة فيها ثغرات ، انظر من هنا قد يستطيع الاعداء تقييد الداخلين وحصارهم ، وهنا ايضًا وهنا "
شعر وسام بالذهول لانه رأها تتصيد الاخطاء التي قد تودي بحياته وحياة رفاقه
" ومن الافضل ان تدخلا بهذه الطريقة ان كان عدد الداخلين اثنين ، وابتعدوا عن الدخول عن طريق الحديقة ان كنتم تستطيعون ، ولا تقتلوا حرس الباب فهم الاساس،ثم يبدو لي ان البوابة الخلفية افضل بكثير من ناحية الامن "
وبدات تتحدث وتلقي عليه بخطة محسنة وهو يستمع بتركيز .
عندما انتهت كارما من ملاحظاتها لاحظت انها كانت تتحدث كثيرًا ثم التفتت لوسام خلفها الذي كان يحدق بالخطة بوضوح
وتحدثت هي وتحدث هو بنفس الوقت
"اعتذر عل-"
"خطة جي_"
ونظرا لبعضهم البعض فابتسم وسام وقال
" لا حاجة للاعتذار بل اعتبري انكِ انقذتي حياتي ، شكرا لك يا انسة كارما وبصدق اتطلع لتعاونات بيننا "
اومأت كارما وصافحته ثم قالت
" اعتذر يجب علي الذهاب"
" شكرًا لحضورك يا انسة "
" لا لا بأس "
وغادرت بسرعة
تنهد وسام ومسح وجهه ثم قال
" اين جناد هذا الازال يلعب البوكر؟"
خرج من غرفته و رأى حارس الباب واقفًا باستعداد
" اين جناد ؟"
" انه مع سيدي رائد في غرفة التدريب في الطابق السفلي"
ربت وسام على كتف الحارس ومشى لغرفة التدريب وهو يطقطق رقبته .
دخل عليهم و رأى رائد يلف الضماد على يده ليمارس الملاكمة ، نعم سيلاكم جناد
"مالذ-"
" اسمع يا وسام ، انها ١١ تعادل يجب علينا حسم النزال"
ضحك وسام وهو يشاهد جناد يطقطق اصابعه و يومئ وهو ملقي سترته بزاوية الغرفة .
جلس وسام بزاوية ما وقال
" سوف احكم على هذا النزال "
" اذا انا مؤمن انك ستكون حكمًا عادلًا "
عد وسام من واحد لثلاثة ليبدأ النزال
وابتدأ رائد بمحاولة للكم جناد الذي صدها واعطاه واحدة على خده لتصيب رائد بقوة
فيضحك رائد بقوة
"هذا سيكون ممتعًا "
ثم ينحني رائد ويرفع قدمه ليركل جناد ببطنه باقصى ما يملك ، ويتبادلان الضربات ، يصيب هذا مرة وهذا مرة ، باقصى ما يملكان حتى مرت نصف ساعة
سقط رائد ارضًا
" استسلم ، استسلم "
ضحك جناد وهو يمسح وجهه
"لكنك ايضًا قوي "
" اصمت انا اشعر بالخجل لانني قلت هذه الكلمة "
ابتسم وسام وقال وهو يقف ويخلع سترته
" اعتقد انه دوري "
اقترب وقتها هتان الذي اتى بمنتصف القتال ، دعم هتان رائد واجلسه في المكان الذي كان فيه وسام .
اعطى وسام سترته لهتان و وقف امام جناد
حدق جناد في وسام بسخرية
" رائد لم يستطع "
ضحك وسام وقال وهو يشمر عن اكمامه
" تدربت قليلا في الايام القليلة الماضية ، لا تستهن بي ، الناس لا يدعونني بطل العدالة من فراغ "
"انا لم امنعك لكنك سوف تعجز عن الحركة لايام "
" سنرى ذلك "
.
ابتسمت وسن وهي تحدق بالبيت نظيفًا ومرتبًا بعد عمل دام ليومٍ كامل بمشاركة خادماتها وكارما التي اتت قليلا ثم غادرت ، ونظرت حولها واستوعبت انها تشعر بالملل الان لانه ليس لديها شيء تفعله ، ضحكت قليلا ثم فكرت في زيارة الياس والعم بالمقهى الذي تم تجديده بواسطة وسام الذي اهتم بكل تكاليف الاصلاحات رغم معارضة العم.
ارتدت معطفها وشدته على جسدها ثم فتحت الباب لتنظر لزياد الذي كان على وشك قرع الجرس .
ضحكت وسن وقالت
" من حسن حظك انني لم اخرج بعد ، ادخل "
ابتسم زياد ودخل وتابع وسن لغرفة الجلوس ، منزل وسن وسمير كان فيلا صغيرة لا تبعد كثيرًا عن فيلا وسام الكبيرة ، كان بيتًا لطيفًا صغيرًا يحوي طابقين واربع غرف وحديقة صغيرة .
جلس بغرفة الجلوس وشاهد وسن تضع امامه كوب من الشاي الدافئ ، اعتادت وسن ان تقدم لهم مشروبات لطيفة تناسب الجو العام ، فلو كان الخارج حارًا لقدمت له كأس عصير منعش ، ولو كان ليلًا لقدمت له حليبًا دافئ ، وهكذا وضعت امامه كوب من الشاي البريطاني الذي تفضل شربه في الصباح .
ابتسمت وسن وقالت
" مالريح التي القت بك بمنزلي ؟"
"جئت لزيارتك والاطمئنان عليكِ "
اومأت وسن وقالت وهي تنظر حولها
" انا في قمة ساعدتي في قلعتي الصغيرة "
ارتفعت زوايا شفاه زياد وهو يقرأ السعادة بملامحها
"بذكر ذلك ، هل العيش وحدك صعب ؟"
" بعض الشيء لكن رائد احيانا يقضي الليالي ببيتي ، اعمل في وظيفتي واشعر ان حياتي هادئة "
" هذا افضل ، انا سعيدة من اجلك "
ابتسم زياد قليلا وهو يحدق بالشاي ثم سأل
" كيف حال وسام؟"
" انه بخير تمامًا ، افضل حالا من السابق "
" انا ارى ، هذا جيد ، بالتاكيد كان من الصعب عليه العيش مع المهدئات "
" لا هو لا يزال ياخذ المهدئات لكنه افضل ، عليك مقابلته"
" سأفعل ، لكن في كل مرة اذهب للمكتب لا اجده "
" اوه نعم انه منشغل كثيرًا هذه الايام ، اخبرني ان لديه حسابات يصفيها ، انا لا افهم بعمله لذلك سكت ودعوته لتناول الافطار معي بهدوء "
.
سقط جناد ارضًا وقال وهو يتنفس بقوة او يلهث تقريبًا
"استسلم ، توقف يا بطل العدالة "
ضحك وسام وهو يمسح الدماء التي سالت من انفه
تبادلا الضربات وكل منهما اخذ حصته من الاخر ، كل وجهيهما مشوهة تقريبا من الكدمات والخدوش
وقتها سمع وسام صوت رائد
" مستحيلٌ ان يفوز جناد علي ويخسر امام وسام ، لنا قتال اخر لكن دعوني استعد طاقتي "
اخذ وسام قارورة الماء من الحارس وابتلعها مرة واحدة ثم قال
" لدينا عمل الليلة "
ابتسم الجميع الا جناد لانهم عرفوا نوع العمل الذي يتحدث عنه وسام .
واقترب هتان بعدة الاسعافات الاولية ومعه حارسين اخرين ، ضمد هتان جروح وسام ، والحارسان جروح كل من جناد و رائد ، كانت وجوههم محمرة مشبعة بالدماء
.
"حسنًا ، بادئ ذي بدء سندخل انا وهتان فقط ، البقية بعد انهاء فاهد وخروجنا سوف ننهي الحرس بهدوء تام ، سندخل من البوابة الخلفية ، لذا كونو مستعدين بكواتم الصوت والقناصات "
اومأ الجميع بتفهم وابتسم لهم وسام بهدوء وهو يشد واقي الرصاص الي جسده ، ثم ارتدى قبعة البيسبول السوداء ، واستعد هتان بذات الطريقة واومأو لبعضهم ، ارتدى وسام القفازات وبدأت بتسلق الجدار المؤدي للبوابة الخلفية ، كان الجدار سميكًا حيث يستطيع الشخص الوقوف فوقه ، وهذا ما حدث ، لم يكن الجدار طويلا للغاية لذا وقف وسام وهتان فوق الجدار والقوا بالحبل لينزلقوا ببطئ للاسفل وكانت هذه الطريقة الاكثر هدوءًا والتي اقترحتها كارما .
حارسين فقط في البوابة الخلفية غير متأهبين واقفين بملل ، اطلق وسام على الاول ، وانهى هتان الثاني بطعنه في رقبته بخنجر .
على خصر هتان كان هناك حامل المسدس وهناك حبل معلق ايضًا وحامل الخنجر .
دخلوا بهدوء ثم عند اقتربهم من الغرفة الرئيسية والتي ايضًا دلتهم كارما على طريق للوصول اليها اسرع بمرتين من خطة وسام الاصلية ، شاهد وسام فاهد امام التلفاز يحتسي النبيذ وينتظر عشائه ، عندما التفتت لليمين رأى الخادم قادم لوضع الطعام امامه ، ابتسم وسام وذهب للخادم ، واخذ منه صحن الطعام ، وبذات اللحظة اقترب هتان وكمم فم الخادم بيده وطعنه برقبته ايضًا ليسقط جثة هامدة ، يأخذ وسام الطعام ويمشي بهدوء واتزان لداخل الغرفة الرئيسية او غرفة الجلوس الواسعة ، يضع وسام الطعام امام فاهد ثم يجلس امامه
" انت!"
" مرحبًا ، كنت مارًا فقلت يجب ان القي السلام "
كان وسام مجهزًا بعتاد العمليات ، الاسلحة والخناجر وكل شيء اخر قد يحتاجه احد ليداهم شخصًا .
" تفضل ، اخر وجبة بحياتك ، وللاسف ستكون باستا بالدجاج ، كنت سوف افضل شرائح اللحم كأخر وجبة "
سكت فاهد وحدق بوسام بقوة ، لكنه تنهد وامسك سيجارته وقبل ان يشعلها اختطفها وسام وكسرها وقال
" معذرةً اتضايق قليلا من رائحة السجائر ، الا تفضل الحديث هكذا ؟"
" اتريد الحديث ، ام تريد قتلي ؟ ان كنت تريد قتلي فسوف اضمن لك انك حتى لو قتلتني سيأتي من ينتقم لي"
" قبل هذا لدي سؤال ، هل فهد قريب لعائلتك ؟ هل هو ابن خالتك مثلا؟"
سكت فاهد وهو يرى وسام يتحدث بسخافة مطلقة
" مالذي تتحدث عنه بحق الجحيم؟"
"انت تقول نفس ما كان يقوله عندما قتلته ، لكن مقارنة به ستكون ميتتك اشد رحمة منه اتعلم لماذا ؟ "
سكت فاهد وهو ينظر حوله ليبحث عن مهرب ، مسدسه بعيد للغاية بل وانه بجانب وسام ولا يوجد سلاح قريب منه غير السيف المعلق على الجدار خلفه
"سوف اكون رحيمًا معك لانك لم تمسني مثل ما فعل كل من فهد وكلب المخدرات ، انا اقتلك فقط لانها مهمتي لا تفهمني خطأ "
ثم توسعت ابتسامة وسام والقى بقبعة البيسبول بعيدًا وقال
" والان سوف اقول لك وداعًا "
وفجاة شعر فاهد بحبل يلتف حول رقبته ورجل يحاول خنقه ووسام ينظر له ويبتسم بخبث .
قاوم فاهد وقاوم وبدأ يركل ويلكم ، حتى قارب على ان يهرب من حبل موته لكن هتان غضب وشد على الحبل والتفتت خلفه وسحب السيف المعلق من غمده ولم يدخر جهدًا او قوة ولم يأخذ الامر اكثر من عشر ثواني ليفترق رأس فاهد عن جسده .
ينظر وسام للجثة المنفصلة بقرف ثم يقف ويقول
" اتعلم يا هتان انت تفقد اعصابك في العمليات وينتج عن ذلك جثث مشوهة مثل هذا "
رد هتان بسخرية على تعليق وسام الساخر
" اسف على محاولة تنفيذ المهمة بشكل ناجح"
"نعم اذا انبني الرئيس على الجثة سوف اقول انك فعلتها"
" انت رئيسي المباشر سوف القي اللوم عليك "
وخرجًا هكذا من البوابة الخلفية واعطو الاشارة للباقين ليتم التخلص من باقي الحرس بهدوء شديد
# انتهى
أنت تقرأ
Crime
Mystery / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...