الفصل السابع : العاصفة (139)

16 1 0
                                    

139
الفصل السابع : العاصفة
الموسم الثاني
البارت التاسع والثلاثين بعد المئة
لم تكن عينيه حزينة او مكتئبة او حتى متأثرة ، كان هادئا ومتزنًا ، وهو يحدق في صورة والده المتوفى حديثًا ، كان قلبه هادئا ، كان والده مهووسا بالانتقام لموت عمته ، والتي بدورها قد قتلت على يد الثور ، هيروشي لم يهتم يومًا بوجود او حتى بالنظر لابنه الوحيد يوكي ، الذي ولد مترعرعا بين الخدم ورجال والده .
" عذرًا ايها السيد الشاب يوكي "
رفع يوكي مقلتيه عن الصورة وادار برأسه ليرى احد اتباع والده
" اجل؟"
" تعازيي الحارة "
" اه- اجل شكرا لك "
كان يظنون انه مصدوم لذلك كان هادئا وكانه فارغ ، لكن يوكي في واقع الامر كان يشعر بصمت في عقله ، كان يشعر بنوع من تأنيب الضمير لانه لم يهتم لوفاة والده ، لكن بين ذكريات يوكي ، لم يكن هناك اي تفاعل معنوي مع والده .
.
ابتسم وسام وهو ينظر عبر شاشة الحاسوب
" من الجيد لقائكِ يا سيدة الكسندرا "
بادلته الابتسامة و اومأت بابتسامة لطيفة لكن واثقة وحازمة
" اجل ايها السيد وسام ، انا سعيدة برؤيتك اخيرا ، الجميع يتحدث عنك في الوسط "
ضحك وسام قليلا واومأ
" حسنا انا احب اثارة الجدل"
" انت تحب تفجير قنابل بافعالك وليس مجرد اثارة جدل"
" لنقل فقط انه تفضيل شخصي لاضفاء نوع من المتعة في حياتي "
ضحكت قليلا ثم اومات
" لنتحدث بجدية من فضلك الان ، لماذا طلبت لقائي؟"
" انتظرِ من فضلكِ هناك شخص اخر سينضم لنا "
عقدت حاجبيها قبل ان تعبر ذراعيها وتريح ظهرها على الكرسي الجلدي الفاخر ، أومأت قليلا ولم تستطيع كبح بريق الفضول في عينيها .
بعد بضع دقائق انضم السيد جورج لهم ، وكيل الملك ( زعيم المافيا السويسرية)
" اوه! أكنت تنتظر السيد جورج ؟"
اومأ وسام ورحب بالسيد جورج ثم بدا يتحدث بجدية
" اردت التحدث عن احد الدول التابعة للمجلس "
عقد جورج حاجبيه باستغراب
" اي واحدة ؟ البرازيل؟"
" كلا كلا ، اقصد المانيا "
لمعت عيني الكسندرا باهتمام ، اعتدلت بجلستها وامالت راسها للامام .
المانيا ؛ رغم انها دولة قوية من حيث العالم السفلي ، الا ان الرؤساء السابقين رفضوا الخضوع او الانضمام لمجلس كبار المافيا ، لذلك انتهى بهم الامر الى ان يصبحوا اتباعًا بعد هزيمة نكراء في حرب عصابات ، الامر المهم هو ان المانيا مقسمة بالتساوي بين اسبانيا وروسيا ، وقد كانت هناك الكثير من الجدالات حول من سياخذ حكمها .
وسام لا يريد ان يدخل في مشاكل مع زعيمة روسيا بسبب هذا التنافس ، لذا الحل كان بسيطا
" لنمنح المانيا حرية مشروطة "
" ماذا تعني بـ 'مشروطة ؟'"
" اقصد ، نحن لن نمنحهم حرية مطلقة مثل اعضاء المجلس ، سنعين زعيما لالمانيا ، يكون تحت امرتنا ويتصرف بالامور بما يراه مناسبا ، ودورنا فقط سيكون اشرافي "
بصراحة الفكرة راقت لالكسندرا ، ستتخلص من صداع المانيا برمي هذا الثقل على شخص طامع في السلطة
" من — اعني من سيكون الزعيم ؟ اترشح احدا "
هز براسه وابتسم
" انا لازالت جديدا على هذا ، لذلك سوف اترك هذا لكِ"
'هذا الوغد ، كان يتهرب من العمل بالقائه علي...حسنا ربما هذا مسلي بعض الشيء '
اومأت الكسندرا و تنهدت
" حسنا على اي حال هناك من خطر ببالي"
" ممتاز ، اذا سيكون السيد جورج شاهدا على صفقتنا "
اومأ جورج متفهم
" حسنا ، سوف اعلم الملك بذلك ، اتمنى لكم التوفيق"
وبذلك انتهى الاجتماع ، اغلق وسام حاسوبه ثم خرج من مكتبه المنزلي وهو يدندن ، متجهًا للغرفة المزينة بالديكورات البيضاء المنعشة ، فتح الباب بلطف ونظر في الغرفة ليتاكد من هدوئها ، ثم خطى للداخل ، غير قادر على التحكم بابتسامته عندما شاهد ابنه ينام بسلام في المهد .
داعب وسام خد ابنه بنعومة وسلاسة ، منتبها لان لا يزعج نوم الرضيع المسالم ، شعر وسام بموجة من الحماية والحب لهذا الملاك الجميل .
لم يستطع مقاومة ان يطبع قبلة لطيف وخفيفة باكثر ما يمكن ، لا يريد ان يوقظ رونان عن طريق الخطأ .
داعب رأس للرضيع الصغير وهو يدندن بتهويدة قديمة كان اسامة يغنيها له ، والابتسامة الابوية والمحبة لم تفارق وجهه ابدا .
.
سار بينهم بوجه صارم ، حازما كونه قائد الحرس ، عاقدا ذراعيه خلف ظهره وعينيه الباردة تحوم حول المجندين الجدد.
" عليكم يا رفاق الا تتهاونوا ، قد يبدوا الزعيم رحيما لكنه لا يغفر الاخطاء بسهولة ، كونوا حذرين ولكن سلسين "
" مفهوم!"
" كما نبهت سابقا ، الشرب ممنوع ، القمار ممنوع ، التدخين ممنوع ، والتهاون ممنوع ، هذا خلال ساعات اداء الواجب ، عدا ذلك فانتم بالطبع احرار ، لكن اياكم وتلطيخ سمعة الزعيم "
" حاضر سيدي!"
ضحكة من الخلف ، كانت ضحكة عالية وكانها هيستيرية
التفت جناد بعيون حادة ، لكن انقلبت عينيه الى منزعجة
" رائد "
" لحظة....هاهاها...جناد هل انت حقا جناد الذي اعرفه؟"
" اصمت!"
" لا استطيع ...هاهاها..انت مضحك للغاية ...هل انت من يقول هذا للمجندين؟!"
جناد سحب ذراع رائد وقاده للخارج
" الا يمكنك ان تخرس؟"
" اهكذا تعامل رئيسك؟"
" وهل انت الان رئيسي؟ انسيت ما حدث في صالة قمار ال—"
غطى وائد فمه على عجلة وقال بعيون متسعة
" حسنا حسنا انا سوف اخرس وانت تخرس ايضا "
ضحك جناد ولم يستذع مقاومة الضحك على هلع رائد
.
" تهانينا "
اومأ يوكي وهو يجلس على كرسي الزعامة بوجه واثق ، نظر للمكتب حول اغراض والده ...فراغ تام ، هذا ما كان يشعر به حاليا ، لا يستطيع حتى ان يصف مشاعره ، تجاهل الامر وركز على الاعمال بين يديه .
تجهيزات مأدبة الزعامة ، السيطرة على العصابات المتمردة ، جمع القوة وتثبيت مكانه كزعيم ، كل هذا يبدو كصداع قادم .
.
" كارما ! انه يفتح عينيه!"
ضحكت كارما على حماس وسام ، لم تتخيل ابدا انه قد يبدو بهذه اللطافة والحماس حين يداعب رونان الصغير .
لمس وسام خد رونان الناعم والممتلئ
" هذا كثير من اللطافة لي لاتحمله ! كيف يكون كتلة اللطافة هذه ابني! لابد انها جيناتكِ يا عزيزتي"
" انت تتحول لاحمق يا عزيزي ، ابننا يشبه كلانا ، وعندما يكبر سيغدو اجمل واجمل "
اومأ وقبل الرضيع على خده ، الكثير من المداعبة اثارت انزعاج الرضيع وتحرك قليلا ليظهر انزعاجه ، توقف وسام فورا لكن الابتسامة الحنونة لم تغادر وجهه ابدا .
عرف وسام ذلك ، هذا الطفل كان اكثر ما احبه وسام في العالم ، كنزه الثمين ، طفله!
.
" يبدو اننا سنتورط في امر الشحنة " قال الرجل وهو ياخذ رشفة من مشروبه
" لا اظن ، الامور تسير بسلاسة ، حتى انها عبرت من حدود اسبانيا ولم يتحرك الذئب"
" ربما هذا هدوء ما قبل العاصفة"
" كلا ، انه حتما لا يعلم بامرنا" ابتسم الرجل الاشقر بثقة
"انا لست مطمئنًا ، اريد استعادة مالي يا...."
" اجننت؟ هل فقدت قواك العقلية؟ مستحيل! نحن على بعد خطوة واحدة من الثراء ! وانت تريد التراجع الان! "
" لو كشف امرنا انا من سيكون حبل المشنقة حول رقبتي!"
" توقف عن المبالغة! لن يحصل شيء ، ثق بي "
" انا لم ولن اثق باحد "
#انتهى

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن