90
الفصل الخامس: مجلس العظماء
البارت التسعين
"اذًا ، تحدث عن نفسك قليلا "
وضع وسام الشوكة والسكين ومسح فمه
"ماذا تريدين ان تعرفي؟"
"امم مثلا ، لا اعرف وسام تحدث عن نفسك"
ضحك وسام عندما سمعها تناديه بدون رسميات ورفع رأسه لها ثم قال
"ماذا يمكنني ان اقول ادعى وسام سلطان ، عمري ٢٧ ، افضل القهوة المثلجة ، لوني المفضل هو الاحمر ، ولا استطيع تحديد طبيعة عملي بالضبط "
ارتشف الماء ثم اتكئ على الطاولة
"امم ، رجل فقد الكثير ، الكثير من الاصدقاء والاخوة "
"وحبيبتك؟"
نظر لها وسام وقال وهو يحدق بعينيها
"لا استطيع ان اقول اني فقدت حبيبتي ، اخبرتك انني في اخر ايامها كنت غير متحمل لها ، اجبرت نفسي على الاعتذار لها ، عندما ماتت شعرت انني مذنب لانني لم احبها وهي التي ابتغت حبي سابقًا ، اجبرت نفسي كثيرًا على تقبيل يدها ومنحها الورود والهدايا ، لكني يا كارما ، انا لم اعد استطيع اجبار نفسي على شيء "
عقدت كارما حاجبيها وقالت بعد ان مسحت فمها بالمناديل
"انا اعلم انك لا تعمل بمواد البناء ، وانك تعمل في مجال يشبه ابي ، لكن وسام انت لا تفعل ذات افعالهم ، اذًا كيف دخلت لهذا العالم؟"
تنهد وسام وهو يرى الياس يزيل الاطباق من الطاولة
"تستطيعين ان تقولي ان العالم جرني لهذا العالم ، اتعلمين يا كارما ، الناس في هذا الوسط حتى والدك يناديني ببطل العدالة"
"ولماذا هذا ؟"
"سابقًا كنت اقتل كل من اعرف انه يضر البلد "
"سابقًا ؟ والان؟"
"الان لدي مهمة واحدة ومنذ كُلفت بها وانا اخسر الناس من حولي ، لذا لا تقتربي مني كثيرًا اخشى عليكِ"
ضحكت كارما بصوت عالي
"لا تخشى علي ، انا اقوى من ما تظن "
"يبدو ان كل النساء حولي اقوى مما اظن"
"صحيح ، رغم ان معرفتي البسيطة تقول ان النساء حولك هم انا ووسن"
"انتِ محقة ، اخاف من النساء اكثر من القنابل الذرية"
"انت مضحك للغاية "
"حدثيني عنكِ ايضًا ، لا تجعليني الوحيد المتحدث"
"تعرف اسمي، عمري ٢٦ ، احب اللون الابيض ، عشت حياتي في فرنسا ، درست الهندسة المدنية وعدت لافتتح شركتي الخاصة ، ابي كان يمنعني من القدوم الى هنا ، لم اقابله الا ثلاث مرات في حياتي ولكنه يرسل المال والحرس فقط ، توفيت والدتي قبل فترة لهذا عدت الى هنا، لميس كانت جارتي في احد المدن التي سكنت فيها ، اه بالمناسبة هناك سوال يراودني ويضايق فضولي "
"اسالي لن تجديني مجيبًا هكذا مرة اخرى"
"هل اكملت دراستك الجامعية؟"
اومأ وسام وقال وهو يتذكر
"نعم انهيت دراستي الثانوية بطريقة ما ودخلت الجامعة ، درست العلوم السياسية "
تفاجات كارما من دراسة وسام وقالت
"لكنك تعمل ضد البلد"
هز وسام راسه بالنفي
"كلا انا لست ضده ، انا معه ، وستثبت الايام ذلك لكِ"
ثم وقف وذهب ليدفع الحساب ثم عاد و ابتسم
"اذا هل نغادر يا انستي "
"نعم لكن اخر سؤال "
"تفضلي ، كلي اذان صاغية"
"لماذا صديقك يلاحقنا هكذا؟ "
التفت وسام و رأى هتان يقف خارج المطعم متأهبًا مستعدًا
"انه ظلي ، يجب عليه ان يتبعني دائمًا "
"لم افهم لكن دعنا نغادر"
ضحك وسام و مد لها ذراعه ، لتمسك عضده بخفة وتخرج من المطعم ، شعرت كارما بشعور لطيف وهي بقرب هذا الرجل ، شعرت انه يقتحم قلبها بابتسامته وهدوئه معها ، هي رأته مع رجاله ، لم يكن يتعامل معها مثلما يفعل مع رجاله ولم يفرض الرسمية بينهم ، شعرت انه سيأخذ مكانًا في قلبها لم يأخذه احد من قبل ، عدو والدها ولكنها شعرت انه سيكون اقرب لها من صديق ، شعرت بالفراشات تحوم بداخلها لانه مد يده لها ، فتح لها باب المطعم وخرجت ، رأت سيارتهم قادمة ، لكنها ايضًا رأت سيارة اخرى قادمة مسرعة ونوافذها مفتوحة وعندما وصلت السيارة امامهم بدا الرجال داخلها باطلاق النار عليهم ، برد فعل طبيعي صرخت بفزع وغطت رأسها بيديها وانحنت لكنها شعرت انه جسدها يُحتضن ، رأت سترة جلدية تلفها برائحة تعرفها ، لكنها شعرت ايضًا ببلل على كتفها ، سمعت صوت المسدس قريبًا منها يقتنص الاعداء وتمت الاطاحة بهم ثم سمعت اطلاق النار يتوقف وابتعد وسام عنها ، رفعت يدها بسرعة ووضعت يدها على كتفها لترى دماءً فحصت جسدها بسرعة ولم تجد اي جرح ، التفتت بسرعة لوسام و رأت هتان يركض له
"وسام ، انت بخير؟ "
"لا تقلق ، انه جرح سطحي "
"لايبدو كذلك "
اجتمع الحرس حول وسام بقلق
"سيدي عليك الذهاب للمشفى "
"سيدي انت بخير ؟"
كان واقفًا بصمود رغم انه كان ينزف كثيرًا ، ذلك اثبت للجميع انه لم يكن جرح سطحي ، كانت الرصاصة في ظهره اسفل اضلاعه .
كان هتان يدعمه
اخرجت كارما مناديلا قماشية من حقيبتها ووضعتها على الجرح ثم قالت لهتان
"اليس علينا الاتصال بالاسعاف؟"
هتان قال وهو ينظر الذي وقف بصمود ونظر لهم وحاول اقناعهم بالهدوء
تنهد هتان و قال لوسام الذي كانت كتفيه ترتجف لكنه وقف بقوة وجسارة
"توقف يا وسام"
"دعنا نذهب للمنزل"
تأفف هتان والتفتت للحارس
"افتح باب السيارة"
فتح الحارس الباب بسرعة و ركب وسام ولا زال هادئًا ، ركبت كارما في الخلف وقاد هتان الى المشفى
.
نظر هتان في وسام النائم في فراشه وسلك المحلول الوريدي مشبوك بيده ، ووسن وكارما ايضًا هنا
بعد ان اطمئنت وسن على وسام نظرت لكارما وغمزت لها
"مالذي كان يحدث بالمطعم بدون علمي"
ضحكت كارما وقالت
"دعاني لتناول العشاء لانني ساعدته في امر ما "
"انا ارى"
"اختي"
نظرت وسن لهتان الذي اقترب منها
"مالامر ؟"
"يجب عليكِ العودة للمنزل الان "
اومأت وسن ونظرت لوسام
"انتبه له ، هيا بنا يا كارما "
غادرت كارما بعد ان القت نظرة اخيرة على بطلنا
جلس هتان بالكرسي الوحيد بالغرفة وتكتف وهو ينتظر استيقاظ وسام ليؤنبه ويعاتبه .
سمع طرق الباب و رأى رائد جاء يركض
"مالذي حصل؟ "
"هاجمونا في مطعم العم "
"هل اصابته سيئة؟"
هز هتان رأسه بالنفي
"ليس هناك خطر على حياته تم علاجه بسرعة كما انه لم يغمى عليه حين اصيب ، انه نائم فقط لانهم اعطوه مسكن قوي "
تنهد رائد ونظر لوسام النائم وكل احداث هذه الايام تفتح الصداع برأسه
.
فتح وسام عينيه ونظر للسقف ، اعتدل بجسده و رأى هتان امامه جالسًا يحدق فيه
"اخفتني "
"الا يمكنك التوقف؟"
"اتوقف عن ماذا؟"
"عن ما فعلته اليوم ، وما فعلته عندما قفزت من الجرف ، وما فعلته عندما انفجر المنزل ، وما تفعله دائمًا "
"انا فقط احمي اجزائي المتناثرة"
"ومنذ متى اصبحت امراة قابلتها قبل شهر جزء منك؟"
"منذ ان نادتني وسام "
"وسام!"
تأفف هتان ونظر لوسام الذي كان يجهل سبب تذمر هتان
"انت دائمًا تفعل هذا "
"ماذا؟ لماذا تتحدث بالالغاز؟"
"دائمًا ما تضع حياتك في سبيل حماية من تحبهم ولا تأبه بالعواقب"
"هذه ميزة الا تظن ؟"
"كانت ستكون ميزة لو كنت شخصًا عاديًا ، لكن عندما تكون وسام ابن رئيس الاستخبارات الوطنية ، واشهر عراب مافيا وبطل للعدالة كلا ليست ميزة ، الجميع سيستهدف من تحب ليؤذوك"
"ماذا كنت تتوقع مني ان افعل ؟ ان القي بكارما للرصاص ؟ ان ازيد الامي ؟ ومنذ متى تعرفني يا هتان ؟"
"وسام ، انا اعرفك منذ كنت تلهو في بيت الرئيس ، مع اسامة ، وطفل معكما تجهل اسمه وهو يدعى هتان ، طفلٌ رباه اباك ولا تتذكره انت ، لكن هو يعلم من انت ، وكيف عشت ، ومع من تربيت ، ويراك اخاه الصغير الذي لا يريد ان يفقده "
جفل وسام وقال بعدم تصديق
"مستحيل ، انت؟"
"انا من كان يلعب معك وانت صغير في فيلا الرئيس ، بعد ان خرجت من دار الايتام لسنتين كنت رفيقك فيها ثم عدت اليه ، وسام ، انا اكثر من يعرفك في هذا العالم"
سكت وسام ولم يجب ، وقف هتان وقال بهدوء
"رائد كان ينتظر استيقاظك يقول انه عرف معلومة مهمة ، سوف اناديه "
اومأ وسام وابعد الغطاء عن ساقيه ، ليقف ويمشي بهدوء ورفق لدورة المياه .
وبعد دقائق يطرق رائد الباب ويدخل ويرى وسام يتناول طعامه وهو جالسًا على السرير
"هل من الجيد ان تجلس هكذا ؟"
"ان الجرح خفيف لكن لابد من بعض المبالغة "
ضحك رائد وجلس بالكرسي وقال
"هناك معلومة نسيت ان اخبرك بها رغم اني عرفتها حينما كنتَ ميتًا "
"يبدو لي انك عرفت اسرار العالم عندما كنتُ ميتًا"
"انا قليلا خائف من اخبارك بهذا "
"رائد خائف ! يالها من مفاجاة ، قُل لم اعد حساسًا لا تقلق"
ابتسم رائد ونظر لاصابعه ولعب فيها قليلا ثم تنهد و رفع رأسه لوسام
"وسام اتعرف من هو زعيم العدو ؟ لا اقصد ماجد اقصد من هو اعلى منه "
"كلا لا اعرفه مهمتي تقتصر على المجلس ، اعرفت هويته؟"
"نعم عرفت ، ومعرفته لن تسرك ابدًا "
ضحك وسام وقال وهو يمازح رائد
"اذا لم يمكن انت او هتان فلا يهمني "
"انها والدتك ، اعني نادية "
نظر وسام في رائد بدون كلام ، ثم حدق بصحنه المليئ بالطعام ، تأفف ودفع صحنه بخفة
"لقد فقدت شهيتي "
.
"اذا مالذي تظنه؟"
"جيد يا سيدي وسام ، انت افضل من السابق ، انا ربما استطيع ان اقر بتعافيك ، لولا ان هناك بضع اجرائات احترازية يجب اتباعها "
"قبل ان تملي علي ما يجب ان افعله، يجب علي ابلاغك انتي توقفت عن تناول المهدئات منذ البارحة "
"ممتاز ان هذه كانت ستكون الخطوة القادمة لكن من الجيد انك توقفت الان ، ثم اهم ما عليك فعله ان تحاول الابتعاد عن الاحداث المرهقة للاعصاب والاحداث السيئة والاجواء المتوترة "
ابتسم وسام بسخرية وحدق بالغرفة ، بالمشفى الذي زاره اكثر من عشر مرات خلال هذه السنة ، لم يتوقف الامر على كون العديد من الاشخاص ذهبوا ، لكن ايضًا وسام اصبح بتأذى كثيرًا.
"عمومًا ان حالتك تحسنت كثيرًا وانا اقر بان رغبتك بالعلاج بادية لي كطبيب نفسي ، هل الافكار الانتحارية ما زالت تراودك؟"
"هل فكرة حفر قبر لنفسي تعتبر فكرة انتحارية؟"
سكت الطبيب قليلا ثم قال
"بصراحة لا اعلم "
"لاسال سؤال اخر اذا ، هل كوني ابغض نفسي يعتبر فكرة انتحارية ؟"
"بل يعتبر جلد ذات وهذا يعني ان جزء منك لازال يود العودة لحالة الاكتئاب التي كنت فيها ، حاول مقاومة هذه الافكار ، او ابقى دائمًا بقرب الناس بحيث تستمع دائمًا لكلام محفز "
اومأ وسام وابتسم الطبيب و ربت على كتف وسام
"اتمنى لك الشفاء العاجل يا سيدي ، وانا بصراحة اقدر رغبتك الشديدة بالعلاج والتخطي والمضي قدمًا "
كل هذه المحادثة كانت تحت انظار ومسامع هتان الذي كان يسجل كل شيء في عقله .
.
في اليوم التالي صباحًا
دخل وسام الشركة وكل الحراس يلقون عليه التحية ويسألونه عن حاله ، ويجيبهم بابتسامة مشرقة وسعيدة.
دخل وسام مكتبه والسعادة تكتسي الاجواء حوله ، جلس على مكتبه ونظر للوحة الخطط وبانت على وجهه طرف ابتسامة ،
قال رائد الذي جلس في طاولة الاجتماعات
"يبدو ان الزعيم قد عاد لحالة العاشق الولهان "
نظر وسام لرائد وقال
"هذا ليس مضحكًا "
فاجاب هتان الذي كان يزيل معلومات من مات من المجلس ليحرقها
"بصراحة انا اراه مضحكًا ، لكني سعيد من اجلك "
-طق طق -
"ادخل "
دخل الحارس ووقف امام وسام بانتصاب وثقة
"سيدي لقد اتى رجل يصر على مقابلتك "
اعتدل وسام بجلسته وقال وعلى وجهه علامة الاستغراب
"من يكون ؟"
"قال ان اسمه خالد يا سيدي "
#انتهى
أنت تقرأ
Crime
Mystery / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...