110
الفصل السادس: بزوغ الفجر
الموسم الثاني
البارت العاشر بعد المئة
"ما رايكم "
نظروا له بترقب لما سيدلي به وهو المتحمس بعودته للعمل اخيرا بعدما طُرد بدون اهتمام من قبل سلطان وتدهورت صحته ثم تمسك بقوته وعايش ست شهور من الراحة شعر فيها بالضيق لشوقه للعمل وللسلاح وهذا طبيعي بالنسبة لشخص تربى على رفقة مسدسه .
"انلقي نظرة على مخزن الجبال ؟"
"اجل لقد اشتقت لذلك المكان "
ابتسم وسام وتذكر صورة المكان في عقله ، وكمية الاسلحة والسيارات والمستلزمات حتى الاموال
"اذا لننطلق "
خرجوا جميعهم حاملين معهم مسدساتهم و ابتساماتهم ، اما وسام فكان في قلبه شيء من الضيق ، وعزم على حماية اصدقائه واحبابه ولو كلفه ذلك حياته
.
"يالهذا الوجه الملائكي ، انه يشبهك "
ضحكت وسن وهي تضع العصير في الطاولة امامها هي وكارما التي جائت لزيارتها ، او بالاحرى لرؤية الاطفال ، والتصقت بجانبهم حتى نام سراج بحضنها و وهج كانت في الغرفة نائمة بسلام بعد صراعات مع وسن طوال الليل ..
"انه يشبه اخي اكثر "
"انتِ محقة ، انظري يعبس في نومه مثله تمامًا ، هل يستيقظ غاضبًا ايضًا ؟"
"هل لازال اخي يستيقظ غاضبًا ؟"
"اجل ولا اعتقد انه سيترك عادته هذه "
ضحكت وسن وقالت بابتسامة وهي ترى كارما تتأمل سراج بحنان
"اليس لديك خطة لاضافة حفيد جديد في العائلة "
نظرت كارما لوسن وبوجهها علامات الاحراج ثم تحدثت بعد سكوت
"بالطبع لدي ، لكنني قلقة "
"قلقة من الالم ؟"
"كلا مستحيل ، انا قلقة على وسام ، ان يصبح قلقا بشأني وبشأن طفلنا و يصبح متوترًا وينتكس"
"حسنا من ناحية انت محقة لكن حتى متى ستظلين قلقة ؟"
" حسنا ربما انا اشك في حملي ، لست متاكدة لهذا انا اشعر بالقلق "
"انتِ جادة؟"
"لست متاكدة لا تبالغي في فرحتك ، ولا اريد اخبار وسام "
"لماذا ؟ عليك التأكد بسرعة واخباره "
"لا اعلم وسن ، انا قلقة واظن انني مضطربة "
"كما تريدين لكني اظن ان عليك التأكد "
.
كانوا يسيرون في الطريق الجبلي المؤدي للمخزن وهم يتحادثون ثم قال وسام بابتسامة وهو يحدق بالطريق
" هل صدأتم بعد غيابي عنكم ؟"
"السؤال الحقيقي يقول هل صدأت انت بعد ان عشت كرجل ريفي "
"ربما؟ لدينا لقاء عمل مهم في غرفة التدريب"
ضحك رائد الذي كان جالسا بجانب وسام في الخلف
ثم توقف عندما سمع اطلاق النار والمكابح التي داسها جناد بقوة
"انزلوا!!!"
امرهم وسام بالنزول من السيارة وفُتحت الابواب فورًا ثم نزل كل من كان بالسيارة
"جناد احذر !"
التفت جناد عند صرخة وسام ثم شعر بجسده يسحب خلف وسام الذي اطلق النار
"شكرا لك ايها الزعيم "
دفع وسام كتف جناد وقال بصوت حاد
"لا تشكرني الان استعد عقلك"
بدأ الاشتباك وهم يستخدمون الاشجار حصونًا ضد المعتدين ، ركض وسام بسرعة وتحدث
" هتان!! خلفك "
ودفع جسد هتان لينحني واستقرت الرصاصة في المكان الذي كان هتان واقف فيه .
شاهد هتان وسام وهو ينقذهم يمنة ويسرى وكان يسير في الوسط غير مبالٍ لحياته
استمر هتان في الاشتباك ، وسمعوا زياد الذي قال
" وسام سوف تنتهي الذخيرة قريبا "
سكت وسام الذي كان عقله معقدًا ، بين انقاذ اصدقائه والتفكير في طريقة تخرجه من هذا المأزق ، سمع صوت لم يتمنى ان يسمعه
" اغغه !!"
سقط زياد من اصابة اخترقت كتفه ، توسعت حدقتي وسام الذي ركض له
" زياد!!"
"وسام! احذر "
صرخ هتان الذي شاهد وسام يجري لجهة زياد ، خلع وسام سترته ووضعها على جرح زياد
ثم جفل وسام من صوت هتان وجناد الذين سقطا من الاصابات ، هدأ وسام نفسه ثم شاهدهم ليلاحظ انها اصابات طفيفة في الكتف والذراع ، وحاول التفكير في خطة للخروج ، ثم شاهد احدهم يوجه المسدس على صدر رائد
"رائد!!!"
لوهلة توقف الزمن في عيني رائد ، الذي شعر بجسده يهوي للارض وشعر ايضا بثقل فوقه ليدرك ان وسام كان سقط مصابًا بين ذراعيه وهناك رصاصة مخترقة للجانب الايسر من صدره ، ارتجفت عينا رائد واهتزت يديه وتحدث
"وـ وسام انت بخير ؟"
" اجل ، دعنا ننهي هذا القرف "
"انت تنزف!"
" انا بخير "
لكن لم يدم ذلك عندما حاول وسام الوقوف اخترقت رصاصة اخرى اسفل اضلاعه ، وفي ذات اللحظة سقط جسد وسام عائدًا لاحضان رائد الذي كان يرتجف بذعر وهيسترية وفور سقوط وسام انسحب الاعداء وهدأ المكان ، لم يتبقى الا اثار المعركة من الجثث المتساقطة والاصدقاء المصابين ، ووسام بين احضان رائد ، يتنفس بثقل والدم يتسرب منه بغزارة وجسده يرتجف وقد بدأ يبرد.
"يا شباب انتم بخير ؟"
اجابوا باصواتهم المتألمة رغم ان كل منهم قد اخترقت رصاصة جسده الا انهم قد كانوا قادرين على الاجابة وابداء القلق على حال وسام المجهول..
بيديه المرتجفة رفع رائد جسد صديقه الملقى بين احضانه ، وحاول ايقاف النزيف ، اخذ هاتف وسام وفتحه بيدين ترتعش اظهر ارتعاشه كمية الذعر التي اصابت رائد في تلك اللحظة واتصل على سياف
{مرحبا؟ مالامر يا وسام }
"سياف س-سياف"
{رائد ؟ مالذي حصل ؟ اين وسام !}
"اصيب اصيب الجميع يا سياف مالذي افعله ؟"
سمع رائد صوت سياف المتوتر
{اتصل بالاسعاف ، اخبرهم ان ينقلوهم للمشفى المعهود ، انا قادم في الحال }
.
خارت ركبتي رائد امام غرفة الطوارئ ، لا سيما ان غرفة الطوارئ اكتسحت باجساد اصدقائه وغرفة العمليات مشغولة بصديقه العزيز ، لم يعرف مالذي يفعله ، خارت دموع رائد بدأت شهقات رائد وهو يحدق في يديه الملطخة بدماء وسام ، رفع هاتفه ويديه ترتجف ، واتصل على الشخص الوحيد الذي خطر بباله
{مرحبا }
"وسن ، الشباب يا وسن ، وسام يا وسن "
سمعت وست صوت رائد الباكي وانقبض قلبها وقالت بسرعة
{اين انت؟}
"في المشفى"
{رائد ارجوك ، اي مشفى ؟}
"مشفى وسام يا وسن "
اغلقت وسن الخط والتفتت لاوركيد وجيهان وكارما وقالت
"كارما تعالي"
"ماذا ؟ مالامر ؟"
"الشباب بالمشفى يبدو ان الامر جلل ، لنذهب ، اوركيد جيهان ، سوف اتعبكم لكن انتبها للاطفال"
،
دخلت وسن المشفى وهي ترتدي ثياب المنزل ، ومعطفها الصوفي الذي حيك حياكة مميزة .
رأت رائد عند باب الطوارئ جلست امامه وقالت
"اخي رائد مالذي حدث؟"
كان رائد يبكي ويجهش بالدموع ، وانهار اكثر عندما عانقته وسن ومسحت على ظهره وهي تسأله عما حصل ، وشعر بيد كارما تربت على ظهره ثم هدأ نفسه وقال
" هوجمنا بغتة واصيب الجميع في الهجوم "
سكتت وسن والقلق والخوف يداهم قلبها على الجميع ، وشاهدت سمير يأتي ركضا ويسأل
"ماذا حدث؟"
" اصيب الجميع في هجوم "
تنهد سمير ومسح وجهه ، ومد يده وامسك جسد رائد واسنده وقال
" تعال اغسل وجهك ويديك "
هز رائد رأسه بالنفي وقال
"كلا كلا اريد البقاء هنا "
اجلسه سمير على الكرسي وربت على كتفه وناوله قارورة المياه ليرتشف منها ويهدأ ، بعد برهة خرج الطبيب من غرفة الطوارئ وقال لوسن التي وقفت امامه وعرفت عن نفسها باختهم
"كلهم بخير واصاباتهم بسيطة ، نحتاج فقط لشخص ليتعرف على المرضى كونهم غائبين عن الوعي "
نظرت وسن لكارما وقالت
" علي ان ابقى مع اخي رائد ، ايمكنك الذهاب "
اومأت كارما وتبعت الطبيب ونظرت لحال الشباب ، ممدين والضمادات تلفهم وقالت بصوت مرتجف غير معتاد على هذا الجو وقلبها يكاد ينفطر .
"هذا السيد هتان ، وهذا السيد جناد ..."
وتابعت هكذا حتى انتهت ثم التفتت للطبيب وهي تسأل بصوت مرتجف
" كان معهم رجل بشعر اسود ، بشرته بيضاء وطوله حوالي ١٧٨ "
"اوه نعم ، انه في غرفة العمليات الاولى كانت حالته حرجة عندما وصل ، ايمكنك اعطائي معلوماته يا انسة "
اومأت كارما وقالت بصوت مرتجف
"ا- اجل انه يدعى وسام ، زمرة دمه O+ "
"شكرا لك يا انسة "
اومأت كارما وخرجت من غرفة الطوارئ ونظرت للرجل الغريب الجالس بجانب رائد ووسن واقفة امامهم يحاولون تهدئته
"كيف حالهم يا كارما ؟"
قوّت كارما صوتها وقالت لوسن
"انهم جميعًا بخير اخبرني الطبيب ان اصاباتهم بسيطة ، لكن "
"يا زوجة اخي ، اخبريني ارجوكِ هل رأيتِ وسام ؟"
سكتت كارما عند سؤال رائد وقالت بصوت مرتجف وخانتها طبقات صوتها التي حاولت جاهدة السيطرة عليها
"لازال قيد الجراحة ، الطبيب يقول انه في حال حرجة "
"اريد الذهاب اليه ، دعوني اذهب "
قال رائد بهذيان وثيابه ويديه لازالت عليها دماء وسام الجافة
"حسنًا لنذهب يا اخي ، اعذرنا ايها السيد سياف "
ساعدت وسن رائد الذي يسير بعدم اتزان وكانت هذه المرة الاولى التي تراه فيها بهذه الحالة ، جلسوا امام غرفة العمليات و لحقت بهم كارما بعد فترة .
بعد ساعة ونصف ، خرج الطبيب الذي اتضح عليه الارهاق ، وهو كان ذات الطبيب الذي كان يعالج اصابات وسام دائما
"كيف هو ؟"
"انا حقًا اسف لقول هذا ، سيدي وسام في مرحلة خطرة للغاية ، الرصاصة الاولى اخترقت الطحال وسببت به تمزقًا اضطرنا لاستئصاله ، اما الرصاصة الثانية فقد كانت في الصدر قريبة من القلب ، والذي جعل من مهمتنا اصعب ، ولكنه ظل متمسكا بالحياة ، يجب علينا نقله لوحدة العناية المركزة حتى تستقر حالته ، تمنياتي له بالشفاء العاجل "
ثم دُفع سرير خارج غرفة العمليات ، ملقى عليه جسد بطلنا الشاحب ، والضمادات تلف جسمه وصدره ، والاجهزة موصوله به
حدقت كارما بجسد وسام ثم شدت على يدها بقلق
#انتهى
بارت لان الكاتبة سعيدة ❤️
أنت تقرأ
Crime
Mystery / Thrillerالنُبذة مالذي يَحدثُ فيَ هَذا العالمِ الموحِش؟ الناسُ أصبح هَدفُهم قتل بَعضِهم البعض والأطفَال أصبحوا ضحَايا بدونِ حُروب و أنا أُدعى ببطلِ العدالة ؛ لمُجرد انني أقتلُ القتلة أنا مِنهُم ولستُ مِنهُم أنا أحارب مَن آذاني و آذى الأخَرين و أحصُل عَل...