الفصل الثاني : ناطحة السحاب (29)

31 10 0
                                    

29

الفصل الثاني : ناطحة السحاب
البارت التاسع والعشرون
نظر وسام في عيون رائد وقال بصوت مبحوح خالي من الحياة متجرد من المشاعر : ماذا حل بمراد ؟!
رائد ابعد عيونه وقال بتردد : مـ مات
يدخل الطبيب بعد دقيقة من الصمت
وبعد الفحص يسال وسام وهو يعتدل بالجلوس وكانه لا يشعر ب كمّ الاصابات التي في جسده : متى سوف اخرج ؟
الطبيب : بعد اسبوع ان كنت قويا ، حالتك كانت حرجة يا سيد وسام انت كنت...
وسام امسك راسه وقال لرائد : دعه ينصرف
رائد رفع اصبعه للطبيب وعيونه متعلقة بوسام الذي ارتخى وقال : هل دفنته ؟
رائد : ليس قبل استيقاظك يا اخي !
وسام : في صباح الغد سيدفن صديقنا
رائد : لكن انت !
وسام ببرود : هذا امر ، وانت بالذات لا تناقش اوامري
صمت رائد بقل حيلة قاعدته الاولى هي اوامر وسام لا تُعصى ابدا قال بعدها: كما تشاء لكن لا تضغط على نفسك.
وسام تحرك واعتدل وهو يقف ويستند على كتف رائد وقال : الان ساذهب لدورة المياه _ك_ وانت احضر لي ملابس ، اسرع
رائد كان سيعترض لولا ان باب دورة المياه _ك_ اغلق في وجهه .
تافف وخرج ليحضر ثياب وعاد واعطاها لوسام الذي بدل ثيابه ونظر لنفسه في المراه ، وجهه متعب وشاحب وكانه شبح عائد من الموت ، تنهد وهو يفرك وجهه وفي قلبه ملايين الدعوات لمراد .
خرج وقال لرائد : هيا سنذهب
خرجوا وقال رائد : ان احسست بتعب اخبرني فورا ارجوك يا اخي !
وسام بجدية : سوف افكر في ذلك
رائد : لن احملك اذا سقطت
ابتسم وسام وقال : ان سقطت !
عقد حواجبه وهو يرى فوضى عند الحراس: ما الامر ؟
رائد : لا اعلم ، سوف اسال
يذهب رائد ويعود بعد دقائق ويقول : هناك امراة تصر على رؤيتك
وسام : امراة ؟!
يذهب عندها وسام ويبعد الحرس الذين تجمدوا عن رؤيته ولمعت عيونهم فرحًا لان الزعيم قد عاد !
قال وسام : انا وسام هل لي ان اعرف من انتِ
قالت : انا زوجة مراد هناك موضوع مهم يجب ان اخبرك به
داهمت وسام الذكريات من المستودع تنهد وقال : تعالي لغرفتي لنتحدث
التفت وسام لرائد وقال : جهز سيارة ولا اريد حرس ثم الحق بي للغرفة
رائد : كما تريد
ذهب وسام وزوجة مراد ودخلوا الغرفة وقال وسام : وكلي اذان صاغية .
زوجة مراد : انا اسمي جيهان ، تزوجت مراد من عدة سنوات وصدمت حين علمت بموته ، وحين اتى وقت توزيع الميراث اكتشفنا ان ممتلكات مراد كلها تم كتابتها باسمك
وسام : انا ؟
جيهان : صحيح ، ايضا انا حياتي معرضة للخطر
وسام : كل شيء يتعلق بمراد تحت حمايتي لا تقلقي ، انتي تحت حمايتي انا ، سارسل معكِ حراس للعودة عودي وانتِ مُطمئنة
ابتسمت جيهان وصافحته وقالت : اني اودع لك اموال زوجي لا تفرط بها .
وسام : لا قلق علي او على الاموال .
جيهان خرجت وقال وسام لوليد : ارسل معها رجلين من رجالنا
دخل رائد وقال وسام : جهز لها بيت امن وشدد الحراسة
رائد هز راسه و وسام مشى بعد ان اوقفه وليد وهمس باذنه : الظلال قلقون تواصل معهم
وسلم التفت له وابتسم وربت على كتفه وهز راسه ثم قال : انا ساذهب لمراد والحق بك يا رائد
كان سيذهب لكن اوقفه وليد الذي قال : مرحبا بعودتك
ابتسم وسام وقال : مرحبا بك
وخرج لثلاجة الموتى
دخل وقد طلب من العامل اخراج جثة مراد ، ابتسم بحزن حين تأمل وجهه : مراد اين ذهبت ؟!
اين تركتني ورحلت ؟! اطفأت النور بداخلي بغيابك ، رفيقي في سلاحي يا ذخيرتي التي نفذت ، صديقي ! رحلت واخذت بقايا روحي معكَ ، الا تريدني ان الحق بك ؟! الا تريدني رفيق بالقبر كما كنتُ بالسلاح ؟ أُنازع موتي لاجلك لا تمزقني اكثر ، ذهبت وتركتني في هذا العالم مثل سيفٍ تمزق غمده ، مثل مسدسٍ بلا رصاص ، انا معك وانت معي وان كنت في معالم موتك ضائعا ، سـ احاول البقاء هنا ، اريد التوقف لكني لا استطيع ، لم اقلها سابقا لكنك كنت اكثر من اخ كبير طوال هذا الوقت ، الوداع يا عزيزي الراقد ب امان .
نازع عيونه الا يبكي طوال حديثه جمع قبضته وهو في نيته قتلة شنيعة لمحمد
تنهد وخرج لرائد وقال : سنجهز لجنازة فقيدنا
رائد : كما تأمر ايها الزعيم
#انتهى
#روايات_اكاي

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن