الفصل الثالث: ذكريات الماضي (42)

40 10 0
                                    

42
اكان اجرام تحت العدالة
الفصل الثالث : ذكريات الماضي
البارت الثاني والاربعون
في رواق المشفى
قد انهارت تبكي بصمت وسمير يخفف عنها
رائد يعطي ظهره للجمع ويسند رأسه على الجدار
وزياد جالس على الارض متكور على نفسه و لميس تمسح على ظهره وتبكي بجانبه
حالة مزرية ، هناك شخص ناقص
شخص لم يشاركهم حزنهم حتى
شخص لم يأبه لسنين الاخوة والسند
فجاة تفتح الابواب ويدخل شخص ، له هيأة وسام ولكنه بالتاكيد ليس وسام فهو اطول واعرض من بطلنا .
يقف في منتصف الممر على يمينه وسن وسمير وامام ناظريه رائد وعلى يساره زياد ولميس
قال : اين وسام ؟
التفت رائد وقال : من انت؟
قال : اين وسام ؟
رائد تقدم له وقال : ومن انت لتسأل عنه ؟
قال وهو ينظر بعيني رائد الحزينة والتي تمثل صمودا لم يهزم يومًا : انا اخوه
وسن نظرت له وقال : من انت ؟ ليس لنا اخ !
نظر لها وقال : انا اخوه ، واخوكِ
رائد : اثبت
سكت اسامة قليلا ثم تنهد وادخل يده لجيب سترته الداخلي واخرج قلم ، قلم فضي وعليه جوهرة زرقاء
وفي مقدمة القلم ياقوت ازرق ، منقوش على القلم بسلاسة اسم سلطان
وسن تقف وتذهب للرجل وتقول : وسام يملك ساعة مثل هذه
ينظر الى رائد بنظره هل فهمت الان فيقول رائد : اسمك اذا ؟
يقول : اسامة ، اسامة سلطان السلطان
رائد يفسح الطريق ويدخل اسامة ليرا الجثة
يقف امامه يمسك بيده المتفحمة ، في عيونه الغضب يشتعل ، بعد فراق السنين هذا هو اللقاء الذي طالما انتظره ، لا والف لا بل الانتقام لعبتهُ الان .
خرج وسحب رائد وبدون مقدمات : لننتقم لاخي
رائد : اهدا اولا
اسامة قبض يده بقوة وهو يقول : وكيف اهدا ؟
رائد نظر له بقل حيلة ثم تنهد واجلسه و جلس امامه وقال : لنقم جنازة تليق بهِ اولا ، ثم نتفق بشان انتقامه ، بالطبع موته لن يمر مرور الكرام ، وسام يبقى اعظم شخص خطى على هذه المدينة ، ولن يتكرر ابدا ، لذلك التفكير مثله بطريقته يجعلنا اشد ذكاء واكثر حنكة .
اسامة تنهد وقال وهو يحاول ان يشد نفسه والا يبكي ...
________________________________________
قبل الجنازة ب ساعتين
يجلس برداء النوم امام التلفاز ويقلب في القنوات بلا اهتمام .
يدخل زياد ليسأل : اياد هل تجه..
ولا يكمل جملته فيصدم من منظره ويقول : الن تلبس
اياد : لن اذهب اساسا
ويرفع نظره لزياد الذي توشح بالاسود
تدخل لميس التي ترتدي الاسود وتقول : قم والبس
اياد بحدة : لا تأمريني يا لميس
لميس : بل سامرك ، ارتدي ثيابك مثل الرجال ، رجل اعتبرته اخ وفجأة لا يعني لك شيء ، قم والبس.
اياد بسخرية : لو لم تحبيه لن تكوني امامي هنا
لميس قالت بثقة بعد ان امسكت يد زياد الذي كاد يهجم على زياد : نعم ، احبه ، واحببته ولم ولن اندم على ذلك ما حييت ، انا احترق اليوم لاني اتنفس وهو نائم على صخر قاسي اكاد أُجن لانه رحل ولم اخبره اني احبه ، اموت الف مرة حين اتذكر وجهه او ارى طرف لباسه ، لذلك لا تكن بجيح وقم والبس
________________________________________
الجنازة
جمع هائل يجتمع لاحياء جنازة فقيدهم *البطل*
وصديقه المقدام الي ضحى بروحه لاجله .
رفيقا سلاح
وهذا ما أُطلِق عليهما
وسن تقوي ذاتها وتقف شامخة بجانب رائد و لميس التي تبكي بنحيب في احضان زياد الذي يحاول ان يخفف عنها
واسامة المتخذ المقدمة والمركز ،
احباب مراد واصدقاءه ، ومن يعرفون حازم ، ورفقائه ومديري شركات ، واشخاص غرباء لم يتعرف عليهم ابطالنا  ومعارف وليد ، وفهد ورجاله ، وحراس كُثر من رجال وسام المدربين بعناية من قبله شخصيا .
جيهان التي تقف بجانب وسن و تحاول ان تخفف عنها بالمسح على ظهرها ، ولا تلبث حتى تنهار دموعها وتمسحها وتعاود الكرة .
بعد الانتهاء من دفن ابطالنا يذهب اشخاص ويبقى اخرون ولا يزال الجمع هائل ، يقدم الناس تعازيهم لوسن ورائد واسامة واقارب وليد .
من بعيد يظهر شخص يصرخ ويقول : تعازي لكم
يرفع رائد نظره وتتوسع عيونه حين يرى محمد
يرفع الحرس اسلحتهم ومسادستهم الرشاشة ويطلقون على محمد ورجاله ، فهد ينسحب بسرعة لينفذ بجلده وبجلد محمد وهربا معا بسيارة
كان اشتباك حاد لم تسقط فيه اي جثة لطرف وسام وفي طرف محمد مات نص رجاله ، بل اكثر
رائد ببرود : هل انتهيتم
رئيس الحرس : سيدي هذا بسبب تقصيري
رائد : انا من احدد ما هو السبب ، الان ، اجمعوا لي كل هذه الجثث وضعوها في حفرة ، واحرقوها وادفنوها وانسوا مكانها .
هز راسه وذهب
اياد همس لزياد : الا تراه امسك مكان وسام فور ذلك ، ووسن لم تقل شيء
زياد : اياد ، اني اسكت الان احترامًا لوسام ووليد فلا تجعلني ادفنك بجانبهما
اياد دفع زياد واكمل ينظر لظهر رائد الذي يعطي تعلمياته للحرس وسمير 
ينظر بغضب غير مُبرِر .
وسن اقتربت وقالت : اخي رائد
رائد : عودي للمنزلي انتي واخت زياد ، المكان خطر
وسن : انظر لي
التفت رائد وهو يرا هيبة وسام وقوته في جسد ضئيل ، يراها في وسن .
وسن : ابسط يدك
فتح رائد يده ووضعت وسن فيها خاتم من الزمرد الاسود الخام ، والذي كان يُعرف به وسام .
وسن : انت مسؤول عن الانتقام لوسام ، لا تعد هذا الخاتم الا بعد الانتقام
رائد وقد ازدادت ثقته وشعر كما لو ان وسام املى عليه امرا ينفذه ، لبس الخاتم وقال : اعدكِ بروحي ان انتقم لهما، وموت محمد على يدي .
ابتسمت وسن وهزت راسها ، ورفعت الوشاح على كتفيها ، وجلست بجانب قبر وسام ترص عليه الزهور وتمسح شاهدة القبر ، وتروي دموعها بذور الزهر على القبر .
ثم دفنت بجانب الورد رصاصة ذهبية ثم طبعت على شاهدة القبر قبلة خفيفة ونهضت وخلفها حرس يحمونها
اياد : لم اعطته الخاتم ؟
زياد شد يده وقال بحده : اياد !
اياد : لما لم تعطيهِ لي او لك نحن اقرب لها
زياد ابتسم لها وهو يريده ان يصمت : ان كانت على القرابة لاعطته لسمير ، انها مسالة الاجدر
اياد : ان كان الاجدر فساكو
ابتعد زياد ليلحق برائد
تافف اياد ولحق به
________________________________________
يدخل المكتب كل من رائد واسامة زياد واياد وسمير .
اياد يجلس في طاولة الاجتماعات في مكانه المعتاد
فيجلس رائد في الكرسي الموجود امام كرسي وسام .
فيقول اياد : لما لم تجلس خلف المكتب ؟
رائد بحدة: لا انا ولا انت ولا اي من الموجودين هنا نستحق الجلوس على ذلك الكرسي
#انتهى
#روايات_اكاي

Crime حيث تعيش القصص. اكتشف الآن